الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لازال نصف الكأس مملوء !!!

زهور العتابي

2018 / 10 / 28
الادب والفن


أجمل شيء أن يمتلك الأنسان شيئا من أمل وتفائل .. هي صفة جميلة يفتقدها الكثيرون ....هناك عدد لايستهان به من الناس لاسيما هنا في العراق من ينظر للأناء بنصفه الفارغ !!! فتراه دوما غير راض عن وضعه حتى وإن كان ناجحا ..مميزا ..متألقا...تجده بكل ما يمتلك من نجاح يشعر وكأنه لم يحقق شيئا من أحلامه وأن هناك من خدمتهم الظروف أكثر منه أو أنه يتمنى أن يعيش في وسط أو مناخ اوبلد غير الذي يعيش...لذا تراه اغلب الأحيان يشعر بالألم .يثور ويتعصب لأبسط الامور.متعكر المزاج...هو لا يشكو معاناته بقدر ما يعيش تلك المعاناة وينسى تماما كل ما يحيط به من الق ونجاح وحضور...مثل هؤلاء لايمكن أن نوجه لهم أي نقد أو نقلل من شانهم ...أبدأ ..لان هذه الصفة مكتسبة ..موجودة عنده..ليست لها تاثير على الغير بل تأثيرها عليه هو دون سواه...ولايمكن أن نعلق مسبباتها ونرمها على خانة الظروف حتى وان كانت تلك الظروف جزء من سبب ..فالحياة وما فيها من مصاعب موجودة وعامة تشمل الجميع و يعيشها اغلب الناس !! بل على العكس أحيانا الظروف القاهرة تسقل شخصية المرء فتجعل منه أكثر صلابة وقدرة على التحمل وتكون له بمثابة مصل يقيه من عاديات الدهر فيكون اكثر صبرا وثباتا وقدرة على التحمل فيعيش دوما على أمل ... إذن ليست الظروف هي السبب ...لكن وللامانة اقولها وعن تجربة ان هؤلاء المتشائمين أكثر الناس صدقا مع الآخرين ..هم لا يعرفون اللف والدوران ولا يكتمون مافي دواخلهم ابدا وهم وطنيون حد النخاع ويمتلكون قلوبا من ذهب كما الطفال فيها من الطيبة والحب والعفوية الكثير الكثير ...وترى لهم حضورا كبيرا وتأثيرا لدى الاخرين وينعمون بصداقات كثيرة و(رفقتهم)غالبا ماتكون حلوة..لاتنسى..ولكننا نرى أن النظرة للحياة بنصف كأسها الفارغ تترك بصمتها الواضحة على هؤلاء ...فلو نظرت إليهم ترى أن (السيكارة) لاتفارقهم أيديهم ..وآثار السنين تبدو واضحة عليهم أكثر من أقرانهم ومن هم بنفس أعمارهم لأنهم شديدوا الحساسية والانفعال لأبسط الأمور. .هم في توتر دائم وحرقة دم وأعصاب مشدودة ..وهم أشد الما من غيرهم للواقع المزري الذي من حولهم ( أقصد الوضع العام للبلد ) وهنا في العراق تبدو هذه النظرة التشاؤمية أكثر شيوعا من بقية البلدان لأن العراق كان ومازال رهين التحديات والظروف القاسية...فهو واعني العراق يعيش في مخاض دائم مع قسوة تلك الظروف واستمراريتها لاسيما في السنوات الأخيرة حيث الحروب والصراعات الطويلة الأمد والاحتلال وافرازاته والديمقراطية الفتية المزيفة وما صاحبها من حكومات عرفت بالفساد وفشلت في أدارة البلاد ..والكل يعرف ان تلك الظروف عادة ما تكون ارضا خصبة لتنامي الخيبة والأحباط..أن (لا خلاص .. لا أمل ..لا راحة .. لا أمان ..لا ..لا ).فتتنامى بذالك تلك النظرة التشاؤمية أكثر فترى حياة هؤلاء فيها من القلق والتعب والالم الكثير نقيض الطرف الآخر الذي ممكن أن يخطو خطوة واحدة وناجحة تجعله سعيدا وتكون له بمثابة طوق نجاة يستند عليها ليسير قدما الى الأمام غير مبالي بما يجري حوله ليس لانه عديم الأحساس أو الشعور بالمسؤولية أو انه مجرد من الحس الوطتي والانتماء.. لا...بل لانه متسلح من الداخل بايمان قوي ( ليس المقصود هنا دافع الدين فحسب ) لا بل انه يؤمن إيمان كلي انه مهما تأثر وتالم فإنه لن يغير من الواقع شيئا....ربما يحاول او يسعى جاهدا للتغير شأنه شأن الآخرين لكن ان لم يحدث هذا ليست النهاية عنده فتراه سرعان ما ينتفض ويمارس حياته بشكل طبيعي تاركا وراء ظهره كثرة التفكير والترقب والقهر....انا بالتأكيد لست متبحرة بهذا المجال .فأصحاب الشأن وذوو الاختصاص بعلم الاجتماع هم من لهم اليد الطولى في التحدث بهذه الامور وتوضبحها أكثر ....لكنه رأيي الشخصي أطرحه من خلال تجربتي المتواضعة ومعايشتي لمن حولي...وليس بالضرورة أن يكون صحيحا...لكني بصدق أتمنى أن يتحرر الجميع من التشاؤم مع اني اتحفظ ولست اشك في سرعة تحقيق هذا والسبب هو العالم الذي نعيشه من حولنا والمزدحم أبدا بل الملغوم بكثرة المشاكل والتحديات حيث أصبح يومنا الذي يمر أشد ثقلا من قبله وبالتالي لايمكن وفق هذه المعطيات أن يتحرر الإنسان من الأحباط إلا بتغير هذا الواقع المزي الذي نحن عليه .. وهذا لا يحدث بين ليلة وضحاها فهناك المزيد من الوقت...إذن لابد ...بل صار لزاما على أصحاب هذه الرؤيا أن يتعاملوا مع الواقع كما هو وينظروا الى نصف الكاس المملوء أيضا ..ولنبدأ بتغير نظرتنا للامور من محاولات بسبطة أولها الإيمان بالأمر الواقع والتعايش معه بكل ما فيه من متناقضات.... ربما البداية صعبة لكن الثبات والعزيمة والإصرار كل هذه العوامل تجعلنا نؤمن جميعا أن الحياة بما فيها من المر فيها الحلو ايضا ...وربما الحلو اكثر ...ومهما بها من سيئات وحواجز ومطبات لابد أن يكون هناك شيء من الق وجمال و بصيص من أمل ...نور قد ينبعث من بين الركام يستطيع من خلاله المرء أن يعبر النفق ويواصل السير قدما إلى الأمام ليصل ضالته الا وهي الراحة والرضا والسعادة والأمااان ...
فبغير الأمل لا ...ولن يحيى الإنساااان !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال


.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة




.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة