الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمال خاشقجي سعى إلى حتفه بظلفه.

جعفر المهاجر

2018 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


جمال خاشقجي سعى إلى حتفه بظلفه.
جعفر المهاجر.
يوما بعد يوم يظهر الوجه الإجرامي البشع لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يعتبر الحاكم الفعلي لمملكة آل سعود الظلامية.وليس باستطاعة أي مسؤول في المملكة أن يتخذ قرارا مهما كان بسيطا إلا بموافقته .
فمنذ اليوم الأول لتنصيبه وليا للعهد من قبل والده الذي تخطى العديد من أعمدة العائلة السعودية وإثنين من أولياء العهد قام هذا المراهق الشرير بتصرفات تؤكد إنه شخص متهور وأرعن وسادي متوحش متعطش للدماء مع كثير من الغباء والكذب، ومحاولته إخفاء شخصيته العدوانية من خلال الإبتسامات الصفراء التي يمنحها للمسؤولين في الغرب حين يقابلهم . وهو لايتورع عن إرتكاب أية جريمة تسول له نفسه القيام بها ضاربا كل الأعراف والقوانين الإنسانية والرأي العام الدولي عرض الحائط بعد أن حول المملكة إلى سجن مغلق ،وعلى الجميع في داخل مملكته الظلامية تقديم الولاء المطلق له إلى حد العبادة لشخصه. والويل كل الويل لمن يقف في طريقه بعد أن أحاط نفسه بعصابة دموية من المجرمين السفاحين المطيعين له طاعة عمياء، والمستعدين لتنفيذ أوامره حال تلقيها منه أمثال سعود القحطاني وأحمد عسيري وماهر عبد العزيز المطرب ومصطفى ماهر وغيرهم . ولو أمر أحدهم بقتل أفراد عائلته لما تردد في ذلك. لأنهم يعلمون مسبقا إن نهايتهم ستكون على يديه في حالة العكس.وقد صورت له نفسه المشبعة بأبشع حالات السادية والإجرام إن كل الأمور إستتبت له مادامت صفقاته التجارية الهائلة قائمة ومستمرة مع رئيس أقوى دولة في العالم هو الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي أثبت بصورة لاتقبل الشك إنه تاجر وسمسار عديم الضمير لايحمل في نفسه أدنى قدر من القيم الأخلاقية، وإن همه الوحيد هو الحصول على المال بأي ثمن.وإن خرافة الدفاع عن حقوق الإنسان في نظره عبارة عن سيف يهدد به الدول التي لاترضخ لسياساته الرعناء. فوجد في إبن سلمان الثري ضالته لحلب المليارات من مملكته وفوق ذلك يوجه الإهانات للملك وأبنه بين آونة وأخرى فيرد عليه الإبن بكلمات رقيقة تدل على وضاعته وتصاغره أمام سيده ثور البيت الأبيض في الوقت الذي يعتبر نفسه الشخص الذي يجب أن يقدسه الجميع داخل المملكة.ورحم الله الرصافي حين قال:
عبيد للأجانب هم ولكن
على أبناء جلدتهم أسودُ.
وحين يلقب السيد ترمب حكام السعودية بأنهم ( حلفاء عظماء ) فإن العالم يدرك إنه يقصد ثروتهم العظيمة التي يسيل لها لعابه ولعاب عائلته وصهره الصهيوني جاريد كوشنر الذي ستكشف الأيام جوانب كثيرة من هذه العلاقة المالية المشبوهة بينه وبين بن سلمان الذي حاول من خلال العلاقات العامة التي أسسها مع قوى صهيونية متنفذه في أمريكا والغرب إخفاء حقيقته المظلمة فغازل المسؤولين فيهما وقدم نفسه على إنه رجل الإنفتاح والتسامح وإطلاق الحريات زورا وكذبا.فمدحوا وصفاته التجميلية الباهتة. واستقبلوه بحفاوة، وفرشوا له السجاد الأحمر، ووصفوه بـ(الزعيم الشاب المصلح) الذي يسعى حثيثا إلى تغيير الكثير من المفاهيم المتخلفة التي سادت في مملكته لعشرات الأعوام. وعقدوا معه الصفقات والعقود التجارية التي تقدر بمئات المليارات من الدولارات.وفتحوا له مصانع السلاح المتطور مقابل الحصول على المزيد والمزيد من المال من خزائن مملكته في الوقت الذي كان يزج بأفراد من العائلة المالكة من رجال أعمال وعلماء ونخب مثقفة ومدونين يدافعون عن حقوق الإنسان وناشطات مدافعات عن حقوق المرأة في السجون حتى بلغ الأمر بأن مدونا غرد تغريدة بعدة كلمات حكم عليه بالسجن عشرة أعوام ولم يسمع أحد من أفراد عائلته خبرا عنه . وقد تم اختطاف العديد من المعارضين ومنهم أفراد من العائلة المالكة،وغابت أخبارهم والأسماء معروفة لدى منظمات حقوق الإنسان التي طالبت بالكشف عن مصيرهم ولكن لاحياة لمن تنادي.
ومن أكبر وأبشع جرائم محمد بن سلمان هي الحرب الهمجية الظالمة التي يشنها على شعب اليمن منذ أربعة أعوام بأحدث الطائرات والقنابل المحرمة دوليا وأشدها فتكا ودمارا،حيث ترتكب القوات السعودية الممتثلة لأوامره مجازر فظيعة يعجز العقل البشري عن وصفها لشدة وحشيتها وأهوالها، ويعتبرها المراقبون والمنظمات الإنسانية من أبشع وأحط الحروب في العصر الحديث.وكلما شعر بأن الشعب اليمني يرفض الإستسلام له تشتد وحشيته وهمجيته واليوم تضم أرض اليمن ثمانية ملايين يمني على حافة مجاعة أكيدة بعد أن باتوا يأكلون أوراق الشجر ومازال العالم يتفرج.
وحين رأى هذا الطاغية المراهق بأنه مطلق اليدين في مملكته، وإن كل ثروتها باتت تحت سطوته.وإنه يحظى بدعم ترمب وتيريزا مي وماكرون واللوبي الصهيوني في أمريكا تمادى أكثر فأكثر في طغيانه وجبروته وقراراته الفردية الطائشة . فحجز سعد الحريري رئيس وزراء لبنان. وأجبره على تقديم إستقالته وهو على أرض مملكته،فسارع الرئيس الفرنسي ماكرون إلى تخليصه وإطلاق سراحه.
ولاشك إن الصحفي المرحوم جمال خاشقجي كان يعرف كل هذا وأكثر من خفايا شخصية بن سلمان الإنتقامية الحاقدة ففضل المنفى وحين رغب بمراجعة القنصلية السعودية للحصول على ورقة نصحه بعض أصدقائه بعدم الدخول إليها خوفا على حياته، لكنه لم يستمع إلى نصائحهم.وآعتبر نفسه (ناصحا ) لامعارضا، وإنه مازال مواليا للعائلة المالكة. ولا أدري كيف سعى إلى حتفه بهذه الصورة المأساوية وهو إبن النظام لعشرات السنين، وشهد تصرفات ولي العهد الشاذة، وكان شاهدا على قتل أكثر من 700 شخص مدني في قاعة للأعراس في صنعاء تلك الجريمة التي لم تحرك شعرة في لحية ورأس هذا السادي القاتل . وشخص كهذا لايتورع من جعل سفارات بلاده مقرات للتجسس والقتل كما كان يفعل الطاغية المقبور صدام حسين. وحلت اللحظة المناسبة، وتم الإعداد للأنقضاض على خاشقجي حين طالبوه بمراجعة القنصلية مرة أخرى يوم الثاني من تشرين الأول. وحضر الجزارون الخمسة عشر بأمر مباشر من محمد بن سلمان إلى إستانبول في طائرتين، وحدثت الجريمة بعد دقائق من دخول خاشقجي القنصلية السعودية . وتم تقطيع جسده أو قطع رأسه ودفن أوصال جثته في عدة أماكن من إستانبول. وحين ظلت خطيبته تنتظر خطيبها سبع ساعات دون جدوى أحست بأن مكروها حدث له داخل القنصلية فأخبرت السلطات التركية بالأمر. ولا أريد أن أكرر التفاصيل التي ذكرتها كل وسائل الإعلام العالمية وبالأخص التركية المقربة لحزب أردوغان.
ومرت ثمانية عشر يوما ودهاقنة آل سعود ومحلليهم ووعاظهم،وإمبراطوريات إعلامهم يشرقون ويغربون. ويطلقون يوميا حزمة من الأكاذيب والتسويفات والمماطلات حتى إنهم لم ينسوا كعادتهم (المؤامرة الصفوية) التي تحاك ضد (مملكة المجد ورجالها الغر الميامين.) ولم تسلم خطيبته التركية المسكينة من تلك الحملة الإعلامية الشرسة، وطالب بعضهم السلطات التركية بالقبض عليها فوق محنتها. وآدعى الطاغية القاتل والكذاب الأشر محمد بن سلمان بأن جمال خرج من القنصلية بعد عشرين دقيقة من دخوله القنصلية.!!!
ونتيجة لضغط الإعلام العالمي الذي حاصر الطغمة السعودية الحاكمة وإعلامها الساقط تم الإعتراف أخيرا بفتل جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية. ولكن برواية أوهى من بيت العنكبوت وآدعى الناطق الرسمي باسم المملكة (إن جمال خاشقجي مات خنقا داخل السفارة إثر شجار بالأيدي بينه وبين عدد من الذين أرادوا أن يقنعوه بالسفر إلى مملكتهم لكي يتم تكريمه. وحين رفض حدث عراك أدى إلى موت جمال !!! وإن القتلة تصرفوا دون علم السلطات العليا، وإنهم سيحالون إلى القضاء العادل !!! ) وتم توجيه الإتهام إلى عصابة محمد بن سلمان الخمسة عشر. وصدر أمر ملكي بأن يقوم الإبن بإعادة هيكلة القوى الأمنية والإستخباراتية لذر الرماد في العيون، وإبعاد التهمة عن القاتل الذي أصدر الأمر بالقتل. وإيغالا في الإستهتار بدم الضحية أحضروا عائلة المغدور إلى القصر الملكي لتقديم التعازي لهم من قبل الملك الهرم وإبنه القاتل مثلهم في ذلك مثل الذي يقتل القتيل ويمشي في جنازته. ولكن في ظل غياب الجثة الممزقة.
وقد أجمع المراقبون في مختلف أنحاء العالم إنها رواية كاذبة من ألفها إلى يائها ولم يصدقها عاقل في العالم غير سيدهم ترمب الذي أدلى بعدة تصريحات متناقضة كلها تصب في تبرئة محمد بن سلمان من جريمته الكبرى التي لم يرتكبها حتى حكام القرون المظلمة . وسارع حكام القهر والظلام والفساد في المنطقة العربية إلى تأييد الرواية المضحكة المبكية، ودافعواعن المملكة الدولار والريال التي تتعرض ( لمؤامرة بشعة من الأعداء لزعزعة أمنها واستقرارها ). ونطق وزير خارجية آل سعود الدمية عادل الجبير أخيرا بعد صمت طويل قائلا :
(إن قتل خاشقجي كان عملا إجراميا وخطأ جسيما قامت به مجموعة سائبة ) وإن (البلاط الملكي يدين هذه العملية ويستهجنها بكل قوة لأنها بعيدة عن قيم الإسلام والعروبة) ياسلام عليك ياجبير على هذه العبقرية الفذة.!!!
ولم ينس واعظ البلاط الملكي وخطيب الحرم المكي ووزير العدل الهمام الإبتهال إلى الله بطول العمر لأولياء الأمر الذين وقفوا كالطود الأشم بوجه العواصف والرياح السوداء لأن الله معهم دوما ماداموا قد نذروا أنفسهم لخدمة الإسلام .!!!)
مسكين أنت أيها الإسلام كم تاجر المتاجرون باسمك؟
لقد إستمعت إلى خطاب السلطان العثماني أردوغان المعروف بمراوغاته والذي وعد العالم بكشف كل خيوط الجريمة لكنه لم يوجه غير الأسئلة ولم يقل أشياء كثيرة عن الأدلة والتسجيلات والخرائط التي بحوزة سلطاته ، وأعرب عن ثقته بمصداقية الملك
حيث تمخض الجبل فولد فأرا. فخطبته الباهتة لاتقدم ولا تؤخر في مثل هذه الجريمة الخطيرة والتي حاول بها أردوغان إبقاء شعرة معاوية مع النظام السعودي خوفا من ضياع الصفقات التجارية.
واليوم تقع على عاتق رؤساء الدول الأوربية ومنظمات حقوق الإنسان العالمية مسؤولية كبرى في محاصرة الجاني ، وعدم السماح له بالإنخراط في المجتمع الدولي من جديد ، وآرتكاب المزيد من الجرائم. ولابد من ترجمة الأقوال إلى أفعال والطلب من الأمم المتحدة لإجراء تحقيق عالمي وإحالة القضية إلى محكمة الجنايات الدولية لإنزال القصاص العادل بالمجرم الأول قبل أن يدخلها ترمب وأردوغان وأشباههم في لعبة المساومات التجارية ويضيع دم الضحية بين القبائل. وبتحقيق العدالة يشعر كل حر شريف في هذا العالم جعل من الكلمة الصادقة غايته بأن صوت العدالة أقوى من كل الصفقات والمساومات في الغرف المظلمة.
جعفر المهاجر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي