الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إقرعوا الأجراس.. شباب غزة إلى أين؟

عائشة اجميعان

2018 / 10 / 25
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


تتعاظم يوما بعد الكارثة الوطنية للشعب الفلسطيني بشكل عام, يضاف اليه ما يعانيه الأهل في قطاع غزة ,على مختلف الصعد, كانعكاس للكارثة الوطنية المتمثلة في الفرقة المسماة (الانقسام) المؤدي حسب الشواهد إلى الانفصال, والذي يثلج صدور أعداء الشعب.
إثنا عشر عاما من الألم والصبر, والانتظار والترقب, والتحسب والاحتساب, ومن التفرق والتشرذم العائلي, ومن المرض والموت المجاني, الإدمان والجرائم, وكثير كثير من المصائب, التي سودت بها اطنان من الورق, وآلاف ألاف الكتابات الالكترونية, من خلال الصحف والمؤسسات والمواقع والمدونات لكتاب ومتخصصين ومتضررين وشهود عيان وغيرهم, ممن أسهبوا في الشرح والتوضيح لمختلف دقائق ما وصل إليه الحال في قطاع غزة, وصفحات التواصل الاجتماعي, بين الجد الموجع والهزل الحزين والتهكم المر.
لا أظن ان هناك ما يخفى على العامة ناهيك عن البحاثة في كل المشكلات التي يعاني منها الشعب في غزة, لكن نود أن نشير إلى احدي النتائج المباشرة التي ترتبت على حصاد العقد الماضي, وهي ظاهرة هجرة الشباب.

أدت عملية الحصار الطويل لقطاع غزة كسبب أول, وثانيها :الحروب الثلاث, وما صاحبها من هدم وخراب, في كل القطاعات ونركز في هذا السياق على الخسائر في بنية القطاع الاقتصادي, والتي عكست نفسها على فقدان فرص العمل وازدياد البطالة الحقيقية, وتراكم الأيدي العاملة بلا اي افق للتحسن والانفراج.
وثالثاً وأخيراً: إجراءات تقليص الرواتب, والإحالة القسرية إلى التقاعد لآلاف موظفي السلطة, في القطاع, والتهديد بإحالة من تبقي في إطار تهديد الرئاسة, الى تدني مستوي المعيشة الذي كان على حد الكفاف, إلى هبوط مستوى الدخل لآلاف المعيلين لأسرهم, إلى ما دون خط الفقر.
أصبحت البطالة الحقيقية, هي النتاج المباشر للأسباب الثلاث السالفة الذكر, يضاف إليها خوف أولياء الأمور على شبابهم العاطل, من التردي في وحل الإدمان نتيجة الفراغ المؤدي الى التغير المرضي في الحالة النفسية, والذي من الممكن ان يأخذهم الى مستنقع الجريمة.
فأصبح الهدف الرئيس لفئة الشباب, وهم الفئة الأولى التي نحاول الإشارة إليها, أصبح هدفهم الخروج من السجن والانطلاق الى العالم الواسع, بحثاً عن فرصة عمل, وأملاً في مستقبل واعد, وسعيا في استثمار العمر المنقضي في غزة بلا امل, ربما يكون ذاك الأمل خارج الوطن, وربما ضمت هذه الفئة فئة الطلاب الذين يخرجون للدراسة, وفي مخططهم عدم الرجوع ,والبحث عن المستقبل خارج الوطن.
أما الفئة الثانية: فهم من موظفي السلطة المتقاعدين وهم لا يزالون في سن العمل او قادرين على العمل, ويشتركون في بعض الخصائص منها, كونهم من العائدين او أبنائهم, الذين عاشوا في احدي البلاد العربية او غيرها وصغر أعداد عوائلهم, وظنهم ثبات الدخل المكون من راتبهم التقاعدي, وتعتبر هي الفئة الاكثر كثافة, لانها تمثل هجرة عائلات باكملها, بمجرد هجرة المعيل, كلا الفئتين أصبحوا يبحثون عن الهجرة الى مكان يمكن العيش به بعيداً عن الحياة المرة بلا هدف وطني ودون امل شخصي, وعيونهم تتطلع الى بلاد أوروبا الاسكندينافية التي تستقبل موجه من الهجرات الإنسانية وغيرها, عبر تركيا.
أعداد الغزيين من الفئتين من المهاجرين او الذين يسعون او ينوون الهجرة, أصبحت تشكل ظاهرة جديرة بالوقوف أمامها, بالرصد والتحليل ومحاولة الصد, خاصة وان الهجرة أصبحت تسلسلية, خوفا من إفراغ الوطن من شبابه الذين هم مستقبله, الذي أصبح بحكم الإحداث الجارية طاردا لأهله, فيما تحاول دولاً عديدة رفد أراضيها بمن يقدر على العمل, ومن اي جنسية.
اذا كانت هذه الظاهرة في مضمونها, تشكل خطراً مجتمعيا انياً, تسببت فيه السياسة الوطنية الداخلية, فانها تشكل خطراً مستقبليا ينعكس على كل المستويات خاصة على مستوي الاقتصاد الوطني والديمغرافيا, التي هي سلاح ناعم في مواجهة العدو المحتل, وعليه:
فان هذه امر هذه الظاهرة موجه للساسة وقادة الشعب, لبحث سبل الخروج السريع والامن من الكارثة السياسية الداخلية, حرصا على ابناء الوطن, فما الحرص على الوطن دون ابناؤه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران