الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الولايات المتحدة واسرائيل وتقويض الاستقرار العالمي (2-2)

خليل اندراوس

2018 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


صديقهم ترامب!
انتقد ترامب الموقف الاقتصادي الامريكي حيال السعودية بالقول: السبب الرئيسي لدعمنا للسعودية هو حاجتنا للنفط، ولكننا الآن لا نحتاج كثيرا الى نفطهم وبحال تغير الحكم بأمريكا فقد لا نحتاج نفطهم على الاطلاق ويمكننا ترك الآخرين يتصارعون حوله". ورغم انتقاداته لطبيعة العلاقة لم يطلب الابتعاد كليا عن السعودية قائلا، ان المملكة قد تجد نفسها قريبا هدفا اساسيا لتنظيم داعش الى جانب الاوضاع التي تواجهها في اليمن مضيفا "السعودية ستكون في ورطة كبيرة قريبا وستحتاج مساعدتنا.. لولانا لما وجدت وما كان لها ان تبقى"، واثارت تصريحاته حينها تعليقات غاضبة من المغردين السعوديين وبرز في هذا الاطار قول احدهم بان "وقاحة" المرشح الامريكي باتت بلا حدود



يطرح السؤال هل الابتزاز والخاوة والبلطجة الذي يريده المأفون ترامب من ملك السعودية الذي قال قبل فترة بان علاقة الولايات المتحدة والسعودية علاقة استراتيجية وتاريخية فأتى ترامب وصفعه وقال له، مقابل حمايتي لنظامك الفاسد والذي لا يستطيع ان يدوم اسبوعين بدون حمايتي، عليك ان تدفع من خزينة مملكتك لا بل من خيرات الشعب السعودي مليارات الدولارات لامريكا التي تمارس سياسات العدوان والارهاب في العالم والداعمة بشكل مطلق سياسات اسرائيل العدوانية الكولونيالية العنصرية الشوفينية، حيث ستقدم لها أي لاسرائيل 38 مليار دولار من المساعدات خلال العشر سنوات القادمة، هذا بالاضافة لما تقدمه الحركة الصهيونية العالمية من مساعدة بالاضافة الى ما يقدمه كهنة الحرب الامريكان والصهاينة امثال شلدون ادلسون وغيره من اصحاب المليارات اليهود الصهاينة حول العالم الداعمين لسياسات اسرائيل العنصرية الشوفينية الكولونيالية، وفي الفترة الاخيرة ساعدت عدة تطورات على انتشار شركات الجيوش المرتزقة وعلى ظهور مرتزقة جدد في العصر التكنولوجي الحديث منها: رغبة الحكومات في التخفي عند القيام ببعض الاعمال القذرة، وعلى قمة هذه الحكومات الادارات الامريكية المختلفة وحكومات اسرائيل.
يكفي ان نذكر دور اسرائيل في فضيحة ووترغيت او خشية السياسيين من ان تؤثر مشاهد توابيت القتلى من جيوشهم المسلحة – في حالة استخدامها بدل المرتزقة – في اثارة غضب الرأي العام الداخلي ضدهم بعكس المرتزقة الذين لا بواكي عليهم، ومنها ايضا ميل الخبراء العسكريين وخبراء التكنولوجيا والاتصالات والكمبيوتر لبيع خدماتهم لهذه الشركات الخاصة التي تدفع مبالغ مالية اعلى من الحكومات ومن ثم اتجاه الحكومات للاستفادة من هذه الشركات في القيام بالعديد من الاعمال خصوصا في الحروب والغزوات لمساعدة قواتها، والاهم من هذا وذاك ان الاعتماد على المرتزقة في الحروب يقلل من اعداد القتلى الرسميين – باعتبار ان ارقام المرتزقة لا تذكر رسميا – ما يسمح للحكومات بالكذب فيما يخص خسائرها البشرية لتظهر نفسها منتصرة احيانا وهذه حالة ظاهرة في حالة الغزو الامريكي للعراق.
وهذه الظاهرة، أي انتشار خدمات المرتزقة قد تكون احدى وسائل الدفاع عن انظمة الاستبداد العربي في الخليج العربي لا بل الامريكي وفي السعودية كما ساعد على انتشار خدمات جيوش الظلام المرتزقة في الربع الاخير من القرن الماضي الصراع بين القوى الدولية على ثروات بلدان الجنوب وعجز الامم المتحدة عن القيام بدورها في حفظ السلم والامن الدوليين، واكبر مثل على ذلك استمرار حصار غزة دون تدخل الامم المتحدة لوقف هذا الحصار، ثم تطورت هذه المهنة حتى اصبحت هناك شركات عسكرية قطاع خاص للمرتزقة الاجانب منتشرة في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا واسرائيل، وهذه الشركات العسكرية تقدم خدماتها لمن يدفع المال، مثل قلب نظام حكم او حماية رئيس دولة او شن حرب صغيرة ضد دولة مجاورة، وحماية آبار النفط او مناجم الماس ودور اسرائيل في دعم اكراد شمال العراق اكبر مثل على ذلك، وهنا لا بد وان نذكر بانه فقط 30 دولة فقط صادقت على الاتفاقية الدولية ضد توظيف واستعمال وتمويل المرتزقة، ولأن اسرائيل – بكل ما فيها ومن فيها – تتعايش على الحرب ولهذا لم يعد امرا مجهولا في الافق العالمي البحث عن الوجود الاسرائيلي وعن الدور الاسرائيلي في كل حرب فحيثما توجد حرب توجد اسرائيل. يكفي ان نذكر تقرير مراسل الصحيفة الفرنسية "لوفيغارو" الذي نشر في اول اغسطس عام 2004 وقال فيه "بات من المؤكد وجود مستشارين عسكريين اسرائيليين يعملون مع قوات الاحتلال الامريكي في العراق، وتفضل القيادة الامريكية ان تبقي علاقاتها مع المستشارين الاسرائيليين سرية، ولكن الامر تجاوز حدود السرية واصبح معروفا لدى الجميع تعاون قوات الاحتلال الامريكي مع الاسرائيليين لثقتها بان تجربتهم في مواجهة المقاومين الفلسطينيين لا تقدر بثمن، وقد تبنى الجيش الامريكي الاساليب العسكرية الاسرائيلية ذاتها وأخذ في اعادة تطبيقها في العراق.
كل ما ذكر اعلاه وما صرح به ترامب بالنسبة للسعودية بانه يطالب السعودية بدفع المال لامريكا لقاء حمايتها من الزوال خلال اسبوعين دليل على ان لعقود طويلة ظل مثلث الرعب بأضلاعه الثلاثة التاجر والمبشر والعسكري يحكم امريكا من ناحية وعلاقة امريكا بالعالم، وهنا اذكر ما ذكرته وسائل الاعلام بان الرئيس الامريكي قد طلب من الملك سلمان زيادة انتاج النفط بمقدار 2 مليون برميل واشار الى ان العاهل السعودي وافق على طلبه وذلك في 30 حزيران الماضي، وكذلك اذكر ما قاله ترامب قبل ان يفوز في انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة من تصريحات مثيرة للجدل منذ بدء ترشحه للانتخابات الرئاسية والتي اثار عبرها حفيظة الكثير من الشرائح الشعبية والدول الكبرى على حد سواء بما في ذلك اليابان والصين وكوريا الشمالية والسعودية، حيث قال بان السعودية "دولة ثرية" وعليها ان "تدفع المال" لامريكا لقاء ما تحصل عليه منها سياسيا وأمنيا، وتابع ترامب بالقول في مقابلة مع قناة NBC: "سواء احببنا ذلك ام لم نحبه لدينا اشخاص دعموا السعودية، انا لا امانع بذلك ولكننا تكبدنا الكثير من المصاريف دون ان نحصل على شيء بالمقابل.. عليهم ان يدفعوا لنا".
وانتقد ترامب الموقف الاقتصادي الامريكي حيال السعودية بالقول: السبب الرئيسي لدعمنا للسعودية هو حاجتنا للنفط، ولكننا الآن لا نحتاج كثيرا الى نفطهم وبحال تغير الحكم بأمريكا فقد لا نحتاج نفطهم على الاطلاق ويمكننا ترك الآخرين يتصارعون حوله". ورغم انتقاداته لطبيعة العلاقة لم يطلب الابتعاد كليا عن السعودية قائلا، ان المملكة قد تجد نفسها قريبا هدفا اساسيا لتنظيم داعش الى جانب الاوضاع التي تواجهها في اليمن مضيفا "السعودية ستكون في ورطة كبيرة قريبا وستحتاج مساعدتنا.. لولانا لما وجدت وما كان لها ان تبقى"، واثارت تصريحاته حينها تعليقات غاضبة من المغردين السعوديين وبرز في هذا الاطار قول احدهم بان "وقاحة" المرشح الامريكي باتت بلا حدود، اما المحاضر السعودي نجيب الزامل فعلق قائلا: "ترامب فيه سماجة وضيق ادراك وهو نكتة ووصمة الانتخابات الرئاسية، يكفيه غباء ما قاله بسقوط عن النساء وهن نصف القوة التصويتية بامريكا". في حين اشاد ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بعلاقته بالرئيس الامريكي دونالد ترامب بعد ايام من تحذير الاخير بان قيادة المملكة الغنية بالنفط قد لا تدوم اسبوعين دون دعم امريكي.
ولذلك وكرد فعل موضوعي رأى المتحدث باسم الخارجية الايراني بهرام القاسمي ان السعودية تعد "ابرز مساندة للارهاب في العالم"، مشيرا الى ان الارهاب الذي "التهم اليوم العالم اجمع وتحديدا منطقة الشرق الاوسط يكمن في السعودية لا غير". ورفض قاسمي وايضا بشكل موضوعي وواضح تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة حول الملف الايراني، اذ قال ان مصدر الارهاب "متأصل في الافكار المتطرفة التي يروج لها النظام السعودي"، ولذلك نرى بان الجبير قد لفت الى ان المملكة العربية السعودية "تؤمن بان تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الاوسط، مما يتطلب "ردع ايران عن سياساتها التوسعية والتخريبية" مضيفا ان "السلوك العدواني يشكل انتهاكا صارخا لكافة المواثيق والمعاهدات الدولية وقرارات مجلس الامن مما وضع ايران تحت طائلة العقوبات"، وهذه التصريحات هي دليل على رؤية ايران كدولة عدوانية في منطقة الشرق الاوسط وليست الامبريالية العالمية وربيبتها اسرائيل، ولذلك نوافق على ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية الى ان الدعم السعودي لاستراتيجية ترامب "ليس مثيرا للاستغراب" مضيفا ان السعودية "تعد من حماة التيار الخاضع لافكار ترامب في امريكا والذي يعمد من خلال التعاون مع اللوبي الصهيوني والامارات العربية المتحدة الى انفاق ملايين بل مليارات الدولارات للمضي قدما نحو السياسة الامريكية التي وضعت على المزاد والتي ترمي الى شن الحروب وبث الفوضى".
اما فيما يتعلق بالملف اليمني فرأى القاسمي ان التحالف العربي الذي تقوده السعودية "يعرض دولة مسلمة في الشرق الاوسط الى كارثة منقطعة النظير". وما يجري في اليمن في حقيقة الامر هو دمار شامل وكارثة انسانية مروعة يرتكبها التحالف العربي وعلى رأسه السعودية وهذه المواقف والسياسات تتماثل وتتماشى مع مواقف ترامب واسرائيل في منطقة الشرق الاوسط، فالذي يمنع السلام في المنطقة هو اسرائيل التي ترفض الحل العادل للقضية الفلسطينية من خلال اقامة الدولة الفلسطينية بحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين، بدون حل قضية الشعب الفلسطيني والتي تعتبر قضية كونية وانسانية لا يمكن ان يحل السلام في منطقة الشرق الاوسط ومن يمنع ذلك هو الثالوث الدنس – الولايات المتحدة واسرائيل والسعودية، وهذا الثالوث يستعمل كل الوسائل من اسرائيل من احتلال وعدوان واستيطان، والسعودية من خلال دعم المنظمات الارهابية في المنطقة والولايات المتحدة من خلال حروبها العدوانية وجيوش الظلام. ولكن الانتصار في سوريا سيكون بداية انهيار سياسات الثالوث الدنس في المنطقة وبداية نجاح وتحرر شعوب المنطقة وانتصار القضية العادلة للشعب الفلسطيني فسلام الشعوب بحق الشعوب.
ولا بد ان تشرق شمس حرية شعوب المنطقة وخاصة حرية الشعب العربي الفلسطيني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا