الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة4

مارينا سوريال

2018 / 10 / 20
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


رؤيا
رؤيتها هى لن يصدقها احد ابدا ..تعود اليها فى الظلام كل فترة ،فى بداية حدوث الامر استمرت الرؤيا عده ليالى حتى تمكنت من التغلب عليها..كان الصغير نائما مثل ملاك حينما تسللت من باب المطبخ الخلفى وفتحت فتحة التسريب ..انهم بالخارج فى نفس الموعد الاسبوعى سيعود السيد زوجته قريبا ليكون كل شىء قد رحل عنهما ..
كان نائما متدثرا بفراشه ينعم بالتدفئة الجيدة ..الدفىء لم تعرفه من قبل اعتاد جسدها الرطوبة والبرد تمرن عليهما لسنوات طويلة فلم تعد تخشى اى منهما..
تقترب منه تجلس على الارض يتنفس بهدوء هل ابتسم للتوى ؟شعرت بالخوف كادت تنهض وترحل سريعا قبل ان يعودا من سهرتهما ..فى الطريق عرجت على تلك الغرفة مكتبة حيث اعتاد ان يجلس وهى تتحرك بخفه فى الشقة فى صباحات النهار الهادئة بعد ان تهبط الزوجة لعملها وتحمل الصغير الى المدرسى بينما يتفرس ..يتفرس ويقترب من الجاثية على الارض انها لاتفهم ما حدث حاولت ان تفكر بعيدا ان تتذكر رحلة الام الاخيرة وداعها لهم قبل ان تذهب لقريبتها لتضع اخر اطفالها وتختفى عن الجميع ..انها كلبة تحدث نفسها لما تتضايق لاينغى لها ان تفعل..يومها اكملت نهارها بشكل عادى عادت السيدة وجدت الطعام كان قد رحل الى عيادته المسائية بقيت صامتة تراقبها وهى تلتهم الطعام فى نهم ستحضر اخر قريبا علمت هذا من حديث الهاتف تراقب الصغير يضحك خلف العابه فى غرفته الواسعة..فكرت وهى تغلق الباب من خلفها بأحكام انها تحميه سيكبر ويتحمل ان يكون جزء من هذا كله انه ارثه ارث ابيه ولابد ان يتحمل تبعاته هل هى الاولى ؟لا تعرف منذ البداية ظنت انها صغيرة نحيفة لم يتطلع احد غريبا من البيوتات التى عملت فيها من قبل الكل يهملها كان هنا ليس مثل البيت الرطب الذى تعود اليه مساء وعليها ان تصبح بديلة عن الراحلة التى وضعت طفلا قد رحل معها لانه لم يجد اللبن الكافى من صدرها عاقبته بان اخذت الصغير ودفعت هى ثمن عقابه من جسدها ولكن ذلك الضاحك انها تحبه كثيرا كانت تضحك معه بالعابه يقفز امامها وهى عالقة فى المطبخ يضحكها بحركاته لالا ليس عليه ان يتحمل ذلك الارث اغلقت كل النوافذ بعد ان عبأت البيت برائحة الغاز ..لن يشعر بشىء سيعودان بعد ساعات ليجدا ان الامر قد تم فى سهولة لم يتالم الصغير لم يعى ما حدث نام مبتسما والان سيستقظ ليكمل العابه مع اخرين يشبهونه ملائكة لاترتكب الاخطاء ولا تورث الذنوب ..ابتعدت ليلتها بعيدا عن البيت الرطب جلست تراقب البحر فى ذلك الوقت كل شىء يشع سوادا غفت نهضت على لكزه من بائع جوال رمقها ابتعدت بعيدا ..حصلت على ذلك البيت الجديد بعد عناد طويل واحلاما طويلة اصبحت تعود كل اشهر وجه الصغير يرمقها بتمعن لايضحك ولا يركض لها مثل السابق يراقبها فحسب ازدادت طولا اصبحت تعرف كيف تهرب من اعين المتلصصين ..لم تعد المرغوبة حلت محلها اخرى..سعدت انه حصل على غريبة تلك المره..

قمر
اعتقدت ان امورها بخير الان ولم تعد تحميها كالسابق راقبتها بغضب مكتوم وهى متكورة جانب الحائط تنام بعمق لاتحلم لاتتشبث بثيابها ليلا لاتمنعها من الذهاب الى السطوح وتقديم الطعام لهم عندما يرتفع صوته ..ذلك الاتفاق الضمنى بالتضحية بالبلهاء قد ألغى الان البلهاء عرفت كيف تهرب بينما هى لا لم يلتقى سوى مريم ذات الحظ التعس تراقب عيونهم وهى تلتهم ظهرها ..الان ستصبح مثلهن لن يعد لها ان تحمل كالسابق ..مريم اجمل بنات امها كما يعرفها الجميع ستقدم الطعام والمزه لابن الحلوانى اللقيط والميكانيكى العجوز ومن لامهنة له ..حتى زوج اختها، لم يعد بأمر اختها الى الصعود معهم ..كانت تكذب على نفسها وتردد ان يحميها ايضا لكنها تعرف انه مثلهم لايرعه سوى شكيمة لبيبة التى صار يعرف مداها جيدا..
تراقبها كل مساء تعود هادئة تعلم انها تبحث عن بيت جديد للعمل ..تركت السيدة وبناتها انها دائمة لاترضى انها من تعرفها جيدا..تخرج اقلامها واوراقها لديها فرض لابد ان تكمله ..انها لاتحب المدرسة بفصولها المكدسة بالكاد تجلس قليلا خلال اليوم صرخات لاتنتهى هنا وهناك اصوات اقدام اتربه تحمل حقيبتها امام صدرها تحمى نفسها جيدا..تسرع الخطى لاتراقب الاعين تراقب الخيالات على الارض ..ليست مثلهن تريد ان تدرس ان تكون مثل بنات تلك السيدة التى تعمل لديها تذهب الى الجامعة لم تخبر ولا واحدة منهن او المدرسة ستضحك وتسخر منها امام الاخريات اى جامعة تريد ستنتهى المدرسة الاعدادية قريبا لهن والمحظوظة منهن ستكمل للدبلوم ..تريد ان تصرخ انا لست مثلكن ولكن عليها ان تجيب ما الفارق انها تعرف الفارق بداخلها ..جميع الكلكات التى نجحت فى تعلمها بمفردها رغم انفه زجره لم تتزحزح من البيت لم تخرج للعمل لم يمسسها احدا منهم من قبل ..ليست مثلهن حتى لبيبة ..لهذا تكرهها لانها ليست مثلها لم تضطر للبقاء معهم فى الاعلى ..

قبل الشروق
اخبره بالامس انه يريدها تجهم وجه كادت ان تقطع انفاسه وسط الدخان ..لم يجبه ادعى انه لم يستمع اليه وان الدخان قد ذهب بعقله ولكن الايعرفه جيدا ،انه لايغيب مثلهم يظل ساهرا حتى النهاية يعلم كل مايدور هناك ومذنب فى كل شىء ..ولكن لما يرفضه ؟هل لانه لقيط؟
الكل هناك بالاعلى سواء لافارق بينهم وهو بعد ما كل شاهده وسمعه لايمكن ان يرفضه ماذا حدث اذن؟ زجرته زوجة الحلوانى ايقظته من حلمه كان صوت سبابها ياتى من بعيد..بعيد.
لم يعد الى ذلك البيت ألقت به الى حجرة مظلمة اسفل السلم لكن لايمكنها محوه هكذا من حياتها فالحلوانى لم يورث صنعته سوى لهذا الصبى الذى لايحمل دمائه ..لم ينجح ولدا لها فى التعلم ..تهربوا بحياة اخرى بعيدا عنها ..اضطرت اليه لولا هذا لعاش فى الطرقات ولما اصبح صادق الحلوانى يتحمل لسانها السليط وهو يعمل يراقب عمل عمال المحل ..المحل الذى اتسع وقريبا يصبح له فرع اخر على يديه ..لما لايهرب بعيدا بصنعه يديه ويصنع لنفسه اسما ومحل حلوانى يعلم انه يستطع فحواسه ترشده دائما ولكن ان رحل ماذا يكون انه هنا وسط الجميع صادق ابن زكى الحلوانى من امراة مجهولة رغم كل محاولات الحلوانى فى قص الحكاية لم يفلح فى جعل احدا يصدقه ، لكن هى فقط من عايرته ونادته بصادق اللقيط ..لكن لا سيقى ليظل الحلوانى ابن الحلوانى ابن تلك الصنعه واخ اجبارى لابنائها ..كلاهما يراقب الاخر تنتظر يوم رحيله تفكر فمن تلك التى ستخرجه من هنا ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | سر غريب.. دراسة تفسر سبب صدق الرجال مع النساء


.. روان الضامن، المديرة العامة لمؤسسة إعلاميون من أجل صحافة إست




.. لينا المومني منسقة منظمة سيكديف بالأردن


.. اختتام أعمال ملتقى عمان الإقليمي وشبكة مناهضة العنف الرقمي ض




.. -اخترت الفن التجريدي كونه يحررني من كافة القيود-