الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أُمّي لايف Live

عماد عبد اللطيف سالم

2018 / 10 / 25
كتابات ساخرة


أُمّي لايف Live



لا أدري أيّ نيّةٍ خبيثة تقفُ وراء اقناع أمّي ، ذات السبعة والثمانين خريفاً "عراقيّا"، بفتحِ "صفحةٍ" لها على الفيسبوك.
يبدو أنّ احداً ما أراد توريطها ، وتوريطنا ، كما توَرّطتْ "القُنصليّة" بـ "جمال خاشقجي" !!.
و هناك إشاعةٌ تقول أنّ بعض "الكنّات" الناشطات ، أرَدْنَ إشغالَها بالقتال على جبهات ثانوية ، بدلاً من الحرب الدائرة بينها و بينهنّ على مدار الساعة.
ويبدو أنّ أُمّي قد وافقت بعد مشاورات ساخنة مع جميع "نسوان" الكُتَل ، على أن يكون اسم "الحساب" هو .. "الحجيّة الكرخيّة" .
وبعد مرور ساعات على ذلك ، كان جميع "فيسبوكيّ" العائلة ، من مختلف "المكوّنات" ، قد أصبحوا "أصدقاء" لها.
كنتُ أنا ، بطبيعة الحال، أوّل من دفع ثمناً باهظاً لهذه الخطوة التواصليّة المُتهوّرة.
أنا أشغل منصب "رئيس السِنّ" الدائم لبرلمان العائلة ، والذي لم تقع مصيبةٌ فيه ،إلاّ وكانَ لي "حُصّةُ" البغل فيها.
عندما تبدأ أُمّي بتصفّح "حسابات" الآخرين(وأنا منهم) ، فإنّها تقرأ فقط . إنّها لا تضَع أيّة اشارة تفاعلية ، ولا تُعَلّق على "المنشورات".. وتتصرّف كأيّ "جاسوسٍ" عتيد.
وهكذا .. كلّما عرَضْتُ منشوراً على صفحتي ، رَنّ الموبايل ، ودون مقدّمات اسمع أُمّي تقول : ها يابه شبيك ؟ خير؟ ليش مقهور؟ هذا الكلب ابن الكلب كاتِبْلَك تعليق يْلَعِّبِ النَفِس ! دير بالك يابه هذا الكاتبلك "روعة" يريد يحَجّيك ! ليش يابه تتحارَشْ بذوله الميخافون من الله ، شنو تريد "يعلسوك"؟! مو عيب وليدي تكتب عالحبّ ؟ شنو إنته "زعطوط" ؟ مو عمرك فوك الستّين !
وتقولُ مصادِر مُطّلِعة ، "تتنصّتُ" سِرّاً على "حساب" أُمّي ، أنّ طلبات صداقة بالمئات تنهال عليها يوميّا ، وكلها مُرسَلة من عُتاة "الذكور" الفيسبوكيّين ، الذين يعتقدون أنّ"الحجيّة الكرخية" هو حساب وهمي لـ "صبيّة كرخيّة" جامحة ، يمكن أن تكون صيداً سهلاً بمجرد الحديث معها على "الخاص".
إلى هذا الحدّ ، فإنّ "الأسوأ" لم يكُن قد حدث بعد .
واستناداً لأخّي ، الذي يسكنُ معها في "المرحلة الانتقاليّة" الحاليّة ، والذي تتّهمُهُ أُمّي بأنّهُ هو وزوجته "العقرب"(وجميع "كنّات" أُمّي هُنّ من اللافقريّات) يأكلون "طبقة البيض" في يومٍ واحدٍ فقط ، بحيث "لا يَباتُ عليها الليل" .
استناداً لأخي هذا وزوجته "العقربة" .. فإنّ أُمّي كانت تُتابِع على التلفزيون ، بـ "حماوة" وطنية عالية ، طريقة "طبخ" التشكيلة الوزارية الحاليّة.
ويبدو أن "مقادير" الطبخة لم تعجبها ، أو لم "تتوافق" مع ذائقتها البغداديّة الصعبة .. وأنّ "أحدهم" قد أزعجها بحديثهِ الصاخب عن الديموقراطية وحقوق الانسان ، و حصر السلاح بيد الدولة ، و بسط سلطة القانون على الجميع ، و عن "التغيير المطلوب" ، و"الغد المُشرق" .. وعن 15 عاماً أضاعها "الأخ" و "جماعته" من أعمارنا ، و كيف أنّهُ سيعود ،هو و"جماعته" ذاتها ، بإعادتها الى أعمارنا بأثرٍ رجعيّ !
وعندما تمّ الاعلان عن اسماء "التشكيلة" ، كان من الواضح أنّ أُمّي لم تكن راضية عن أيّ اسم منها(عدا علاء العلواني ، الذي ذهبت يوماً لعيادته ، ففحصها ، وقال لها : حجيّة إنتي مبيج شي ، وصحتج احسن من صحتي!!) .. بل أنّ غضبها قد بلغ مداه عندما قال "الأخ" ، أنّ هؤلاء الوزراء الـ 14 قد تمّ اختيارهم على أساس معايير "الكفاءة " و "الخبرة" و "النزاهة" ، وليس استناداً لأيّ اعتبارٍ آخر !! .. وعند ذكر هذا الرقم عاطَتْ أُمّي :عود ليش أرباطَعَش ؟ كَمَرْ ، خمو كَمَرْ ؟ ذوله صُدُك ميستحون .
وهُنا حدَث الأسوأ ..
فقد أفلَتَ زمامُ أُمّي تماماً (واُمّي لا تعرفُ أباها عندما ينفلتُ الزمام) .. وخلال بضعة ثوانٍ كانت قد خرجت عن نطاق السيطرة الأموميّة - "الأبويّة" .. فسَحَبَتْ الموبايل من تحت فوطتها .. وفتحت الفيسبوك .. وضغطت على الـ Live .. وبدأتْ في استخدام قاموس الشتائم الكرخيّة "الوسيط" ، الذي لم أسمعهُ منذ أيّام "الشيخ علي" و "سوك حمادة" و "الجعيفر" و"المشاهدة" و "سوك الجديد" .. ولم تترك أحداً أو شيئاً في العراق "الجديد" إلاّ وداستْ عليه بـ "شحّاطتها" اللغويّة عيار 175 ملّم.
أمّا الكارثة فقد حَلّتْ عندما قامتْ أُمّي برمي الموبايل على سقف "البوفيّة" التاريخيّة التي تتوسّط الممر، تاركةً كاميرا الـ Live تشتغل ، و تلتقط كلّ شيءِ يقع ضمن مداها ، في بثّ مباشر على الهواء "الطَلِق" .
ظهر "القوري" الكونفوشيوسي .. و "الطاوة" البرونزية .. والقنفات "الفيكتوريّة" .. والستائر الفرعونيّة .. و قطع ملابس متناثرة هنا وهناك .. وفردة جوارب رجاليّة بائدة ..
ثمّ ظهر أخي وهو يتبختر بـ "الفانيلة" في الهول .
كنتُ اشاهد كلّ ذلك بذهول .
وعند تلكَ اللقطة الأخيرة .. سَقَطْتُ مَغْشِيّاً عَليّ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عزاء الفنانة شيرين سيف النصر تجهيزات واستعدادات استقبال نجوم


.. تفاعلكم : الفنان محمد عبده يطمئن جمهوره على صحته ويتألق مع س




.. المخرج التونسي عبد الحميد بوشناق يكشف عن أسباب اعتماده على ق


.. الموسيقي طارق عبدالله ضيف مراسي - الخميس 18 نيسان/ أبريل 202




.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024