الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعترافات مخجلة لنظام لايخجل

فلاح هادي الجنابي

2018 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يعترف نظام سياسي ما بخطأ أو بحالة سلبية غير عادية فإن ذلك أمر وارد ويعتبر حالة إيجابية تعکس مصداقية هذا النظام في الاعتراف بأخطائه ولکن بشرط أن يعمل بعد ذلك على إصلاح الحالة تلك، ولکن وعندما نجد نظام تتکرر إعترافاته بحالات سلبية غير مسبوقة ولايوجد نظيرا لها إلا في عهده بل وتصبح الاعترافات جزء من النظام، فعندئذ فإن هناك خلل في النظام نفسه والخلل هذا مزمن بما يجعله غير صالحا لإدارة الحکم والامور، وهي حالة تنطبق تماما على نظام الملالي في إيران.
الإعترافات المستمرة للقادة والمسٶولين في نظام الملالي بخصوص الاوضاع السلبية في إيران وتردي الاوضاع ومعاناة الشعب الايراني من جراء ذلك، تلفت النظر الى إنها تعکس فشل النظام وعجزه الکامل عن إيجاد حلول للأوضاع المتردية، والذي يجب أن نلاحظه هنا هو إن هذه الاعترافات تتجاوز أحيانا الحدود المألوفة لتضعنا أمام حالات بالغة السلبية وتبعث على الخجل لنظام يحکم منذ 40 عاما في بلد نفطي يمتلك ثروات هائلة، وهو مايثبت حقيقة أهم وهي إن هذا النظام نفسه لايخجل بل وإن کلمة خجل لاتوجد في قاموسه، ولذلك يجب الحذر منه، فالذي لايخجل وليس لديه من حدود يجب توقع کل شئ منه.
عندما يعترف رئيس مجموعة العمال في برلمان النظام الإيراني بأن خط الفقر المطلق في إيران قد ارتفع من 17٪ إلى 34 في عام واحد، أي الضعف، وهو أمر يبعث على الاشمئزاز ولاسيما إذا ماعلمنا بأن الملالي الحاکمين وأتباعهم تزداد وتتضاعف ثرواتهم أزاء إزدياد فقر الشعب، وهو مايعکس مفارقة غريبة من نوعها لانجد لها نظيرا في العالم کله، والانکى من ذلك إن هذا المسٶول يعترف خلال مقابلة له بأن منظمة العمل الدولية قد اعتبرت دولارين في اليوم لتحديد خط الفقر المطلق لكل شخص. لذلك مع هذا التعريف، فإن الحد الأدنى للأجور والدخول لأصحاب المعاشات أقل من هذا الخط! وهذا الامر عندما ندقق فيه النظر ملية نجده يجسد مأساة شعب يرزخ تحت نير ديکتاتورية دينية جاهلة لاترحم أحدا ولاتهتم سوى لمصالحها الخاصة، ولذلك فإن المقاومة الايرانية وعندما رفعت شعار إسقاط النظام وأکدت عليه وإعتبرته أساسا لمعالجة کل الاوضاع السلبية، فإنها کانت ذات نظرة ثاقبة تماما.
الشعب الايراني الذي ذاق وتجرع الکثير من الويلات والمصائب والمآسي على يد هذا النظام وعلم جيدا بأن بقائه وإستمراره هو سبب وأساس کل مايحدث من سلبيات، ولهذا فإن رفعه للشعار المرکزي للمقاومة الايرانية يمکن إعتباره بمثابة تصويت لصالح المقاومة کبديل للنظام، وهو بديله بحق وحقيقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهجوم على إسرائيل: كيف ستتعامل ألمانيا مع إيران؟


.. زيلينسكي مستاء من الدعم الغربي المحدود لأوكرانيا بعد صدّ اله




.. العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية: توتر وانفراج ثم توتر؟


.. خالد جرادة: ماالذي تعنيه حرية الحركة عندما تكون من غزة؟ • فر




.. موقف الدول العربية بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم