الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القهر

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


نظرة واحدة لخصت الاف الكتب والمقالات التي تناولت الظلم والقهر على مدار التاريخ، نظرة هذا الذي الذي دفع دفعا لمصافحة قاتل أبيه أمام الكاميرات ليمسح عن يده الدم ويعفيه من جريمته أمام العالم.
وإن كان حديث الوليد بن طلال عن حريته و "الدايت صودا" الذي لديه ليؤكد أنه لم يتعرض لأي اجبار أو تنكيل أو حديث الحريري عن وجوده في وسط بلده الثاني وأهله وعن عدم تعرضه لأي أذى وعبارته الوحيدة التي لم يتوقف عن قولها منذ ذلك الحين "النأي بالنفس" مدعاة للسخرية والتندر، فإن ما حدث للكاتب جمال خاشقجي شئ مهين لكل من لديه ذرة انسانية وأن يجبر ابنه على تبييض صفحة قاتل والده لهو قمة القهر.
انه نفس القهر الذي يمارس في اغلب الدول العربية بصور شتى حيث تجبر الفتاة زبيدة على الخروج امام الناس لتكذيب امها وتبرأ مغتصبها أو يجبر أب على الاعتراف بقتل ولديه أو تصمت اسرة عن قتل عائلها إنه القهر في احط واقذر صوره.
لا أعرف هل هذه الصورة البشعة من صور القهر والفجور والتي اصبحنا نصحو وننام عليها، كموت الناس في اليمن وسوريا في كل يوم قهرا وجوعا وحرقا، وهذا القدر من الأكاذيب المفضوحة الذي يطرق أسماعنا والذي لا تملك حتى أن ترده فصوت الكاذبين عاليا وأعدادهم أكثر من الحصر، ومهما علا صوتك لن تتمكن من مجاراتهم أو مواجهة أكاذيبهم وزيفهم، وسيبح صوتك ولن تنال في النهاية الا القهر.
اعتقد ان هذا القدر من الفجور الذي يتم برعاية اصحاب المصالح في مختلف أنحاء العالم هو المطلوب من أجل استنزاف ثروات الشعوب العربية وهي صامتة لا ترفع رأسها ولا تفتح عينها ولا تعترض على ما يخطط لها وما يفعل بها.
انه القهر الذي يمارسه علينا اشخاص هم من أبناء جلدتنا لا يدركون أن دورهم قادم وان ما يمارسونه على غيرهم من قهر سيكونون هم احد ضحاياه في القريب العاجل.
إن بعض المخططات مثل تلك التي تدعى "صفقة القرن" تستلزم بالفعل اشخاص لا يتمتعون بأي درجة من الشرف لتنفيذها ولديهم هذا القدر الهائل من الفجور والقدرة الفائقة على الكذب بدون حرج وهم يعلمون ان الجميع يدرك كذبهم ولكنهم ايضا يخافون من مدى ما يمكن ان يصل اليه هؤلاء من اجرام وحقارة وجنون.
وأعتقد أنه سيتم الحفاظ على هؤلاء وحتى الانتهاء من الدور المرسوم لهم ولا يهم ما سينالهم بعد ذلك بعد رفع الحماية عنهم وسحب الغطاء عن جرائمهم وعندها سيصبحون امثولة يتحدث عنها التاريخ.
لقد كنت اشيد بالطريقة التي قام بها النظام التركي في التعامل مع الجريمة رغم بعض القصور الذي شاب العملية بترك القنصل وباقي المتهمين يغادرون بلا محاسبة، ولكن طريقة البحث المنهجي والامساك بالخيوط والوصول الى استنتاجات صحيحة كان امر يدعو للاعجاب ولم يترك الفرصة لجوقة الكذابين والمضللين للاستمرار في اكاذيبهم.
كنت قد بدأت اصدق أن الحق يعلو على المصالح وأن الدم أغلى من النفط ولكن عدت الى رشدي بمكالمة السيد منشار العظم والخليفة التركي والتي تباحثا خلالها حول "كشف الجناة ومحاسبتهم"!
انه القهر!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران