الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة الامطار الاخيرة :أجراس الحساب قد حانت ايها المسئولون التونسيون

سفيان بوزيد
طالب باحث في علوم الاعلامية اختصاص هندسة المعلومات و البرمجيات

(Soufiene Bouzid)

2018 / 10 / 20
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


بكثير من الغيظ اكتب هذه الشذرات ، و بكثير من الألم على ضياع اموال البنية التحتية المتأتية من الضرائب المفروضة علينا ، من اقتطاع شهري من اجورنا و من خلاص الأداءات و الضرائب ، التي لا تمرّ كعادة كل سنة إلا بزيادة مشطةّ في قوانين الميزانيّة ، نحن ندفع من اجل تعبيد الطرق و بناء القناطر و المنشآت على الأقل من اجل تسهيل تنقلنّا بين ربوع الوطن الذي يبكي حظّه من حجم الفساد المهول الذي انهك جيوب التونسيين لفائدة مسؤولين جهويين و مركزيين .
فالأمطار الأخيرة في تونس خاصة في القصرين و في العاصمة و في نابل عرّت الطبيعة حجم الفساد المستشري لدى مصالح وزارة التجهيز و البلديّات و المعتمديات و الولايات المشرفة على اشغال البنية التحتية خاصة في مجال الطرقات و القناطر ، و من المؤسف و المثير للغضب ان يشاهد التونسيون انهيار عدد من القناطر و تشقق الطرق رغم حداثة انتهاء الأشغال منها في عدد من ولايات الجمهورية ، و المتأتية تمويلها من جيوبنا نحن الفقراء و الموظفون على إثر الامطار الأخيرة .
كعادتها ، تعرّي الطبيعة النقيّة ، النفاق السياسي و الفساد المالي ، و بل ان التونسيين و حتّى مسؤولين تفاجئوا فعلا بالانهيارات المتتالية لبنيتنا التحتية بسبب امطار عاديّة و هو ما يثبت الحجةّ على حجم الفساد و التلاعب بأموالنا العمومية ، اكثر من ذلك ان ما حصل هي محاولة قتل مع سابق الاصرار و الترصّد ، فأمر الطرق و القناطر يهمّ التونسيين الذي يتحولون يوميا عليه اما للشغل او للدراسة او لقضاء شأن ما فطريق او قنطرة غير مطابقة للمواصفات تسبب بحوادث و انقلابات لوسائل النقل التي تقلّ !
هؤلاء المسؤولين أصحاب ربطات العنق و "الكوستيمات" الانيقة ، اصحاب الذقون الحليقة كالبلوّر ، المتعطرين بالعطور الفاخرة ، مدخنّي السجائر الامريكية و احيانا السيقار الكوبي ، لديهم السكرتيرة الجميلة ، صاحبة النظّارة من نوع "القطّ" سوداء ، ذات مكياج خفيف ، مٌطلِقَةَ شعرها ليسبل على كتفيها ، ذات مكياج خفيف و لباس مثير ، تعدّ للمدير قهوة اكسبريس ، و تأتيه بملفات ليوقعّ و يتفننّ في توقيعه ! فكيف لا و هو المشغول بملأ سلتّه من اموالنا !

الغريب ايضا و المثير لاستحقار هؤلاء المسؤولين ان الدولة تمنحهم اجورا محترمة ان لم نقل مرتفعة مع امتيازات كثيرة مجانيّة ،على غرار المداواة بالمجان ، وصول اكل ، سيارة ادارية ، مسكن وظيفي ، وصولات المحروقات ، منح ... و لم نفهم بعد سبب شجع هؤلاء ، اهكذا تكافئنا ايها المسؤول ؟ ائتمناك على ضرائبنا من اجل ان تسهّل علينا التنقل و تنمّي جودة الخدمات ، القضيّة ليست قضيّة معقدّة ، فالادارة التونسية تعتبر ادارة متطورة ، و لها من الكفاءات الكثير ، و لها من مراقبي الاشغال المشرفين على تعبيد الطرق و تشييد القناطر الكثير ، الاّ ان احتقار العمل و غياب الضمير الذي اصاب البعض منهم و الجشع لحدّ الرذالة للرشوة بلغ حدّا لا يطاق !
لزالت العديد من الولايات ، تحصي خسائرها البشريّة و الماديّة ، من نابل مرورا بالعاصمة الى القصرين ، و من غرائب هذه البلاد ، ان العديد من القناطر التي اقامها الرومان منذ اكثر من 2100 سنة لم تنهار ، رغم مرور هذه القرون عليها من غزوات و احتلال و كوارث طبيعية لم تنهار ! في حين ان قنطرة انتهت الاشغال منها منذ سنتين تنهار ! و الاكثر ان هؤلاء المسؤولين تسببوا بطريقة مباشرة او غير مباشرة بالقتل ، بمواطنين اجبروا على المجازفة بعبور الاودية في سبيل حماية عائلاتهم او لانقاذ غيرهم فجرتهم المياه ....
مجهودات بُذلت من السلط الجهوية والمحلية لمجابهة الكوارث أو بالأحرى لمجاراة تتبعاتها وتضحيات كبيرة لوحدات الحماية المدنية والجيش والحرس الوطنيين بإمكانيات تكاد تكون معدومة، وصورة عون الحماية المدنية بالقصرين الذي ألقى بنفسه في سيول أحد الأودية عاريا رغم البرد ، وهو يواجه ذلك التيار المائي العنيف الذي حمل في مجراه الشجر والبشر والاخضر واليابس، بحبل وبقلب بحجم السيل والوطن ستبقى عالقة في الأذهان.
هذه الامكانيات المعدومة لم تسعى الحكومة لان توفرها لاعوانها من تجهيزات و ادوات عمل بل تسعى لمزيد تكريس الامتيازات لمسؤوليها الفاسدين ، عديمي الضميري و ارذال المجتمع .
و قد نقلت العديد من المصادر الصحفية بأن تحقيقا سيشمل أكثر من 15 مسؤولا ومهندسا ومقاولا تورطوا في هشاشة البنية التحتية ببلادنا وكانوا سببا في كوارث لا تحصى ولا تعد كانت الجسور والقناطر التي انهارت شاهدة على عدم اخلاصهم ووفائهم لوطنهم بعد انتهاجهم لأسلوب الغش هذا التحقيق سيكون بطلب من عديد المنظمات والجهات في تونس التي قررت تقديم شكايات عاجلة،كما قررت الحكومة بدورها التحرك وفتح تحقيق في الغرض ولن تستثني الابحاث حتى مسؤولين منذ فترة بن علي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران