الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا لا أُطاق أنا لا أُحتمل

أفنان القاسم

2018 / 10 / 31
الادب والفن


إلى ماجدة الرومي

إلى الموسيقار المجنون


(1)

في الحُبِّ أُعَلِّلُ نفسي بالأوهامْ

أتَعَلَّلُ بالأضاليلْ

أستسلمُ للأهواءْ

أُسْلِمُ أمري للأعاصيرْ

أَتَلَفَّظُ بالكلامْ

ألْفُظُ النَّفَسَ الأخيرْ

أعملُ على هوايْ

هوايَ أنا الكثيرْ

هوايَ أنا الكبيرْ

هوايَ أنا الهَيَامْ

لفظًا ومعنى

هوايَ أنا الهَيَمَانْ

وَجْدًا ونجوى

أنا العذابُ الأليمْ

أنا الجدلُ العقيمْ

أنا خيبةُ الأملْ

أنا انتصارُ الألمْ

أنا اندحارُ الكونْ

أنا انعدامُ اللونْ

أنا كلُّ ما يُراقْ

أنا كلُّ ما يُحاقْ

أنا ازدهارُ الندمْ

أنا اندثارُ الكرمْ

أنا طائرُ الغاقْ

أنا غيرُ أنا

أنا لا أُطَاقْ

أنا لا أُحْتَمَلْ


(2)

في البُغْضِ بينَ بغضِ البشرِ وبغضِ النساءِ عليَّ أن أختارْ

بغضُ النساءِ عني غريبْ

وعني غريبٌ بغضُ البشرْ

أنا لا أحتارْ

حَلَقُ النساءِ مني قريبْ

ومني قريبٌ كحلُ البصرْ

لكنهُ النظامْ

شرطُهُ شرطُ الصُّوَرْ

يُلْزِمُكَ بالطَّاعَةِ أو بالصَّمْتْ

بالطاعةِ أنتَ تتلاشى

كدقاتِ الوقتْ

وبالصمتِ أنتَ تتلاشى

كالدخانْ

كُرهي أنا الأوهامْ

مُ

تتلاشى

كالآمالْ

كرهي أنا الأصداءْ

ءُ

تتلاشى

كالأنغامْ

أنا الكرهُ على كرهٍ مني

أنا الإكراهْ

تحتَ الإكراهِ الملحُ من السكرِ أحلى

أنا الكَرَمُ في البغضِ تكريمًا لي

أنا كرامةُ الإنسانْ

الشعورُ بالكرامةِ كارثةٌ لا تُعَادِلُهًا أخرى

أنا الكَرْبُ الذي لا تَكْذِبُهُ عيني

أنا غرامةُ الاكترابْ

كَرْبُ القيدِ على النرجسِ أعتى

في خدمةِ القيدِ أنا الالتحاقْ

أنا غيرُ أنا

أنا لا أُطَاقْ

أنا لا أُحْتَمَلْ


(3)

في الحزنِ لي بعضُ الأفكارْ

قليلُهَا كثيرْ

قليلُهَا يكفي الأنهارْ

رَ

لتبكي

ابيضَّتْ مِنَ الحزنِ عيناي

الأبيضُ إحساسٌ رقيقْ

قٌ

كالقهوي

أنا حَزْنَانْ

الحيواناتُ تحزنُ مثلي

الكلابْ

الضباعْ

الذئابْ

بُ

وباقي أعزَّ أُخوتي

أنا لونانْ

سوادُ يومي وبياضُ ليلي

الصَّفَارْ

الخَضَارْ

الزهريْ

يُ

وباقي مرايا عَبَثِي

أنا الذكاءْ

ءُ

لَمَّا يحزنُ عليْ

يَ

قبلَ موتي

أنا البهاءْ

ءُ

لَمَّا يضحكُ عليْ

يَ

قبلَ عودتي

أنا الثناءْ

ءُ

لَمَّا يحكي عليَّ

بعدَ استثنائي

أنا نورُ المِحَاقْ

أنا غيرُ أنا

أنا لا أُطَاقْ

أنا لا أُحْتَمَلْ


(4)

في السُّهْدِ ليلي يُخْفِي بويلي ما لا أرغبُ في المنامْ

هجرُ حبيبي

خباياهْ

لَيْلَكُهُ الحالكُ في كانونِ الأحلامْ

غدرُ حبيبي

نواياهْ

ظُلْمُهُ الفاضحُ في آيْفُونَ الأيامْ

خفايا السرايرِ والقلوبِ سُهادي

الهمساتْ

اللمساتْ

الدعساتْ

وما لا تقدرُ عليهِ الحاسوباتُ في أعوام

اختلَّتِ الشروطْ

طُ

واختلَّ عقلي

جعلتُ من رأسي قدمي

ومن قدمي فرشاةَ الأسنانْ

تبدلتِ الظروفْ

فُ

وتبدلَ شكلي

زرعتُ باريسَ في جدةْ

وقطفتُ القدسَ من طهرانْ

السهادُ حُقُوقْ

السهادُ عُقُوقْ

والساهدُ سُجُودْ

دٌ

حتى الشروقْ

قِ

في القرآنْ

ساهرٌ على سُهدي أنا

ساهفٌ

الليلُ كأسٌ

أدلُقُهُ على قَدَمْ

مٍ

ينبتُ من تحتِهَا الوردْ

دُ

للعذراءْ

أنا الضياءْ

ءُ

الأسودُ

للنجومِ السائدةْ

أنا العُوَاءْ

ءُ

الأجودُ

للمراكبِ العائدةْ

أنا النداءْ

ءُ

الأبردُ

للتنانيرِ الرائدةْ

أنا ثُعْبَانُ العِنَاقْ

أنا غيرُ أنا

أنا لا أُطَاقْ

أنا لا أُحْتَمَلْ


(5)

في القربِ أريدُكِ أن تكوني بعيدةْ

قالوا "البُعُدُ جفاءْ"

البُعْدُ أشواقٌ شديدةْ

البُعْدُ غِناءْ

البُعْدُ شياطينٌ سعيدةْ

البُعْدُ بِغَاءْ

ءٌ

في دياري

حين يغدو الصليلْ

البُعْدُ ماءْ

ءٌ

على شفاهي

حين تكونُ الصحراءُ حصانَ البحرْ

رِ

وحصانُ البحرِ الصهيلْ

البُعْدُ سناءْ

ءٌ

من نيراني

حينَ تختلُّ الأنا

وليسَ هناكَ ما يُبْرِئُ العليلْ

لا تتركي خصرَكِ إلى جانبي

فأُذيبُ الذَّهَبْ

بَ

كالثلجِ أُذيبْ

لا تعلقي ثديَكِ تحتَ إبطي

فأشنقُ الشهوةْ

ةَ

كالمحكومِ عليهِ بالإعدامِ أشنقْ

لا تنسي وجهَكِ في مرآتي

فأضْرِبْ

هُ

كالكرةِ بقدمي أضربْ

أنا العشاقْ

ماتَ العشاقْ

هل عاشَ العشاقْ؟

أنا الدُّرَّاقْ

عاشَ الدُّرَّاقْ

هل ماتَ الدُّرَّاقْ؟

أنا العصافيرْ

طارتِ العصافيرْ

هل حَطَّتِ العصافيرْ؟

أنا مِنْقَارُ الساقْ

أنا غيرُ أنا

أنا لا أُطَاقْ

أنا لا أُحْتَمَلْ


(6)

في البُعْدِ أريدُكِ أن تكوني قريبةْ

قالوا "أَحْبِبْ قريبَكْ"

القُرْبُ أوجاعٌ عجيبةْ

القُربُ حِذاءْ

ءٌ

في فراشي

حين يغدو الكلساتْ

القُرْبُ سِيَاءْ (سياق)

ءٌ

لِكَياني

حين يكونُ اللمساتْ

القُربُ بِنَاءْ

ءٌ

من جمادي

حينَ تَهْدِمُهُ البَوْسَاتْ

اهربي بخصرِكِ مني كي لا يكونَ المللْ

فأُخْضِعْ

عُ

لكِ الأممَ أُخْضِعْ

أغيري بثديِكِ على كلابٍ غيرِ كلابي كي لا يكونَ الضجرْ

فأَدْحَرْ

رُ

لكِ الجيوشَ أدحرْ

أَوْرِقي بوجهِكِ الأشجارَ في جنانِ ربي كي لا يكونَ الأسى

فأكشفْ

فُ

لكِ وجوهَ الرجاءِ أكشفْ

أنا الأشواقْ

ماتتِ الأشواقْ

هل عاشتِ الأشواقْ؟

أنا القَرَنْفُلْ

عاشَ القَرَنْفُلْ

هل ماتَ القَرَنْفُلْ؟

أنا الشحاريرْ

طارتِ الشحاريرْ

هل حَطَّتِ الشحاريرْ؟

أنا جنازةُ البَطِّ في أرضِ النفاقْ

أنا غيرُ أنا

أنا لا أُطَاقْ

أنا لا أُحْتَمَلْ


(7)

في الحُلْمِ أَخْدَعُ نفسي بالأسماءْ

أَتَغَنَّى بالمشاريعْ

أُغْوِي النساءْ

أتمادى في الغِيِّ المستحيلْ

أَنْعَمُ بالإخفاق

أُخْفِقُ بجناحيْنْ

أُحَلِّقُ بالمكانْ

أنقلُ العالميْنْ

أُبْدِي خفايايْ

خفايايَ أنا القليلةْ

خفايايَ أنا الصغيرةْ

خفايايَ أنا الغلالْ

أمورًا وقضايا

خفايايَ أنا السلالْ

تينًا وكمثرى

أُخْفِي نوايايْ

نوايايَ أنا الكثيرةْ

نوايايَ أنا الكبيرةْ

نوايايَ أنا الرمالْ

حقيقةً ومجازا

نوايايَ أنا التلالْ

مُلَبَّسَةً وشوكولاطةْ

هلْ تعرفينَ خفايايْ

يَ

وأنا لأجلِكِ أُبْدِعُ في خفايايْ؟

هل تدركينَ نوايايْ

يَ

وأنا لغيرِكِ أُرْوِعُ في نوايايْ؟

هل تفهمينَ معنى الإشارةِ في السياسةْ

والسياسةُ نزوعُ الزهورِ إلى ثغرِكْ؟

آه يا ثغركْ!

هل تذوقينَ طعمَ الملحِ في الاستعارةْ

والاستعارةُ وصولُ الجنونِ إلى صدرِكْ؟

آه يا صدركْ!

هل ترفعينَ ناطحاتِ السحابِ في كتبِ الاقتصادْ

وكتبُ الاقتصادِ سقوطُ النقودِ على بطنِكْ؟

آه يا بطنكْ!

أنا الحبورُ الأثيمْ

أنا السرورُ اللئيمْ

أنا سِرُّ العدمْ

أنا كودُ الندمْ

أنا قُبْلَتُكِ العَيْبْ

أنا عَضَّتُكِ الغيبْ

أنا كلُّ ما يُسَاقْ

أنا كلُّ ما يُسْقى

أنا لأجلِكِ الأجَلُ منذُ القِدَمْ

أنا الضاربُ في الآفاقْ

أنا غيرُ أنا

أنا لا أُطَاقْ

أنا لا أُحْتَمَلْ


(8)

في الظُّلْمِ بينَ الظالمِ والمظلومِ فروقٌ أراها ولا يراها غيري في الظلامْ

فرقُ السكينِ كبيرْ

وفرقُ السيفِ أكبرْ

يا حمامُ إلى الأمامْ!

إلى الأمامِ يا حمامْ!

في الظُّلْمِ بينَ المظلومِ والظالمِ عطورٌ أشُمُّهَا ولا يَشُمُّهَا غيري في الهوانْ

عِطْرُ التفاحةِ صغيرْ

وعِطْرُ البرقوقةِ أصغرْ

يا حمامُ إلى الأمامْ!

إلى الأمامِ يا حمامْ!

يا سلام!

اختلطتِ المفاهيمُ بالوقائعِ والوقائعُ بالبراميلْ

لكنه الزمانْ

لا ظِلٌّ فيهِ للحقيقةْ

الظالمونَ هُمُ العادلونْ

والعادلونَ هُمُ الظالمونْ

ليسَ ثمةَ ظِلٌّ من الشكِّ في هذه الطريحةْ

كاليقينْ

يقينُ كُلِّ ملعونْ

نٍ

على وجهِهِ يَهِيمْ

ليسَ ثمةَ أكبرُ دليلِ على هذه النقيضةْ

كالحِصْنِ المتينْ

حِصْنُ كُلِّ مجنونْ

نٍ

تحتَ خيمةِ العقلِ يقيمْ

أنا المجنونْ

يقيني أنا الشكوكْ

كُ

هذا مما لا شكَّ فيهْ

كديكارتْ

ديكارتُ كلِّ مأفونْ

كيفَ لا والمظلومُ ظالمي

آه يا ظالمي!

أنا والعدلُ والرمانْ

أنا الملعونْ

حِصْنِي أنا الظنونْ

نُ

هذا من سوءِ الظنِّ فيهْ

كعزرا باوندْ

عزرا باوندُ كلِّ مغبونْ

كيفَ لا والمظلومُ خطأي

آه يا خطأي!

أنا والظلمُ والإنسانْ

أنا الظلمُ في مدنِ شعبي

الظالمُ في مدنِ الظلمِ أوطأُ من النعلِ ومن القمرِ أعلى

أنا العدوانُ في بيوتِ أهلي

المعتدي في بيوتِ العدوانِ أَرخصُ من النخلِ ومن السهرِ أغلى

أنا البطيخُ في مواخيرِ خِلِّي

البطيخةُ في مواخيرِ الخِلِّ أمرُّ من السكرِ ومن العلقمِ أحلى

أنا جوجلُ الحرمانِ في دروبِ المنافي

الحكمُ بالعدلٍ إهانةٌ للظلمِ لا تعادِلُهَا أخرى

أنا أنستاجرامُ الظلمِ الذي لم أَسْلُكْهُ بقدمي

الحكمُ بالظلمِ إشادةٌ بالعدلِ لا تعارِضُهَا جدائلُ سلمى

أنا شهريارُ مرةً وشهرزادُ مرةً في العالمِ الرقمي

أنا المسالمانْ

أنا جنكيزُ خانُ في ثوبِ جنكيزَ خانَ وأبراهامُ لنكولنُ على سرجِ أبراهامَ لنكولنَ في ليبيا وفي سوريا وفي اليمنِ وفي بساتينِ الأسكى دنيا وفي أرضِ العسلِ والبصلِ وفي لُبْنَانْ

أنا المارقانْ

أنا صدامُ حُسَيْنُ في روايةِ "الحربُ والسلمُ" وصدامُ حُسَيْنُ في مقابرِ العراقْ

أنا غيرُ أنا

أنا لا أُطَاقْ

أنا لا أُحْتَمَلْ


(9)

في العُمْرِ أحببتُ الجمالْ

لَ

وكنتُ على خطأْ

أحببتُ الكمالْ

لَ

وكنتُ على خطأ

الجمالُ لوحةُ الخطأْ

إِ

كالكمالْ

وغِلُّ القرفْ

في العُمْرِ أدمنتُ الشقارْ

رَ

وكنتُ على خطأْ

أدمنتُ السمارْ

رَ

وكنتُ على خطأْ

الشقارُ لَذَّةُ الخطأْ

إِ

كالسمارْ

وَذُلُّ الشرفْ

أنا عُمْرَانْ

العمرُ الغريبُ عني

والعمرُ الغريبُ في أمري

العمرُ الغريبُ عني عِشْتُهُ

والعمرُ الغريبُ في أمري عاشتهُ الذئابُ في نجرانْ

أنا صِنوانْ

صِنْوُ الروحِ كان روحي

ولم يكنْ روحي

الصَّنْوُ المثيلُ لي نبتَ في حقلِ شوكْ

كٍ

والصِّنْوُ المثيلُ للمثيلِ لي سيجارةٌ نفخها الزمانْ

أنا ورقتانْ

ورقةُ البوكرِ كانت ورقتي

ولم تكنْ ورقتي

الورقةُ الأولى ملأتُهَا بالسطورْ

رِ

آلافَ الأميالْ

والورقةُ الثانيةُ راهنتُ بها على عمري وخسرتُ الرهانْ

الحقُّ حقانْ

الحقُّ سُمَّاقْ

الحقُّ دُرَّاقْ

أنا العمرُ الذي مضى

في البصاقْ

أنا الصوتُ الذي شدا

فأبكى الراعيَ والحَمَلْ

لَ

وأبكى الذئابَ والكلابْ

أنا دموعُ نابليونَ التي تركها للتاريخِ تسيرُ الهويدا في الرواقْ

أنا غيرُ أنا

أنا لا أُطَاقْ

أنا لا أُحْتَمَلْ


(10)

في الحُكْمِ صارعتُ الشمسَ وهزمتُهَا

صارعتُ القمرَ وهزمتُهُ

صارعتُ الكواكبَ وهزمتُهَا

صارعتُ كفَّ أمي وهزمتُهُ

وصارعتُ النجومْ

وصارعتُ البروجْ

وصارعتُ التخومْ

وصارعتُ التخوتْ

وصارعتُ الثقوبَ السوداءْ

وصارعتُ أربابَ الإغريقْ

وصارعتُ المجراتَ الحمراءْ

وصارعتُ الملهِمَاتَ لشكسبير

وصارعتُ القواداتَ في الشعرْ

وصارعتُ القوادينَ في الدينْ

وصارعتُ القحباتَ في السحرْ

وصارعتُ الأقحابَ في السِّيِنْ

وصارعتُ اللغةَ والألغامْ

وصارعتُ البنى والتنظيرْ

وصارعتُ الأوبرا والأوهامْ

وصارعتُ الفستقَ الحلبيَّ والغديرْ

وصارعتُ الدودَ والنملْ

وصارعتُ الحاضرَ والريحْ

وصارعتُ المُنى والمنيْ

وصارعتُ الماضيَ القريبَ والبعيدْ

وصارعتُ...

وصارعتُ...

وصارعتُ...

وصارعتُ...

هزمتُهَا كُلُّهَا

وهزمتني الأصابعْ

أصابعُ كَفِّي هزمتني

وهزمتني الأظافرْ

أظافرُ أصابعي هزمتني

وهزمني العضْ

ضُ

عضُّ روحي هزمني

وهزمني القرضْ

ضُ

قرضُ حلمتي هزمني

في شارعِ الهزيمةِ مضيتُ بحكمي العادلْ

لِ

كبائعِ التفاحْ

فلم يشترِ الناسُ الحكمَ مني

باعَهُمْ غيري الحكمَ الظالمْ

مَ

تفاحًا للسلاحْ

في شارعِ الهزيمةِ طلعتُ بظلي الحائرْ

رِ

كشمسِ الصباحْ

فلم يستظلِّ الناسُ بظلٍّ كان ظلي

وَضَعَهُمْ غيري في كراتينَ الخريفْ

فِ

خبزًا للنواحْ

القمرُ الغادرْ

رُ

يقبضُ الأرواحْ

العقلُ الماكرْ

رُ

يذيبُ الحيتانَ في الراحْ

المدنُ التي يحكمُها غيري قالتْ لي احكمني

بالظلمِ نُخْلِصُ لكَ في كُلِّ الأزمانْ

بُلْتُ على المدنْ

نِ!

الأممُ التي يُخْضِعُهَا غيري قالتْ لي أخضعني

بالويلِ نتركُ لكَ رؤوسَنَا لتعلقَهَا أينما كانْ

تَفَفْتُ على الأممْ

مِ!

البلدانُ التي يُذِلُّهَا غيري قالتْ لي ابتزني

بالعصا نصنعُ لكَ وبالجزرةِ من راحتِنَا راحةَ الحُلْقُومِ لتبيعَهَا بأغلى الأثمانْ

تَغَوَّطْتُ على البلدانْ

نِ!

أنا بنوكُ الإفلاسْ

صُندوقُ النقدِ الدوليُّ في ألفِ آلافِ الملياراتِ التي أُحْرِقُهَا يشاركني

أنا جماهيرُ النعاسْ

البيتُ الأبيضُ قلبُهُ من كلِّ القلوبِ في الدنيا ينفخُ السكرَ المطحونَ عن نعلي في عيونِ جماهيري ومن الوول ستريت يشتريني

أنا عشاقُ الملوخيةِ المفرومةِ بالدجاجْ

كارتيلاتُ الحشيشِ والحريمِ والحميرِ تؤاخيني

تحميني

تخرجُ من فنجانَ شايي وتدخلُ في أنيني

وأنا معقودُ اللسانْ

الحريةُ في خَبَرِ كانْ؟

الحريةُ في خبرِ صارْ!

حريتي عبوديتي

أنا السياسيُّ الأخرقْ

قُ

هذه العالميةُ لي

آه يا حبيبي!

أنا الهامشيُّ الأحمقْ

قُ

هذه العولميةُ لي

آه يا حبيبي!

أنا العاطفيُّ الأزرقْ

قُ

مِنَ البحرْ

رِ

الأسودْ

هذهِ الجيوبرزخيةُ لي

آه يا حبيبي!

أنا مِنْطَقَةُ نفوذِ بلادِ واقِ الواقْ

أنا غيرُ أنا

أنا لا أُطَاقْ

أنا لا أُحْتَمَلْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عدنا للشعر؟
نبيـــل عــودة ( 2018 / 10 / 31 - 09:10 )
قراتها ولكني كنت متعبا من سهرة امس حتى الصباح بسبب فرز اصوات الانتخابات.. شعرت انها .. تكاد تكون اعتراف بكرسي الاعتراف امام كاهن...
من ناحية اخرى اعجبتني اللغة الشعرية غير المركبة والتي تتدفق مثل شلال ماء او من اطلاق الرصاص رصاصة وراء أخرى..
ساعود بعد ان انام 10 ساعات!!


2 - اعتراف في غرفة التحقيق!!!
أفنان القاسم ( 2018 / 10 / 31 - 09:28 )
أنا متهم بعشر تهم، أرد عليها واحدة واحدة، ومعي كل الأمم، فهي تهم للإنسانية، وعنها أدافعُ مرة ومرة أدين، أنا من هذه الناحية معتاد، لكن ما لم أعتد عليه كل هذه اللغة التي ناكت عرضي، كُرمال رفعها على عرش القصيدة!!! أنت لم تنم ليلة أمس، وأنا لم أنم ليالي أموس... لم تقل لي من الفائز، أنا واثق من كونه علي سلام، فبارك له، قل له باريس تبارك لك، وهو سيفهم هههههه!!!


3 - تحديات خمسة فهل نجحت؟
أفنان القاسم ( 2018 / 11 / 1 - 09:25 )
التحدي الأول: حاولت تحرير القصيدة العربية من بصمات أدونيس ومحمود درويش وكل الشعراء العراقيين كبيرهم وصغيرهم بالتدويرة والصورة والاستعارة والفكرة. التحدي الثاني: حاولت هدم عالم القصيدة العربية القديم القائم على التفعيلة أو شبه التفعيلة الهاجسة أو شبه الهاجسة، وبنيت عالمًا يقوم على التشعيرة (تشعيرالفكرة). التحدي الثالث: حاولت تفريغ العالم الشعري للقصيدة العربية من أنا الشاعر وملئه بأنا الواقع التي هي أنا عبث الواقع نفسه، وأنا لهذا لجأت إلى أسلوت التخارج والتداخل الذي اضطرني إلى استخدام جديد للغة، فنقلتها من صور واستعارات وخواطر ومقاربات غدت كليشيهات لكثرة ما اجترها الشاعر العربي والشارع العربي إلى اقتراحات لذوق القارئ وتذوقه وبالتالي تمتعه. التحدي الرابع: حاولت تطوير غنائية القصيدة العربية اعتمادًا مني على ((الترجيعية)) التي هي موسقة أصداء الكلمات لا الكلمات. التحدي الخامس: حاولت طرح المواضيع الأكثر واقعية والأكثر مأساوية اعتمادًا مني على الاستيعاب الشعري للقصيدة لها وليس على ((التشاطرية)) الشعرية كما هو دأب المتشاطرين في الشعر العربي كلهم وليس فقط متشاطري ما يسمى شعر المقاومة.


4 - هل هي نظرية جديدة للشعر
نبيـــل عــودة ( 2018 / 11 / 1 - 18:40 )
ما لمسته من قرأتي ومن شرحك اننا امام نظرية او مدرسة او منهج جديد للصياغة الشعرية. ،
.اعترف اني لست ملما بالمدارس والأساليب الشعرية
لكني لمست هنا انقلابا اذا صح هذا التعبير عن قوانين القصيدة العربية
ساعود للقراءة حسب شرحك


5 - نبيل عودة أنت قارئ كبير مثلما أنت كاتب كبير!!!
أفنان القاسم ( 2018 / 11 / 2 - 14:54 )
قارئ هذه القصيدة على الخصوص إذا كان من قراء الفيسبوك المستعجلين، فليبتعد عني آلاف الكيلومترات، قارئ مثل هذه القصيدة هو قارئ مسئول، يعود إلى القراءة مرة ومرة ومرة، ويعطي للقراءة كل الوقت الكافي، يقرأ وهو يتأمل، وهو يمضغ بمشاعره وبأفكاره مضغه بفمه للوح من الشوكولاتة!!! أنا لست صاحب نظريات لأني عملي حتى النخاع، أنت تعرفني، وما قلته من نتائج تجربتي، لكن هذا لا يمنع ما قلته من أن يكون مدرسة للشعر الجديد كما أرى ومنهجًا للقصيدة الجديدة...


6 - قصيدة مذهلة
نزار قباني ( 2018 / 11 / 3 - 00:11 )
القصيدة مذهلة مدهشة رهيبة فظيعة يا اخي انت معجزة شعرية فشر المتنبي يجيب هيك شعر اعجبني تعبير الجيوبرزخيةُ بالفعل مدرسة شعرية اتوقع لك مستقبل باهر


7 - أنا لا أشكرك الشعر الجديد يشكرك
أفنان القاسم ( 2018 / 11 / 3 - 03:44 )
أما عن مستقبلي الباهر فيبدو أنك لا تعرفني وقراءتك لي اليوم بالصدفة...

اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع