الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضايانا

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


القضايا التي نحملها على أكتافنا ليست قضايا حقيقيّة. أطلقوها لناعن سابق وعي وتصميم، تلقفناها وبدأنا نناضل من أجل تحقيقها ، مات الكثير منّا، وسجن الكثير في سبيل قضايا لا نعرف حقيقة من تسبب بها، أو من هو أوّل من تحدّث بها، ومن بين القضايا الذي مات من أجلها أعداد لا تحصى هي القضّية الفلسطينيّة التي كانت تدعى " قضية العرب الأولى" ثمّ القضية القومية وهنا أعني القومية العربية التي قتل تحت اسمها أكثر مما نتصور حيث وصف بعض الضحايا بالشّعوبيين، أو عملاء أو غير ذلك.
نحن الآن أمام قضايا أخرى حديثة قديمة تجمع جميع القضايا في بتيها العربي. نختلف ونتوافق حول مفاهيم لا نعرف من أطلقها. القضية السّورية التي نقول أنها شغلت العالم بينما هي لم تشغل أحداً غيرنا نحن الذين نعيش بأمان سواء في الغرب ، أو في دول الجوار حيث نصّبنا من أنفسنا ولاة أمر على القضّية فنذهب تارة لتحرير الأحواز وأخرى لتجريم الدين ، وثالثة لمدح الطّغاة .
هناك اليوم قضية تشغل العالم أجمع ، وهي قضية قتل الكاتب الذي تحدّث باسم آل سعود إلى قبل قتله ربما بساعة، المغدور جمال خاشجقجي. لا شكّ أن العمل مشين، يذكرني بمقتل رفيق الحريري، والذي استطاع أن يلهينا عن أنفسنا سنوات طويلة. نحن أردنا القصاص لدم الحريري أكثر من المواطن السعودي ابنه سعد. وفي يوم مقتل الحريري، وبينما كان الغضب المفتعل يعم الشّارع العربي بين مصدق للنظام السوري وغير مصدّق، لكن في الجهة الأخرى يعلم أغلب الذين يتاجرون بالسياسة أن عناصر الأمن أوحوا للمجتمع أنّه "كلب وفطس" تماماً كما قيل عن الخاشقجي.
لقد مات جمال الخاشقجي ميتة شنيعة، ولا زال قتلته يضحكون منتشين فالقتل يعطي البعض نشوة تجعله ثملاً دون أن يشرب الخمر، لكن مالم يحسب حسابه أن القاتل قد يكون القتيل المقبل، ونكون نحن من ينعيه ويصرخ للمطالبة بالقصاص من القتلة لأنّه كان رائعاً، ومعارضاً وجميلاً.
عزيزي العربي: أخاطبك كونك تمثّل الأكثرية ، ولا يعني أن غير العرب يختلفون عنك سوى بشتيمتك، ولكن كنت ناصرياً وصداميّاً، وعروبياً، وإسلامياً، ومع بداية الثورة السورية المقتولة من قبلكم جميعاً تمّ توحيد النّشيد، نسينا الماضي، وأصبح الشّعار هو الشّعب السّوري واحد، وكونه لم يكن واحداً كما تعلم فضمن البلدة الصغيرة الواحدة شعوب بعضها ينتهي نسبه إلى محمد، وآخر إلى حمورابي، وثالث إلى حافظ الأسد، وجميع تلك الشّعوب مختصّة بمعس من لا نسب لهم وهم أغلبية الشّعب السّوري المقتول، لذا عليك أن تعرف الدّليل.
لا يغيب عن ذاكرتي بشار الأسد وهو يتكهكن عائداً بظهره إلى الوراء بينما يصفق له أعداء الشّعبفي المجلس الذي ضمّهم. كنت غاضبة وربما لولا معرفتي السّابقة ببعض المعارضين الذين أصبحوا " قواداً للثورة" لكنت اليوم في عداد الأموات لسبب بسيط أنني مثلكم عاطفيّة أتلقف الشّعارات.
السّوريون الذين لانسب لهم داخل سورية يحاولون إيجاد منافذ كي يستمروا مثل النشاطات وغيرها من الأشياء التي تساعدهم ، ونحن نوزع ثوريتنا على البشر فنمنح هذا وساماً ونمنع عن هذا صفة بينما الدكتور الشاب الذي شاخ في الحكم وقتل الحريري، وكل ما هبّ ودبّ ممن نصّبهم على رقابنا، وقتل من لا نسب لهم من السوريين. ترك علية القوم يقودون السوري إلى الخلف بمتوالية هندسية.
كل الأمور بيد الله، وأولياء الله على الأرض هم الحكام. علينا أن لا نخالفهم وإلا ينتظرنا الموت، ولكن هناك أولياء جدد فقد ولى الله ترامب على الدول المستبدّة فرفعوا له القبعة، وقالوا. أمرك من أمر رب العالمين. هل تستطيعون إنتاج قاتل قوي يقتص لكم من دم الحريري، أو الخاشقجي؟ لا أقول دم السّوريين فقد هدر دمهم بتعليمات إلهية أساسها الدكتور الشّيخ.
السوريون قتلوا على الهواء مباشرة، وبقية الشوب العربية تقتل تحت الهواء لكنّهم ربما في نظر المنظومة العلمانية الإسلامية الطائفية الأسدية يستحقون ، فلا مخالفة لأولياء الله وفق النصّ الشرعي عند الحكام، لكن الحريري والخاشقجي عظماء بحجم العالم لدرجة أن أولياء الله واولياء الزمان قرّروا حرق قضيته ورش رمادها على العالم، فكما تعلمون أن من قتل الحريري معروف، وكذلك من قتل خاشقجي. هم شهداء " الكلمة " ونحن قتلى باسم القانون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص