الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا شيكا بيكا (4)

طارق المهدوي

2018 / 10 / 20
العولمة وتطورات العالم المعاصر


أمريكا شيكا بيكا (4)
طارق المهدوي
فيما مضى من أزمنة كنت أشترط قبيل سفري للخارج حصولي المسبق على أرقام الهواتف التي يمكن لأي شخصية أو جهة مهتمة داخل مصر الاتصال بها لمتابعتي عند الضرورة، لكن بعد ظهور الهاتف المحمول مع تقنياته الخاصة بالاتصال العابر للحدود ثم ظهور الإنترنت مع تطبيقاته الخاصة بالاتصالات العابرة للحدود تخليتُ عن اشتراطي المذكور واستبدلتُه بضمان تشغيل وتفعيل هذه التقنيات وتلك التطبيقات، وهو تحديداً الذي فعلتُه مع مقدمي خدمات المحمول والإنترنت المصريين قبيل سفري إلى الولايات المتحدة الأمريكية لعلاج عيوني وتأكدتُ من سلامته خلال توقفي في كازابلانكا المغربية على سبيل الترانزيت، لكنني فور وصولي إلى الأراضي الأمريكية فوجئتُ بانقطاع جميع خطوطي الهاتفية مع فشل كافة محاولاتي لدخول مختلف مواقعي وصفحاتي الإلكترونية على الإنترنت باعتباري صاحبها فلم يكن في مقدوري دخولها سوى باعتباري زائر، وفشلت كل محاولاتي مع شركة فودافون المصرية ومع وكيلها الأمريكي المتمثل في شركة تي موبايل ومع خبراء الإنترنت لتفسير وإيجاد الأعطال التقنية كي يتم إصلاحها، حيث قال لي المصريون إنهم ليس لديهم تفسير سوى أن هذا إجراء سيادي أمريكي بينما قال لي الأمريكيون إنهم ليس لديهم تفسير سوى أن هذا إجراء سيادي مصري، فتذكرتُ درساً أولياً سبق لي تلقيه في المعهد الاستراتيجي حول مبادئ الأمن والتأمين مفاده ضرورة شعور الشخص المستهدف بالخطر الداهم عند انقطاع كل اتصالاته فجأة دون تفسير تقني مقنع، لاسيما وقد وفرت لي السفارة المصرية في واشنطن فوراً جهاز هاتف محمول آخر ماركة نوكيا بداخله شريحة اتصالات أخرى ماركة إيه تي آند تي تقدم خدمات الهاتف والإنترنت معاً، الأمر الذي أكد لي أحد زملائي التقنيين المتقاعدين من إحدى الجهات السيادية لاحقاً أنه يمكن فهمه على أحد وجهين أو كليهما معاً، وهما انتماء الجهاز والشريحة الجديدين إلى جيل تكنولوجي حديث يسهل اختراقه وتتبعه على عكس الجهاز والشريحة القديمين أو تزويد الجهاز والشريحة الجديدين سراً قبل منحهما لي بتطبيق إضافي لتسهيل الاختراق والتتبع، لاسيما وأن الجهاز الجديد الذي يحوي الشريحة الجديدة قد تعرض عقب عودتي إلى القاهرة لمحاولتي سرقة متتاليتين كما ساومتني مندوبة إحدى الجهات السيادية على مبادلته مع جهازها الأحدث والأغلى، لكن الذي أثار تعجبي من هذه المناورات الالتفافية هو أنني لم يكن عندي أي اعتراض على أي وجود مباشر وصريح لأية جهة سيادية مصرية أو أمريكية في مختلف خطوات علاج عيوني طالما لا ينطوي هذا الوجود على أي ضرر، فرددتُ لنفسي الأغنية القائلة باللهجة العامية المصرية "أمريكا شيكا بيكا ... حاتجيب عاليكا واطيكا ... وماحدش داري بيكا ... الله يرحم أبيكا"!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل