الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظافة في مصر الفرعونية والقبطية

لطيف شاكر

2018 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


في عام 1930م تم اكتشاف كرسي مرحاض من عصر اخناتون من الاسرة ال18 في تل العمارنة
ويقول د. وسيم السيسي في كتابه مصر التي لاتعرفها : كان الحمام الفرعوني به دش لصب المياه من فوق والجدران مغطاة بصفائح من البرونز وبلاعة بغطاء مربوطة بسلسلة .
ووجدت صورة لسيدة تستحم جالسة علي كرسي ومعها فتاتان احدهما تصب المياه علي رأسها والثانية تقدم لها وردة.
حتي ان هيرودوت قال عجبا للمصريين يقضون حاجاتهم داخل بيوتهم وليس خارجها كما كان متبع في الامصار الاخري
ويقول في مقال له بعنوان: كيف كنا؟ وكيف أصبحنا؟ ترى كيف سنكون
هو ذا هيرودوت 450 ق. م زار مصر وقال:
«عجبت للمصريين يتناولون طعامهم بالخارج ويقضون حاجتهم بالداخل"
وهيرودوت شاهد مصر البلد الوحيد فى العالم الذى يتمتع بصرف صحى وقال ان قيود النظافة فى مصر شديدة, فالمرأة تستحم فى اليوم مرتين.
وكانت مواسير الصرف الصحى نحاسية قطرها نصف متر، وتمتد 400 متر بعيداً عن البيت حتى تصب فى بيارات
ويستطر قائلا: أما أجدادكم فهم أول من نبه العالم لنظام الصرف الصحي المعمول به الآن ,ليس هذا فقط و بل كانت أنواع مختلفة من دورات المياه , ولكنها أهمها من الناحية الاٍنسانية هذا النوع المتنقل للمرضي
ويذكر ان المصريين اول من استخدموا الصابون المكون من من ملح النطرون والصودا وتراب الفرن ,
كما كانوا يستخدموا تركيبة من الفحم وبعض الكيماويات ويتم حرقها للتبخير لطرد الذباب.
ويقول المرحوم د. عبد الحليم نور الدين
الاستاذ الاسبق بكلية الآثار، جامعة القاهرة، ومستشار مدير مكتبة الإسكندرية
المصريين القدماء كانت بمنازلهم مراحيض وحمامات، كما يتضح من نصوصهم والمناظر التي خلفوها لنا، واهتموا اهتمامًا شديدًا بنظافة أنفسهم، وأجسامهم، وملابسهم، وطعامهم، وشرابهم، ومنازلهم، وهو ما يتأكد من خلال استعراض بعض القطع الأدبية التي يزخر بها الأدب المصري القديم.
واستعرض الدكتور نور الدين ما قاله المؤرخ الإغريقي «هيرودوت» وهو يبرز اهتمام المصريين بالنظافة وعنايتهم بالصحة العامة: "كانوا يشربون في كئوس يغسلونها بعد تناول الشراب وكانوا شديدي العناية بلبس الكتان النظيف وغسله، وهم يمارسون الختان حرصًا على النظافة، ويحلقوا الكهنة شعورهم وأجسامهم جيدًا تجنبًا لظهور أية حشرات، حيث إنهم يقومون بخدمة الآله".
ونوّه سيادته بأنه من خلال المناظر يبدو واضحًا أن المصريين قد اهتموا بتقليم الأظافر، وحلق الذقن، وقص الشعر، وغسل الفم والأسنان، والاستحمام ودهان الأجسام بالعطور، لافتاً إلى أنه من بين الطقوس الدينية الهامة آنذاك طقوس التطهير بالماء أو بالبخور، وقد عثر على الكثير من أدوات ومواد التطهير والغسيل,.
وكان المصريون يهتمون بنظافة منازلهم، حيث عثر على الكثير من المكانس التي كانت تصنع من ألياف النباتات. وتُظهر النصوص والمناظر اهتمام المصريين بنظافة منازلهم، واهتمامهم بطقوس تنظيف وتطهير الأماكن المقدسة كالمعابد والمقابر.
واستخدم المصري القديم الماء في الطقوس الدينية خاصة قبل تتويج الملك الفرعون حيث يملأ حوض بالماء ثم ينزل الفرعون الجديد الي الماء ويغطس فيها ويُعطي خلال هذا الطقس الاسم السامي كفرعون مصر وابن الاله وذلك بالميلاد الجديد من الماء.(المسيحية ومصر الفرعونية – باخوري فاخوري)
ويذكر المقريزي في الجزء الاول ص 268:عندما دخل عمرو بن العاص الإسكندرية كتب إلى عمر بن الخطاب قائلًا «أما بعد فإننى فتحت مدينة لا أصف ما فيها، ففيها أربعة آلاف حمام ». و هى مدينة يكثر فيها المرمر الأبيض سواء فى أرضها أو بنائها، والطرق كلها تكتنفها العمدان بحيث تبدو المدينة لامعة فى الليل وفى النهار
وفي صحيفة روز اليوسف كتب الباحث مؤمن سعد تحت عنوان"ا لنظافة احتلت أهمية كبرى لدى الفراعنة" لدينا لوحة من الحجر الجيرى تعود الى عصر الدولة الحديثة وجدت فى سقارة وتعرض حاليا بمتحف برلين، هذه اللوحة تصور لنا طقوس التطهر بالماء والتعطر بالبخور التى يقوم بها الكهنة فى المعابد، حيث كانت النظافة تحتل أهمية كبرى فى الحضارة المصرية القديمة.
وتابع: كان قدماء المصريون معروفين بحبهم الشديد للنظافة، فقد استقر فى ضمير المصرى القديم أن الشخص الأنظف هو الأقرب للاله، لذلك كان قدماء المصريون دائما نظيفى الجسد وملابسهم نظيفة وناصعة البياض، وكان هذا هو الحال بالنسبة لأفراد الشعب العاديين، أما الكهنة فقد فاق اهتمامهم بالنظافة كل الحدود المتعارف عليها، لدرجة أن عدد مرات الاستحمام بالنسبة للكاهن كانت تصل الى 5 مرات فى اليوم، لذلك كانت كل معابد مصر القديمة تحتوى على بحيرة مقدسة لتوفير المياه بشكل دائم بالقدر الذى يكفى طقوس النظافة المبالغ فيها.
و المصريين القدماء اهتموا بمستحضرات التجميل المختلفة لاهميتها الروحية والجمالية، وكانت القبور مليانة بأدوات تجميل كتيرة ، والمصريين اهتموا بنظافتهم الشخصية و ابدعوا كتير من ادوات التجميل والامشاط و الشعر المستعار بأشكاله والوانه المختلفة ، وكان الستات والرجالة والأطفال بيتزينوا حسب اعمارهم المختلفة.

والاقباط احفاد المصريين القدماء اهتموا بالنظافة, واعتبروا النظافة انها تبدأ من القلب اي من داخل الشخص وتشمل كافة جسده, واستمروا علي منهاج اجدادهم فقاموا بصناعة الصابون في القرن الثالث من بذور بعض النباتات ويطبخونها ويستخرجون ادهانها ويصنعون منها عدة انواع من الصابون .

والنظافة في المسيحية لها عدة أوجه وهي: جسديّة، وروحيّة، وعقليّة، وأدبيّة. فجسديًا مطلوب من المؤمن المسيحي الاهتمام بنظافة بدنه، وفي مظهره الخارجي وفي نظافة ثيابه والاهتمام بالطيب والتعطر بالروائح العطرة، أما روحيًا فتعني الابتعاد عن النجاسة الروحيّة وهي الخطيئة حسب المفهوم المسيحي والتي تنبع من القلب ومصدرها القلب وحده حسب المفهوم المسيحي، أمّا من الناحية العقلية فهي اجتناب الأفكار النجسة مثل الاشتهاء.

وغسل الأرجل وغسل اليدين خلال القداس الإلهي واستخدام المياه في عدة مناسبات من الطقوس في المسيحية فضلا علي ضرورة الاستحمام قبل التوجه للكنيسة خاصة قبل تناول الافخارستيا .

والمعمودية هي الغسل من الخطايا، كما قال حنانيا لشاول "أيها الأخ شاول، لماذا تتواني؟ قم واعتمد واغسل خطاياك" (أع22: 6). وكما قال القديس بولس في رسالته إلى تيطس.. "ولكنه بمقتضى رحمته خلصنا، بغسيل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تي5:3)
يقول بولس الرسول «فإذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء، لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ» 2كو1:7
ويقول في رسالته لتيموثاوس :اِحْفَظْ نَفْسَكَ طَاهِرًا"
و في المزمور الأول يشبه الرجل البار بأنه: (يكون كشجرة مغروسة علي مجاري المياه تعطي ثمرها في حينه) (مز3:1)
وروح الله يرف علي وجه المياه يستمر من أول سفر التكوين (تك 3:1). إلي آخر سفر الرؤيا (أنا أعطي العطشان ينبوع ماء الحياة مجانًا) (رؤ6:21)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف