الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية النجاح والتحقق (2)

شريف الغرينى

2018 / 10 / 31
التربية والتعليم والبحث العلمي


، لكنى عدت اسأل نفسي وهل لى أن أعدها من الناجحين لأخط بقلمى الهزيل اسباب النجاح ؟ والإجابة كانت : لا ، لست من الذين حققوا شيئا ذا بال أو تحققوا بالصورة التى ترضى ول بعض الغرورو ، وعلىى الإنسان أن يكون صادقا و ألا تاخذه نشوة البيان بالإثم وان يشهد شهادة حق ، وليس كل انسان فى وضع يسمح له أن يكتب ما يشاء ويضع نظريات لا يملك الدليل على صحتها ، كمن يصف القمر وهو لم يمشى على ارضه ولم يرى منه إلا ماتراه كل العيون المجردة ، فتراجعت خاسئا عن التعرض لفكرة النجاح تراجع من يخشى جلب سيرة قد تنكأ جرحا ذاتيا ، سدا للأبواب التى إن فُتحت جاءت على صاحب الدار بريح صرصراً، كان تراجعى إعمالا وأعتبار لحكمة " فاقد الشىء لا يعطيه" وهى حكمة رادعة تكفى للإنصراف بعيدا عن المحاولة برمتها.
لكنى عدت مرة اخرى اقول لنفسى مهونا عليها أن النجاح مسألة تخضع لقوانين النسبية لايوجد شىء فى هذا القانون لا يخضع للنسبية ، فما أراه فشلا قد يراه غيرى نجاحا ، وربما أكون قد حققت مالم يحققه كثيرين برغم أنى عجزت عن مسايرة من أراهم ناحجين حقا ومع كل هذا الجدل وكل تلك الأصوات الداخلية التى عادة ماتسبق اى محاولة للكتابة قررت لأول مرة منذ سنوات أن أنتصر على كل مثبطات الهمة و العزيمة تلك التى تطاردنى على حواف الأنطلاق وتزجرنى كلما حاولت الفكاك .
تلك المثبطات الداخلية لا تفعل شىء اكثر من انها تقلل من أهمية ما أفكر فى البدء فيه من مشاريع وتصدنى عن المحاولة وشرفها ، لا يمكن هنا أن أتوقف أو أجاوز أو اقفز على تلك المسألة دون أن أدعوكم للتوقف حدادا أمام قائمة الخذلان المعلقة على حوائط سنوات عمرى أو دون أن أحصى لكم هزائمى وفداحة ما فاتنى من فرص بسبب تلك المثبطات الداخلية ، فهى أكثر مما يمكن تخيله .
بعد أن حسبت السنوات التى مرت دون أن أقدم شيئا ذا بال أو قيمة للقارىء .. لقد عرفت فى ساعة مصارحة مع الذات أن الفشل جنين فى رحم النفس البشرية ذكرانا وايناثا و اذا لم نجهضه قبل ان يولد اصبح جنين برتبة قرين لنا فى الحياة فيمتد اثره من المعارضة الداخلية ، إلى معول يخرب الطريق كلما ضربت لنفسك دربا أو قصدت لها مقصدا ترقى فيه من التنقل بين أرائك الفشل إلى التدرج فى معارج النجاح وعلى ذلك وبناء عليه قررت أن اضع امام القارىء خبرتى المجردة فى كل ما حسبته فشلا وتحسبونه نجاحا واستخلص من ذلك العمر زهرة متواضعة اهديها للناس . لكن علينا أولا ان تفق على التعريفات والمعانى و ومدلول الكلام والغرض حتى لا نبحث خارج دائرة البحث ..
معنى النجاح والتفوق :
النجاح هو ان تؤدى الاداء الطبيعى وتنتج فيما هو ممكن كماً أو عدداً أو وزناً أو حساباً فى ضوء ما تملك من مهارات او قدرات، أما التفوق فهو أن تنتج من هذه الأشياء ما هو اكثر من المتوقع لمن هم فى مثل ظروفك وقدراتك .. وهنا يجب ،ن نُعرف الفشل بأنه : الإخفاق فى إنتاج الكم الذى يناسب قدراتك والذى ينتجه بالفعل من هم مساوون لك فى الإمكانات ، وبالتالى يجب أن نفهم أن الفشل ليس له قراءة واحدة و أن بين الفشل والفشل درجات أو قراءات وهذا هو الشبه الوحيد بين الفشل والنجاح والتفوق ، فالنجاح دراجات والتفوق ايضا درجات ، فى الوقت الذى يقع فيه الفشل والنجاح والتفوق كل فى مستوى او طابق مستقل لا يبغى احدهم على الأخر و لا يربطهم سوى مدرج يصل بينهم لا يحتاج للصعود به إلا لإرادة وعزيمة و حركة فى الإتجاه الصحيح ، فالإرادة هى الرغبة القوية سواء كانت فى الخروج من النجاح إلى الفشل أو من النجاح إلى التفوق ، ولما كان تحقيق الغايات لايأتى رهنا للرغبات وكانت احتمالات الفشل موجودة وقائمة دائما ما دامت الحياة ، كانت الحاجة إلى العزيمة والمثابرة بجوار الإرادة كتفا بكتف لشحذها واستعادة الحماس كلما نفذ للبدء من جديد وتكرار المحاولة من جديد ولو بمقاربة مختلفة لنفس الهدف والغاية، اما الحركة فى الإتجاه الصحيح فهى أمر بديهى لتحويل المعنى والنظرية و الخطة إلى منتج حقيقى يمكن حصره وقياسه حتى تستطيع معرفة ما ستحتاج ان تفعله فى المستقبل وحتى تعرف ان كنت فى اول الطريق او اخره و إن كنت فى نهاية طابق الفشل و أوشكت أن تصل إلى أول درجة فى طابق النجاح، أو ربما أنك كنت فى النقطة بين اعلى درجة فى النجاح وأول درجة فى طابق التفوق، وهل انتهى المطاف بك عند حدود معينة ان كنت قد وصلت بالفعل إلى طابق التفوق؟ وهل للتفوق نقطة نهاية ؟ كل هذه الاسئلة لا يمكن الإجابه عليها إلا بقياس عدد خطواتك فى الإتجاه الصحيح ولا يمكن الإجابة عليها إلا بمعرفة نقطة الإنطلاق ولا يمكن الإجابة عليها إلا بمعرفة ميناء الوصول والموعد المحدد سلفا لذلك ، فالوصول لا يعتبره الكثير نجاحا إلا إذا قيس بوقت الوصول ، لكنه فى بعض الأحيان يعد نجاحا اذا كنت المسافر الوحيد فى رحلة مستحيلة إلى مكان غير محدد لا يتنظرك فيه أحد ، وهنا يجب أن ندرك عوامل الزمن -اليوم الساعة الدقيقة الثانية و الفيمتو- وخطورته فى معادلة التفوق والنجاح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهجوم الإيراني على إسرائيل.. هل يغير الشرق الأوسط؟| المسائي


.. وزارة الصحة في قطاع غزة تحصي 33797 قتيلا فلسطينيا منذ بدء ال




.. سلطنة عمان.. غرق طلاب بسبب السيول يثير موجة من الغضب


.. مقتل شابين فلسطينيين برصاص مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغر




.. أستراليا: صور من الاعتداء -الإرهابي- بسكين خلال قداس في كنيس