الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة قتل الخاشقجي واللعبة السياسية القذرة(2)

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2018 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كلمة قبل انقشاع غبار داحس والغبراء!؟
( الفصل الثاني)
من قتل الخاشقجي بالفعل!؟ هل هم من خنقوه بأيديهم أم من استخدموه لأغراض خبيثة لا علاقة لها بمصلحة الشعب السعودي!؟

بات معلومًا اليوم - وباعتراف سعودي رسمي - أن من نفذ هذه الجريمة هم اشخاص تم تجنيدهم من المخابرات السعودية أو كما وصفهم الرئيس الأمريكي بـ(القتلة المارقين) هذا شيء أكيد وانتهينا منه.. ولكن من باب الموضوعية والبحث عن الحقيقة لابد أن نحاول أخذ القضية من أطرافها وننظر لهذه الجريمة في سياقها الصحيح وبخلفياتها السياسية التي ساقت الخاشقجي لهذا المصير المأساوي، فهي جريمة وقعت في خضم حرب إعلامية شرسة عابرة للقارات (!!) تشنها جهات معادية للسعودية وتستهدف تقويض استقرارها بل وربما اسقاط العائلة الحاكمة أو على الأقل افشال التغيير السياسي الجديد الذي حصل في المملكة واسقاط ولاية عهد الملك الحالي مما قد يعني دخول السعودية في حالة من الفوضى العارمة كالتي في ليبيا واليمن وسوريا!.. لا يمكن انكار أن هناك حرب إعلامية ضخمة ضروس وشرسة موجهة ضد السعودية وأن هذه الحملة في ظل عجز السعودية الواضح عن حسم المعركة الحربية في سوريا واليمن ضد ايران أصبح لها تأثير كبير وخطير داخل المملكة، ففي عصرنا الحالي أصبحت (الآلة الاعلامية الجهنمية) لها سطوة أكبر وأعمق بكثير جدًا من (الآلة الحربية)، فكيف إذا تبنت هذه الحرب الإعلامية قناة مثل قناة الجزيرة المدعومة بالمال القطري العظيم أو صحف غربية شهيرة وضخمة كالوشطن بوست ونيورك تايمز وغيرها من وسائل الاعلام الغربية التي لها سطوة على الرأي العام الغربي والعالمي!؟... وفي تقديري أن خصوم السعودية نجحوا لحد ما في نشر رسالتهم المسمومة داخل بعض قطاعات المجتمع السعودي بينما ظلت السعودية وهي تخوض بقدميها العالقتين في مستنقع (الفخ اليمني) تتخبط في ارتباك!!.. وهذا ما أخاف حكام السعودية وحراس أمن النظام ربما حتى الذعر خصوصًا مع بروز (الخاشقجي) بقوة شخصيته ومهاراته الكلامية كمثقف وصحفي معارض وناقد للنظام السعودي وخصوصًا لسياسات الأمير الجديد ولحصار قطر!.. ففي هذه الظروف الحرجة التي تتخبط فيها السعودية أمام عجزها عن هزيمة ايران في سوريا واليمن ولبنان والحد من سطوة النشاط القطري المؤيد للأخوان، ظهر (الخاشقجي) في وسائل الاعلام كشخص معارض، فتلقفته على الفور كل تلك الجهات المعادية للسعودية ككل أو لولي العهد الجديد وبدأت تضخمه وتستخدمه في حربها الإعلامية الشرسة ضد السعودية بخبث ودهاء وأخذت تعمل على ابرازه وترداد انتقاداته وعباراته مرارًا وتكرارًا وخصصت له (الوشطن بوست) زواية دائمة في صحيفتها - هل فعلت ذلك لوجه الله وحقوق الانسان وعطفًا على العرب المساكين برأيكم!!؟ - ووالله ومن تجربتي في المعارضة الليبية في الخارج لا يساورني أي شك أن المعارض السعودي (خاشقجي) رحمه الله راح ضحية هذه اللعبة القذرة وهذا الاستخدام السياسي والاستغلال الإعلامي الخبيث من قبل خصوم المملكة وآل سعود وولي العهد الجديد!.. فالرجل - بلا شك - وجدت فيه جهات سياسية عربية وغربية ووسائل اعلام ضالتها فاستخدمته وضخمته وجعلته على فوهة مدفعها الموجه لدك النظام السعودي بالحق والباطل خصوصًا تصريحاته الأخيرة التي بدا فيها أنه أخذ يخرج عن نهجه الإصلاحي السابق وينزلق شيئًا فشيئًا تحت تأثير من تبنوه نحو الخطاب الثوري والجذري!، وهكذا أخذوا بأبواقهم الضخمة عالية الصوت يدندون حول تصريحاته ليل نهار حتى أصبح الرجل في فوهة المدفع الإعلامي الضخم المعادي للسعودية الذي يدك مداميك استقرار وأمن الدولة أو على الأقل يدك مداميك التغيير السياسي الجذري الأخير بجعل أحد الأبناء لا الاشقاء يتولى منصب قيادة الدولة السعودية وليكون الملك هذه المرة ملكًا شابًا وليس عجوزًا منحني الظهر كما جرت العادة وربما كما تحب بعض الدوائر الغربية التي ربما ترغب في الإطاحة بالأمير الشاب القوي لأنها تفضل أن تظل السعودية تقاد من قبل ملوك عجائز شبه عجزة، أو خشية أن يأتي يوم يخرج هذا الملك الشاب فيه عن نطاق السيطرة كما فعل الملك (فيصل) رحمه الله الذي اتخذ قرار إيقاف النفط كرد على دعم الغرب لإسرائيل فأوقعهم في أزمة اقتصادية عارمة!!.. من يدري!!؟.
وهكذا تضافرت أبواق كل أعداء الحكم السعودي وتمكنت من تضخيم صورة وصوت (الخاشقجي) والدندنة حول تصريحاته كما لو أنها حقائق مطلقة لا يعتريها شك وبالتالي جعلوه (رأس الحربة) في حربهم على ولي العهد ووضعوه بخبث ودهاء في فوهة المدفع الإعلامي الذي يدك حصون حكام السعودية ويضيّق الخناق على الأمير الجديد مما جعل حماة أمن الدولة - في لحظة ضيق وتخبط وذعر - يشعرون بأنه بات يشكل (الخطر الأول) و(العدو الأول) – شديد التأثير – على الشعب السعودي والنظام السياسي بصيغته الجديدة بعد أن تبنته أبواق عربية وغربية ضخمة عالية الصوت لأغراض وحسابات وأحقاد وثارات سياسية لا تتعلق بمصلحة الشعب السعودي وبالتالي اتخذ (حماة النظام) قرار تغيبه بأي شكل كان ومهما كلف الثمن!.. فتم استدراجه بطريقة ما(؟) – ربما بدعوته لمقابلة شخصية كبيرة للحوار في القنصلية (*) - وربما شجعته جهة ما (؟) في الغرب أو تركيا أو قطر أو من يحيطون به ويتبنونه اعلاميًا وسياسًا (؟) وزينوا له الذهاب للقنصلية لسماع ما تريده السلطة السعودية منه ونصحوه بأن يدخل لوحده دون زوجته أو خطيبته (!!؟؟)، فكان في انتظاره هناك (قتلة) قد عقدوا العزم بأنه إذا لم يستجب لطلبهم بالسكوت والعودة للملكة فإنهم إما يختطفونه قسرًا أو يقتلونه ولو بتلك الطريقة الوحشية و(الغبية) التي وضعت المملكة في موقف لا تُحسد عليه مما زاد طينتها بلةً وزاد من وطيس وسعار الحملة الإعلامية الشرسة ضدها من قبل خصومها مستغلين هذه الورقة الرابحة التي قدمها مدبر هذه العملية (الأمنية) القذرة والغبية!.. أي اغتيالهم للخاشقجي داخل قنصلية بلاده - وفي تركيا؟ - بينما كان في امكانهم اغتياله عن بعد وعن طريق المافيا المأجورة المتوفرة في تركيا على طريقة اغتيال المافيا الروسية للنشطاء الشيشانيين في تركيا لكن (الغباء الأمني) و(ضيق الأفق) (**) أعمى عقولهم كما أعمى الخوف والحقد قلوبهم فانطلقوا في جنون وجروا بلادهم لهذا الموقف المشين لتجد السعودية نفسها في مرمى الاتهام والتهديدات الغربية المهينة ولا حول ولا قوة الا بالله !!.
**********
سليم نصر الرقعي 2018
(*) لا أعتقد صحة ما قيل من أن الخاشقجي ذهب لتسجيل عقد زواجه في القنصلية بل الراجح عندي أن جهة ما قامت بإستدارجه إلى موعد هناك وقيل له بأن شخصيات مهمة تريد أن تجتمع به وتتناقش معه ولعل بعض الخبثاء زين له هذا الأمر وصوره له بأن حكام السعودية يريدون منه العودة ليتولى منصبًا اعلاميًا كبيرًا وأن يعود مقربًا للعائلة كما كان في الماضي، لعل البعض زين له هذا الأمر فضلًا عن كونه كسياسي معارض لابد أنه يطمح لمنصب سياسي فكل الساسة هذا طموحهم حتى لو رفعوا شعارات أنهم انما ينشطون بغرض الدفاع عن الوطن أو تحقيق الديموقراطية!!.. ولعله ذهب وهو يمني نفسه بوجود عرض مغر كهذا ولكنه تفاجأ بلغة التهديد والوعيد بل ونية الخطف القسري فقرر المقاومة وربما محاولة الهروب من الفخ لكن الآوان كان قد فات وتحرك القتلة لإنهاء مهمتهم !
(**) ربما - أقول ربما - لا تكون تلك الجهة الأمنية أو حتى السياسية التي أمرت وخططت لتصفية الخاشقجي غبية كما أظن بل كانت تعلم مسبقًا أنها في كل حال ستجد نفسها في مرمى الاتهام ووسائل الاعلام والضغوطات (الكلامية) الغربية ولكنها حسبت العملية بمجملها وخسائرها ومكاسبها فرأت أن مكاسب هذه العملية على المدى الطويل أكثر وأكبر من الخسائر المحدودة والمؤقته التي ستأخذ وقتها كالعاصفة ثم تنتهي إذ أن الدول الغربية بالنهاية ستغلب (المصالح) على (المبادئ) كعادتها وتكون تهديداتها الاعلامية الحالية مجرد نفاق سياسي ومناورات لامتصاص النقمة العامة فقط ولتفويت الفرصة على خصومها ومعارضيها في الغرب من النيل منها!... وهكذا تكون السعودية بقتلها وتغييبها للخاشقجي - وبالرغم من المنغصات الاعلامية المرحلية الحالية - تخلصت من (معارض من العيار الثقيل) لا يمكن لخصومها الاقليميين والدوليين والغربيين أن يعثروا على مثله لسنوات طوال!، فضلًا عن هذه العملية ستجعل المعارضين السعوديين في الخارج يفكرون ألف مرة قبل تحولهم إلى (أداة) لمدافع أعلام خصوم آل سعود!!.. فهل الأمر كذلك بهذا الدهاء وليس بكل الغباء كما اعتقدت!؟؟.. بصراحة لا استبعد ذلك!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة