الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا اهلا بالمعارك .. علي سلام في الطليعة!!

نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)

2018 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


يا اهلا بالمعارك .. علي سلام في الطليعة!!

نبيل عودة

نقترب ليوم الحسم الانتخابي. وكلما اقتربنا يوما تزداد العناوين والنصوص حرارة وتأكيدات ينطلق الكثير منها من أوهام ونوايا، اقل ما يقال عنها، انه لا يربطها بالمنطق الانتخابي، والتفكير البشري الا نوايا وميول شخصية، لا شيء مقنع فيها، ولا شيء يحاكي الوقائع العملية.
اذكركم أني منذ اول يوم انتخب فيه الأخ مصعب دخان مرشحا لرئاسة البلدية من جبهة الناصرة، كتبت واعدت الكتابة مرات عديدة، ان الجبهة والحزب الشيوعي لا يريدونه، ولا يثقون بقدرته الانتخابية، أي لا يثقون عمليا بقوة الجبهة في الشارع النصراوي، بعد الهزيمة المرة لرئيس البلدية السابق، والذي لا يمكن انكار مكانته الشخصية والانتخابية. الا انه هزم بشكل مؤلم امام مرشح قائمة ناصرتي التي شكلت أسبوعين قبل الانتخابات. البعض ظن أني احرض ضد مصعب، لكني في الحقيقة لم افكر اطلاقا بالتحريض، بل بطرح الحقائق، وليس سرا ان كل أبحاث قيادة الجبهة القطرية وابحاث الحزب الشيوعي في منطقة الناصرة، وصلتني، التي وصلني بعضها من أهل الخير بشكل مباشر وبعضها عبر رسائل بلا أسماء. وفي النهاية، تبين ان نبيل عودة لم ينشر ادعاءات فارغة او تحريضية، بل نشر الحقيقة المرة لواقع تنظيم سياسي أفلس سياسيا وتنظيميا وعضوية، بحيث بات يفتقد لإيجاد مرشح مناسب، فطرحوا فكرة المرشح التوافقي، لأن أبرز قادتهم أعلن ان "ترشيح مصعب دخان لن يمر الا على جثتي الميتة" كما وصلني من رفاق يعتبرونني حتى اليوم أكثر شيوعية من قادتهم. ارتكبوا هذه الحماقة دون تفكير جاد ان هذا الطرح يعني تدمير تنظيم الجبهة في الناصرة، كما اكدت انا شخصيا ذلك، وكما أكده أيضا بعض العقلاء الباقين في الجبهة وحزبها الشيوعي .. وارجو ان يستخلصوا العبر!!
بنفس الوقت كشف لي رفيق قيادي مسؤول من خارج الناصرة، دعاني لحوار رفاقي بدون تشنجات، بمحاولة بائسة ان يعيدني لصفوف الحزب والجبهة، ووعدته ان لا انشر اسمه. وأكدت له امرا أساسيا، أني استقلت عام (1992) من الحزب الشيوعي بعد الانقلاب المخجل والمدمر للحزب والجبهة نصراويا وقطريا، على مرشح الحزب الشيوعي لرئاسة قائمة الكنيست السيد سالم جبران بطريقة تتناقض مع دستور الحزب وقراراته، واستقالتي لا رجوع عنها، لأني فقدت ثقتي بهذا الحزب، رغم أني واصلت دعم جبهة الناصرة الديموقراطية حتى لحظة خسارة رامز جرايسي امام علي سلام. وكنت قد حذرت بأول مقال نشرته، ان لا يدمروا الجسور بين الجبهة وعلي سلام، الا انهم هدموا حتى العلاقة البسيطة مع علي سلام، الذي جاء عن طريق الجبهة، وكان قائما بأعمال رئيس البلدية، لكنهم تجنوا عليه بأوصاف يجب ان تخجلهم أولا، بصفته شخصا هم الذين اختاروه، ولكنه رفض نهجهم الانعزالي، ومن هنا كسب شعبيته. والدافع الثاني كان بسبب إصرار صحيفة الحزب على مقاطعة مقالاتي المؤيدة وقتها لرامز جرايسي وقائمة الجبهة خلال المعارك الانتخابية الثلاثة او الأربعة السابقة، قررت ان الوقت لم يعد يسمح لي بأن اقبل وسخهم الفكري واساليبهم المنبوذة. وتعرفت على علي سلام، باركت له انتصاره، ومع معرفتي بأسلوب عمله، وخاصة فتح ابوب البلدية امام الجمهور، ونشاطه الواسع في المجال المعماري، لم أجد سببا يمنعني من دعمه، بالنهاية شعار الجبهة "كرامة وخدمات" بات يطبقه علي سلام بشكل أفضل وأنجع من تطبيق الجبهة له.
يؤلمني ان الجبهة التي شاركت بتأسيسها مع رفاق شيوعيين وقتها، تحت قيادة غسان حبيب، البولدوزر الحقيقي وراء تأسيس الجبهة في الناصرة وانتصارها الكبير، ثم انتشارها في كل الوسط العربي، ودوره في طرح فكرة مخيمات العمل وتنظيمها، قبل ان تتخلص منه الجبهة ويفصل بطريقة عشوائية مخجلة وبائسة من الحزب اسوة برفاق آخرين قياديين ومركزيين.
ان من يطرح انتصار الجبهة اليوم يعيش بحلم رطب، ان تنظيما فقد مشروعيته، وخلت صفوفه من شخصية يمكن ترشيحها، هو تنظيم انتهى زمنه. أما المقالات التي ترى بوليد عفيفي مرشحا تدعمه الجبهة، سيحقق ما فشل مرشح الجبهة بإنجازه، تنطبق عليه نظرية علم النفس الاجتماعي المعروفة باسم "الاستجابة الشرطية"، أي لا تحتكم للعقل بل للغرائز.
قبل شرح نظرية "الاستجابة الشرطية"، اود ان أؤكد معلومات موثوقة، بعضها نشر بشكل غير مؤكد، لكنها حين وصلتني من عضو لجنة منطقة للحزب الشيوعي، اطرحها كما نقلت لي، ملخصها انه منذ تبين ان رامز جرايسي رفض بقوة ن يرشح نفسه لرئاسة البلدية، بدأت التحركات لإيجاد مرشح يناسب تطلعاتهم. عدد من مواطني الناصرة أعلنوا استعدادهم لخوض معركة الانتخابات، بدأت اتصالاتهم مع وليد عفيفي كمرشح توافقي، وليد في مرحلة متقدمة أعلن انه لا يرى نفسه مرشحا للرئاسة، ما الذي غير قراره؟ من الواضح انه تلقى وعدا من القيادات الحزبية ان مصعب لن يكون مرشحهم. المفاوضات مع وليد استمرت وقتا طويلا. طبعا مصعب كان يصر انه المرشح حتى قبل أسبوع من تنازله، وهو ليس تنازلا بل عزلا. بقية المرشحين فهموا ان فرصهم ضئيلة باصطفاف الجبهة وراء وليد عفيفي. الشخصيات الحزبية حسمت الأمر. كانت تفضل رامز جرايسي الرافض للترشيح. في اللحظة الحرجة عاد وليد ليعلن انه سيرشح نفسه، وكان ذلك بناء على تعهدات الجبهة باختياره مرشحا لها. وهنا بدأت لعبة شد الحبل لعزل مصعب دخان، الذي منذ اعلان ترشيحه تجاهلته صحافة الحزب الشيوعي ولم تنشر أي دعاية له، وتُركت المهمة لصحيفة محلية بائسة لا تغني ولا تسمن وبالكاد يراها النصراويين. تصرفات القيادات الحزبية والجبهوية كانت قريبة جدا لنظرية علم النفس الاجتماعي عن "الاستجابة الشرطية"، وما اصدق هذه النظرية حين تطبق في السياسة. لكنها بالغة الخطورة على مستقبل التنظيم الذي يطبقها وهذا ما لم يفكروا به لعجزهم النظري، حتى لو فكروا لما فهموا مخاطر لعبتهم على تنظيمهم بعرضه تنظيما عاجزا عن إيجاد مرشح من صفوفه، أي لا قيمة لأعضاء التنظيم، فهل يستحق الثقة بعد اليوم؟ اذن مبروك عليهم الفشلان، وليد عفيفي وتنظيمهم الفارغ من شخصيات تستحق ان تترشح باسمه !!
تصرفهم لم يقع بعيدا عن "الاستجابة الشرطية" كما كشفتها تجارب العالم الروسي الشهير إيفان بتروفيتش بافلوف. الذي توصل الى اكتشاف ان الانسان الطبيعي يمتلك ما يسمى "جهاز الاشارات الثالث"، وهو ما يميز الانسان عن عالم الأحياء غير البشرية. مثلا لو قلنا حامض لشعرنا وفهمنا ما هو مفعوله بأكلنا له، بل وتسيل ريالة البعض لمجرد ذكره أمامهم دون ان يروه او يتذوقوه، أي ان الانسان اقام علاقة "غير شرطية" مع الموضوع. نفس المقاييس تجري على سائر المأكولات، الانسان حين يجوع يفكر بنوع ما يشتهيه من الطعام. بينما غير البشر، لا يملكون هذه الميزة اطلاقا. أي يفتقدون لجهاز الاشارات الثالث، فهل بعض البشر مصابون بفقدان جهاز الاشارات الثالث؟ كيف توصل بافلوف الى نظريته؟ ولماذا أطلق عليها اسم "الاستجابة الشرطية؟"
درب بافلوف أحد القرود على إطفاء النار من برميل مليء بالماء، ارتبط ذهن القرد بإطفاء النار من الماء الذي في البرميل (او لنقل المادة التي في البرميل) لذلك عندما وضع القرد على شاطئ بحيرة، ووضع البرميل على مسافة 100 متر عبر جسر ممتد إلى داخل البحيرة وأشعل النار بكومة حطب بجانب البحيرة، لم يستوعب القرد العلاقة الشرطية مع الماء، بل اقام العلاقة الشرطية مع البرميل فقط، أي لم يستوعب ان الماء في البرميل او ماء البحيرة له نفس الخواص. لذا ركض القرد بسطل الماء الفارغ عبر الجسر إلى البرميل ليجلب الماء منه ولم ينشل الماء من البحيرة الملاصقة للنار المشتعلة. أي ان "الاستجابة الشرطية" ارتبطت بالبرميل وليس بالماء. تجربة اخرى مثيرة اجراها على كلب، كان كلما يضع له الطعام يشعل الضوء. مع الوقت صار كلما أشعل الضوء تسيل ريالة الكلب رغم انه لم يضع له الطعام، أي ان "الاستجابة الشرطية" للطعام ارتبطت بذهن الكلب مع اشعال الضوء. وبذلك توصل الى ان الإنسان يتمتع بجهاز خاص سماه "جهاز الإشارات الثالث" وهو يختلف بمضمونه عن الاستجابة الشرطية، بواسط ذلك الجهاز يتمكن الانسان ان يقيم العلاقة مع الأشياء حتى دون رؤيتها. لكن يبدو ان لكل قاعدة شواذ!!
والسؤال الذي يطرح نفسه للبحث: هل رجال السياسة يفتقدون جهاز الإشارات الثالث، ويستعيضون عنه بجهاز "الاستجابة الشرطية"؟ - انتظر جوابكم !!
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير