الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعية -الرسمية- وطقوس عاشوراء (1)

طلال الربيعي

2018 / 10 / 23
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


يكتب العديد من اتباع الشيوعية الرسمية في العراق (شيوعيي العملية السياسية) مقالات وتعليقلات بخصوص المواكب الحسينية في عاشوراء وزيارات الاربعين السنوية التي تحل ذكراها هذه الايام , حيث تخرج حشود جماهيرية هائلة يقال ان عدد المشاركين فيها يبلغ الملايين ولا ادري هل ان هذه احصائية حقيقية ام مبالغات! ولكن حتى لو كان العدد فيه بعض المبالغة فان العدد يبقى "مهولا", واني استخدم كلمة "مهول" هنا بصيغة سلبية, وليس بصيغة محايدة مثل عدد "كبير جدا", وذلك لاسباب ستتضح لاحقا.

ان الجموع البشرية المشتركة في طقوس عاشوراء لم تدرك بعد ان عدوها الحقيقي يتمثل في الاحتلال وصنيعته العملية السياسية. ولذا ان التحدي التاريخي لليسار العراقي يتمثل بمساعدة الحشود على توجيه سهام غضبها نحو المسبب الحقيقي لظلمها واذلالها, الرأسمالية العالمية وصنيعتها, العملية السياسية, وان اي مخرج تاريخي آخر هو استخفاف بعقول الناس والغاء لدورهم في صنع التاريخ لصالحهم, وليس لصالح اسيادهم العالميين او المحليين.

وعادة ما يقوم الكتّاب من اتباع الشيوعية الرسمية في العراق بالمقارنة, ميكانيكيا وبسذاحة لا مثيل لها, بين ما يزعمونه بثورة الحسين ضد الظلم, من جهة, واذعان المشتركين في طقوس عاشوراء للظلم, من جهة اخرى. انهم يعتفدون بوجود تناقض هائل بين سلوك المشتركين في الطقوس, او, بالاحري او ايضا, بين سياسات احزاب الاسلام السياسي من اتباع الحسين, من جهة, وموقف الحسين وثورته ضد الظلم, من جهة اخرى. وهم يزعمون ان هذا تناقض لا يتفق مع نهج الحسين او "ثورته!". ولذا على اتباع الحسين الرجوع الى الطريق المستقيم الذي اختطه الحسين وان يثوروا هم ايضا على الظلم. وهؤلاء الكتاب يبدو انهم يناقضون انفسهم بانفسهم. فكيف يثور الناس ضد الظلم والفساد والسلطة تواجه تحركات الجماهير بالحديد والنار وتقتل وتعتقل من تشاء؟ والشيوعبة الرسمية تتبنى الدستور المتضمن تداول السلطة بشكل سلمي. ولكن كيف يحقق الناس مطالبهم بشكل سلمي ويصلحون الوضع بوجود سلطة مافيوية مستعدة ان تبيد العراق عن بكرة ابيه اذا شعرت بالخطر الداهم الذي يهدد مصالحها, ناهيك عن وجودها؟ هل حققت مظاهرات ساحة التحرير الاسبوعية السلمية, وعلىى مدار عدة سنوات, شيئا, والآن يبدو انها اضمحلت او حتى تلاشت؟ نعم انها ادت شيئا, فقد قامت بامتصاص غضب الجماهير وغرس مشاعر اليأس لدى الناس في ان تحركها لا فائدة ترجى منه. ومظاهرات كهذه, شاءت ام ابت, هي مظاهرات مناهضة للثورة او التغيير في واقع الحال. وعند كتابتي هذه الفقرة يتبادر الى ذهني امران. الاول, فيلم هندي عن الشيطان شاهدته وانا صغير العمر. وكان اسم الفيلم -الطريق المستقيم!-. ولربما ان مترجم اسم الفيلم من الهندبة الى العربية قد ارتكب خطأ, فان اسم الفيلم لربما كان -طريق الشعب-, وليس -الطريق المستقيم-. و لكن طريق الشعب لا بد ان يكون مستقيما, صحيحا, وليس طريقا معوجا او طريق الضلالة- فالشعب في الدستور العراقي هو مصدر السلطات. وبالتالي فان المترجم لم يرتكب خطأ لان الطريق المستقيم, المضاد لطريق الشيطان في الفيلم, وطريق الشعب هما سيان, على الاقل نظريا.

الامر الثاني الذي يتبادر الى ذهني هو التحذير المكتوب على علب السجائر -ان التدخين يقتل!-. ونحن نعلم تمام العلم ان من يدخن يقرأ هذه العبارة كلما استخرج سيجارة من علبته لتدخينها, اي ما لا يحصى من المرات, ومع ذلك يستمر في التدخين ضاربا بالتحذير عرض الحائط. و اني اعرف شخصيا اطباءً عديدين يدخنون ايضا. ولكننا نعلم ايضا ما هو اهم! فنحن نعلم ان هذا التحذير, الذي يمكن اعتباره بالطبع كتوصية ايضا وكرادع للأقلاع عن التدخين, لا يغير من الامور قيد شعرة ولن يحمل المدمن على التوقف عن التدخين. ونحن نعلم ايضا ان العبارة مكتوبة من قبل شركات انتاج السجائر لتنقية ضمائرهم, ونحن نفترض ان لهم ضمائر, وذك لاسباب اساسا تتعلق بحماية الشركات لانفسها ضد اية دعاوى قضائية مستقبلية ضدها في ان منتوجها يقتل البشر. ان الرأسمالية ذكية وعلى عكس الشيوعية الرسمية العراقية التي تفكر ظاهريا بمنطق شركات انتاج السجائر, ولكن الاختلاف بينها وبين الشركات هو اختلاف جوهري.

ان الشركات تعلم تمام العلم, من خلال بحوث علم النفس الذهني وطب الادمان وطريقة عمل الدماغ البشري, ان تحذيرها لا يسوى شروى نقير وعديم الفعالية في التسبب في الاقلاع عن التدخين, اما الشيوعيون الرسميون في العملية السياسية فيعتقدون ان حثهم الناس على سلوك طريق الحسين واتخاذه كقدوة سسيؤتي ثماره- وان كانت الملاحظات اعلاه بخصوص مظاهرات ساحة التحرير واردة هنا ايضا. ولكن اذا افترضنا حسن النية, فانه يبدو ان كتّاب الشيوعية الرسمية يعتقدون بشكل راسخ ان رسالتهم الاخلاقية المستمدة من مأساة الحسين, وهم يسمونها -ثورة! -لأنهم لا ثوريون اساسا ويكرهون الثورة وحتى اسمها, ستؤتي ثمارها! ولكن الثورة غير مقبولة دستوريا. اذن يحق لنا ان نتسائل: ما معنى دعوة الناس للسير على طريق الحسين اذا كانت الثورة مستحيلة حسب الدستور العراقي الذي تبنته الشيوعية الرسمية؟ وبالتالي فان دعواتهم للسير على خط الحسين لا بد ان تكون من باب المراوغة والخداع, على اقل تقدير, حتى ولو افترضنا حسن النية. وهم يمارسون الخداع بشكل اعمق, وان كان يكثير من السذاجة. فهم يعتقدون ان التكرار, تكرار حث الناس على انتهاج ما بسمونه -نهج الحسين-, سوف يفعل فعله يوما ما وان الناس ستقتنع بوصاياهم الاخلاقية فيشرعوا بالثورة, حسب قانون الديالكتيك في تحول الكم الىى كيف! ولكن يشرع الناس بالثورة ضد من, فالشيوعية الرسمية تلتزم بالدستور الذي ينفى الثورة من مفرداته؟ فكيف ستحل الشيوعية الرسمية هذا التناقض بدون تخليها عن العملية السياسية ودستورها؟ ونحن لا نعلم كيف ان دعوات الشيوعيين الرسميين, مهما بلغت قوة حجتها وجزالة كلماتها وبلاغة خطابها, تكون اكثرثاثيرا من دعوات الله نفسه او من يقوم مقامه. فما تدعو اليه الشيوعية الرسمية بالسير على نهج الحسين متضمن ايضا في اذان الصلاة, خمسة مرات يوميا -حي على الفلاح, حي على خير العمل!-. فلماذا تعتقد الشيوعية الرسمية ان دعواتها ستكون اكثر فعلا وتأثيرا على الناس من الأذان نفسه. ولو كان هنالك دراسة علمية, مهما بلغت بساطتها المنهجية, فانها ستثبت بما لا يدعو للشك ان المؤذن, صوت الله لربما, فشل فشلا ذريعا في مهمته في كبح الظلم والفساد. واسباب الفشل بالطبع يمكن التكهن فيها, وهو تكهن وفق معطيات علمية وليس من باب التحليق في الخيال. ان المؤذن يدعو الى الفلاح وخير العمل, والناس تسمع ذلك حالها حال المدخن الذي يقرء عبارة التحذير. التدخين هو ادمان مرضي, والدين في العراق, بحكم وظيفته كمورقين, ادمان هو الآخر. والادمان لا يمكن معالجته بدعوات اخلاقية كدعوات المؤذن او الشيوعية الرسمية الاخلاقية -طهرانية, والا بعكسه يتحول طبيب الادمان او الطبيب النفسي الى مؤذن او مهرّج اخلاقي بائس بكل معنى الكلمة.

والمؤذن قد يُعذر, ولكن الشيوعيين الرسميين لا يمكن ان يٌعذروا. فهم يعلمون, او ينبغي ان يعلموا, ان الاخلاق بناء فوقي لا يمكن تغييره بالنصائح والتعاويذ, كما لدى ممارسي الطقوس الدينية, بل بتغيير القاعدة المادية بشكل اساسٍ. ان خطاب هؤلاء الشيوعيين الرسميين هو نفسه خطاب المؤذن! ولكن بواعث خطاب او دعوات المؤذن مفهومة نسبيا لانه ليس ماديا وعلى عكس الشيوعيين الرسميين, او هذا ما يفترض. ودعوات هؤلاء الشيوعيين الرسميين هي من باب -اني اديت دوري وواجبي واستطيع ان اشعر الآن براحة ضمير!-. فهي نرجسية, ولكنها ايضا وجه المرأة الآخر للتطبير, وايذاء النفس عموما, في عاشوراء والذي يضفي ايضا بدوره الشعور براحة الضمير والتكفير عن الذنب المفترض لدى اتباع الحسين.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لغة الرصاص في السياسة العراقية
بارباروسا آكيم ( 2018 / 10 / 23 - 20:54 )
إِقتباس ..
ولكن كيف يحقق الناس مطالبهم بشكل سلمي ويصلحون الوضع بوجود سلطة مافيوية مستعدة ان تبيد العراق عن بكرة ابيه اذا شعرت بالخطر الداهم
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••
أَخي العزيز

يوم مقتل تارة فارس كتب أَحدهم :
كح..بة و ماتت إلى جهنم
((عذراً على اللفظ القبيح ))
لكن ناقل الكفر ليس بكافر

فكتبت رداً عليه
اليوم قتلوا تارة فارس و غداً سيقتلون حتى الله لو طالته آياديهم

وإذ بهم بعد فترة يغتالون شيخ معمم شاب ينتمي للتيار الصدري يُدعى علي الساعدي

و بنفس الطريقة التي قتلت بها تارة فارس

أشخاص 2 على ماطور ينزل واحد يطلق الرصاص ثم يغادرون موقع الجريمة
فيبدو أن لغة الرصاص هي اللغة السائدة في العراق لإسكات المختلفين و المخالفين

لكن سؤال يفترض أن يوجهوه لأنفسهم
لماذا يلومون صدام و البعثيين و هم يمارسون نفس الأساليب ؟
خطف.. تعذيب.. إغتيالات
الخ الخ إلخ

تمنياتي لكم بدوام الصحة و العافية
تحياتي و تقديري


2 - تارة كانت المرأة التي تريهم مقدار انحطاطهم!
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 23 - 22:59 )
زميلي العزيز بارباروسا آكيم!
كل الشكر على تعليقك وتمنياتك لي بالصحة والعافية واني اتمنى لك المثيل ايضا.
بخصوص ما كتبه احدهم حول الراحلة تارة فارس فهو انحطاط اخلاقي من قبله هو نفسه. ولا ندري نحن ما موقع هذا الشخص من الاعراب ليقوم بالحكم على الناس ومن اعطاه صلاحية اصدار الاحكام بحق البشر! ان تقمصه دور الرب هو ليس يجب ان يكون فقط كفرا وبعرفه هو, لكنه ايضا دلالة على شعور عميق بالدونية و الضعة واللاخلاقية. والا لماذا يحاول احدهم ان يتقمص دور الاله او الرب؟ وفي دولة تحترم نفسها وشعبها فان كلام هذا الشخص يعاقب عليه القانون باشد العقاب.
وما يتوارد الى خاطري هنا هو قول احد الفلاسفة, ولربما هو جورج برناردشو, حيث قال ان الكل يتكلم عما ينقصه. تارة فارس كانت انسانة اخلاقية رائعة ومنسجمة مع نفسها ونموذجا للشابة الواعية ولم تسمح لعادات منحطة ان تقضي على نقاوتها واصالتها وانوثتها. انها كانت المرآة التي تري احدهم وبطانته مقدار فسادهم وانحطاطهم الاخلاقي. ولذلك كان عليهم ان يقتلوها, ان يحطموا المرأة التي تريهم حقيقتهم كما هي.
يتبع


3 - تارة كانت المرأة التي تريهم مقدار انحطاطهم!
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 23 - 23:00 )
ولكن كيف لاحدهم هذا وحكومته ان يعرفوا معنى الشرف وهم اتوا الى السلطة عن طريق احتلال لاشرعي. وهؤلاء يلوثون معنى الشرف حتى عندما تلفظه السنتهم.
مودتي دوما


4 - الشيوعيون المفلسون
فؤاد النمري ( 2018 / 10 / 24 - 12:55 )
لا يقر الشيوعيون المفلسون بأن الإمبريالية انهارت في السبعينيا بالرغم من أن ستالين كان قد تنبأ أنها ستنهار في وقت أبكر وبالرغم من أن خمسين دولارا من دولارات اليوم تساوي دولاراً واحدا من دولارات 1970 وبالرغم من أن الولايات المتحدة تكلفت بثلاث تريليونات من الدولارات وأكثر من خمسة آلاف عسكر ي أميركي لتحرير الشعب العراقي من طغمة صدام الدموية وبالرغم من أن الحكومة العراقية تضرعت في العام 2011 للحكومة الأميركية أن تبقي قواتها في العراق وأصر الأمريكان على الرحيل
بالرغم من كل ذلك يصر الدكتور الربيعي على أن كل التخلف الذي يعاني منه الشعب العراقي إنما هو بسبب الإمبريالية الأميركية
كذلك هم الشيوعيون المفلسون فإقرارهم بانهيار الامبريالية يرتب عليهم تسمية النظام البديل وهم لا يعرفون بسبب الإفلاس ونسيان الماركسية جملة وتفصيلاً
ومع كل ذلك لا يسعني إلا أن أحيي الشيوعي المفلس الدكتور طلال الربيعي


5 - سوق النخاسة الالاهية الستالينية-رأسمالية!
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 24 - 23:33 )
تعليق 4
وكما اشرت اعلاه , البعض يتقمص دور الرب في سوق النخاسة الالاهية, والبعض الآخر يتقمص دور زعيم بورصة الشيوعية العالمية فيعلن افلاس من يشاء في سوق النخاسة الستالينية-رأسمالية. والنيجة هي سيان!


6 - اتباع ستالين وطهرانيتهم الفيكتوريانية
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 25 - 00:12 )
ولكي لا نزّعل اتباع ستالين وطهرانيتهم الفيكتوريانية, نعلن على رؤوس الملأ
ان خطأ املائيا لا يغتفر قد وقع:
-والنيجة هي سيان!-
هي
-والنتيجة هي سيان!-
ولذا اقتضى التنويه وتقديم اسمى آيات الاعتذار!


7 - يرقص على انغام -الجمهور عاوز كده-
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 25 - 00:40 )
الزميل العزيز
Nasib Hatab
شكرا جزيلا على تعليقك في الفيسبوك.واني اتفق مع ما تقوله
-مالم يتخل الفرد العراقي عن ربط حاضره بالموروث الديني بكل تفاصيله ومفاهيمه بما فيها ثورة الحسين التي تدخل ضمن هذا الموروث المقدس فاننا سنبقى ندور حول انفسنا مثل حمار الناعور...المصيبه ان يســـارنا الذي نراهن عليه امسى احد كهنة هذا الموروث بل باتت رقصته نشازا وهو يؤديها على قرع طبول الاحزاب الدينيه... وعلى طريقة الجمهور عاوز كده يتوهم الشيوعيون انهم بمواقفهم هذه يكسبون تعاطف رجل الشارع العراقي البسيط والغير متنور ناسين انهم بهذا يساعدون احزاب التضليل والنهب الطائفيه في سعيهم لان يبقى هذا المواطن اسير فكره الديني والطائفي وسيضطر هذا المواطن في سعيه لشراء بضاعته الدينيه ان يتعامل مرغما مع هذه القوى والاحزاب...-

و حزب الشيوعية الرسمية يرقص على انغام -الجمهور عاوز كده-, ولكن على الحزب قيادة الجماهير وليس المشي ورائها, والا ما فائدة الحزب الذي يسمي نفسه حزبا طليعيا؟
يتبع


8 - يرقص على انغام -الجمهور عاوز كده-
طلال الربيعي ( 2018 / 10 / 25 - 00:42 )
هذا اذا افترضنا ان الجمهور لا يقصد به الرعاع من المرتزقة سياسيا او الملايين الذين يعيشون على صدقات الصدر, كما اعلن هو في دولة العدالة الاجتماعية الصدرية.
مع وافر المودة والاحترام

اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