الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع اللغوي في الجزائر ..... قَاطع تُقاطع .

الطيب آيت حمودة

2018 / 10 / 17
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


.

°°حرب اللغات التي تنبأ بها جون كالفي لويس في كتابه الموسوم [ بحرب اللغات والسياسات اللغوية] بدأ في طرق أباب المحروسة ، فبعد التضييق على اللسان المحلي ( بالمنع )(و التحجير) و( النبذ ) وبمختلف أساليب التحقير و المقاطعة رغم توطينها وترسيمها دستوريا ، وهي الأولى التي يجب أن تُحترم لأنها اللغة الأصلية اللغة التي قاومت كل صنوف التعدي والطمس ، وبقيت ( لغة حية ) في قلوب وعقول الأجداد رغم غياب السند لها ( دينيا ) و(سلطويا ).
°الجزائريون في حقيقتهم يحترمون كل اللغات ، ويميزون بين اللغة كمنتوج حضاري ، وأصحابها المستعمرين الغاصبين ، فالأمازيغ تفاعلوا بايجابية مع اللغات الوافدة و أبدعوا بها ، كتبوا (بالبونية) كالعالم الفلاحي [ماغون ] و(بالاتينية ) كسانت أوغسطين ، و( بالعربية ) كالفيلسوف ابن رشد و العالم ابن فرناس.... ، وكان لهم علماء كبار في فقه اللغة العربية قواعدها ونحوها صرفها ، فصاحب ( لسان العرب ) ابن منظور أمازيغي من تونس ، ومعه وإثنان من أمازيغ زواوة ( ابن معطي الزواوي) صاحب الألفية ، (ابن أجروم )صاحب الأجرومية ، كما أن صاحب البردة في مدح الرسول التي ملأت الآفاق هي من نظم الأمازيغي الإمام محمد سعيد البصيري ، وتفاعلوا مع اللغة الفرنسية بإيجابية فكان لهم أدبهم المميز في رواق الفرنكفونية ، وهو ما يعني أن أجدادنا حملوا همَّ تطوير وإثراء لغات الوافدين على حساب لغتهم التي عانت الإهمال التقعيدي وهو ما جعلها بدرجة لهجات لكنها قابلة لتضير لغة مميزة ، فاللغات تموت وتحيا بإرادة أبنائها ، فما دامت إرادة الأمازيغ قوية في استرجاع لغتهم [فالواجب هو تشجيعهم والأخذ بأيديهم في تذليل مختلف الصعاب ].
°°لا أعتقد بأن الأمازيغ يكرهون اللغة العربية ، ربما بعضهم يتظاهر بكرهها عبر محو كتابتها على ألواح التوجيه المروري واللاّفتات ، وهي أفعال معزولة لا تعبر عن الرأي العام ، لكن ما يقومون به مبرر ، فآليات تشويه الوثبة المطلبية للأمازيغية كبيرة جدا ، وهي طافحة تعبر عن محاولات لعزل منطقة القبائل عن باقي الجزائر لا لشيء سوى أنها الرائدة في المطلب الهوياتي .
°° في الوقت الذي كنا ننتظر تعويم تدريس الأمازيغية على كل مدارس القطر الجزائري، لتكوين ملم جزائري [ معتز بأمازيغيته وعربيته ] ، نفاجأ بلوبيات عروبية مؤدلجة تكبح ذلك التوجه وتشن حربا شعواء ضد الأمازيغية في ( الوسط الشعبي المغمور في بحر الأدولوجية العروبية ) لأزيد من نصف قرن ، ولا شك بأن [لكل فعل ردة فعل] ، وردود الأفعال تأتي غالبا من [صخرة القبائل ]، فكان منع تدريس الأمازيغية في بعض جهات الوطن وعزوف الناس عليها ، هزات ارتدادية أخطرها [امتناع ] تلاميذ بعض ثانويات ولاية تيزي وزو ، منها ثانوية عبد الرحمن اليلولي على مقاطعة دروس اللغة العربية ، ... والفعل سيتعمم تدريجيا ليشمل عديد المؤسسات التعليمية التي أدركت مدى الحيف الذي تعانيه اللغة المحلية من ذويها وسلطتها ، و الغريب أن التصارع ( الأمازيغي / العربي) سيجني ثماره التيار المفرنس ، فاللغة الفرنسية لم يقاطعها أحد ، وهي إجبارية للجميع باعتبارها غنيمة حرب حسب تعبير كاتب ياسين .

°°°الجزائر حاليا تعيش على صفيح ساخن ، أزمات ازمات وفي كل الأصعدة ، الساسة حاليا منشغلون بترتيب أرضية (ضامنة للفوز بالإنتخابات الصورية ) لضمان مقاعد مثيرة لهم وسط هرج ومرج على مداخل البرلمان ، فالدول الناجحة هي الدول التي [ تخطط مسبقا لمستقبلها السياسي و التعليمي والدفاعي و الصناعي والعمراني ...]، فنحن حاليا نعيش في بلد ( طموح شعبه أكبر من طموح حكامه )الذين انشغلوا بنهب المال العام و السيطرة على مفاصل الدولة لصالحهم وصالح ذويهم والمناصرين لهم ، ذاك الإنشغال البائس الذي سيجُرنا حتما إلى وباء التطاحن و ( دخان البارود ) حسب تعبير أمين أول حزب قائد في الجزائر في خرجته المتجددة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا