الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاماركسية شيوعية (حزب) الشهداء!

طلال الربيعي

2018 / 10 / 17
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


في ردي على تعليقيي الزميلين الكريمين حسين عجيب و وديع العبيدي وكذلك في مقالتي
الشجاعة (الادبية) كنقيض لثقافة الدولار!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=614751
لم اهدف الى التمييز بين السعادة واللذة. و يمكن القول ان السعادة هي لذة تتميز بدوامها لفنرة طويلة نسبيا. فاني استطيع القول "اني سعيد لأني اتلذذ بحياتي! ", وان كان العكس قد يخلق مشاكلا اخلاقية, صحية, او قانونية.

السعادة ,كفرع من فروع اللذة, تتميز عن انواع اللذة الاخرى بكونها قد لا تحتاج الى وعاء او وسط مادي لتحققها. بالعكس, الوعاء المادي, او الجسد البشري, قد يكون عائقا امام تحقق السعادة لكون الجسد مصدر الالم والمرض والعذاب, وخصوصا لدى الشيوعيين, في العراق مثلا, في ظروف المطاردة والقمع. السعادة تنفي فيزياءيتها وتتحول الى ميتافيزيقيا, وكموضوع لعلم الماورائية او ما بعد الطبيعة , فلا يمكن دراسته من قبل العلم الطبيعي او فلسفته, وخصوصا الفلسفة الوضعية التي تشغل نفسها فقط بالاحساسات الجسمية, اومقارباتها البيولوجية-فسيولوجية او هرمونية الخ, وليس بالمشاعر الماورائية, فليس هنالك فلسفة علم الماورائية وهذا امر معروف منذ زمن ارسطو.

وفي الواقع ان سعادة الشهادة (حزب الشهداء من اجل شعب سعيد؟), بداهة, لا تتحق بالموت نفسه, وانما من خلال ان يموت الشخص او شعوره بانه قد يكون في طريقه الى الموت. انه شعور شهواني-رومانطيقي يسبق الموت, الموت كاغلى هدية يمكن للمرء تقديمها من اجل حبيبته او حبيبها, القضية, والقضية هنا هي شعور نفسي وبمحتوى فكري قد يشوبه الكثير من الغموض رغم قناعة الشخص اليقينية بضرورة التضحية بالجسد من اجلها. والقضية هي دوما اسم وليست فعلا. اي ان الشخص يناضل من اجل الشيوعية كهدف برغم انه ليس هنالك من دليل علمي واحد (بالرغم من علمية الماركسية) ان الشيوعية تقترن بالسعادة رغم سعيها الى تحقيق العدالة, اللهم الا اذا كانت السعادة تعني ازالة الاغتراب, ولكن هذا تجريد يلامس سطح الامور وليس اعماقها , فالعدالة والسعادة مفهومان ليسا متطابقان.

ورافعو شعار "شعب سعيد" يُسقطون السعادة المتحققة شخصيا عن طريق الشهادة, او توجسها في طريقهم الى الشهادة, على الشيوعية نفسها, او مجتمعها الافتراضي مستقبلا, فيقترفون بذلك خطأ قاتلا. فهم يقبرون انفسهم والآخرين برفعهم راية شيوعية "حزب الشهادة والشهداء", والتاريخ يقدم من الدلائل ما لا يعد ولا يحصى بهذا الخصوص.

والذين يرفعون شعار "وطن سعيد" لا يميلون الآن الى الشهادة, ليس لأن المجتمع العراقي الآن اكثر سعادة من ذي قبل, بل لانهم في وضع مادي افضل واقل عرضة للاعتقال والتعذيب عما سبق وكفت بذلك اجسادهم في ان تكون مصدر الم. انها مصدر متعة الآن. ولاخفاء التناقض بين مشاعرهم الخاصة ومشاعر عموم المجتمع يلجؤن الى خلق وهم ان الكل يستطيع تحقيق السعادة, حتى ولو نسبيا. انهم يمنحون عادل عبد المهدي سنة واحدة ليقرروا بعدها موقفهم منه. وطبعا السنة الواحدة قابلة للتكرار على الدوام. الغرض الحقيقي من المهلة هو تخفيف حدة التناقض بين المشاعر الخاصة والعامة. انه خداع نفسي وآيديولوجي في آن واحد.

وشعور شيوعيي شعار "شعب سعيد" باللذة او السعادة بالتضحية بالجسد من اجل قضية كبرى هو صنو, الى حد كبير, لمشاعر التلذذ بايذاء الجسد عند اتباع (سيد الشهداء!) الامام الحسين في مراسيم عاشوراء, وان كانت كل ايام شيوعيي الشعار هي عاشوراء. والفرق الآخر ان تلذذ اتباع الحسين باللطم وايذاء الجسد تتعلق بالزمن الماضي, اما لذة الشيوعيين فتتعلق بحالة مسقبلية, بناء المجتمع الشيوعي في زمن آتٍ. ولكن الماضي او المستقبل هما مفهومان للزمن يتحققان في انهيارهما في, او الى, اللحظة الراهنة, الزمن الحاضر, اي الزمن بمفهوم عالم الرياضيات والفيلسوف هنري بيرجسون الذي حاز على جائزة نوبل في الآداب في عام 1927, وخصوصا في عمله بخصوص الزمن والارادة الحرة
Time and Free Will: An Essay on the Immediate Data of Consciousness
لمزيد من التفصيل يمكن مراجعة
Henri Bergson and the Perception of Time
https://philosophynow.org/issues/48/Henri_Bergson_and_the_Perception_of_Time

فاذا كانت السعادة فرعا من فروع اللذة, فينبغي ايضا ان نتسائل ايضا عن اخلاقية تحققها, وهذه ليست موضوعة ماكيافلية بالضرورة. فهل السعادة اخلاقية او حالة صحية دوما بغض النظر عن وسيلة تحققها؟ مثلا, ماذا عن السعادة, الوقتية, المتحققة عن طريق تناول المخدرات, او السعادة, الاطول نسبيا, المتحققة عن طريق الوهم المورفيني, الدين كوعي زائف او عصاب اوديبي واقترانه بموضوعة الخطيئة والشعور بالذنب وضرورة التكفير عنه بايذاء الجسد؟ فنحن نعلم من مصادر تاريخية ان الصوفي الحلاج كان يتلذذ بايذاء وتقطيع جسده من قبل السلطة وانه كتب اجمل شعر بحق تجربته بعد ان وهبها القداسة الالاهية. والحجاج هو افضل مثال على ان الحقيقة الشعرية اكثر اصالة مما يسمى الحقيقة التاريخية, اوالامبريقية, وكما اسهب في شرح ذلك العراب الفلسفي للحضارة الغربية, ارسطو, باعتبار ان الحقيقة الشعرية حقيقة عامة تتخطى حواجز الزمان والمكان.
The Greek philosopher Aristotle who is also considered a forerunner of Western Literary Criticism has in his Poetics defined a distinction between Historical Truth and Poetic Truth. Poetic Truth according to him is far superior to Historical Truth, since it has the possibility of reoccurring. Hence it possesses a universal value, a value that surpasses the boundaries of time and place. Historical Truth on the other hand deals with facts that had taken place in reality, according to the sequence they had taken place
Distinction between historical truth and poetic truth
http://archives.sundayobserver.lk/2013/05/26/mon11.asp

والموت قد لا يكون موتا بيولوجيا, بل موتا سيميائيا, الموت الاصغر, الموت المتحقق عندما تضمحل اصالة الفرد في لغة الخطاب الجمعي, فتصبح عندها اللغة واسطة اغتراب وليست واسطة تقارب او تفاهم. اللغة تتكلم ولكنها لا تقول شيئا!

وشيوعية (حزب) الشهداء ليست ماركسية لأنها تنفي الجسد وتغترب عن ماديتها. انها ابيقورية, ولكنها ليست ابيقورية معتدلة او معقولة او ان اللذة هي وحدها الخير الأسمى، والألم هو وحده الشر الأقصى, وانما ابيقورية متطرفة, فليس هنالك من فاصل بين الالم واللذة, حيث يلتحم الاثنان في عناق ابدي كالعشيقيين في ما يسميه المحلل النفسي لاكان
jouissance
What Does Lacan Say About… Jouissance?
http://www.lacanonline.com/index/2015/07/what-does-lacan-say-about-jouissance








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحلاج والحجاج!
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 17 - 04:02 )
تصحيح واعتذار:
الحجاج هو افضل مثال على...
هي طبعا
الحلاج هو افضل مثال على...
فيبدو لي ان موضوعة اللذة عند الحلاج يان يكون المُعذَب قد اختلطت عندي في عقلي الباطن مع الحجاج الذي يقدم صورة مناقضة للحلاج حيث كان هو المعذِب ويتلذذ في تعذيب الناس او قتلهم وعلى عكس الحلاج.
ولكني لا اعتقد ان الحلاج هو الاطروحة النقيضة ديالكتيكيا للحجاج بقدر ان المازوخية والسادية هما موضوعة واحدة وليستا نقيضتين لبعضهما البعض, اي انهما ليستا اطروحتين متضادتين ديالكتيكيا كما في الرأسمالية والبروليتاريا على سبيل المثال.


