الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحة والثروة (4) الشباب

جواد الديوان

2018 / 10 / 30
الطب , والعلوم



انخفاض نسب انتشار الامراض الانتقالية في الدول واطئة ومتوسطة الدخل تطور في الوضع الصحي، الا انه من الاخطار على الشباب في تلك الدول. فانخفاض انتشار الامراض الانتقالية يشير الى انخفاض وفيات الاطفال الرضع ووفيات الاطفال دون الخامسة من العمر وغيرها، مما يؤدي الى تجمع او تراكم اعداد في عمر العمل (15 – 64 سنة) في كل سنة. ومن الامثلة في دول جنوب الصحراء في افريقيا، تشير التقديرات بتجمع 11 مليون شاب ينتظر فرص العمل خلال العشر سنوات القادمة.
وفي الماضي، عملت القوى العاملة (الشباب) في الصناعات التي تتطلب الجهد مثل صناعة النسيج في القرن التاسع عشر ومثال ذلك مدينة لانكشاير (شمال غرب انكلترا). وفي القرن العشرين في صناعة الهواتف الذكية ومثالها مدينة شنشن (جنوب الصين).
في العالم الثالث، لم تتغير او تزداد المردودات من الصناعة منذ الستينات من القرن الماضي، اذا لم تتراجع كثيرا والعراق المثل الافضل على ذلك. وتتداول المقالات بانه في افريقيا 7% من القوى العاملة في المصانع، وفي اسيا 15% وفي امريكا الاتينية 12%. ومن المؤكد بان البلدان في تلك القارات لم تخطط للمستقبل ابدا، ولم يتسنمها او يعمل بها كوادر ذات كفاءة عالية. وربما من الطرائف الاشارة الى العراق الغى وزارة التخطيط لاكثر من عقدين من السنوات.
فرص العمل في الزراعة تتراجع كثيرا في العالم الثالث، وربما التغير المناخي اثر سلبا على مردودات الزراعة. وهو عذر مقبول حيث سلبية الانسان في تلك الدول، وعدم الاستعداد لمثل هذه المشاكل. وتتراجع فرص العمل في القطاع الخاص كثيرا، وربما تكاد تكون موسمية او قتية.
وتراجع فرص العمل في الصناعة يعزوه البعض عزوف الشركات عن الاستثمار بسبب انعدام البنى التحتية من طرق وموانيء تستوعب البواخر، وتفشي الفساد وبطيء الاجراءات القانونية وغيرها. ومن المهم الملاحظة في الدول الغنية المتقدمة ان الانسان الالي (الروبوت) يقوم بالكثير من الاعمال التي يقدمها العمال الغير مهرة في الدول الفقيرة اذا تم تعيينهم.
العائق المهم الذي يحول دون الصناعة في دول العالم الثالث يكمن في تجمع اعداد من الشباب والقوى العاملة نتسجة الانخفاض المستمر في انتشار الامراض الانتقالية، وبالتالي التغير الديموغرافي المتاخر في تلك الدول. وما يحصل في العراق مثال على ذلك بتجمع اعداد من الشباب غير مهرة او بتعليم بدون مهارات ممكن ان يستوعبها السوق، وركود اقتصادي واضح.
وقد لعبت السياسة في تلك الدول دورا في تاخير التطور وضياع الثروة، والعراق مثال على ذلك من حروب اهلية مستمرة (ما تسمى حركات الشمال) والمشاركة في حرب 1967 (النكسة) واكتوبر 1973 وحرب مع ايران 8 سنوات وحرب تحرير الكويت 1991 وحصار و2003 تم حرب اهلية في عنف طائفي والحرب مع القاعدة وداعش. وتتماثل الاوضاع كذاك في مصر وسوريا وليبيا من العالم العربي.
لم يسعى المفكرون الى تطوير عدد من معاني الكلمات مثل كرامة، ولم يؤثر التعليم بكل مستوياته لتغيير تلك المعاني (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=291897&nm=1)، كما لم يسعى الاقتصاديون لتوضيح اشكاليات اهمال البنية التحتية وغير ذلك، ولم ينتبه قادة الصحة الى اشكاليات التحول الديمغرافي وغير ذلك من عجز فكري في مجتمعاتنا.
التحول الديموغرافي (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=555612&nm=1) اشكالية كبيرة في دول العالم الثالث، فتقارير البنك الدولي تشير الشعوب في سن العمل ستبلغ في 2050 الى 2.1 بليون شخص. واذا لم تتحسن اعداد فرص العمل سيعني بطالة باعداد خيالية! وهذا يعني عدم استقرار اجتماعي، وخاصة في الدول الضعيفة ذات الفساد الواضح، ويتطور الامر الى صراعات اثنية ودينية وطائفية اي حروب اهلية متعددة. وربما هذا يفسر موجات العنف التي اجتاحت العراق بعد 2003.
عانت اوربا من تراكم اعداد الشباب بعد الانخفاض الكبير في انتشار الامراض الانتقالية وتأثيره على ديموغرافية شعوبها. فشهد القرن التاسع عشر موجات هجرة من اوربا الى الولايات المتحدة الامريكية.
وفي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي دفعت عوامل مماثلة اعدادا غفيرة من امريكا اللاتينية والشرق الاوسط وشرق اسيا للهجرة الى اسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية. وانخرط الشباب في العراق في الهجرة الى اوربا ومختلف دول العالم في العقدين الماضيين، وكانت ظاهرة ملحوظة وجديدة على العراقيين.
وفي هذه السنوات الهجرة الواضحة من دول جنوب الصحراء في افريقيا الى اوربا، وقد تضاعفت مؤخرا اكثر من ستة اضعاف!. ومعظمهم يقصد فرنسا وايطاليا والبرتغال وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية. وسمع الجميع عن الاعداد التي ابتلعها البحر الابيض المتوسط. واصبحت ظاهرة سياسية ترغب اوربا في وضع حلول لها.
يتنافس ساسة الدول المتقدمة للوصول للسلطة، وللحصول على الاصوات الاكثر برامجهم المناهضة للهجرة وتتبنى الاقتصاد الوطني، ومنها تحديد التجارة مع البلدان النامية (تبقى اسواقا مفتوحة لبضائعهم). وتحديد التجارة هذا يقوض النمو الاقتصادي في الدول النامية، فتعجز عن تزفير فرص العمل لشبابها حيث تضاعف اعداده مرات عديدة.
ان توفير فرص العمل فقط لن يوقف محاولات الشباب للهجرة. وتطلعات الشباب ابعد من فرص العمل بكثير، وبامكان قادة الدول المتطورة تقديم حلول لهذه المشاكل ممكن ان تستوعبها حكومات الدول النامية اذا اتسمت حكوماتها بالجدية وضمت الكفاءات! والامثلة في العراق منذ زمن البعث الى الان تهمش الكفاءات.
ان العمل من اجل صحة العالم والاستثمار ممكن ان يساعد الدول النامية على تحسين نظامها الصحي والتعامل مع البيئة بالشكل الصحيح، وتساعد الشركات لتوفير فرص عمل افضل. ومن المهم التعامل مع تنظيم اسرة طوعي وتعليم الفتيات يقلل الخصوبة وتساهم الفتيات بالعمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر تستعد لإعادة إحياء نشاط صناعة الهواتف الذكية بعد توق


.. أبو عبيدة: فاتورة الدماء التي دفعها شعبنا لن يكون مقابلها سو




.. صور الأقمار الاصطناعية تظهر إقامة عشرات الخيام الجديدة في جن


.. باستخدام الذكاء الاصطناعي.. تقنية جديدة الحمض النووي قد تجنب




.. لماذا شدّد القضاء عقوبة مدوّن مغربي في قضية -إسكوبار الصحراء