الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسئلة واجوبة في ايديولوجية ( عقيدة الحياة المعاصرة )

رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)

2018 / 10 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


عقيدة الحياة المعاصرة عقيدة علمية ، علمانية ، عالمية ... ذات اهداف اجتماعية تسعى لاصلاح مجتمعاتنا بعيدا عن تدخل الشريعة الدينية ، حيث فشلت العقيدة الدينية في اقامة مجتمعات صالحة ، وفشلت في الاستجابة لمتغيرات العصر فاصبحت بمثابة حجر عثرة في طريق اي محاولة للاصلاح فلا هي قادرة على اصلاح مجتمعاتها وانجاز المطلوب ، ولا هي قادرة على تغيير برامجها بدعوى صلاحيتها لكل زمان ومكان ، فكانت عقيدة الحياة المعاصرة هي الاختيار المناسب لتخطي حجر العثرة هذه ورسم خارطة طريق جديد لمجتمعاتنا نحو واقع افضل
س1 ـ هل هناك معنى للحياة ؟
الجواب: ( كلا ) .. الحياة في الاصل ليس لها معنى او غاية او هدف ... نحن جئنا الى الحياة من العدم .. وراحلون الى العدم بعد الموت ... ولكننا استحدثنا معنى للحياة لكي نحيا بانسجام مع انفسنا ومع من حولنا ممن يشاركوننا فرصة الحياة ، المعنى الذي استحدثناه هو ان الانسان كائن اجتماعي مرتبط بمجتمع وعليه تجاه مجتمعه واجبات وحقوق ، عليه واجبات في احترام حقوق الاخرين وحرياتهم والتزام قيم الحق والعدل والانسانية والعمل بما يحقق مصلحة المجتمع ، اما حقوقه فتكمن في ضمان حقوقه الانسانية في العيش الكريم والامن والحرية وضمان مستقبله ، نؤمن بان فرصة الحياة حق مقدس ولا يجوز العقاب بالحرمان من هذه الفرصة تحت اي مبرر كان لان حياة الانسان فرصة وحيدة له لن تتكرر
س2 ـ هل هناك معنى متأصل في الكون ؟
الجواب : ( ربما ولكننا نجهل ذلك ) ... نحن نجهل المعنى او الغاية من خلق الكون .. ليس باستطاعتنا ادراك ذلك ... نؤمن بان لابد ان هناك من خلق الكون ( مادة وطاقة ) ولكن هذا الخالق خارج حدود ادراكنا ... نجهل طبيعة الخالق ونجهل مصدره ، ونجهل الغاية والكيفية لخلقه للكون
س3 ـ هل نستطيع استحداث معنى بانفسنا ؟
الجواب : ( نعم وهذا كل ما نستطيع فعله لوجودنا ) ... نستطيع استحداث معنى فيما يتعلق بوجودنا في الحياة ، اما فيما يتعلق بوجودنا في الكون فلا نستطيع استحداث معنى لاننا عاجزين عن ادراك الغاية من وجود الكون ذاته ، ونجهل ان كان وجودنا له اهمية في هذا الكون ام اننا مجرد كائنات تحيا دون معنى ، كما اننا نجهل هل ان وجود الكون سابق لمعناه أم ان المعنى سابق للوجود ، او بصيغة اخرى هل المادة سابقة للفكر ام الفكر سابق للمادة ، لاننا سوف نصطدم بالسؤال المعضلة .. كيف وجد السابق ؟
س4 ـ هل السعي وراء المعنى المتأصل ممكن ؟
الجواب : ( غير ممكن ) ... لاننا بالاصل نجهل معنى هذا الكون ، غير قادرين على ادراك حقيقة الوجود ... هناك فرضيات عديدة موجودة لتفسير معنى الوجود ولكننا غير واثقين من صحة تلك الفرضيات ... لان حقيقة الوجود خارج نطاق قدرات ادراكنا
س5 ـ هل السعي وراء المعنى المستحدث ممكن ؟
الجواب : ( نعم وهذا هو هدف فلسفتنا ) .. من الممكن السعي وراء المعنى المستحدث للوجود .. نؤمن بان وجودنا في الحياة يجب ان لا يكون وجود عبثي .. بل يجب ان يخضع وجودنا لمنظومة قيم اخلاقية لغرض ضبط العلاقات بين افراد المجتمع والحفاظ على الكيان الاجتماعي ... القيم الاخلاقية من حيث المبدأ لا أساس لها في الطبيعة ولكننا استحدثناها لانها معايير وضوابط ضرورية لسلامة الكيان الاجتماعي ، نحن نحيا في مجتمعات بشرية ويجب ان يخضع الجميع للقوانين التي تنظم مصالحنا ، وان تسود مباديء حقوق الانسان وان نحيا بكرامة وشرف وهذه هي اسمى القيم الانسانية
س6 ـ هل نستطيع حل مشكلة المعنى ؟
الجواب : ( نعم باستحداث المعنى الخاص بنا ) ... في حدود ادراكنا لحقيقة وجودنا في الحياة فانه بامكاننا ان نستحدث المعنى لوجودنا لاننا نمتلك ارادتنا ونمتلك حريتنا ولكننا في الوقت نفسه نخضع لقوانين الطبيعة ، فحريتنا اذن تقف عند حدود قوانين الطبيعة ، معنى وجودنا مقيد بالعيش بتوافق مع قوانين الطبيعة وبالعيش بتوافق مع قوانين البيئة الاجتماعية
س 7 ـ ما هو مصدر مفاهيم الخير والشر ، الحب والكره ، الاخلاق ، الضمير ؟
الجواب : الخير والشر مفاهيم بشرية يختص بها بني البشر ولا علاقة للكون او قوانين الكون او خالق الكون بهذه المفاهيم .. هل وجدتم الكوارث الطبيعية التي تحدث وفقا لقوانين الطبيعة تتعامل مع البشر وفقا لمفاهيم الخير والشر ؟ هل تنتقي الكوارث والاوبئة ضحاياها فتصيب الاشرار ولا تصيب الاخيار او تصيب الكبار ولا تصيب الصغار ؟
الحب والكره مفاهيم بشرية ولا علاقة لخالق الكون بهذه المفاهيم ، كما ان الخير والشر مفاهيم بشرية كذلك الحب والكره ، نفوس البشر على انماط شتى منهم من يشعر بالحب والمودة تجاه الاخرين ومنهم من يشعر بالكراهية والبغض تجاه الاخرين ان كان بسبب او بدون سبب ، التنوع الكبير في انماط تراكيب نفوس البشر وفي صفاتهم وخصائصهم هو الذي يؤدي الى اختلاف البشر في تصرفاتهم وفي افكارهم ومعتقداتهم وميولهم ... التنوع في التراكيب راجع الى تصرفات الطبيعة العشوائية فهي لا تنتج كائناتها على نمط واحد بكافة التفاصيل الدقيقة
الاخلاق قيم انسانية وليست قيم منزلة من السماء ، والضمير هو مصطلح يرمز الى الاحساس بالحق وبالخير ، فمن يمتلك الاحساس بالحق وبالخير فهو يمتلك الضمير الحي الذي يؤنبه في حالة اعتدائه على حقوق الاخرين او ارتكاب اعمال مؤذية او ضارة لهم .. ولا علاقة للسماء بهذا المصطلح ، مع مراعاة قوانين الوراثة فان الطبيعة هي التي تمنح هذه الميزة دون تخطيط مسبق او تصميم مسبق ، خالق الكون لا علاقة له بهذه القيم
س8: ما معنى الموت ؟
الجواب : الموت ظاهرة طبيعية مرتبطة ارتباطا جدليا بنقيضها ظاهرة الحياة حيث لا حياة دائمة من غير موت ، ولا موت من غير وجود حياة ، للانسان ( وكذلك لكل كائن حي ) فرصة واحدة فقط في الحياة ، وكذلك الموت هو نهاية واحدة فقط لهذه الفرصة ، ولا حياة اخرى بعد الموت ، الحياة تسير باتجاه واحد فقط كما هو الزمن حيث يسير باتجاه واحد ولا عودة للزمن ، وحيث انه لا حياة اخرى بعد الموت اذن بالتأكيد ليس هناك حساب وجزاء بعد الموت ، كما انه ليس هناك خلود في الحياة لان الخلود يعني ان الحياة دائمة وابدية ، وهذا شيء مستحيل وفقا لقوانين الكون ، الحياة الدائمة تتطلب سريان دائم للطاقة الحرة وهذا غير ممكن فيزيائيا ، كل شيء في الكون يسير نحو نفاذ الطاقة الحرة وتحولها الى مادة ذت طاقة كامنة ، حتى تنتهي كل الطاقات الحرة بتحولها الى مادة كونية مركزة ومكثفة ذات طاقة كامنة كما كانت قبل الانفجار العظيم ، الكون هذا هو نظام مغلق كل ما فيه من مادة وطاقة يتم اعادة تدويره بعد استهلاكه .
س9 ـ اين كنا قبل وجودنا في الحياة ، وما هو دور ارادتنا في وجودنا ؟
الجواب : قبل وجودنا في الحياة كنا في العدم ، ليس هناك اي دور لارادتنا في وجودنا في الحياة ، نحن نتاج فعاليات الطبيعة ، حتى الممارسة الجنسية بين الذكر والانثى والتي تؤدي الى مجيء انسان جديد الى الحياة هي ايضا من فعاليات الطبيعة ، كل انسان وكل كائن حي يمتلك جهاز تناسلي منحته اياه الطبيعة ، والانسان مقيد بقوانين الطبيعة ويتحتم علينا ممارسة الجنس تلبية لنداء الطبيعة لنحيا بتوافق مع القوانين التي تخضع لها اجسامنا ، وكل ممارسة جنسية قد تؤدي الى تكون جنين انسان ، فرصة كل انسان في الوجود نجمت من خلال صدفة وحيدة عندما نجح حيوانٌ منويٌّ واحد من بين ملايين الحيوانات المنويّة التي يُفرِزها الذّكر بإخصاب البويضة الأنثويّة عند ممارسة الجِماع ، كل الملايين التي فشلت في فرصة تلقيح البويضة هي عبارة عن بشر حرموا من فرصة الوجود في الحياة .. بشر مثلنا جاءوا من العدم على شكل حيامن وذهبوا في نفس الوقت الى العدم بعد فشل كل حيمن في الحصول على بويضة لتلقيحها لتكوين انسان جديد ، اذن نحن نتاج فعاليات الطبيعة وان الصدفة هي التي ادت الى نجاح حيمن واحد من بين تلك الملايين في تخصيب البويضة لتتحول الى انسان حي يحظى بالوجود دون ان يكون لنا دور او رأي او ارادة في تقرير هذا الوجود
... انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن