الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة عفرين أسقطت ورقة التوت وكشفت عن موت الثورة السورية

لزكين إبراهيم

2018 / 10 / 20
القضية الكردية


شعارات “الشعب يريد إسقاط النظام، الشعب بدو حرية، واحد واحد الشعب السوري واحد” التي نادت بها الثورة في بداية انطلاقتها، سقطت كلها مع ركوب تركيا ظهر الثورة السورية بعد أقل من عام على انطلاقتها، ووضع أردوغان اللجام في أفواه من اعتبروا أنفسهم قادة الثورة، ليقودهم أينما يشاء، فتخلّى “الثوار” عن كل المناطق السورية التي أخرجوا النظام منها طيلة عمر “الثورة السورية” والتي كلفتهم آلاف القتلى وملايين المهجرين والنازحين، وتدمير شبه كامل للمدن السورية، وأركبهم أردوغان في باصات الذل الخضراء وهجرهم مع ذويهم إلى الشمال السوري وإلى المخيمات التركية، واليوم تركبهم مرة أخرى باصات خيانة الوطن والثورة، وترفع فوق رؤوسهم الأعلام التركية، وتقودهم كالقطعان لاحتلال وطنهم وقتل شعبهم في عفرين المحررة من يد النظام منذ عدة أعوام، والتي احتضنت الآلاف من نازحي المدن السورية، وقدمت لهم الأمن والسلام، وتقاسمت معهم لقمة عيشها رغم الحصار المفروض عليها من كافة الأطراف حتى ممّن يدعون أنهم يمثلون الثورة.

اليوم تتعرَّض عفرين لمؤامرة حيكت فصولها هذه المرة بالإضافة إلى تركيا بمشاركة كل من روسيا وإيران والنظام السوري فيها، ولكل منهم مصالحهم وأهدافهم من هذا المخطط، فروسيا تأمل أن يتعرض الكرد لهزيمة سريعة تدفعهم لطلب الحماية من قوات النظام، وكانت موسكو قد عرضت على الكرد تسليم عفرين للنظام السوري لقاء منع العدوان التركي على عفرين لكن الأخيرة رفضت العرض وأعطت قرار المقاومة والدفاع عن منطقتهم، وهذا الرفض يفند ادعاءات المجموعات التابعة لتركيا التي لطالما اتخذت من اتهام الكرد بالعمالة مع النظام سببا لشن الهجمات على مناطقهم وعدائهم للشعب الكردي، ويؤكد أن تلك المجموعات التي تدّعي أنها “جيش حر” ليست سوى أداة بيد أرودغان يستخدمها للمقايضة لتحقيق أهدافه في سوريا والمنطقة متى وأينما شاء، وبأن الثورة السورية وثوارها الحقيقيون انتهوا وكل تلك المجموعات التي تطلق على نفسها مجازاً اسم الجيش الحر ماهم إلا مرتزقة وعملاء تركيا وليس لهم علاقة بالشعب السوري وثورته.

وهنا قد يتساءل المرء، من هم إذا تلك المجموعات التي تدعمها تركيا إن لم يكونوا ثوار سوريا؟ ففي وقت تتوارد أنباء وتظهر دلائل بالصور والفيديو تؤكد استخدام حزب العدالة والتنمية دواعش وعناصر جبهة النصرة في الهجوم على عفرين، يعيد بنا هذا السيناريو إلى هجمات المجموعات المسلحة والإرهابية بقيادة جبهة النصر من داخل الأراضي التركية على مدينة سري كانية/رأس العين عام 2012، فحينها أيضاً استخدمت تركيا تلك المجموعات المسلحة بمختلف تسمياتها الذين يعملون معه كمأجورين ومرتزقة، واستخدمتهم في البداية ضد النظام السوري، ولكن مع تطور المشروع الديمقراطي في الشمال السوري أرسلتهم إلى المدن الكردية لقتل شعبها.

وعندما فشلت هذه المجموعات في مدينة سريه كانيه، سعى أن يكسبها الشرعية مرة أخرى عبر إشراكها في الهجمات على النظام السوري، كي يعود ويستخدمها مجدداً في تحقيق أهدافه ومخططاته في سوريا. أردوغان أوجد لهذه المجموعات أسماء مختلفة. ولكن مهما اختلفت الأسماء يبقى الهدف خدمة أجندات أردوغان فقط.

ومن جهة أخرى ذكر المرصد السوري والعديد من الوكالات والنشطاء أن العديد من قيادة مرتزقة داعش من جنسيات سورية وأجنبية انتقلوا من محافظات الرقة ودير الزور وحمص إلى مناطق سيطرة مرتزقة “درع الفرات” التركية في ريفي حلب الشمالي والشمال الشرقي، ومن ثم عبروا الشريط الحدودي إلى الجانب التركي.

وقامت السلطات التركية بنقلهم عبر الحدود إلى داخل تركيا لاستخدامهم وقت الحاجة، وتظهر الصور التي نشرها الإعلام التركي صوراً للعديد من الأشخاص ذوي اللحى الطويلة وألبستهم ألبسة عسكرية تركية في هجماتهم على عفرين والبعض الآخر لازال يرتدي الباس الخاص بداعش والنصرة والمجموعات الجهادية.

ولنعد إلى السؤال الذي يطرح نفسه، من هي المجموعات التي يقول عنها أردوغان اليوم بأنها سورية ويهاجم بهم على عفرين؟ من شكل هذه المجموعات؟ ومن يمولها؟ ولماذا تشن الهجوم على عفرين ولا تحافظ على إدلب الواقعة تحت سيطرتها؟ ولماذا ترتكب كل تلك الفظائع والانتهاكات بحق الأسرى وجثامين القتلى والمدنيين والتي لا تختلف عن ممارسات داعش؟

ولكي نعرف الإجابة على الأسئلة السابقة الذكر يجب علينا العودة قليلاً إلى تاريخ هذه المجموعات وأفعالها، لندرك حينها هل حقاً لايزال هناك بينهم من يمثل الثورة السورية والجيش الحر الذي تأسس لمحاربة النظام وتحرير سوريا، أم أن هذا الاسم بات مجرد قناع تتستر بها تلك المجموعات لإضفاء الشرعية على نفسها؟

وأولى تلك المجموعات التي يجب الوقوف عليها هي: ما يسمى “لواء السلطان مراد”: وهي مجموعة شكلتها تركيا وتقول أنها مشكلة من تركمان سوريا، واسمها أكبر دلالة على تبعيتها لتركيا، حيث أن الأخيرة تقدم لها كافة أنواع الدعم المالي والتمويل العسكري واللوجستي وتدرب مرتزقتها عسكرياً.
فرقة الحمزة: هي جماعة مرتزقة دربتها تركيا في يونيو 2016، وانضمت إليها جماعة تركمانية تدعى “لواء سمرقند” نسبة إلى مدينة سمرقند في أوزبكستان. هذه المجموعة كانت إحدى أولى الجماعات المرتزقة التركية التي دخلت جرابلس من كاركاميش برفقة جيش الاحتلال التركي واحتلت المدينة وكان متزعمها سيف أبو بكر من بين الذين تبعوا الدبابات والقوات التركية ودخلوا جرابلس في الصباح خلال اليوم الأول من العدوان التركي ووصلوا إلى مركز المدينة.

فيلق الشام: يعرف كذلك باسم فيلق حمص، هو تحالف يضم جماعات إسلامية تشكلت من أجل تعزيز قوة الإسلاميين، يتشكل من 19 مجموعة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين السورية المدعومة من تركيا.
حركة نور الدين الزنكي: تعد واحدة من أهم المجموعات المرتزقة المدعومة تركياً في مدينة حلب، تشكلت في أواخر عام 2011 من قبل الشيخ توفيق شهاب الدين في قرية الشيخ سليمان شمال غرب حلب، وفي يوليو 2016 ظهر فيديو على الإنترنت لمجموعة من أفراد هذه المجموعة المرتزقة وهم يذبحون طفلًا فلسطينياً بعمر 15 عاماً في مدينة حلب.

حركة أحرار الشام: وهي إحدى المجموعات المرتزقة التي نشأت إبان الأحداث السورية وذلك باتحاد أربع مجموعات إرهابية هي “كتائب أحرار الشام، حركة الفجر الإسلامية، جماعة الطليعة الإسلامية وكتائب الإيمان” وتعتمد هذه المجموعة المرتزقة في تمويلها على “تركيا، دول الخليج العربي، الشبكات الجهادية العربية”.

لواء صقور الجبل: هي مجموعة مرتزقة دربت تركيا مرتزقتها، وهي تنشط في محافظة إدلب. كانت في الأصل جزءًا من ألوية أحفاد الرسول ولاحقاً جبهة ثوار سوريا التي تدعمها قطر. تتخذ المجموعة اسمها من جبل الزاوية.

الجبهة الشامية: هو اتحاد لمجموعات مرتزقة إرهابية في حلب هي (كتائب نور الدين الزنكي, جيش المجاهدين, الجبهة الإسلامية, تجمع فاستقم كما أمرت, جبهة الأصالة والتنمية, أحرار الشام, صقور الشام, حركة حزم, ومئات الجماعات المسلحة الأخرى”.

جيش النصر: وهي عبارة عن مجموعات مرتزقة تركية بامتياز كانت تنتشر في أرياف حماة وإدلب واللاذقية، تم تجميعها في جسد واحد باسم جيش النصر.

هذه المجموعات وغيرها رغم أن تبعيتها كانت معروفة، إلا أن الشعب السوري كان مخدوعاً بها، ولكن هذه التبعية ظهرت للعيان مع بدء تركيا لاحتلال جرابلس، وتجميع هذه المجموعات المرتزقة التركية، تحت اسم “درع الفرات” حيث ذكرت وسائل إعلامية نقلاً عن مصادر داخل صفوفهم أن المجموعات المسلحة المنتشرة في منطقة ما يسمى “درع الفرات” غير قادرة على الاستمرار من دون الدعم التركي، وأن من اعتبرتهم سوريين “خضعوا للتدريب في 5 مدارس تابعة لأكاديمية الشرطة التركية، تحت إشراف شرطة العمليات الخاصة التركية”.

الهدف التركي منذ البداية كان واضحاً جداً هو القضاء على الوجود الكردي في سوريا، خصوصاً أن النظامين التركي والسوري كانا قد وقعا عام 1998 اتفاقية أضنة الأمنية. ولكن المجموعات المسلحة في سوريا ومن وراءها المعارضة السياسية التي تشكلت في تركيا من قيادات الإخوان وبعض العنصريين، أبت أن ترى هذه الحقيقة واستمرت بالقول إن تركيا تبحث عن حقوق الشعب السوري، على الرغم من الوثائق الكثيرة التي نشرتها الصحف التركية والوسائل الإعلامية السورية والعالمية عن علاقة تركيا بداعش إلا أنهم ما زالوا يرددون ما يقوله أردوغان. واليوم مع بدء العدوان التركي على عفرين، بات الهدف التركي واضحاً جداً.

فمعركة عفرين أسقطت القناع عن القناع، وعرّت كل تلك المجموعات المرتزقة والإرهابية التي أنشأتها تركيا، وأكدت أن الثورة السورية ماتت واندثرت منذ الهجمات على رأس العين، ولا أحد من كل هذه المجموعات التي لاتزال تستخدم اسم “الجيش الحر” يمثل الثورة ومبادئها النبيلة الساعية لحرية الشعب السوري في باية انطلاقتها عام 2011، وبأن أردوغان هو من يدير كل ما يجري في سوريا من حينها إلى اليوم، وهو قاتل الثورة والثوار، ولازال يسعى للقضاء على كل مشروع من شأنه نشر الحرية والديمقراطية وأخوة الشعوب والسلام في سوريا وعموم المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان


.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي




.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل