الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيرة الايام !

سليم نزال

2018 / 10 / 19
سيرة ذاتية


من سيرة الايام !

سليم نزال


لم يتح لى الفرصة التحدث مع فيرونيكا فى المدة الاخيرة .فهى مشغولة عادة بالزبائن الذين لا يكفون عن الطلبات .و اعداد الطعام او المساهمة باعداده و صنع القهوة على الماكينة و احضار الكوؤس و الفناجين الفارغة الخ و كل هذا عمل ليس بالسهل .
فيرونيكا تتحرك طوال الوقت.تقدم القهوة او البيرة لهذا و تتبادل الكلمات مع ذلك بلا كلل مثل الفراشة .

و انا عادة اكتفى ان احييها عندما اصل المقهى و اذهب لمكانى المعتاد اجلس اكتب ملاحظات على الدفتر الصغير الذى احمله و الذى اشتريته من معرض الكتب فى مدينة لفيف .او القى نظرة على ال ى ميل ان كان هناك رسائل تستوجب الرد و فى اغلب الاحيان كلها دعايات و كلام فارغ .


اما اليوم فقد كان يوم سفر لاصدقاء .الصديق الاول تعرف على امراة فى احدى البلدان و ذهب ليلتقى بها .سالنى ان كان هناك نصيحة اقدمها له .قلت له بالنرويجية (طا ده مى رو) اى تصرف بهدوء و لا تستعجل .قال لم تقول لى ذلك قلت له لانك تعرفت عليها على النت و هناك مسافة بين الواقع و النت .قال نحن اصدقاء من عام قلت له انسى ذلك لانها ليست معرفة حقيقيقة الان ستبدا تعرفها جيدا و لذا لا تستعجل الامر .

اما الصديق الاخر فقد سافر ايضا لبضعة اسابيع ليرتاح من همومه و ما اكثرها . انه شخص يملك اطنانا من الصبر و لولا ذلك لانهار من زمن .

اعتقد بوجود علاقة بين مصائب الاشخاص و قدرتهم على التحمل و الصبر .من تقسو عليهم الحياة كثيرا يتعلمون او يفرض عليهم ان يتعلموا الصبر و الا انتهوا . اقول الصبر لكن على ان اضيف ايضا القدرة على التكيف .و اعتقد انها اهم ميزة فى الانسان و لولاها لما نجح فى الحفاظ على وجوده فى حين اختفت الديناصورات الاقوى كثيرا منه .و هذا هو الاساس الذى بنى عليه دارون نظريته فى مسالة التطور .و انا مقتنع تماما بنظريته .كل شى فى هذه الدنيا يتطور و يتغير و بوسع المرء ان يلقى نظرة سريعة على تاريخ اخر الف سنة على الاقل لكى يصل لهذه النتيجة.

قلن لفيرونيكا المرة الماضية و انا اجلس على شرفة المقهى اعتقد انك ستسافرين الى بلدك غدا اليس كذلك .ابتسمت و قال نعم لكن كيف عرفت .قلت لانك انيقة اكثر من العادة و على الاغلب ان فكرك منصب الان على الشاب الذى ينتظرك فى بلدك .استغربت و قال و كيف عرفت هذا ايضا .قلت لها يا فيرونيكا انا لم اولد امس ؟
ابتسمت و مضت الى داخل المقهى .


جاءت امس و انا اجلس تقريبا فى نفس المكان على الشرفة و قالت باسمة .انا مسافرة غدا و ساعود بعد اسبوع!.
قلت لها ارجو لك سفرا امنا و مريحا اذن نلقاك بعد اسبوع .
تابعت الجلوس على شرفة المقهى و رحت اتامل السيارات العابرة .كان الوقت بعد الظهر و كنت قد بدات اشعر بالجوع و صار لزاما على ان اعود للبيت !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في معرض البندقية


.. الهجوم على رفح أم الرد على إيران.. ماذا ستفعل إسرائيل؟




.. قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس


.. إسرائيل تواصل قصف غزة -المدمرة- وتوقع المزيد من الضحايا




.. شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أ