الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخاشقجي يطيح بمصداقية الاعلام

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2018 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


اصبحنا نشبه اسطورة تلك الابنة التي منعت من رؤية والدها بمجرد ان نما جسمها وتكور صدرها من دون الحاجة بها للتفكير في لماذا! امتثالا للطاعة العمياء والتسليم بحقيقة ان ذلك الاب على حق. ولكن في اعماق النفس لا يمكن ابعاد شبح الحزن او عدم الراحة. ومثلما ان النوم يفتح الباب للاحلام لكي توقظك وانت بحالة فزع فأن مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام بشكل عام وبما تحمله من اخبار وانتقاد للواقع باسلوب يدفع بالكثيرين بالانتقال من حالة السبات الى حالة الحركة والتفاعل التي لم يعد يحمد عقباها مع قانون الجرائم الالكترونية. واغلب الظن ان مثل هذا الحراك يكون ناجما عن عصبية غير مدروسة كزبد البحر سرعان ما يختفي. غالبية الاخبار ترتكز على اهواء وانتماءات سرعان ما تتبدل ما بين هؤلاء وهؤلاء ومثل هذه المنصات الاعلامية التي تفتقر الى الحيادية والنزاهة تكون فيها التبعات اكبر من سدها بسدادة الصمت وامكانية العودة الى حالة السكون بسبب اثارة المشاعر. لا ادري ما هو موقف ذلك الكاتب الذي كتب بمقالته بأن ما يحاك عن اختفاء الاعلامي جمال الخاشقجي (والذي لم يبقى احد ما يعرفه او لا يعرفه الا وادلى بدلوه في قضية اختفائه، وفيما بعد ظهور حقيقة مقتله بالقنصلية السعودية بإسطنبول!) كيف اخذته الحميه وزمجر مدافعا بمقالة يستند فيها على بنات افكاره نافيا بشدة ما يتردد عن مقتل الخاشقجي بقنصلية بلاده وبإلحاح المفلس يؤكد انها قنصلية وليس مكانا للمافيا. لا اعرف ما هو حال قلم ذلك الكاتب الآن ربما لانني اعرف حال قرائه عندما ظهرت الحقيقة عارية بمقتله داخل القنصلية السعودية.
كثيرة هي الاخبار العارية من الصحة والموثقة بالصور بعد ان اصبح ذلك ممكنا بثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال واستثمار هذا الامر الى حد الجنون بالنشر وعلى نطاق واسع دون مراعاة للموضوعية او المصداقية وغيرها من الصفات التي ارتبطت بالخبر الصحفي ذات زمن. وكثيرة هي الاخبار التي نمر عليها مرور الماء من بين الاصابع كلص من دون ان يعنينا ان كان الخبر قد صدر عن مؤسسة صحفية لها شخصيتها الاعتبارية او لا. اذكر حين كنت صحفية متدربة باحدى المؤسسات الصحفية وبعد ان انهيت متطلبات الدراسة طلب مني وكان الوقت عيدا اعداد موضوع عن العيد وزحمة الكعك وملابس العيد وشراء الحلويات وتنظيف البيوت كطقوس ارتبطت بالعيد وكيف رفعت حاجبا وانزلت الاخر حين طلب الصحفي المسؤول صورة من الارشيف تعبر عن بهجة العيد عندها قلت لنفسي الدراسة تختلف عن الواقع قد يكون مثالا بسيطا عن ممارسة العمل الصحفي لكنه صورة من صور الاستخفاف بالقارئ وما خفي اعظم. ان صناعة الاعلام كانت وما زالت مسؤولية من حيث العلاقة المباشرة بالمجتمع ودوره الفاعل في حل المشكلات لا تأجيجها وتضخيمها بهدف اثارة الفتن.
انها ريح غريبة وحارة تمس الارض والماء والبشر والهواء. وتمس افرادا معظمهم غير صالحين للعمل الصحفي. نحتاج الى الخروج من تلك الاغفاءة التي طالت حتى اختلطت علينا الامور ولم نعد نفكر بأسباب لماذا التي جعلتنا نلوك اخبارنا بكثير من الخفة. لنترك الاخبار التي تحاك بالليل ونلتفت الى انفسنا الى اعمالنا من دون ان نتبرم بخبث وتحسر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة