الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقليد عند الإنسان

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


كتبت جابرييلا ألينا ساوسيك ، وتومس بيرسون، وهما باحثان في العلوم المعرفية في جامعة لوند بالسويد مقالاً تحت عنوان:
ما مدى جودة انطباعك عن الشمبانزي؟
أعجبني المقال رغم أنني لم أذهب إلى حديقة الحيوان، ولم أعرف الشمبانزي، لكنّ ما قرأته قد ينطبق على البشر، وأنا هنا أكتفي بخلاصة المقال حيث يقول الكاتبان أن الشمبانزي يحاكي الإنسان ويقلده. ويعتقد الباحثان أن التقليد هو طريقة للتعلّم.
"وجد البحث الذي نشر في مجلة "بريماتيس" أن الشمبانزي في حديقة حيوان فوروفيك في السويد كان من المرجح أن يقلد الزائرين من البشر شاهدنا مجموعة من خمسة قردة شمبانزي في حديقة الحيوان ونحو 10 آلاف زائر من البشر توقفوا عند الشمبانزي. في المجموع ، سجلنا 1،579 مرة ع قام بها الشمبانزي بشيء موجه إلى إنسان ، و 2211 عملية بشرية استهدفت قردة شمبانزي. حوالي 10 ٪ من تصرفات كل نوع كانت تقليداً للإخر.
بالبحث في البيانات أكثر قليلاً ، وجدنا أن التفاعلات التي شملت التقليد كانت أطول من تلك التي لم تكن. هذا يشير إلى أن التقليد كان وسيلة جيدة لبدء والحفاظ على التواصل الاجتماعي بين النوعين. في عدة مناسبات ، تحولت التقليد إلى لعبة من النسخ الخلفية التي يبدو أن الشمبانزي يستمتع بها ، مما يجعل تعبيرات الوجه مرحة. وهذا لا يُظهر فقط أن الشمبانزي سرعان ما أصبح على دراية بتقليد الزائرين ، بل أيضًا أنهم استمتعوا فعلاً وكانوا مهتمين بالتفاعل. كانت التصرفات التي ينسخها البشر والشمبانزي متشابهة أيضًا بشكل مفاجئ ، حيث كان كل من يفضّل التصفيق اليدوي أو يطرق نافذة الحظيرة أو يقبّل. هذا هو المكان الذي تصبح فيه الأشياء مثيرة للاهتمام. بما أن النوعين قلدوا إجراءات كانوا على دراية بها ، فإن هذا التقليد لم يكن طريقة للتعلم ، بل بدا وكأنه طريقة للتواصل"
لقد وافق العلماء منذ زمن طويل على أن التقليد هو آلية رئيسية للتعلم الاجتماعي تسمح للبشر باكتساب المهارات والحلول بسرعة للمشاكل عن طريق نسخ الآخرين. ولأنه يمكّن المعرفة والاختراعات الجديدة من الانتشار ا، فإن التقليد يعتبر أساسًا لثقافة الأنواع المعقدة والتكنولوجيا المتقدمة.
الجانب الاجتماعي من التقليد يمتد إلى ما وراء مهام التعلم. نحن أيضا نرى ذلك عندما نتعاطف مع الآخرين. نحن نبتسم عندما يبتسمون ، نبدو حزينين عندما يكونون حزينين ، أو نتثاءب عندما يتثاءبون - ونحن نفعل ذلك بشكل بدون وعي أو نية.
هل ينطبق على التقليد بين السّياسيين مثل الذي ينطبق على التقليد بين البشر والشمبانزي؟
لا أدري كم سوف أكون على صواب في القضايا الفردية التي تنال اهتمام المجتمع الدولي وإبدائه لحسن نواياه، وهل السّعي لتضييع القضيّة المعيّنة هي وسيلة للتقليد السياسي؟
هنا أسأل: من قتل الحريري؟
هل تعرفون من قتله؟ أجيب عنكم بنعم؟
هل كان المجتمع الدولي يعلم؟ نعم. إذاً لماذا كل هذا؟ وإذا كان ابن الحريري الذي ذهب من أجل حركته الكثير من الضحايا قد سامح بدم أبيه، وربما ينتمي الآن على القتلة ، وهذا يعني أنّ الرجل يسامح بكل الأشياء من أجل السّلطة، وهنا لست بصدد قتل الحريري، ورغم أنه من الداعمين لحافظ الأسد بالرأي والمال، لكنه عندما حاول بطريقة ما أن يغير ولو قليلاً قتل على يد الأسد أو إيران، أو حزب الله، لكن القضية ضاعت.
على نفس الطريقة، وعن طريق التقليد كما بين الإنسان والقرود تأتي قضية الخاشقجي كقضية تبحث عن الضياع، ولا شكّ أن المشتركين في الجريمة ليسوا سعوديين فقط، فقد تكون " ما تسمى خطيبته" نفسها مشتركة كونها مقرّبة من النظام التركي ، وممولة قطرياً، وهو افتراض لا أعلم مدى صحته، لكن هناك من يقول: هل يمكن لصحفي متمرّس أن يقع ضحية الوقوع. الخاشقجي كان بوقا للسعودية وليس صحفياً، ثم استدار تحت وعود معينة إلى الطرف الآخر، والسعودية أصدرت حكمها بالخيانة العظمى مثلاً، ونحن نعلم أنّ مهنة السّياف شرعيّة، وهو من يقوم بتنفيذ الحكم حيث ينكز المحكوم بخاصرته بالسّيف ثم يجزّ رأسه، ويكون أمامه قطيع من الأغنام يجز رؤوسهم بعد تنفيذ الحكم. هذا ما قاله لي شاهد عيان، واليوم يحاكمون السعودية كصرح للديموقراطية ارتكبت خطأ بسيطاً هو تنفيذ حكم الموت بالسيف، وهنا أشير إلى أنّني وقّعت على وثيقة ضد الحكم بالإعدام فأنا ضد قتل الحريري والخاشقجي رغم أنّني أعتبرهما من داعمي الاستبداد.
أتحدث اليوم عن مقلدي ترامب، أو عمّن يقلّدهم ترامب، وأعتقد أنه يقلّدنا " نحن بنو يعرب" عندما يقول: هذا الرجل هو " زلمتي"
تعليقات الرئيس الأمريكي على مسيرة مونتانا في مدح العنف ضد الصحفيين حيث أشاد دونالد ترامب بجريج جيانفور ، عضو الكونغرس من ولاية مونتانا ، المتّهم بالهجوم العنيف على مراسل صحيفة الجارديان ، قائلاً إن أحد الأشخاص الذين يمارون رياضة الجسد هو " زلمتي"
وصف ترامب الاعتداء الجسدي الذي وقع في 24 مايو 2017 عندما سأل بين جاكوبس ، المراسل السياسي لصحيفة الغارديان ، جيانفورت عن سؤال حول سياسة الرعاية الصحية في سياق انتخابات الكونجرس الخاصة في مونتانا. وحرض الرئيس الأمريكي على هتافات وهتافات من حشد من حوالي 8000 مؤيد ليلة الخميس عندما قال: جريج ذكي. وبالمناسبة ، لا تصارعه أبداً.
تشير تعليقات ترامب في المرة الأولى التي يشيد فيها الرئيس علناً وبشكل مباشر بعمل عنيف ضد صحافي على الأرض الأمريكية. يأتي ذلك في الوقت الذي يتعرض فيه البيت الأبيض لضغوط داخلية ودولية مكثفة بسبب رفض ترامب إدانة المملكة العربية السعودية على الرغم من الأدلة المتزايدة على أن زعيمها ، ولي العهد محمد بن سلمان ، أمر بقطع رأس الصحافي والناقد السعودي جمال خاشقجي وتقطيع أوصاله.
نعود إلى السّوري الذي يتبنى رأي الجزيرة، أو العربية ، وأعتبره بأنّه تقليد كما تقليد الشمبانزي، وخلال متابعتي للبث الحي خلال معركة حوران من قبل أحد خطباء المعارضة السّورية ،حيث يعطي الأمل للناس بينما يمتدح الإمارات، ويسهر مع صحافيين سوريين هناك، ويقلد ترامب في عظمته ، وفي النهاية ما هو إلا بوق ساهم في قتل السّوريين في حوران. ليس لدي شيء أقوله سوى شيء بسيط، وهم أننا نحن" المسقفون " بالسين وليس الثاء نقلد العظماء، نقبل أقدامهم. يمنحونا الجوائز ، وأن تطاولنا بكلمة يرسلوننا إلى السّياف. كلّ أتباع السّلطان صغروا، أم كبروا هم خاشقجي بطريقة، أو أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست