الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محطات

عبد اللطيف الصافي

2018 / 10 / 29
الادب والفن


1- المحطة المقمرة

أشلاء الكلام
المتفحم
المتبلد
تتناثر
كغبار المداخن
المتلبد
بين مقاعد الحافلة
تصفع الوجوه المسافرة
تذكي رغبة الخلاص
من الاجفان المتكلسة
والعيون السافلة
وهمهمات الريح الملتبسة
في المحطة السافرة


2- المحطة البيضاء

شذوذ الكلام
المتقرح
يتزاحم
كدود المدافن
في لجة الخصام
يكسر عناقيد الإحترام
على ظهر امرأة
ساردة
حكاية نافقة
تستجدي قلوبا هامدة
وبائع للأوهام
يحمل مصاحف وسبحة
وكلام عن القيامة
وما ادراك ما القيامة
والنعيم
والجحيم
والنفس اللوامة

3- المحطة الحمراء

عيون الكلام
المتأنق
المنمق
الموشى بالنكتة القلقة
والسحنة السمراء
المتألقة
و المكر والدهاء
لا شيء
يعكر صفو المسافر
لا سائل يُنهر
ولا بائع يتنمر
وحدها
أطياف الأولياء
تحرس أسرار جامع الفناء
وأقبية العرصات القديمة

4_ المحطة الزرقاء

ماء الكلام
الناصع
اللامع
يخط حروف الليل
مسرعا
على رصيف الغواية
ويغادر في صمت حاد
غير آبه باجساد
مرصعة بالحناء
تتلوى من فرط الاشتهاء
وبحر منهك
يؤرقه موج لا يُمل
وشوارع لا تنام
تضيئها القبل

5_ محطة الهامش

صخب الكلام
المهمش
الأغبش
سحر اللانظام
الاسواق اغلقت اجفانها
واسلمت أقفالها
للمشردين
والباعة المتجولين
وأودعت اثقالها
للمقيمين والعابرين
الواقفين على مراسي الجنون
الذين تبحر بهم سفن الخطيئة
الى المحجز الأبدي
او تلقي بهم
خلف أسوار السجن الحديدي

6- المحطة ما قبل الأخيرة

شجر الكلام
المورق
المؤرق
واقف لا ينحني
ولا ينثني
يحاور أبراج السور الحسني
و أبواب من فضة مسبوكة
تروي العين الزرقاء
والدماء المسفوكة
زمن السيبة
و ذروة الاطماع
وحراك الهيبة
و يغمر ساحة المشور
برائحة النعناع
والشيبة
و النوادر العجيبة
وبقايا صور

7- المحطة الأخيرة

فصل الكلام
باب للصحراء
مفتوح على السماء
والرياح الهوجاء
وابواب لقوافل الريع
متروكة للنصب
والنهب
والتحريف
والتزييف
والتخوين والترويع
وقوم لا زاد لهم يغني
أو يقنع
لا طعام يشبع
الا من ضريع
يشل ويفني
باب للعواصف
مشرع لكل احتمال
ولكل احتفال
للحكي والمواويل
والطير الأبابيل
وأبواب تتغذى من صمت الرجال
وحيرة السؤال

8- المحطة ما بعد الأخيرة

مجرد كلاااااااام

الرباط/كلميم في : 28 و29/10/2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المعنى والسقوط والنزول في قصيدة الشاعر عبد اللطيف.
رشيد مود ( 2018 / 10 / 29 - 21:58 )
إن الشاعر لايمكن أن يكتب أو يفكر إلا جالسا، ينحني عندما يكتب ،ذلك أن المعنى ينزل ويسقط من السماء كأنها ألواح مهشمة في الوادي، كان زرداشت يجمع الألواح في الوادي، ينتظر لحظة السقوط والنزول، فيصيح نيتشه :لقد أمسكت بك أيها العدمي! أن يكون الكاتب جالسا تلك هي الخطيئة الكبرى ،كان نيتشه يخمن أن الكاتب لا يمكن أن يكون إلا واقفا. ....ينتظر لحظة النزول والسقوط على. ...فيجمع الألواح. ..كما يحمل شاعرنا عبد اللطيف المصاحف. .في الوادي، فالوادي عند فرويد الحلم المتكرر للأنوثة...لقد ابدع شاعرنا لأنه يذكرنا أن الإنسان لا يمكن إلا ان ينتمي إلى هذه الأرض. ..حيث يتهشم الكلام. ....لأن المحطات سفر في الأرض، فالسماء لم تعد براقة بالمصابيح. ..ان وطن الشاعر وارضه الواسعة هي اللغة الشاعرة. ..الكلام الخالص. ..الكتابة الأصيلة. .الوجود المفعم بالحياة. ..كينونة الوجود الفردي للشاعر. ...المعنى الذي تهشم بفعل السقوط والنزول. ..يخيل لي أن عبد اللطيف عندما كان يكتب هذه القصيدة كان واقفا. ...مسافرا من محطة إلى أخرى. ..بالتوفيق والنجاح.


2 - السفر عبر السؤال .او محطات السؤال
مازغ محمد مولود ( 2018 / 11 / 1 - 15:20 )
قصيدة عبد الطيف اصاف محطات تبدو وكأن الشاعر يغادر المحطات ، يبتعد عنها ، كي لايفضحها، بل كي لا يعريها ، يجعلها محطات شعرية ، او لوحة تشكلها للغة الشعرية.كمن لا يستطيع ان ينظر الى النور في عينيه ..بل يفضل ان يراه منعكسا على الاشياء .محطات ملونة وليست متعددة .يسعى ان تتحول الى كائنات ترى .لكنه ينتهي الى السؤال . تلك هي الاحجية الشعرية التي يجب ان تظهر كاملة .كأنه الحنين ، ولكن الى ماذا ؟ هكذا تنتهي القصيدة بكلمة حيرة السؤال ..وليست الكلمة الا سؤال في حد ذاته ..في كينونة محطاته.. لا في ماهيتها . انه لا يملك اجابة.. ولو أنه يملك الإجابة عن هذا السؤال لما كتب القصيدة. الشاعر يمشي وراء السؤال، وليس مهما أن يصل إلى إجابته، المهم أن يقطع الطريق الذي يقطعه السؤال، نعم ، يقول انا أقطع الطريق الذي يقطعه السؤال. والسؤال من أسباب استمراري في كتابة القصيدة ، أنني لا أصل إلى إجابات. فحافلتي لا تملك محطات للوصول، ولكنها تملك فقط محطات للانتظار؛ لأن محطة وصولي ستكون موتي ونهاية مشواري.فالمحطة الاخيرة، ليست الا محطة لشهوة القصيدة ..انها محطة للحنين العاري، الذي يلازم الشاعر في كل محطاته وسفر .

اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با