الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انطلاق برنامج إيراسموس+ للتبادل الافتراضي بشباب ولاجئين من منطقة البحر الأبيض المتوسط

جوسيب أكونشا

2018 / 10 / 17
التربية والتعليم والبحث العلمي



جوسيب أكونشا وفرانشيسكا هيلم

"إنها خطوة ثورية: إمكانية مبتكرة لمشاركة الآراء المتنوعة، وتبادل المعرفة، وفهم الرؤى المختلفة." -أحد الشباب المشاركين في برنامج إيراسموس+ للتبادل الافتراضي

منذ انطلاقه في 1987، بلغ عدد المشاركين في مشروع إيراسموس تسعة ملايين شخص، وذلك وفقًا للبيانات الصادرة عن المفوضية الأوروبية. ويمكن اعتباره المشروع الأكثر نجاحًا بالنظر إلى عدد المشاركين خلال الثلاثين عامًا الأخيرة. ثم كانت نقطة التحول الحقيقية في 2007 حين تجاوز المشروع حدود أوروبا. والآن، ومنذ 2014، يشمل إيراسموس+ كافة مبادرات التبادل للدراسة والتدريس والتعليم المهني والتطوع والتعاون بين الشباب في أوروبا والدول المجاورة لإعدادهم لمواجهة التحديات العالمية معًا.

في 2018، أُصدرت نسخة افتراضية من البرنامج على موقع بوابة الشباب الأوروبية بهدف استخدام التكنولوجيا لإتاحة فرص جديدة للتبادل وخلق حوار بين الثقافات لدول البحر الأبيض المتوسط مع الجزائر ومصر وإسرائيل والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وفلسطين وسوريا وتونس كبداية. شارك هذا العام في أنشطة التبادل الافتراضية حتى الآن 3265 من الشباب، والهدف من هذه النسخة التجريبية من البرنامج هو الوصول إلى 8000 مشارك بنهاية 2018. يقول أحد المشاركين في البرنامج: "إنها فرصة عظيمة، وسيلة جديدة حقًا. تزيل الحواجز التي يفرضها التنقل والظروف المادية. كما أنها مساحة آمنة ومريحة تضم هؤلاء ممن تعرضوا كثيرًا للإقصاء، خاصة في الدول النامية."

في 2011، خلال الربيع العربي الذي حل على شمال أفريقيا والشرق الأوسط، أكدت المفوضية الأوروبية على الحاجة إلى جمع الأموال لمشروع إيراسموس+. لذا، أصدر اتحاد الجامعات المتوسطية UNIMED، الذي يشمل 108 جامعة في 23 دولة، مذكرة في ديسمبر 2017 لمطالبة الاتحاد الأوروبي برفع عدد منح التبادل الدراسية بين أوروبا ودول البحر الأبيض المتوسط إلى 30 ألف بين عامي 2021-2027. ولهذا الطلب أهمية خاصة، في ظل وصم الأحزاب اليمينية الداعية لكراهية الأجانب لتدفق المهاجرين حول أوروبا، ومحاولة تقييد تنقل الشباب بين شمال أفريقيا وأوروبا.

ويبدو أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، فقد تقدمت المفوضية الأوروبية باقتراح لمضاعفة تمويل مشروع إيراسموس. في برنامج 2014-2020 بلغ التمويل 14.7 مليار جنيه استرليني، بينما بلغ التمويل لبرنامج 2021-2027 في الاقتراح 30 مليار جنيه استرليني. ويمكن، بفضل النسخة الافتراضية من إيراسموس+، رفع عدد المشاركين، وذلك بتوفير وسائل المشاركة وجذب المزيد من الشباب على جانبي البحر الأبيض المتوسط، بمن فيهم هؤلاء ممن لا يتمتعون بكثير من الفرص مثل اللاجئين الشباب. يحدث ذلك بالشراكة مع منظمات غير هادفة للربح مثل كايرون، التي تعمل على تمكين اللاجئين من مواصلة التعليم العالي، وكذلك بتصميم برامج تبادل افتراضية تجمع بين شباب اللاجئين وغير اللاجئين، مثل دورة "لاجئين في أوروبا" أو الدورة القادمة بعنوان "الوافدون الجدد والقومية".

رغم ذلك، لا تزال هناك حواجز سياسية وثقافية، ما يتجلى في قرار حزب رابطة الشمال، الحزب السياسي لوزير الداخلية الإيطالي (ماتيو سالفيني)، بمعارضة التوسع في برنامج إيراسموس داخل دول شمال أفريقيا في نسختيه الافتراضية والواقعية.


برنامج للشباب

استمعنا إلى التجارب الأولى للمشاركين الشباب في النسخة الافتراضية من إيراسموس+، كجزء من مشروع تقييمي لتجارب التبادل الافتراضي تجريه جامعة بادوفا بالتعاون مع معاهد بحثية أوروبية أخرى. أكد كافة المتحدثين على أن مشاركتهم في البرنامج كانت فرصة جيدة للتبادل الافتراضي وبناء علاقات مع ثقافات مختلفة. صرح أحد المشاركين: "كانت تجربة جيدة حقًا، ولا نزال على اتصال مع المشاركين الآخرين. كنت اللاجئ الوحيد في مجموعتي، وكنت متحمسًا لمعرفة قصص المشاركين الآخرين. كانت تجربة مؤثرة." ينتمي المشاركون الذين أجرينا معهم المقابلات من رواد شباب المشاركين في المشروع إلى 44 دولة مستهدفة من جانبي البحر الأبيض المتوسط، منهم لاجئين يعيشون في أوروبا أو يرغبون في الذهاب إلى هناك. تمكن هؤلاء الشباب من الاجتماع في جلسات على منصة افتراضية، خلال مؤسسات الشباب والجامعات في أوروبا وشمال أفريقيا، لمناقشة موضوعات مختلفة مثارة على الساحة.

أضاف بعض المشاركين أن هذه التجربة تحدت الأفكار النمطية. أضاف مشارك آخر: "تمكنت من تطوير مهارات التواصل لدي، وتعلمت ألا أصدر أحكامًا على الآخرين وأن أضع نفسي مكانهم. كما اكتسبت مهارات يمكنني الاستفادة منها في حياتي اليومية."
كذلك التقى المشاركون بشباب من خلفيات متنوعة، وناقشوا موضوعات مختلفة وأقاموا علاقات وثيقة. تبادل معظم المشاركين وسائل التواصل وأقاموا صداقات استمرت بعد نهاية البرنامج، وخططوا للقاء في الواقع في المستقبل القريب.

أعرب كافة المتحدثين عن حماسهم للمشاركة في تجارب مستقبلية للتبادل الافتراضي. فقال أحد المشاركين: "التبادل الافتراضي هو المستقبل، كان أسهل وأكثر إثارة للاهتمام مما توقعت. سوف أشارك في هذا البرنامج مجددًا." أكد الشباب ممن أجرينا معهم الحوارات أن هذه التجربة وسعت دوائر تواصلهم، وطورت مهارات العمل الجماعي وحل المشكلات. وذكر الكثيرون أنهم استخدموا اللغة الإنجليزية بشكل أساسي، مع ذلك، استُخدمت لغات أخرى (منها الألمانية والفرنسية والإيطالية والعربية).

ألقى بعض المتحدثين الضوء على المشكلات المتعلقة بالاتصال بالإنترنت أو استكمال مشاريع الفيديو، بينما أشار آخرون إلى أن الموضوعات المتعلقة بأزمة المهاجرين في أوروبا، على سبيل المثال، كان من الممكن مناقشتها على مستوى أعمق خلال الجلسات. قال أحد المشاركين: "كان واحد فقط من المشاركين في مجموعتي لديه خبرة بالسياسات المتعلقة باللاجئين. لم تكن لدى الأوروبيين المشاركين في البرنامج أفكار واضحة حول طالبي اللجوء واللاجئين. لكان من المفيد مناقشة هذا الموضوع مع خبراء في بلدانهم." كذلك كان هناك اهتمام خاص بفتح نقاش حول سياسات الهجرة وحول أسلوب عرض وسائل الإعلام المحلية للأحداث العالمية.
مشروعات التبادل الافتراضي هي فرصة للتقريب بين شباب دول البحر الأبيض المتوسط، وتجاوز الطريقة التقليدية لبرنامج إيراسموس. تفتح هذه المبادرة الأبواب لإمكانات لم تُكتشف بعد يتشارك فيها شباب جانبي البحر المتوسط، مثل كيفية دراسة موضوعات وأحداث جارية ذات اهتمام مشترك، بما فيها "أزمة" الهجرة. صار التبادل الافتراضي واقعًا، ويهدف إلى التغلب على الحواجز الاقتصادية والسياسية التي قد تعيق تنقل شباب أوروبا وشمال أفريقيا.

يهدف هذا المشروع التجريبي إلى إشراك 16 ألف شاب وشابة بنهاية 2019 وتطوير استراتيجية شاملة لدمج التبادل الافتراضي في التعليم الرسمي وغير الرسمي خلال برنامج إيراسموس 2021-2027. ينمو مجتمع الميسرين من خريجي برنامج التبادل الافتراضي والشباب المدرب على تيسير إقامة جلسات الحوار عبر الإنترنت، وقد شارك 265 منهم بالفعل في التدريب على التيسير. كما يتم التدريب داخل منظمات الشباب والجامعات لتطوير مشاريع التبادل الافتراضي الخاصة بها، بدعم من ميسري إيراسموس+، مما يعتبر داعمًا للتنقل الدولي والبرامج التعليمية، وذلك بتحفيز حب الاستطلاع لدى الشباب وتطوير مهاراتهم للتعامل مع مختلف الثقافات وبناء علاقات وثيقة بين المجتمعات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تقتل 3 عناصر من -حزب الله- في جنوب لبنان


.. عملية -نور شمس-.. إسرائيل تعلن قتل 10 فلسطينيين




.. تباعد في المفاوضات.. مفاوضات «هدنة غزة» إلى «مصير مجهول»


.. رفح تترقب الاجتياح البري.. -أين المفر؟-




.. قصف الاحتلال منزلا في حي السلام شرق رفح