الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشروع فى تحقيق الارباح، قبل ان تجف دماء خاشقجى ! هدية الامير المحدث، واوهام الانسانية !

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2018 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


"يجب الشروع فى تحقيق الارباح قبل ان تجف الدماء على الارض"، هكذا قالوا، وهكذا قدم امير الاسرة الملكية السعودية، المستبد المحدث، اكبر خدمة لحكام العالم الحقيقيين، فبينما كانت المملكة السعودية فى ذيل قائمة اولويات الانخراط القسرى فى قطار العولمة، محصنة نفسها بمليارات الرشاوى لهؤلاء الحكام، من ثروة وخيرات شعب الجزيرة العربية، استطاع الامير المحدث، بفعلته الخرقاء، بالقتل البشع لواحد من اكثر الكتاب العرب نجومية فى الغرب، ان ينجز فى اسابيع قليلة، ما كان مقدراً انجازه فى عقود. دائماً، تحت الضغط يمكن قبول ما لا يمكن قبوله.


لان السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة، او كما جاء فى رائعة فرانسيس فورد كوبولا عن رواية ماريو بوزو، ثلاثية "The Godfather": "الاقتصاد هو البندقية، والسياسة هى متى تضغط على الزناد".


سعى الامير السعودى المحدث، كما رفيقه الامير الاماراتى الاكثر دهاءاً، الى الحصول على "ختم المملكة" من "الكفيل" الامريكى، فشرع فى تحقيق الشرطان اللازمان للاجازة، الاقتصادى والسياسى، وجهى العملة الواحدة، الاول، اقتصادى، فتح السوق السعودى حرا، استهلاكاً وملكية، فأعلن عن بدء اجراءات طرح شركة النفط العملاقة ارامكو فى البورصة، الخصخصة، الثانى، سياسى، التأييد الغير مشروط، بل وبحماسة لـ"صفقة القرن" الامريكية، الريادة الاسرائيلية للشرق الاوسط، وتصفية قضية الشعب الفلسطينى.


جاء رفض الملك الاب العلنى، لوجهى العملة، لتوقف العجلة المتسارعة لانجاز الشرطان اللازمان، ليس فقط لاعتلاء الامير المحدث العرش، ولكن لاستمرار العرش نفسه، مستقراً، عندها بالضبط قدم الامير المحدث الهدية التى لا تقدر بثمن، فاقدم على فعلته الشنعاء ضد خاشقجى، لم تلتقط كل حكومات الغرب الهدية على الفور، حتى جائتهم افاقة الحكام الحقيقيين، وسرعان ما ادركوا قيمة الهدية التى اهداها لهم الامير المحدث، فأنعدلت بوصلة ترامب كما الجميع، واصبح الامير والملك والاسرة الحاكمة بآسرها تحت المقصلة، فبعد ان كان ترامب يعتمد على "المنطق" فى ان من يريد الحماية عليه ان يدفع، اصبح على الاسرة الحاكمة السعودية بأكملها، ان تلهث وراءه كى تدفع، سوقاً مفتوحاً واسرائيل محبوبة.





"اوهام انسانية": "ضمير الانسانية" الراقد محنطاً فى متحف الانسانية !

حكام العالم لم يظهروا رحمة امام ابناء بلدانهم، وارسلوهم الى الموت بالملايين، تحت دعاوى زائفة، لتحقيق مصالح وهيمنة هؤلاء الحكام، ذلك الذى حدث من قبل الحرب العالمية الاولى، ومن بعد الثانية. ومن بعد ان نجحت العولمة فى فتح اسواق العالم امام الشركات المتعددة الجنسيات، الحكام الحقيقون للعالم، جاء الدور على منطقة الشرق الاوسط، لادماجها قسراً، "الفوضى الخلاقة"، او طوعاً، "حفاظاً على كرسى السلطة"، فى نظام العولمة، السوق والتجارة الحرة، ورفع يد الحكومات المحلية عن السوق، وعدم التدخل فى حركة السوق، وتركة لقوانين السوق الحرة، التى لا تعنى شيئاً سوى فرض ارادة الفئات القادرة اقتصادياً، على الفئات الغير قادرة اقتصادياً. قانون الغاب.


بدءاً بافغانستان ثم العراق تحت الشعار الزائف، القاتل، "الحرب العالمية على الارهاب"، قتل مئات الالاف من البشر الابرياء فى جرائم فاضحة ضد الانسانية، ثم توظيف ثورة الشعب السورى على الديكتاتور المستبد، فى محاولة لتدمير سوريا على طريق "الفوضى الخلاقة" الا ان الدولة السورية قد نجت جزئياً بسبب التدخل الروسى لحجز جزء من التورته لنفسه، وكذا كانت ليبيا واليمن، اما مصر فيتم دمجها فى العولمة "سلمياً"


قدم الاميرالسعودى مصوغات تعينه الى "الكفيل" الامريكى، بتعاونه الوثيق مع الامير الاماراتى، على الآثم والعدوان، على قتل الالاف من ابناء "اليمن السعيد"، وتدمير يمن الحضارة، المحروم منها بلدى الاميرين. جرائم ضد الانسانية لم يهتز ويتحرك لها – وهو يستطيع -، "ضمير الانسانية" الراقد محنطاً فى رضى تام، فى متحف الحضارة الانسانية". على من يتوهم ان السياسة تحركها القيم والمشاعر، عليه ان يستفيق، السياسة، وبالتبعية الاعلام، - صناعة المليارات -، لا يحركها الا الاقتصاد، والاقتصاد فقط، بالرغم من اصحاب النوايا الحسنة، فالطريق الى "جهنم" ملئ بالنوايا الحسنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية