الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصحتي للرئيسي ترمب / إمبراطور الإمبراطورية الأمريكية

مروان صباح

2018 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



مروان صباح / لقد علمتُ مؤخرًا بأكثر الأزمات التى تواجهها إدارتكم وقد يكون ملف بناء الجدار الفصل بين امريكا والمكسيك أكثرهم تعقيداً ويحتاج تنفيذ ذلك إلى فترة أطول من مدة حكمك ، لهذا يتوجب على المرء في حال تعرضه للصعاب، بأن يستعين بتجارب الآخرين خصوصاً بأن حجم المشكلات الداخلية والخارجية الهائلة التى جابهتها وتواجهها كبيرة ، وقد تكون تجربة الضفة الغربية أهم التجارب البشرية في العصر الحديث ، لهذا ما عليك سوى استحضار كل من شارك في بناء الجدار العنصري إلى الولايات المتحدة من أجل الشروع في تحقيق الرغبة الأمريكية وبفترة زمنية قياسية ، بل يؤكد لكم كاتب هذه السطور ، بأنك ستُدهش بالسرعة وايضاً حجم التفاني التى تتمتع به هذه الفئة ، ولأن المسألة لن تقتصر على الايدي العاملة بل ستجد طابور من الطباقات المختلفة وعلى الأخص من كان يعمل في النهار بالسياسة وآخره بالطوبوة ، نعم لا تتفاجأ هذا بالفعل كان يحصل ، أنت شو بفهمك بالتكتيك يا صديقي ، أنت رجل ضغري ، ما هو على لسانك تتحدث به بلعلن ، بل مازلت حديث وبرِئ في مجال السياسة وتكتيكياتها .

بل ما هو جدير أن تتعلمه من البنائين جدار الضفة الغربية تلك الدروس البليغة التى تصل إلى درجة الحكمة وعندما يتبصر المرء بحالها ، أي الدروس ، سيجد من الضرورة الحتمية أن تتوقف عن الشكوى بحق المتدفقين من المكسيك إلى امريكا حتى الانتهاء من بناء الجدار ومن ثم يبدأ الأمريكيون بالتظاهر ضد الجدار ويطلقون جملة من الشعارات تطالب بالرأفة والرحمة لمن هم خلفه وايضاً ضرورة فتح طاقات صغيرة من أجل تمكين الهاربين من جحيم المكسيك للعبور إلى منطقة هي واقعة بين الجنة والنار تسمى أمريكا وهذه الطاقات يمكن فتحها من فترة إلى أخرى التى تعالج وتحول مسألة التدفق إلى انتقاء .

قد لا تعجبك سطوري هذه لكن من المهم إدراك بأننا نتكلم عن منطقة تعج بالجدران وتكاد تكون الوحيدة في هذا العالم بل هي كذلك. لهذا باتت تسمى دولة الجدار وفيها يتنافس المتنافسون ، كما تعلم مصطلح التنافس جاء من التنفس للهواء ، أي من منطقة الصدر ، لهذا من صدره أنقى سيكون له فرصة بالفوز ، فضلاً على ضرورة التذكير بأن البنائون أنقسموا إلى قسمين ، منهم الايدي العاملة التى تعمل على الأرض وهؤلاء حظوظهم قليلة ، لأنهم يتعرضون إلى غبار الرمل والباطون وغيرهما من المواد ، بالتأكيد صدورهم ملوثة والتنفس ضعيف ، في المقابل ،هناك فئة تعمل داخل المكاتب ، تعتمد على التفكير أكثر من الميدان والتى بالطبع أجهزتها التنفسية أنقى وبهذه الحالة سيكون الفوز لصالحها ، إذاً أين علامة القوة لديها ،بالطّبع بإصدار الشعارات التى تؤمن لهم الحصول على مواقع متقدّمة كوزير في دولة الجدار ، مهمته لا تتعدى تسول المؤن أو سفير سابق في دولة الجدار ، ترك على حائط سفارته خارطة بالكاد ترى جغرافيتها أو رجل أعمال ناجح وأخر متعثر يبحثان في هذه الدولة عن استكمال تجديرها كي يتعافى المتعثر من التعثر واخيراً ، يتكفل رجل أمن برتبة عظيمة عند مشارف الليل بإضاءة الكهرباء من فوق الجدار وهكذا، يصدرون شعارات تتناسب مع كل مرحلة وتحرص هذه الفئة على احداث اختراقات جدارية من أجل المحافظة على عقود الصيانة التى تؤمن لهم الاستمرارية ، نعم أيها الإمبرطور ترمب ، لقد انتقلوا من سلبوا جيشك جميع الألقاب وتركوهم بلا ألقاب ، من مرحلة قد اسماها أحد أهم كتاب العرب محمد الماغوط ، البحث عن قليل من الكرامة إلى البحث على طريقة توقف المسخرة ، فهل تعتقد يا صديقي الإمبراطور من حظي على لقب يمكن له أن يوقف المسخرة . والسلام
كاتب عربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع