الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس الحركة الإنقلابية الإنفصالية ثقب القضية بمسمار الدكتاتورية

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2018 / 10 / 30
الارهاب, الحرب والسلام


قرر عبدالعزيز الحلو ملاقاة ممثل نظام الخرطوم برعاية أطراف خارجية للتفاوض سرا وبعيدا عن وسائل الإعلام، وإتخذ الحلو قراره التفاوضي من خارج غلاف الحركة الإنقلابية الإنفصالية ليؤكد تهميشه لمؤسسات تنظيمه الهلامي بدكتاتورية قراره، فكان اللقاء الذي أجراه مع رئيس الآلية الإفريقية السيد أمبيكي نقطة إنطلاقته نحو دولة جنوب افريقيا حيث إلتقى سرا بوفد النظام.

فمع الإطلاع علي تعليقات وتحليلات الرفيقان مبارك قادم ومبارك أردول حول شكل ومضمون اللقاء التفاوضي السري الذي جرى بجوهانسبيرج بعيدا عن أنظار الإعلاميين والمواطنيين، يظهر أن الحلو قد ثقب قضية السودان والمنطقتين بمسمار الدكتاتورية التي قادته لإتخاذ موقفه الذي تجاوز عضوية مجلسه الإنقلابي وحليفه عبدالواحد محمد نور، وخرق الحلو بذاك اللقاء السري أدبيات الحركة الشعبية في التفاوض الجهري بأجندة واضحة أمام عيون السودانيين والعالم أجمع، لكن السرية والتكتم علي الأجندة ليست من أدبيات الحركة الشعبية التي كانت واضحة للجميع، ويفسر ما قام به الحلو ومن رافقه مدى التخبط وغياب الرؤية والنزعة الدكتاتورية والنزاع داخل تنظيم الإنقلابيين، ولم أسمع مع هذه المتغيرات المهمة صوت أبكر آدم إسماعيل الذي كان يمثل العقل المدبر لحركة الحلو، أتراه نائم علي وسادة المشروع الإنفصالي حتى الآن، أم انه جلس بعيدا يفكر في طريقة إنقلاب مضاد، أعتقد أن أبكر الآن يدندن وحده بأغنية (في الحالتين أنا ضائع) وتلك حالة الذين يثقون في الإنقلاب كحل.

الوضع السياسي والإقتصادي والأمني في السودان لا يمكن تحسينه باجراء حوار جزئي بين النظام وبعض الحركات المسلحة لتحقيق محاصصة مناصب، وإجراء مثل هكذا حوار سيزيد النظام قوة وتجبر، ولن يفيد الحركة التي ستوقع وتبصم علي مخرجاته، ولا يخدم أولئك الذين يعانون من الفقر والتشرد ويعيشون علي هامش الحياة وبالقرب من الموت، ويجب أن تكشف مثل هذه التحركات ليعلم الناس حقيقة إدعاء الإنقلابيين للإصلاح، فما كان حديثهم إلا (كلام فارغ) لا يخدم السودان ولا الحركة الشعبية إنما هو طموح أناس يسعون لخدمة أنفسهم وأجندة جهات خارجية.

إن الحركة الشعبية بقيادة الرفيق مالك عقار لم تسجل لقاء سري مع النظام ولا توجد لحظة شوهد فيها قادة الحركة الشعبية يجلسون مع جهة ما بشكل سري بعيدا عن الإعلام علي مدار التاريخ، ذلك لأن الحركة الشعبية واضحة الرؤية والأجندة ولا يوجد عندها ما يمكن إخفائه، والذي يتوارى من الأنظار ويعمل في الظلام لا شك في انه يقوم بالإعداد لصفقة مشبوهة لا يريد أن تكشف، وهذا الأمر سيقود لتشظي حركة الحلو، وعلي شركاء السلام والوسطاء إعادة تقييم الوضع السوداني، ومزيدا من التماسك حتى تنتصر الحقيقة ويسقط الباطل.

سعد محمد عبدالله
30 اكتوبر - 2018م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا