الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل الثقافة فى مصر د كتور طه حسين 7

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2018 / 10 / 26
التربية والتعليم والبحث العلمي


مشكلات التعليم العام
لابد ان نفرق اولا بين التعليم الاولى الالزامى الذى ينتهى بالاعدادية العامة وبين التعليم العام الذى ينتهى بالثانوية ، فهذا التعليم الاخير يهيىء الطلاب لتعليم ارقى وهو التعليم الجامعى او التعليم الفنى العالى ، ويجب الا يكون التعليم العام الزاميا وبالتالى لايقدم بالمجان

فهذا التعليم العام يجب ان يكون مقصورا على الذين يستطيعون ان يؤدوا اجره من ابناء الشعب اى ابناء الطبقات الوسطى والغنية ، ولكن يجب ان يقبل اولاد الفقراء اذا اثبتوا استعدادهم الجيد للانتفاع بهذا العلم من خلال مسابقات دقيقة نقية لا محاباة فيها ، وفى كل الاحوال لاتمنح المجانية لا للغنى ولا للموسر

هل هناك خطر من التوسع فى التعليم العام
يقال ان التوسع فى التعليم العام سيخلق ازمة من البطالة فى مصر ، ولكن هذا لايبرر قصر التعليم العام على فئة من الشعب دون فئة اخرى ، والحل لا يعالج بقصر التعليم العام ولا باحتكار العلم من قبل طائفة قليلة وفرض الجهل على كثرة الشعب وانما يعالج باصلاح النظام الاجتماعى نفسه وجعله قادرا على ان يتيح لابناء الوطن جميعا ان يعيشوا على ارض الوطن وان يعيشوا من كدهم وجدهم وعملهم

لا ان يعيش بعضهم على حساب البعض الاخر ، وان تنعم قلة بالمال على حساب الاخرين ، ويرى طه حسين وفقا لوقت انه يجب الحد من الموظفين الاجانب الذين ستأثرون بجل الميزانية

من عندى وربما لو كان طه حسين حيا لهاله الاف المستشارين الذين يتفرقون فى الوزارات وتتجاوز اعمارعم الستين والسبعين ويتقاضون الاف الجنيهات دون فائدة تذكر على الوطن

وجوب مراقبة الدولة للاطفال
على الدولة فى اثناء التعليم الثانوى ان تراقب الطلاب وتبلغ اسرهم بما تراه فمن رأت فيه الاستعداد الحسن للمضى فى التعليم العام استبقته ، ومن رأت فيه قصورا واستعدادا لنوع اخر من التعليم الزراعى او الصناعى او التجارى نصحت اهله به

يجب ان تشارك الدولة الاسر فى تربية ابنائها وتبذل لهم النصح والارشاد وهى بذلك تستبقى فى التعليم العام احق الصبية واصلحهم له

والدولة حين تفعل ذلك ترد الى التربية معناها الصحيح وتبرىء المعلم من ان يكون اداة لافراغ العلم فى عقل التلميذ وتجعله مربيا للصبى ومرشدا للاسرة وصلة بين الشعب والدولة

ازدحام المدارس بالتلاميذ يضعف العناية بهم
والحقيقة ان ازدحام المدارس بالتلاميذ يشكل خطر كبير من وجهة نظر احمد نجيب الهلالى باشا وزير المعارف ، فان ازدحام المدارس بالطلاب يحول بين النظار والمراقبة العادية لهم ويحول بين المعلمين وبين الفراغ لتلاميذهم وبذل العناية الواجبة لهم

ايضا فان ازدحام المدارس بالتلاميذ من وجهة نظر صاحب السعادة حافظ عفيفى فى كتابه القيم على هامش السياسة - بعض مسائلنا القومية ، فانه يرى ان الخطر فى التوسع فى التعليم يرتب سلسلة لانهائية من المشاكل ، لان التوسع فى المدارس الابتدائية يرتب التوسع فى المدارس الثانوية والتوسع فى الاخيرة يفرض على الجامعة ومعاهد التعليم العالى ان تقبل عددا من الطلاب لا تتسع له فان لم تفعل فرضت عليهم البطالة ونشرت السخط فى نفوس اسرهم

وما انتهى اليه هذين المفكرين صحيح يقول طه حسين، ولكن الحل هو ايجاد موارد للدولة تستطيع ان تفى بالاعداد المتزايدة ولابد للدولة ان تدبر ما يحتاج اليه هذا التعليم ، كما تدبر ما يحتاج اليه الدفاع الوطنى من مال
والامر ليس عسير على الدولة ان تغلق مظاهر الاسراف ، وعلى الدولة فرض ضرائب توجهها جميعا على التعليم ويجب ان يفهم دافعى الضرائب القادرين ان الضرائب التى تؤخد منهم لاتنفق على غيرهم ولكن على ابنائهم

وحاجة الشعب للتعليم الصالح ليست اقل من حاجته الى الدفاع الوطنى المتين فالشعب ليس معرضا للخطر الذى ياتيه من الخاج فقط ولكنه معرض للخطر الذى ياتيه من الداخل حين يفتك الجهل باخلاقه ومرافقه وما فائدة جيش قوى اذا كان وراءه شعب جاهل غافل لايستطيع ان يستغل ارضه ولا ان يستثمر مصادر ثروته ولا ان يستقل بتدبير مرافقه ، ولا ان يشارك فى تنمية الحضارة الانسانية بما ينتج فى العلم والفلسفة وفى الفن والادب
والى مقال قادم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس