الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دكتاتورية مفرطة

عبدالله عطية

2018 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


موضوع الدكتاتورية الذي اود ان اطرحه هنا شائك وحساس جداً، الامر الذي يتعدى المفهوم السياسي والقيادي للمجتمع، عليه ان ابدأ من الممارسات الاجتماعية بدأً من داخل الاسرة وصولاً الى القيادة العليا في المجتمع الا وهي الطبقة السياسية.
كان عام 2003 عام سيء جداً للغاية، فقط سقط دكتاتور سليط يقود الشعب بالنار، الى ظهور دكتاتوريات جديدة وبمسميات تتماشى مع الواقع بحيث يتقبلها الصغير والكبير بلا سؤال عن الكيفية والنوعية التي نشأ بها هذا الامر.
يبدوا ان الدكتاتور حتى وبعد سقوطة اثر بهذا المجتمع الذي لم يكن يجمعه سوى الاسم، ولنبدأ من الاسرة التي هي النواة التي ينشأ منها المجتمع، وبالتحديد دور الاب، الاب هو ليس أب فعلي بل قائد والبيت هو معسكره الذي يفرض به سلطته، اما البقية فهم جنود يمتثلون للاوامر، نفذ ثم ناقش، وهنا تظهر دكتاتورية في الفضاء الاسري، وهذه تتفرع وتقوى بهيمنة الصغير على الكبير حسب الدور الاسري والعمر، وهنا تظهر جلياً دكتاتوريه صغيرة لكنها ذات اثر كبير اجتماعياً.
اضف الى ذلك ان الاب هو المالك المادي ومعنوي لمن في الاسرة، والدليل دائماً ما ترى المستمسكات الرسمية تجمع في مكان واحد مع الممتلكات المادية كالبيت والسيارة، في اشارة واضحة انه يملك كل هذه الاشياء وهو المسيطر، اما عن النقاش والتجرأ عليه فهنا يحكم عليك اذا خالفت الرأي السائد والمتبنى من قبل مالك هذه الاشياء، بأنك طفل ولا تفقه من الحياة شيء.
من الاسرة الى المجتمع، دائماً هناك مفاضلة بين من هو قوي واقوى، وبالتالي هناك حكم للاقوى، اي كأننا في غابة، ومجتمعنا ان لم يجد من يحكمه ويتسلط عليه فهو يصنعه بنفسه، خذ مثلاً رجل الدين، شاء او ابى فهو ممثل سلطة الله في الارض، وهو من يتحكم في الارواح في هذا المجتمع، وبالتالي من يكون في قيادة هذا المجتمع.
مجتمعنا يحتاج الى اعادة تأهيل، امريكا انهت دكتاتور واحد، واعطت الشعب الحرية المزعومة، الا ان الحرية كشفت عن الشروخ في عبائة المجتمع، فبدل من المحافظة على الحرية اصبح الشعب يصنع الطغاة ويعبد البشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإيراني يحتفل بيومه الوطني ورئيسي يرسل تحذيرات جديدة


.. زيلينسكي يطلب النجدة من حلفائه لدعم دفاعات أوكرانيا الجوية




.. الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة 14 جنديا جراء هجوم لحزب الله الل


.. لحظة إعلان قائد كتيبة إسرائيلية عن نية الجيش اقتحام رفح




.. ماذا بعد تأجيل الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية؟