الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سميرة الزغدودي ونص بعبير الريحان

شاكر فريد حسن

2018 / 10 / 28
الادب والفن



حين اشتاقك
يجتاحني الجنون
تتملكني الشقاوة ...
لارتشف منك لثمة
تذيب انوثتي...
وانتشي منها في سكراتي
فاسافر بخيالي
بين حروفي وسطوري
هناك في الأفق البعيد
وبين راحتيك
اغفو كزهر الربيع...
وبالعناق الاقيك
امام محرابك اعلن توبتي وعشقي
فنستحيل روحا واحدة
وبالغرام اناجيك
احتضنك بنظرات لحظي...
قبل صدري
اشن عليك...
ثورة انوثتي وجموحي
اثملك من اقداحي
وخمور فردوسي
حتى الارتواء..
من ظمأ جفاء السنين
احدث بي هشيما ينصهر منه ثناياك
رحماك لهذا القلب العاشق...
لديار دجاك
يختلج لهفة
ويذوب شوقا للج هواك
فانثر ورودي..
على بساط اراضيك
ارنو لطيفك
واعطره من عبير الريحان
اصبو لحلاوة الرضاب
وعبق الانفاس
هكذا تكتب وتبوح بكل جرأة وتدفق احاسيس وفيض وجدان الشاعرة التونسية سميرة الزغدودي. فهي كلمات ليست كالكلمات، بل سحر ملهم من قلب كله احساس وجمال.
انه نص وجداني ايحائي عميق، شفاف، مترع بالاحساس الدافىء، والشوق اللاهب، يعبر عن اختلاجاتها الداخلية ولواعجها الذاتية الجياشة، وتصف فيه لقاء العاشقين واندماجهم الروحي والجسدي.
فهي مصورة بارعة نجحت في التقاط وتصوير ارتعاشات الجسد، والمشهد الاندماجي المفرط والتعلق حتى الاشتهاء والارتواء.
انني اغبط الصديقة الشاعرة سميرة الزغدودي على هذا البوح العفوي الصادق، والتعبير عن اختلاجاتها، بما فيه من تداعيات وايحاءات وأبعاد في العمق الوجداني.
فهذا النص ممتلىء بالصدق البوحي والشفافية الجميلة، والخيال الخصب الرحب، نشم فيه عبير الورد واريج الياسمين الفواح بالعطر . وقد غمرت روحنا بالشدو والغناء الجميل، وبعثت النشوة والاحلام والهمسات، والدفء والحرارة في الجسد، وانسجمت مع ذاتها كانسجام العلاقة بين القفل والمفتاح.
ومن نافلة القول أن نص سميرة الزغدودي يندرج في اطار الشعر الوجداني العاطفي الايروسي الصوفي، القائم على محاكاة الحس الداخلي وتصوير انفعالات وارتعاشات النفس والروح، وما يصاحبها من مشاعر رهيفة.
سميرة الزغدودي تتميز بصوتها الأنثوي الذي يمنح قصيدتها سحرًا أخاذًا. وهي شاعرة تصوغ كلماتها باحساسها واوردتها وارتعاشات روحها، وتتميز بقدرتها على الولوج الى اعماقنا وملامسة عواطفنا ومشاعرنا ومس شغاف قلوبنا، وتعتمد نصوصها على التكثيف والتصوير والمجاز، تقطف من حدائق الحب والجمال أحلى الكلمات لتخطها على اوراق ملونة بمداد القلب والروح، وشعرها فيه رقة وجمال وأنوثة، فلها التحية وبانتظار ما هو جميل وعذب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في