الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إصلاح وتقويم شخصية الفرد العراقي / ملاحظات لتطوير العلاقات والسنن العشائرية بصورة معاصرة

عبد الستار الكعبي

2018 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


العائلة والعشيرة من اهم الأركان المكونة للمجتمعات العربية عموما والعراقي خصوصا وهي التي تربي الفرد وتوجهه وتجعل منه عنصرا في المجتمع، واذا اخطأ تحتضنه وتدافع عنه واذا سلب حقه تعمل على اعادته اليه . ومن هذا المنطلق فان للعشيرة، إضافة الى العائلة والقانون، دورا أساسيا في بناء شخصية الفرد فمرة تجعله فردا إيجابيا في المجتمع اذا ما تم تغذيته بافكار وهيأت له سنن عشائرية وعادات بناءة قائمة على احترام المجتمع، أفرادا وعوائل ومؤسسات حكومية وخاصة، والحفاظ على الحقوق العامة والخاصة، وقد يكون لها دور سلبي اذا ما غذته بافكار تحمل العداء للاخرين وتسهل وتبرر له التجاوز على الحقوق العامة والخاصة وتهين كرامة الانسان عموما والمرأة خصوصا.
ونقدم في ما سيأتي عددا من الملاحظات التي نرى انها تساهم في تطوير العلاقات والسنن العشائرية من منظور معاصر يوافق المتغيرات الاجتماعية وبما يجعل العشيرة تقدم لابنائها مجموعة من الاخلاق الحميدة والقيم البناءة التي تضبط العلاقات الاجتماعية بحيث تجعل الفرد والعائلة والعشيرة مكونا صالحا في المجتمع يعملون جميعا على إقامة علاقات سليمة متوازنة تحترم الانسان وتحفظ له كرامته وحقوقه وتمنع التهور في السلوك وتلتزم بالنظام العام وتساهم في تطوير المجتمع والدولة في المجالات الحياتية المتنوعة.
وكذلك يجب ان يسعى كل من له المعرفة والقدرة ومن مختلف التوجهات والشرائح والمؤسسات لجعل العشيرة والعائلة ركنا إيجابيا في المجتمع من اجل الوصول الى مستويات ونحقق غايات نطمح اليها.
وما سنذكره يمكن ان يتحقق من خلال تحالفات عشائرية وكذلك من خلال جهود عشائرية منفردة تؤدي الغرض المنشود. والمهم في كل الأحوال هو تبني هذه الأفكار والدعوة لها والالتزام بها ويمكن تطويرها والاضافة لها حسب الظروف والاحوال الخاصة والمتغيرات الحاصلة.
ولاجل ان تكون هذه الأفكار واقعية ومقبولة من جهة وعاملا مساعدا في ضبط سلوك الافراد من جهة أخرى لابد من تمييز التصرفات التي يرتكبها أبناء العشيرة أو المنتمون الى العهد أو الحلف وتقسيمها الى نوعين، الأولى هي التصرفات التي تتضامن ماليا فيها اطراف العهد أو الحلف والثانية هي التصرفات التي تكون خارج اطار التضامن المالي وذلك من اجل تحميل أصحاب التصرفات السيئة المخالفة لغاية هذه الوثيقة كل التبعات المالية والمسؤولية العشائرية الناشئة عنها والتي عادة ما تكون ثقيلة عليه لكي يشعر بجسامة الخطأ المرتكب والمسؤولية المترتبة عليه مما يكون دافعا له لعدم تكرار مثل هذه التصرفات.
وهذه صيغة تحالف أو عهد مع الشروط والضوابط، مع العرض ان التحالف يكون بين عدة عشائر او قبائل والعهد يكون بين افراد العشيرة الواحدة او الفخذ الواحد.
وثيقة عهد (أو حلف)
نحن الموقعون ادناه، شيوخ عشائر من قبيلة، يذكر اسمها ، (أو رؤساء افخاذ من عشيرة، ويذكر
اسمها) بعد التشاور والاتفاق نعلن لعشائر وأفخاذ، يذكر اسم قبيلته او عشيرته، ولسائر القبائل
والعشائر الكريمة وللجهات المعنية عقد (عهد أو حلف عشائري) بيننا بما يوافق الشريعة الإسلامية
الغراء والأعراف والسنن العشائرية الحميدة المتوارثة جيلا بعد جيل وبما يقوي أواصر الأخوة الوطنية والعشائرية المبنية على حب الوطن والإحترام المتبادل ويحمي حقوق المنتمين الى الحلف ويدافع عنهم عشائريا وبما يساهم في بناء المجتمع على أسس سليمة تضمن وتحمي الحقوق العامة والخاصة وترفض التجاوز عليها وبما يحفظ كرامة الانسان ويمنع كل اشكال التصرفات المشينة والمسيئة لها وبالشروط والضوابط المذكورة في أدناه :
أولا : التصرفات المحظورة:
يمنع منعا باتا التصرفات التالية وكل من لايلتزم بها يتم فك ارتباطه بالعشيرة او الحلف.
1- (النهوة)، وهي رفض زواج البنت من قبل اقربائها وخصوصا ابن عمها.
2- (الفصلية) أخذا ومنحا ، وهي أن تقدم البنت من العشيرة المطلوبة للحق الى العشيرة صاحبة الحق حسب طلبها.
3- (الدكَة)، وهي الهجوم المسلح الذي يقوم به افراد من الطرف الذي يدعي انه صاحب الحق على دار المطلوب للحق أو اقربائهم.
4- مطالبة المطلوب للحق بالرحيل عن منطقة سكنه.
5- الكتابة على دار المطلوب للحق (مطلوب عشائريا ، لايباع ولايشترى) أو ماشابه.
6- المشاركة بالعمليات الإرهابية والخطف والمتاجرة بالمخدرات والاعضاء البشرية .
ثانيا: التصرفات التي تكون مورد التضامن المالي من قبل اطراف العهد أو الحلف :
1- الدهس في حالة القضاء والقدر .
2- المشاجرة عندما تكون رد فعل دفاعا عن الحق وعن الكرامة .
3- القتل غير العمدي.
4- الاعتداء غير المقصود على أشخاص من خارج العهد أو الحلف.
5- الاعتداء الواقع على المنتمين الى العهد أو الحلف أو على أموالهم أو ممتلكاتهم .
6- الخسائر المالية وأي مسؤولية عشائرية تقع على أبناء الحلف وتكون ناشئة عن تصرفات مخالفة للقانون مرتكبة من قبل غيرهم.
7- أي شكل من اشكال الانتهاك والطعن والاعتداء يقع عليهم يتعلق بكرامتهم أو سمعتهم أو شرفهم.
ثالثا : التصرفات التي لاتتضامن فيها اطراف العهد أو الحلف :
1- حوادث السكر وجلسات الخمر وارتياد الملاهي والمراقص والبارات وماشابه .
2- العلاقات المشبوهة وارتكاب الفواحش ، (الزنى ، اللواط ، الاغتصاب ، وماشابه) .
3- المخالفات القانونية في الوثائق والتصرفات والمعاملات (تزوير، رشوة، اختلاس، وماشابه).
4- التهور في التصرفات ومنها استخدام السلاح في غير مورده ومشاكل الطيور .
5- حوادث السيارات في حالة التهور أو الإهمال أو سياقة القاصر (دون سن 18 سنة) .
6- التهريب والربا والتعامل بالنصب والاحتيال .
7- السرقة واي شكل من الأضرار المالية على الاخرين الناتجة عن تصرفات متعمدة غير منضبطة.
8- الاعتداء على كرامة وحرمات وشرف الاخرين .
9- الدخول في الصراعات الحزبية وتنفيذ مهماتها المخالفة للقوانين.
ملاحظة :
من أجل ان يتم الالتزام بهذه البنود ينبغي أن يشكل المتفقون (مجلس الشيوخ) من شيوخ العشائر ورؤساء الافخاذ (أو من ينوب عنهم) المنتمية إلى العهد أو الحلف ويجتمع شهريا أو عند الحاجة للتداول في شؤونهم ويتابع تصرفات أبنائه ومدى الالتزام ببنود هذه الوثيقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا