الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لتضليلنا، لا لتبليدنا

محمد باليزيد

2018 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


أولا أترحم على السيد خاشقجي كإنسان، ثم كمفكر أو معارض تشكل حياته ونشاطه مشكلة بالنسبة لكل الأنظمة المستبدة وكذلك لكل "الدول الديمقراطية" التي تحول "مكوس الأنظمة المستبدة" إلى رفاه تنعم به شعوبها.(لنتذكر قضية المهدي بن بركة). ألا يقول ترامب: "عليهم أن يدفعوا ثمن حمايتهم"؟ والحماية هنا ليس من جيران كإيران فقط، ولكن الحماية والدعم في مثل هذه الظروف الصعبة. ألم يبدو ترامب مستعدا لتصديق رواية السعودية، ثم بعد ذلك سيحاول جر سادة العالم، الذين يبحثون عمن يجرهم، جرهم إلى التصديق بها أو على الأقل عدم اتخاذ مواقف صارمة مناسبة لتكذيبها.
لن يختلف اثنان حول مسألة قتل الصحفيين وأصحاب الرأي والمعارضين. لكن أن تكون قضية خاشقجي، لمدة أسبوعية، أهم من كل القضايا، فهذا يجعلنا نطرح أسئلة عدة.
أن تجعل قناة الجزيرة تغطية حدث قتل خاشقجي أهم عشرات المرات من مصير شعوب اليمن وفلسطين وسوريا وليبيا.... أن لا تلهث هذه القناة، خلال أسبوعين، سوى وراء كل ما يسيئ للسعودية وتنسى ما هو أهم وأخطر منه، هذه ليست مهنية صحفية ولو كانت لخاشقجي نفس النوع من المهنية أعتقد أن السعودية ما كانت لتتعقبه. لكنه كان إنسانا نزيها وصادقا.
أن يعلن ماكرون، ومعه ألمانيا وبريطانيا، وقف الزيارات الديبلوماسية للسعودية على خلفية خاشقجي، هذا تضليل للشعوب وخلق لزوابع مصطنعة قصد جعلنا ننسى ما يطبخ وما يفعل بشعوب العالم، فما هو مستوى الحزم الذي تعاملت به هذه الدول الثلاث حين قتلت روسيا جاسوسا، (لا فرق بين جاسوس ومفكر أو معارض لنظام ديكتاتوري)، قتلته في الديار البريطانية؟
أن يعلن ترامب أن قتل خاشوقجي غير مقبول، لكنه لن يصل إلى مستوى يجعل بلاده تلغي صفقة السلاح مع السعودية!! فقتل الصحفي، في الثقافة الغربية، جريمة، لكن قتل شعب اليمن، وتهجير وقتل وحصار الفلسطينيين، وتشريد السوريين والليبيين، والمتاجرة بالأفارقة أو إغراقهم بين القارتين، كل هذا لا يصل مستوى قتل الصحفي في الثقافة الأمريكية التي تعيش على دماء الشعوب الأخرى. "إلغاء الصفقة سوف يلغي مناصب شغل كثيرة"، هكذا بكل وقاحة يصرح ترامب.
علينا أن لا ننسى، نحن المهملين في هذا العالم، أن تشريد أسرة واحدة، سواء بقتل معيلها أو تهديم مسكنها أو تجفيف منبع رزقها بحرب أو بسياسة اقتصادية، هو جريمة ضد الإنسانية. والصحفي، أو المفكر، الذي تستهدفه الأنظمة هو الصحفي الذي يعي هذه المعادلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس الأمريكي يقر مشروع قانون مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا


.. لازاريني: آمل أن تحصل المجموعة الأخيرة من المانحين على الثقة




.. المبعوث الأمريكي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط: على إسرا


.. آرسنال يطارد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي غاب عن خزائنه




.. استمرار أعمال الإنقاذ والإجلاء في -غوانغدونغ- الصينية