الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا شيكا بيكا (الحكاية الكاملة)

طارق المهدوي

2018 / 10 / 22
العولمة وتطورات العالم المعاصر


أمريكا شيكا بيكا (الحكاية الكاملة)
طارق المهدوي
أمريكا شيكا بيكا هو اسم فيلم كتبه وأخرجه خيري بشارة سنة 1993 ليمثله محمد فؤاد الذي غنى في الفيلم من تأليف مدحت العدل وتلحين أحمد الحجار أغنية بنفس الاسم، قال فيها باللهجة العامية المصرية "أمريكا شيكا بيكا ... حاتجيب عاليكا واطيكا ...وماحدش داري بيكا ... الله يرحم أبيكا"، وإذا كانت العلوم السياسية قد علمتنا أن أي بلد يتكون من أرض وشعب ودولة وسوق وعلاقات خارجية فقد علمتنا أيضاً أن مكونات البلد المسمى بالولايات المتحدة الأمريكية ليست كمكونات غيره من البلدان، فالأرض يحتلها بالقوة الجبرية غير أصحابها الأصليين كأمر واقع ليسكنها أفراد ينتمون إلى مجموعات متداخلة من كافة شعوب العالم دون أن يرتقوا بعد لتشكيل شعب واحد بالمعنى العلمي، أما الدولة الأمريكية التي يفترض أن تتولى فيما تتولاه مهام الأمن الذي يفترض أن يتضمن فيما يتضمنه وفرة وسرعة ودقة معلوماتية حول جميع المصالح والمخاطر القائمة والمحتملة ذات الصلة، فهي إلى جانب السوق الأمريكي والعلاقات الخارجية الأمريكية تشكل مكونات البلد الثلاثة الموجودة وبقوة على كافة المحاور المحلية والإقليمية والعالمية أو هكذا يظن البعض، الأمر الذي من المفترض معه أن تكون الدولة الأمريكية قد فتحت ملفي المعلوماتي وهي تمنحني عبر سفارتها في مصر تأشيرة دخول وإقامة لمدة خمسة أعوام، وأن تكون قد أعادت فتحه مرة ثانية عندما تأكد حجزي لتذكرة سفري إلى أراضيها ثم أعادت فتحه مرة ثالثة عند مغادرة طائرتي مطار القاهرة بالفعل متجهة إلى مطار دالاس في واشنطن عبر مطار محمد الخامس في كازابلانكا وأنا على متنها، وهو الملف الذي يخبر كل من يفتحه بأنني محترف سياسي منذ أربعة عقود زمنية سواء بالنظر إلى وظيفتي المهنية أو بالنظر إلى نشاطاتي العامة أو بالنظر إلى كتاباتي، مما يترتب عليه في العادة عداوات وخصومات ربما يلاحقني بعضها خلال وجودي فوق الأراضي الأمريكية بشكل يستلزم حضور الدولة الأمريكية ممثلة في أي مستوى على مقربة مني إن لم يكن على تماس معي، وسأحاول فيما يلي معرفة إذا كان هذا أم عكسه هو الذي حدث فعلاً خلال زيارتي الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية!!.
أولاً: طيران شيكا بيكا
احتلت الولايات المتحدة الأمريكية ركناً قصياً من صالة السفر الرئيسية بمطار محمد الخامس في كازابلانكا لتشيد فيه تحت إشراف أجهزتها الأمنية وعلى نفقتها الخاصة بوابة المرور الأمنية الحصرية، التي يجب أن يمر عبرها كافة المسافرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية على متن جميع شركات الطيران ليتولى طاقم أمني أمريكي مغربي مشترك مهمة تفتيشهم ذاتياً بدقة مع استجوابهم إذا لزم الأمر، وقد سألني المفتش الأمني الأمريكي في مطار كازابلانكا سؤالاً واحداً عما لو كان بحوزتي أية عقاقير طبية فأجبته بالإيجاب أن في حوزتي بضعة أقراص من أدوية الضغط وقرحة المعدة والأسبرين ومسكنات الألم، فارتفع صوته وهو يقول لي بنبرة صوتية آمرة إن هذا مخالف للقانون الفيدرالي الأمريكي الذي يخيرني بين تعاطي أدويتي في حينه قبل صعودي الطائرة أو قيامه بمصادرتها، فتعاطيتُ قرصاً واحداً من كل نوع كاحتياط طبي وسلمتُه بقية الأقراص كي يصادرها حسب القانون الفيدرالي الأمريكي، وعند وصولي إلى مطار دالاس الواقع داخل محيط العاصمة الأمريكية الفيدرالية واشنطن دي سي سألني المفتش الأمني الأمريكي في مطار واشنطن سؤالاً واحداً عما لو كان بحوزتي أية أطعمة، فأجبته بالإيجاب أن في حوزتي لفافتين صغيرتين إحداهما تحوي بعض حبات البسكويت المحشو بالشيكولاتة والأخرى تحوي بعض حبات العلكة بنكهة النعناع، فارتفع صوته وهو يقول لي بنبرة صوتية آمرة إن هذا مخالف للقانون الفيدرالي الأمريكي الذي يخيرني بين أكل أطعمتي في حينه قبل دخولي الأراضي الأمريكية أو قيامه بمصادرتها، فأفرغتُ في جوفي لفافة البسكويت وأعقبتُها بلفافة العلكة وسلمتُه أوراق تغليف اللفافتين بعد تفريغها من محتوياتها كي يصادرها حسب القانون الفيدرالي الأمريكي، لكن الذي أثار تعجبي هو ما أظهره المفتشان الأمنيان الأمريكيان الاثنان أمامي من شعور بنشوة الانتصار في موقعتي المطارين وكأن برجي نيويورك قد تم تدميرهما سنة 2001 بقرص أسبرين وحبة علكة، فرددتُ لنفسي الأغنية القائلة باللهجة العامية المصرية "أمريكا شيكا بيكا ... حاتجيب عاليكا واطيكا ... وماحدش داري بيكا ... الله يرحم أبيكا"!!.
ثانياً: علاج شيكا بيكا
بعد العديد من المراسلات الطبية المتبادلة التي استمرت عدة شهور أكد المستشفى الجامعي الأمريكي الرسمي استعداده وقدرته على علاج عيوني المصابة بانفصال شبكي عقب محاولة فاشلة لاغتيالي في القاهرة، وأرسل المستشفى لي خطاباً يحدد اسم الطبيب الذي سوف يقوم بعلاجي وموعد مثولي أمامه مع تنبيهي إلى ضرورة تسجيل وجودي في المستشفى قبل ساعتين من الموعد المحدد وإلا سيتم تحميلي غرامة تأخير، وحين طلبتُ تأجيل الموعد أسبوعاً واحداً لحين انتهائي من حشو ضرسي بالقاهرة رفضت إدارة المستشفى طلبي وأرسلت لي على بريدي الإلكتروني محاضرة نظرية بليغة عن أهمية احترام المواعيد في الولايات المتحدة الأمريكية بالدقيقة والثانية، كان موعدي المحدد عند الثالثة عصراً لكنني ذهبتُ في الواحدة ظهراً حسب التعليمات ليحصل المستشفى مني على مبلغ أربعمائة دولار قيل لي إنها تحت حساب الترجمة دون منحي أي إيصال بذلك، وجلستُ في انتظار الطبيب الذي لم يأت إلا بعد السادسة مساءً رغم علمه أن مريضاً قطع آلاف الأميال ينتظره، وعند سؤالي عن غياب الترجمة رغم أهميتها بالنسبة للمصطلحات الطبية ورغم دفعي للرسوم المطلوبة مقابل حصولي عليها، قيل لي إن المترجمين هم موظفون رسميون ينتهي عملهم عند الرابعة عصراً ولا يمكن إبقائهم عقب ذلك الموعد في المستشفى حسب القانون الفيدرالي الأمريكي، وهو ما بدا أمراً اعتاده الطبيب حيث استعان بقاموس جوجل الناطق الذي لا يعرف الفوارق بين الشبكية والقرنية والقزحية، مما أوقعني في حوار طرشان مع الطبيب استغرق عشرة دقائق أعقبه سدادي لأربعمائة دولار أخرى قيل لي إنها مقابل الفحص دون منحي أي إيصال بذلك، ثم أبلغتني إدارة المستشفى بقرارات الطبيب التي تمثلت في تحويلي المزدوج إلى مستشفاه الخاص وإلى مستشفى خاص آخر تملكه إحدى زميلاته لإعادة فحصي مقابل أتعاب مالية أخرى هنا وهناك، حتى يتسنى له تشخيص حالتي على نحو يسمح له أن يوجه الأطباء المصريين نحو خطة علاجي أي أنه في نهاية المطاف لن يعالجني علماً بأن الأطباء في مصر لا يقبلون توجيهات غيرهم، كما أبلغتني الإدارة باستمرار غياب الترجمة عن المستشفيات الخاصة حيث أن المترجمين هم موظفون رسميون لا يعملون خارج المستشفى الجامعي حسب القانون الفيدرالي الأمريكي، لكن الذي أثار تعجبي هو أن هذا السيناريو يشبه ما يحدث في أروقة بيزنيس النظام العلاجي المصري، فرددتُ لنفسي الأغنية القائلة باللهجة العامية المصرية "أمريكا شيكا بيكا ... حاتجيب عاليكا واطيكا ... وماحدش داري بيكا ... الله يرحم أبيكا"!!.
ثالثاً: اتصالات شيكا بيكا
فيما مضى من أزمنة كنت أشترط قبيل سفري للخارج حصولي المسبق على أرقام الهواتف التي يمكن لأي شخصية أو جهة مهتمة داخل مصر الاتصال بها لمتابعتي عند الضرورة، لكن بعد ظهور الهاتف المحمول مع تقنياته الخاصة بالاتصال العابر للحدود ثم ظهور الإنترنت مع تطبيقاته الخاصة بالاتصالات العابرة للحدود تخليتُ عن اشتراطي المذكور واستبدلتُه بضمان تشغيل وتفعيل هذه التقنيات وتلك التطبيقات، وهو تحديداً الذي فعلتُه مع مقدمي خدمات المحمول والإنترنت المصريين قبيل سفري إلى الولايات المتحدة الأمريكية لعلاج عيوني وتأكدتُ من سلامته خلال توقفي في كازابلانكا المغربية على سبيل الترانزيت، لكنني فور وصولي إلى الأراضي الأمريكية فوجئتُ بانقطاع جميع خطوطي الهاتفية مع فشل كافة محاولاتي لدخول مختلف مواقعي وصفحاتي الإلكترونية على الإنترنت باعتباري صاحبها فلم يكن في مقدوري دخولها سوى باعتباري زائر، وفشلت كل محاولاتي مع شركة الاتصالات المصرية ومع وكيلها الأمريكي ومع خبراء الإنترنت لتفسير وإيجاد الأعطال التقنية كي يتم إصلاحها، حيث قال لي المصريون إنهم ليس لديهم تفسير سوى أن هذا إجراء سيادي أمريكي بينما قال لي الأمريكيون إنهم ليس لديهم تفسير سوى أن هذا إجراء سيادي مصري، فتذكرتُ درساً أولياً سبق لي تلقيه في المعهد الاستراتيجي حول مبادئ الأمن والتأمين مفاده ضرورة شعور الشخص المستهدف بالخطر الداهم عند انقطاع كل اتصالاته فجأة دون تفسير تقني مقنع، لاسيما وقد وفرت لي السفارة المصرية في واشنطن فوراً جهاز هاتف محمول أمريكي بداخله شريحة اتصالات أمريكية تقدم خدمات الهاتف والإنترنت معاً، الأمر الذي أكد لي أحد زملائي التقنيين المتقاعدين من إحدى الجهات السيادية لاحقاً أنه يمكن فهمه على أحد وجهين أو كليهما معاً، وهما انتماء الجهاز والشريحة الجديدين إلى جيل تكنولوجي حديث يسهل اختراقه وتتبعه على عكس الجهاز والشريحة القديمين أو تزويد الجهاز والشريحة الجديدين سراً قبل منحهما لي بتطبيق إضافي لتسهيل الاختراق والتتبع، لاسيما وأن الجهاز الجديد الذي يحوي الشريحة الجديدة قد تعرض عقب عودتي إلى القاهرة لمحاولتي سرقة متتاليتين كما ساومتني مندوبة إحدى الجهات السيادية على مبادلته مع جهازها الأحدث والأغلى، لكن الذي أثار تعجبي من هذه المناورات الالتفافية هو أنني لم يكن عندي أي اعتراض على أي وجود مباشر وصريح لأية جهة سيادية مصرية أو أمريكية في مختلف خطوات علاج عيوني طالما لا ينطوي هذا الوجود على أي ضرر، فرددتُ لنفسي الأغنية القائلة باللهجة العامية المصرية "أمريكا شيكا بيكا ... حاتجيب عاليكا واطيكا ... وماحدش داري بيكا ... الله يرحم أبيكا"!!.
رابعاً: استدراج شيكا بيكا
رغم أن دعاية الفندق ذي النجمتين الواقع في ولاية فرجينيا الملاصقة للعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي ملأت الفضاء الإلكتروني حول تحصيله مبلغ خمسين دولار مقابل المبيت والإفطار، فإن موظفة الاستقبال وهي تتنصل من منشورات الفضاء الإلكتروني باعتبارها مجرد كلام في الهواء لا يعنيها طلبت مئة دولار مقابل مبيت ليلة واحدة مع إفطار جاف وبارد أي خبز وجبن ومربى وزبد وعصائر، الأمر الذي كنت مضطراً إلى قبوله على مضض بسبب احتياجي إلى النوم عقب إرهاق يوم كامل من السفر الشاق لاسيما وأنني في زيارة علاجية، لأستقبل صباح اليوم التالي مستشار السفارة المصرية بواشنطن وهو مرؤوس سابق لي في العمل حاول استدراجي إلى زيارة مبنى السفارة، بحجة مقابلة المستشار الطبي في مكتبه كي يمنحني إعفاء ضريبي لمعاملاتي العلاجية المتعلقة بعيوني موضحاً أن حصولي على هذا الإعفاء سوف يوفر لي ثلث تكاليف تلك المعاملات، فاستمهلتُه حتى هاتفتُ أحد أصدقائي الأطباء المصريين الذي فاجأني رده حول عدم وجود مستشار طبي في السفارة المصرية لدى واشنطن حالياً لذلك كان ردي هو مرحباً بالإعفاءات من أية جهة دون زيارات إلى أية جهة، مما يعني فشل الخطة الاستدراجية "أ" فتم الاتجاه نحو الخطة الاستدراجية "ب" عبر دعوتي للمشاركة في احتفال الملحقية العسكرية بعيد الجيش المصري الذي يوافق ذكرى الانتصار على العدو الصهيوني في السادس من أكتوبر، حتى أنني عندما اعتذرتُ بحجة عدم اصطحابي لأية أزياء رسمية معي وصلني سائق السفارة حاملاً طقم رسمي كامل على مقاسي يشمل البدلة السوداء والقميص الأبيض وربطة العنق الحمراء، إلا أنني وصلتني في اليوم ذاته عبر هاتف غرفتي الفندقية مكالمة لسيدة مجهولة قالت عن نفسها إنها صحفية كي تحذرني من الذهاب إلى الاحتفال الذي سيكون حسب قولها ذهاب بلا عودة، فكان انسحابي في اللحظة الأخيرة بحجة وعكة صحية مفاجئة أصابت جهازي الهضمي ليتم الاتجاه نحو الخطة الاستدراجية "ج" الأكثر تعقيداً على النحو الآتي، في اليوم التالي للاحتفال الذي لم أحضره أبلغتني إدارة الفندق بأنني يجب أن أدفع مبلغ مئتين اثنتين من الدولارات مقابل مبيت الليلة الواحدة في نفس الغرفة لو استمرت إقامتي لديهم مع إمكانية نقلي بمعرفتهم إلى فندق آخر في الجوار يحصل على مئة دولار فقط، فقبلتُ هذا الابتزاز المالي السافر الطارد ودفعتُ المبلغ المضاعف المطلوب خوفاً من المجهول لكن قبولي لم يكن مقبولاً لدى القائمين على وضع وتنفيذ الخطة الاستدراجية "ج"، فأبلغتني إدارة الفندق عقب ثلاثة أيام بأنني يجب أن أترك الغرفة والفندق كله فوراً حيث تم حجز كافة غرفه لمؤتمرين اثنين معاً أحدهما لمنتجي الأجبان والآخر لراكبي الدراجات فكان لابد من ذهابي إلى الفندق المجاور، غادرتُ الفندق الأصلي ظهراً نحو المستشفى الجامعي ليضع الطبيب في عيوني عدة أنواع من القطرات الحارقة ثم يضعها تحت عدة أنواع من الأضواء الحارقة بهدف فحصها، حتى أنني وصلتُ للفندق الجديد ليلاً وأنا فاقد البصر بشكل شبه كلي فعقب مثل هذا الفحص تستعيد العيون وضعها السابق تدريجياً خلال مدى زمني يستغرق من يومين إلى ثلاثة أيام، وفي صباح اليوم التالي طرقت عاملة النظافة باب غرفتي عدة مرات كي تنظفها وهي تحدثني بلغتها الأسبانية التي لا أفهمها لتدخل في الغرفة فور فتحي الباب وهي لم تزل تحدثني بلغتها الأسبانية التي لا أفهمها، كان الموقف مربكاً فعاملة النظافة تعبث في أشيائي بينما أنا لا أراها ولا أفهم لغتها وزاد الارتباك عندما شرعت تبكي بكاءً شديداً وهي لم تزل تحدثني بلغتها الأسبانية التي لا أفهمها مما دفعني إلى التربيت على كتفها كنوع من التضامن الإنساني معها، غادرت عاملة النظافة ثم عادت في صحبة مديرة الفندق التي اتهمتني بأنني لمستها دون رضاها وخيرتني بين ترضيتها مالياً أو مغادرة الغرفة دون استردادي لأموالي المدفوعة مقدماً إلى الفندق، وهكذا ظننتُ أنني أمام عملية نصب بدائية ساذجة ومكشوفة فاتصلتُ بالسفارة لأسألهم حول مدى إمكانية وكيفية إبلاغ الشرطة عما حدث، فحذرني مستشار السفارة من أنني في حالة ذهابي إلى الشرطة كعربي سوف أتحول لمتهم حيث أنهم سيصدقون اتهام عاملة النظافة اللاتينية لي بالتحرش، ثم انتقل إلى لب القصيد وهو عرضه التفاوض مع مديرة الفندق كي تعيد لي أموالي المدفوعة مقدماً مقابل مغادرتي في هدوء، على أن تنقلني سيارة السفارة لفندق يتبع السفارة وهناك حسب قوله لن أدفع سوى خمسين دولاراً فقط وسأكون تحت حماية السفارة، انتبهتُ للاستدراج فاستعدتُ أموالي من مديرة الفندق ثم استقليتُ سيارة أجرة نحو مطار دالاس، حيث توجهتُ إلى مكتب شركة الخطوط الجوية المغربية طالباً تغيير موعد عودتي ليكون على متن طائرة اليوم ذاته ولم أغادر المطار إلا نحو القاهرة عبر كازابلانكا، لكن الذي أثار تعجبي هو أن ما خشيتُ حدوثه معي افتراضياً كان يحدث في الوقت نفسه فعلياً وحرفياً مع صديقي السعودي جمال خاشقجي دون أن أعلم بذلك إلا عقب عودتي إلى القاهرة، حيث استدرجته سفارته في واشنطن التي كان قد لجأ إليها نحو الموقع المجهز لقتله تحت سمع وبصر إن لم يكن تواطؤ الأجهزة الأمنية الأميريكية، فرددتُ لنفسي الأغنية القائلة باللهجة العامية المصرية "أمريكا شيكا بيكا ... حاتجيب عاليكا واطيكا ... وماحدش داري بيكا ... الله يرحم أبيكا"
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس