الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحة والثروة (3) الامراض المزمنة

جواد الديوان

2018 / 10 / 20
الطب , والعلوم




وبعد السيطرة على الامراض الانتقالية، وانخفاض انتشارها في المجتمعات المتقدمة اي في دول العالم المتطورة، تجاوز الكثير مرحلة الطفولة والمراهقة ليصل مراحل متقدمة من العمر. الا ان التمتع بصحة افضل لم يتحقق، ولم يتغير شيء في نوعية الحياة. اما في الدول الواطئة الدخل، فان العمر المتوقع للانسان عند العمر 15 سنة لم يتغير منذ عام 1990، اي ان العمر المتوقع لشاب في 15 سنة لم يتغير منذ 3 عقود.
انخفاض نسبة الوفيات من الامراض الانتقالية في الدول العالية الدخل، يعني ان الكثير سيموت من السرطان وامراض القلب وداء السكر (الامراض المزمنة). الا ان الانخفاض في الوفيات من الامراض الانتقالية لا يقدم اي تفسير للزيادة في الوفيات من الامراض المزمنة باعمار مبكرة في الدول الواطئة والمتوسطة الدخل. وكذلك نتائج الاصابات بالامراض المزمنة اسوء بكثير منها في الدول الغنية.
في 1990، شكلت امراض القلب والسرطان وغيرها من الامراض المزمنة السبب في ربع الوفيات والاعاقة في البلدان الفقيرة. وفي 2040 ستقفز نسب الاصابة بالامراض المزمنة في البلدان الفقيرة الى 80% من السكان. وفي هذا الصدد، فان الوفيات والاعاقة بسبب الامراض المزمنة في بنغلاديش واثيوبيا وبورما على سبيل المثال لا الحصر (امثلة عن الدول الققيرة فقط) هي بنسب مشابهة الى النسب في الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا.
جزء من المشكلة في علاج الامراض المزمنة، كونها تختلف عن الامراض الانتقالية، فهي بحاجة الى بنى تحتية في الرعاية الصحية، وكذلك كلفة علاجها اكبر منها للامراض الانتقالية. ومع ذلك فان ما تنفقه الحكومات في الدول الفقيرة لا يتعدى 23 دولار لكل فرد في السنة، وللمقارنة فان بريطانيا تنفق على الصحة 2695-$- لكل شخص في السنة، وامريكا تنفق 3860-$- لكل شخص في السنة.
تناقصت التبرعات من العالم للدول الفقيرة، بعد ان تناقصت اهمية الامراض الانتقالية. وعلى الرغم ما تسببه الامراض المزمنة من وفيات واعاقة في العالم الثالث، فانها تستلم اقل من 2% من حاجتها للمساعدات!!. ومن غير المعقول انفاق المال لانقاذ شخص من الامراض الانتقالية (امراض يمكن الوقاية منها) ليقضي نحبه قبل نهاية عمره المتوقع بسبب مرض مزمن ممكن الوقاية منه وكذلك ممكن معالجته.
ان الوقاية من الامراض المزمنة لا تنقذ الارواح فقط، وانما تؤثر على الانتاجية للبلدان وكذلك الثروة. ومؤخرا اكد منتدى الاقتصاد العالمي تقديرا لكلفة الامراض المزمنة للدول النامية بين 2001 و2030 ما يقارب 21 تريليون دولار.
لقد انفقت دول العالم الثالث ومنها العربية ثروتها على حروب عبثية، بل حتى الغنية منها انفقت على الامن! وغيرها، وتتكرر الحجة في الدين والكرامة وغيرها. لقد اسقطت الدول العربية والعراق في مقدمتها صحة الانسان من تعريف الكرامة، وبذلك يعيش الانسان العراقي امام تحديات كبيرة لصحته!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فريق طبي أردني ينطلق لشمال قطاع غزة لتقديم الخدمات الطبية


.. الأمير وليام يعود لممارسة مهامه الرسمية بعد تشخيص إصابة زوجت




.. ترسانة إيران.. تكنولوجيا قديمة لصواريخ حديثة


.. الأمير ويليام يعود لمهامه العامة بعد تشخيص إصابة زوجته بالسر




.. من إحدى مركبات مكافحة الشغب.. رش مسؤولين إيرانيين بالمياه في