2 - القصة قديمة
بارباروسا آكيم ( 2018 / 10 / 17 - 16:16 )
تحية طيبة
بالنسبة لإيذاء الجسد و تقديس الموت و الأموات و
البُكائنات و اللطم و النحيب
عادة ليست جديدة على ميزوبوتاميا
بل هي قديمة جداً
كان أهل هذه البلاد يحتفلون كل سنة بإستشهاد سيدنا (( تموز )) ( عليه السلام ) أو طَموزي كما يسميه البابليين
و كانت الناس تُنشد لتهدئة خاطر مولاتي عشتار ( عليها السلام ) بعد أن أُخذت سبية إلى العالم السفلي
أو ينشدون على لسانها و يلطمون و يشقون الملابس و ينوحون

وهكذا إلى يومنا هذا لم تنته قصة تموز و عشتار



تحياتي و تقديري


3 - العنف عندنا كوليد لنمط الانتاج الآسيوي!
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 17 - 18:04 )
الزميل العزيزبارباروسا آكيم
كل الشكر على تعليقك فائق الاهمية والذي يظهر انه حتى الديانات اللاتوحيدية في العراق القديم والمنطقة, وعلى عكس مثلا البوذية وديانات اخرى في مناطق بعيدة, كانت تتسم بساديتها وسعي آلهتها الى معاقبة البشر واخصائهم ولا ادري هل ان لذلك علاقة بالنظام القمعي لنظام الانتاج الآسيوي الذي تحدث عنه ماركس
https://www.science-dir-ect.com/sdfe/pdf/download/eid/1-s2.0-0147596780900050/first-page-pdf
والذي لا يزال يفعل فعله الآن وهو عابر للتاريخ,ان كان هناك من تاريخ عندنا لان الزمن ليس بعرفه الميكانيكي قد توقف عندنا لكن بعرف بيرجسون, والزمن كما نعلم من هايدغر هو الذي يخلق كينونة الانسان
https://www.britannica.com/biography/Martin-Heidegger-German-philosopher#ref135624
الا ان السؤال الاكبر هل ان اتسام آيدلوجياتنا في المنطقة وبضمنها الشيوعية بالعنف والعنف المضاد هي نتيجة لغلبة هذا النمط من الانتاج على الحياة والذي يظهر باشكاله المتعددة مثل شيوعية الشهداء او التطبير في عاشوراء عند العراقيين واللبنانيين ولكن ليسس عند الايرانيين
يتبع


4 - العنف عندنا كوليد لنمط الانتاج الآسيوي!
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 17 - 18:10 )
الذين يحتفلون ايضا بعاشوراء ويعظمون الامام الحسين كما نعلم؟ علما ان هنالك فتاوى عديدة من مرجعيات دينية بالضد من التطبير وايذاء النفس ولكنها كلها لا تسوى شروى نقير قياسا الى غلبة العامل الاقتصادي على تفكير الانسان وكما تعلمنا اياه الماركسية. والموضوع يستحق بالطبع وقفة طويلة وهو موضوع في غاية الاهمية وللاسف لم يوليه باحثو موضوعة العنف في العراق والمنطقة اهتماما حتى بحده الادنى واقتصرت معالجتهم للعنف على تقارير وصفية لا تغني ولا تسمن والتقارير الوصفية هي بحد ذاتها ايضا عنف او
VOYEURISM
كما نسميه في الطب النفسي.
ولربما اعود الى معالجة هذا الموضوع في اوقات لاحقة وهو موضوع شيق جدا اضافة الى اهميته الكبيرة
مع فائق مودتي واحترامي


5 - عكسنا, يرقصون السامبا ولذا يحترمون الجسد!
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 17 - 20:23 )
قرأت الآن خبرا مفاده ان
الشرطة البرازيلية تطلب توجيه تهمة الفساد إلى الرئيس ميشال تامر
https://www.msn.com/ar-eg/news/other/d8-a7-d9-84-d8-b4-d8-b1-d8-b7-d8-a9-d8-a7-d9-84-d8-a8-d8-b1-d8-a7-d8-b2-d9-8a-d9-84-d9-8a-d8-a9-d8-aa-d8-b7-d9-84-d8-a8-d8-aa-d9-88-d8-ac-d9-8a-d9-87-d8-aa-d9-87-d9-85-d8-a9-d8-a7-d9-84-d9-81-d8-b3-d8-a7-d8-af-d8-a5-d9-84-d9-89-d8-a7-d9-84-d8-b1-d8-a6/ar-BBOuKcw

اما افراد شرطتنا العراقية فهم في اغلبيتهم مرتزقة ولا يأبهون لتطبيق القوانين وحماية الشعب قدر اهتمامهم بمصالحهم وخصوصا انهم نتاج هجيني همجي بالغ التخلف للمحاصصة والكولونيالية الجديدة. فالشرطة فقط قادرة على قمع الشعب وقتله وتسلك سلوك كلاب السلطة. والا لماذا لم تحرك ساكنا تجاه اتهامات جرمية بحق ع.ع. مهدي ورشوات الحلبوسي وغيرهم كثر من مافيات السلطة؟ وشعبنا عموما لا يأبه لانتهاك حقوقه ويسمح للكلاب بنهش لحمه ويردد فقط آني شعليه رغم اتخاذ ذلك نمط هيهات منا الذلة-اي نعم!
يتبع


6 - عكسنا, يرقصون السامبا ولذا يحترمون الجسد!
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 17 - 20:24 )
ولكن البرازيليين يفعلون ولا يحتاجوا ان يرددوا هيهات منا الذلة لانهم يحترمون الجسد بدلالة, مثلا, انهم يرقصون السامبا وعندنا يحتقرون الجسد بدلالة اللطم والتطبير وحزب الشهداء, وكلما ازداد عدد الشهداء كلما ازداد الظلم والقهر والعنف. ولعل احد علماء الرياضيات او الاحصاء عندنا يستطيع صياغة معادلة رياضية تعكس رياضيا او احصائيا واقع الحال عندنا وكدليل علمي تستخدمه الاستراتيجيات الفكرية والسياسية المناهضة للظلم وفي تحقيق السعادة مهما كان مغزاها او تعريفها.
لذلك تقمع القوى الاسلامية والرجعية المنحطة عندنا الرقص والموسيقى وفنون التجميل وعرض الازياء وتقتل من يعلي ثقافة الجمال لانها تريد دوما تكريس ثقافة احتقار الجسد من اجل السيطرة والهيمنة والتحكم في البشر. وهذه هي ثقافة السلطة العراقية كما هي ثقافة داعش ومشتقاتها.


7 - وحكامنا يقبلون بسطال الفريق لورا او كعبها العالي!
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 17 - 21:05 )
لأول مرة.. امرأة تتولى أكبر قيادة في الجيش الأمريكي
https://arabic.rt.com/world/976953-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9/
وهذه المرأة (وغيرها مثل ماي ومبركل) هي التي تتحكم بحكامنا الامعات وتوجههم كاتباع صغار ولكنهم يسمون المرأة عندنا عورة ويجب حجبها عن الناس بتحقيرها وتغليف جسدها باسمال الملابس. وهؤلاء الحكام جبناء تافهون ومهزوزون نفسيا فهم اسود على شعوبهم ويقتلون النساء الواعيات والجميلات ولا يوجد تحقيق ولا هم يحزنون او بحجة غسل العار وبغداد تحتل الرقم الأكبر بقتل النساء
رقص على ذبح العراقيات ضحايا أفتك جرائم الشرق ضد النساء
https://arabic.sputniknews.com/society/201505201014338172/
يتبع


8 - وحكامنا يقبلون بسطال الفريق لورا او كعبها العالي!
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 17 - 21:06 )
ولكن حكامنا يقبلوّن بسطال الفريق لورا او كعبها العالي خارج اوقات الدوام الرسمي. وقد عالج موضوعة استعمار عقول الشعوب المحتلة والخاضعة للكولونيالية باسهاب بالغ الجودة الطبيب النفسي والثوري الماركسي فرانتز فانون في كتابه
Black Skin White Masks
https://englishsummary.com/black-skin-white-masks-fanon/


9 - السعادة في تضييع الوقت والهروب من المسؤولية
وديع العبيدي ( 2018 / 10 / 18 - 23:51 )
الصديق الاستاذ طلال الربيعي
ثمة تداخل بين المفهوم الشعبي اللغوي للذة والسعادة واعتمادها دينيا وسياسيا، وهي تخريجات لم تخدم الانسان والمجتمع العربي، وانما وادت من انحطاطه وتعقيد صلته بالوجود والعالم. في رأيي الانسان العربي لا يفكر باللذة والسعادة، ولنعرف انها مفردات ومفاهيم حداثية وردت من الخارج، وليس لها تجذير محلي.
اللذة والفلسفة كانت موضوعا فلسفيا لدى قدماء الاغريق وفلسفة عصر النهضة، ولكن من منظور البحث عن غائية الحياة ومغزى تعب الانسان في الوجود، والبعض منهم اعتبر المنفعة أو المعرفة . او الفضيلة هدفا اسمى للحياة. وقد اعتبر شوبنهاور اللذة هدف الحياة بينما اعتبر نيتشه ان الحياة من غير الم لا تستحق العيش. والألم هو الوجه الاخر للذة حسب تفسير البعض. وعلى ذكر نيتشه فهو ابرز من عالج وتكفل بمضوع الشجاعة وفلسفة القوة التي كبقتها الامبريالية الرأسمالية بشكل معكوس ومشوه.
الفرد العربي والمسلم لا يفكر ولا يجد معنى وغاية عليا للحياة، لذلك ينظر للراحة/(السعادة) من خلال قتل الوقت او الهروب من الواقع والاستفراغ في التفاصيل الثانوية. ولم تضف الحزبية والديانة تطويرا او تحسينا لفكر المسلم وحياته.


10 - السعادة في تضييع الوقت والهروب من المسؤولية
وديع العبيدي ( 2018 / 10 / 19 - 00:34 )
الصديق الاستاذ طلال الربيعي
ثمة تداخل بين المفهوم الشعبي اللغوي للذة والسعادة واعتمادها دينيا وسياسيا، وهي تخريجات لم تخدم الانسان والمجتمع العربي، وانما وادت من انحطاطه وتعقيد صلته بالوجود والعالم. في رأيي الانسان العربي لا يفكر باللذة والسعادة، ولنعرف انها مفردات ومفاهيم حداثية وردت من الخارج، وليس لها تجذير محلي.
اللذة والفلسفة كانت موضوعا فلسفيا لدى قدماء الاغريق وفلسفة عصر النهضة، ولكن من منظور البحث عن غائية الحياة ومغزى تعب الانسان في الوجود، والبعض منهم اعتبر المنفعة أو المعرفة . او الفضيلة هدفا اسمى للحياة. وقد اعتبر شوبنهاور اللذة هدف الحياة بينما اعتبر نيتشه ان الحياة من غير الم لا تستحق العيش. والألم هو الوجه الاخر للذة حسب تفسير البعض. وعلى ذكر نيتشه فهو ابرز من عالج وتكفل بموضوع الشجاعة وفلسفة القوة التي طبقتها الامبريالية الرأسمالية بشكل معكوس ومشوه.
الفرد العربي والمسلم لا يفكر ولا يجد معنى وغاية عليا للحياة، لذلك ينظر للراحة/(السعادة) من خلال قتل الوقت او الهروب من الواقع والاستفراغ في التفاصيل الثانوية. ولم تضف الحزبية والديانة تطويرا او تحسينا لفكر المسلم وحياته.


11 - بريطانيا تستحدث وزارة الانتحار
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 19 - 00:36 )
مع ان الرأسمالية احدثت ثورة هائلة في التكنولوجيا والمعرفة, ثمّنها ماركس كل التثمين في رأس المال, الا انها لا تستطيع يوما العيش بدون تغذية الروح الاستهلاكية. والانسان فيها نفسه, على خلاف المجتمعات الطبقية الاخرى او الما قبل الرأسمالية, يتحول الى سلعة. انها تخلق كل يوم سلع جديدة وحاجات مصطنعة, لخلق انطباع كاذب ان الرغبة البشرية ممكن اشباعها. وهي تخلق ادوات ادامتها كنظام بابقاء الامل بتحقق الرغبة او الحلم- ساكون سعيدا او اكثر سعادة لو امتلكت آيفون او سيارة جديدة, ومقياس السعادة لربما له بداية ولكن لانهاية له. و اللانهاية هي ليست مفهوما امبريقيا, انها اختراع رياضياتي. ولذا فان اشباع الرغبة لا بمكن ان بتحقق امبريقيا او تجريبيا او حياتيا بتكاثر الاستهلاك-ناهيك عن التلوث البيئي الهائل نتيجة تعاظم الاستهلاك. وحالما يتملك الشخص ما كان يحلم به حتى ييدء سعيه في امتلاكه سلعة اخرى كي يحيي شعوره بالسعادة او يديمه. الانسان عموما في المجتمع الرأسمالي يصبح بروليتارياً ومغتربا عن السلعة. فالسلعة هي السيد وهو عبدها.
يتبع


12 - بريطانيا تستحدث وزارة الانتحار
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 19 - 00:43 )
وهي سلسلة لا تنتهي فالحلم الامريكي لا يضع نهاية للرغبة
the sky is the-limit-
وكلما استهلك الانسان اكثر كلما تقزم اكثر كانسان وازدادت تعاسته. فقد تضاعفت نسبة الاصابة الآن بالكأبة اكثر من عشرة مرات مقارنة بنسبتها بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة رغم ارتفاع المستوى المادي للكثير من الشعوب وتطور الطب النفسي الهائل في مجال العقاقير والعلاج والتأهيل النفسي في العقود الاخيرة.
ولذا ان تزايد نسبة الانتحار في بربطانيا حاليا حملت الحكومة على استحداث وزارة جديدة اسمها وزارة الانتحار للحد من هذه الظاهرة المتفشية كوباء!
First Ever Minister For Suicide Prevention Appointed As Too Many Suffer In Silence
https://www.huffingtonpost.co.uk/entry/minister-for-suicide-mental-health_uk_5bbccb28e4b01470d055c4ff?guccounter=1&guce_referrer_us=aHR0cHM6Ly93d3cuZ29vZ2xlLmF0Lw&guce_referrer_cs=8yXBXNLAowwhyTAXpPKAaw

وانظر كذلك
الرأسمالية تخلق مستودع العبيد
slave depot
https://prezi.com/owbwjasojaor/marxism-in-health-social-care/


13 - اوسكار وايلد كمثال يجسد الانسان الشيوعي!
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 19 - 01:26 )
الصديق العزيز الاستاذ وديع العبيدي
كل الشكر على تعليقك .
الانسان في منطقتنا يتحدث عن السعادة بدلالة كما ذكرته, مرارا, رفع شعارشعب سعيد, في العراق ولربما في دول اخرى مثل لبنان وسوريا.
ولكن كما قلت في مقالتي ايضا, فاللذة والسعادة مفهومان متداخلان وطرق تحقيقها عديدة. ولكن ما يهمني هنا هو ان السعادة هي مفهوم غير اخلاقي بحد ذاته, وان ماركس لم يتكلم عن المجتمع الشيوعي كمجتمع السعادة وخصوصا كيوتوبيا, بل ان الشيوعية توفر الفرصة لتحقيق الانسان لنفسه بتقليل وقت العمل الضروري وتوفير وسائل الاشباع الروحي من مسرح او سينما او متاحف الخ وتفليل كلفتها والغاء الحدود بين الفن والحياة.
اي ان الماركسية هي ايضا نقيض العمل ولكن ليس بالضرورة بمفهوم الكسل كما في تعليقك . و اعتقد ان تعليقك يركز كثيرا على انتاجية الانسان ويحيل الماركسية الى نقيضها, الى نظرية رأسمالية, اقتصادية او ادارية, لزيادة كفاءة العمل وانتاجيته!
يتبع


14 - اوسكار وايلد كمثال يجسد الانسان الشيوعي!
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 19 - 01:28 )
ويمكن ان نقول ان الفرد نفسه قد يحقق شيوعيته لنفسه وبنفسه عن طريق الابداع واستخدامه الوقت ليس بالمفهوم الميكانيكي انما بمفهوم بيرجسون وهايدغر, كما اشرت اليه اعلاه. ويمكن اعتبار, مثلا, الروائي اوسكار وايلد مثالا على تحقق الانسان الشيوعي!
الانسان عموما في منطقتنا يهدف الى تحقيق السعادة عن طريق, اولا, النزعة الاستهلاكية والمزيد منها. ثانيا, المخدر الموروفيني, الدين, كبضاعة استهلاكية هو الآخر وليست كقيم روحية وانسانية, وثالثا, تعاطي المخدرات وخصوصا لدى الشباب والاحداث, حيث تحولت ظاهرة الادمان على المخدرات الى كارثة بشرية عراقية بمعنى الكلمة. وهؤلاء قد لا يستخدمون مصطلح السعادة كمحفز, ولكننا نعلم ان الهروب من الالم قد يكون صنوا للسعادة!
مع وافر مودتي


15 - برنامج الموت المنظم
وديع العبيدي ( 2018 / 10 / 19 - 01:54 )
أتفق مع رؤيتك العميقة وقراءتك المركبة للفرد والحراكين السياسي والديني، راجيا ان يضيء رأيك في ايقاظ الوعي وتنوير الذهن الفردي لتصويب موقفه والتحرر من ثقافة القطيع والودغما. اما انشاء وزارة للانتحار في انجلتره، فليس لمعالجة ظاهرة الانتحار المضطردة في البلاد، وانما لتنظيمها والسيطرة عليها مؤسساتيا. علما ان البرلمان الانجليزي كان مشغولا لاكثر من ستة اشهر لمناقشة مشروع (الموت المنظم) وتشكيل الوزارة هو اقرار للمشروع الرأسمالية، والرأسمالية البراغماتية وحشية المضمون والأدوات، ولا صلة لها بالرحمة والعدل والانسانية. وفي المستشفيات الانجليزية توجد ملصقات اعلانية عن برامج المساعدة في الموت، حسب رغبة الشخص وحالته الصحية.
ويعتبر فرانسس بيكون كما يرد في موضوع (البلادة) من أوائل مقترحي فكرة الموت المنظم أو الرحيم لمن لا يستفيد منهم المجتمع. . هذا يتعلق ايضا بالمضمون التدميري للراسمالية الامبريالي وقيادتها البشرية للاحباط والعدمية وقتل الامل. الخطورة في الموضوع هو عولمة مؤسسات الموت المنظم والرحيم في بلدان العالم الثالث، وبشكل يناسب منظورها للاصطفاء الاصطناعي، وبالتأكيد لن يقف حكام بلداننا ضد المشروع


16 - -اني انتج اني اذن موجود!-
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 19 - 02:21 )
الاستاذ العزيز وديع العبيدي!
كل الشكر على المواصلة!
الانسان كما ذكرت اعلاه وكما نعلم يتحول الى بضاعة في المجتمع الرأسمالي وعندما يمرض او يشيخ فانه يصبح بنظر النظام عالة عليه وعنصرا غير منتجا وبالتالي تنتفي انسانيته وينبغي التخلص منه كأية بضاعة بائرة.
ان شعار الرأسمالية هو شعار مناقض بالكامل لشعار اب العلم الحديث, رينيه ديكارت, -اني افكر اني اذن موجود!- حيث استبدلته الرأسمالية بشعار -اني انتج اني اذن موجود!-. وكما قلت بحق في تعليقك ان ذلك كله يساهم في نشر عقلية القطيع والبلادة واللامبالاة وكذلك ثقافة العنف واضمحلال الثقافة وملكة التفكير عموما. ويبدو ان الرأسمالية الحالية تحقق نبؤءة نيتشه بظهور عصر الانسان التافه بعد مائة عام من عصره!
مع وافر المودة


17 - ماركس واطروحته حول ابيقور
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 26 - 03:45 )
فاتني ان اذكر في كلامي عن الابيقورية ذكر ما قد يبدو مهما الآن او لاحقا. فقد كتب ماركس اطروحته للدكتوراة حول ابيقور, وكان معجبا لحماسة ابيقور في الدفاع عن العدالة والحرية وكراهيته لتراكم الثروة, العملية الجنينية لتراكم رأس المال في النظام الرأسمالي. وكانت مادبة ابيقور تعني ايضا, كما في عصر التنوير, الحرية من الاوهام والخرافات. ويمكن الاطلاع على اطروحة ماركس بالكامل في
Full text of -Marx, Karl Doctoral Thesis The Difference Between the Democritean and Epicurean Philosophy of Nature-
https://archive.org/stream/Marx_Karl_-_Doctoral_Thesis_-_The_Difference_Between_the_Democritean_and_Epicure/Marx_Karl_-_Doctoral_Thesis_-_The_Difference_Between_the_Democritean_and_Epicurean_Philosophy_of_Nature_djvu.txt

اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا