الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبحة عدنان خاشقجي

طارق المهدوي

2018 / 10 / 31
سيرة ذاتية


سبحة عدنان خاشقجي
طارق المهدوي
في سنة 1989 أقام الملياردير السعودي عدنان خاشقجي حفلاً غنائياً للفنانة اللبنانية فيروز على خشبة مسرح الصوت والضوء بمحيط الهرم الأكبر في محافظة الجيزة المصرية، بهدفين اثنين أولهما هو غسيل أمواله المتحصلة من تجارة السلاح وثانيهما هو التعرف على الوجوه الصاعدة في الدولة والمجتمع والسوق والعلاقات الخارجية بمصر، ومن بينهم الدكتور ممدوح البلتاجي الذي كان آنذاك رئيساً للاستعلامات ثم أصبح لاحقاً وزيراً للسياحة والشباب والإعلام وأميناً لإعلام الحزب الحاكم، والذي تلقى دعوة من خاشقجي لحضور حفل فيروز إلا أن حرصه على تحاشي الظهور الإعلامي مع تاجر سلاح جعله يسلمني الدعوة كي أحضر الحفل بدلاً منه، أقامت فيروز مع فرقتها كما أقام عدنان خاشقجي في فندق مينا هاوس الملاصق لمسرح الصوت والضوء حيث أقيم الحفل، وكانت دعوة خاشقجي إلى البلتاجي التي آلت لي تمنحني مقعداً مميزاً بمقصورة المسرح الرئيسية كما تمنحني عشاءً فاخراً في الفندق عقب الحفل مع فيروز وخاشقجي، الذي قام بتوزيع سبح فضية ثمينة على الحاضرين وعندما جاء دوري حياني ورحب بي قائلاً أرجو أن تقبل مني هذه السبحة حتى تذكر الله وتتذكرني وهو يعلم أن السبحة في الفولكلور المصري هدية لا تُرَد، ثم وصلتني من الحزب الشيوعي الإيطالي دعوة لزيارة إيطاليا بهدف المشاركة مع أستاذة الإعلام الدكتورة عواطف عبدالرحمن في مؤتمر حول الإعلام المجتمعي بالبلدان المتوسطية لتعتذر عواطف عن المشاركة وتحملني تلك المسؤولية وحدي، فسافرتُ حاملاً في جيبي سبحة خاشقجي إلى مقر انعقاد المؤتمر بمدينة براتو الشمالية حيث كان من المقرر إقامتي مع الممثلين الآخرين للبلدان المتوسطية الأخرى في دير براتو الكاثوليكي بصحبة فتاة تركية الأصل مسؤولة عن الترجمة لغير الإيطاليين، اعترض عضو المؤتمر الإسرائيلي على الإقامة داخل دير مسيحي وهو يهودي فتم نقله مع زوجته إلى فندق مجاور، ثم اعترضت المترجمة التركية على الإقامة داخل دير مسيحي وهي مسلمة مما كان يمكن أن يؤدي أيضاً لنقلها الأمر الذي يعني حرماني من الترجمة، فذهبتُ إلى غرفتها لمحاولة إثنائها عن اعتراضها وأثناء محاولتي قالت لي إنها كمسلمة لن تستطيع النوم ورأسها تحت صليب مسيحي، فأخرجتُ سبحة خاشقجي الفضية من جيبي وعلقتُها حول الصليب الصغير المدقوق في الجدار وقلتُ لها هكذا سوف تنامين ورأسك تحت سبحة إسلامية، لكنها غابت عن الإفطار الجماعي بمطعم الدير في صباح اليوم التالي فذهبتُ إلى غرفتها لأجد إحدى أخوات الدار وحدها ترتب الغرفة وهي تحدثني باللغة الإيطالية دون أن أجد سبحة خاشقجي معلقة حول الصليب، ثم حلت مترجمة أخرى مغربية الأصل محل التركية لتحل محلهما مترجمة ثالثة في اليوم الثالث ثم رابعة فخامسة حتى نهاية المؤتمر وكلهن تنصلن من معرفة أي شيء عن سبحة خاشقجي، التي ضاعت مني كما ضاع حقي في استردادها بين الإيطاليين والأتراك وربما غيرهم!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع