الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من دخل قنصلية ابن سلمان فهو آمن .

عساسي عبدالحميد

2018 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


يذكرني مقتل الصحافي الحامل الجنسية السعودية جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده باسطنبول على يد عناصر استخبارات سعودية تعمل تحت إمرة ولي العهد محمد ابن سلمان؛ بجريمة جرت فصولها في فجر الاسلام بالمدينة المنورة عندما أرسل النبي محمد كتيبة موت مشابهة لكتيبة موت ابن سلمان لقتل المعارض اليهودي الديانة ابن أبي الحقيق وهو نائم ببيته .
ففي العهد اليثربي اشتدت شوكة دولة الاسلام وفقد جانبا من وداعته التي كانت بمكة؛ والتي كان شعارها لا اكراه في الدين..... و إن تعفوا وتصفحوا خير لكم ؛ أما في المدينة فقد تم تنظيم عمليات تصفية جسدية رهيبة طالت معارضي تنظيم الدولة آنذاك ؛ تحت شعار لا يتناطح فيها عنزان؛ أو لا يجتمع في جزيرة العرب دينان.
.
فهذا ابن أبي الحقيق تتهاطل عليه سيوف الرحمة وهو نائم فاستفاق من شدة الهلع والألم وهو يصيح قطني قطني أي حسبي حسبي ؛ و تلك أم قرفة المرأة المسنة التي أمر النبي بفلق جسدها الواهن بواسطة جملين فحلين فحولها الى كتلتين مقطعتين لأنها كانت ذات أنفة ولم تؤمن بنبوة محمد؛ تم شرخها و قلبها ما زال ينبض ؛ و تلك عصماء ابنة مروان التي حمل الصحابي الضرير عمير بن عدي مصارينها وهي ساخنة الى نبي الرحمة وهي تقطر بعد أن بقر بطنها وهي ترضع صغيرها ؛ فابتسم النبي و أثنى عليه مخاطبا الصحابة :من كان يريد منكم أن يرى وجها يحبه الله فلينظر الى وجه عمير .
في مقتل ابن أبي الحقيق التي انهالت عليه سيوف كتيبة الموت التي أرسلها النبي؛ زف القتلة الخبر السعيد إلى الزعيم؛ و ادعى كل من عناصر الكتيبة شرف قتله؛ وأما كتيبة الموت فكانت تتكون من كل من عبدالله بن عتيك – مسعود بن سنان – عبدالله بن أنيس –أبو قتادة الحارث بن ربعي و وخزاعي بن أسود ..مثلما هي كتيبة الموت التي أرسلها ابن سلمان من صحراء الرعب والتي تضم ماهر عبدالعزيز المترب وصلاح الطبيقي و الآخرون .
ولما ادعى كل واحد منهم أنه هو من قتل ابن أبي الحقيق قال لهم النبي أروني سيوفكم ؛ فلما أخرجوها من أغمادها رأى نبي الرحمة أن ضربة عبدالله بن أنيس هي التي كانت قاتلة لأن بقايا الطعام ما تزال عالقة بالسيف ؛ يا حبيبي يا رسول الله .
الفرق بين جريمة اغتيال خاشقجي و اغتيال ابن أبي الحقيق وكلاهما من يثرب هو ان النظام السعودي في البداية أنكر صلته بالجريمة ؛ و انخرطت ماكيناته الاعلامية و رسميوه و غرانيقه بما فيهم ابن سلمان في الإنكار؛ و قالوا أن المملكة بريئة من دم خاشقجي لكن سرعان ما اعترفت المملكة الوهابية إعلاما ونظاما ودولة و حاكما بالجريمة ؛ ونسبتها لعناصر غير منضبطة تصرفت من تلقاء نفسها دون أخذ الأوامر من الزعيم؛ و قالت أن ابن سلمان على خلق عظيم ولا يمكنه ارتكاب مثل هذه الجريمة ؛ أما في حادثة مقتل ابن الحقيق فقد اعترفت دولة الاسلام بيثرب بالجريمة ودونتها أمهات الكتب بأحرف من ذهب
هل تعتقدون يا سادة يا كرام ان كتيبة الموت قامت بنشر خاشقجي هكذا من تلقاء نفسها دون علم ابن سلمان ؟؟
لو لم يتم فضح النظام السعودي بالدليل القاطع و الحجة البينة لتمادوا في الإنكار و لتستروا على الجريمة و لبقيت لغزا مثل لغز النقابي ناصر السعيد الذي تم تغييبه من طرف النظام السعودي الفاشستي ببيروت سنة 1979 ؛ لو لم يتم فضحهم لما صرحوا بأن كتيبة الموت المحسوبة على ابن سلمان هي من قامت بخنق أنفاس جمال خاشقجي و تقطيع جثته مثلما يتم تقطيع كبش عيد الأضحى داخل مسلخة الجزارة ..
فما أشبه مملكة الموت الوهابية بتنظيم داعش؛ و لا غرابة أن يسير غرانيق مراجم مكة السوداء على هدي وخطى السلف الصالح و يستلهمون من ملاحمهم ؛ فمملكة آل سعود الوهابية تستمد شرعيتها من كهوف و شعاب مكة الرهيبة ؛ فهي أساس ملكها و حكمها .
تصوروا؛ ماذا لو كانت مملكة آل سعود اليوم قوة عسكرية واقتصادية وبشرية وهذا من باب الفرضية فقط ؛ فهل كان سيكتفي حكامها فقط بفرم لحم حاملي جنسيتها وتقطيع عظامهم بالمناشير و سل مصارينهم و تعليقها تحت أستار الكعبة لأنهم عارضو سياسات حاكمها ؟؟ هل كنت السعودية ستكتفي بمضغ لحم أبنائها فقط كما مضغت لحم خاشقجي و الشيخ النمر و ناصر السعيد ....؟؟ أم كانت ستفرض على أمم و شعوب الأرض الجزية وهو صاغرون ؛و تسبي نساؤهم وبناتهم وبيعها داخل أسواق مكة والمدينة حلالا بلالا تماما كما كانت تباع بنات الفرس والروم .
نعم ؛ ما أشبه الأمس باليوم ؛ فمن دخل دار ابن سلمان فهو آمن ؛ ومن دخل قنصلية آل النكيحان فهو آمن ؛ ومن استجار بمملكة قرن الشيطان فهو آمن ..
لا أدري لماذا عندما أرى صورة ولي العهد السعودي أتذكر الحديث النبوي القائل : نصرت بالرعب مسيرة شهرين


.
ما يجمع بين الجريمتين ؛ أي جريمة قتل خاشقجي اليوم بقنصلية بلاده و قتل ابن أبي الحقيق وهو نائم في بيته؛ هو أن الضحيتين قتلا غدرا على يد كتيبتين يجمع بينهما الإخلاص لزعيمها وولي نعمتها ؛ الأول أي خاشقجي قصد قنصلية بلاده و هو آمن ؛ فاستقبلته كتيبة ابن سلمان برقصة الجنادرية وصرير المنشار؛ أما الثاني أي ابن أبي الحقيق فكان نائما في عليته فباغتته كتيبة نبي الاسلام بسيوفها المهندة البتارة فانهالت عليه وهو نائم آمن .
انها فعلا مملكة قرن الشيطان بكل ما تحمل الكلمة من معنى؛








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن