الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن وهم

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


يعجبني إعلان تيريزا ماي عن" نهاية التّقشف" بينما تردد أغنية راب معروفه " لا تصدقونها. إنها كاذبة"
فن السياسة الحالي يتلخّص ب خلق لحظات قومية و روحية جديدة، وهذا ما تقوم فيه تريزا ماي في إنكلترا وبقيّة الرؤساء في بقيّة البلدان ، يذكرنا هذا بمسلسل الدكتور "هو" الذي هو بريطاني أيضاً قدم على التلفزيون البريطاني كخيال علمي حيث تدخل كائنات قديمة خارج الأرض لقيادة تكنولوجيا السّفر عبر الزمن.
لقد جاء التحدي للعنصرية والكراهية في الولايات المتحدة وإلى دونالد ترامب نفسه من مصدر غير محتمل هو من سلسلة الدكتور هو حيث تتميز شخصية ترامب بأنّه شخص مهووس بالذات.
قد تبدو الأفكار التي أوردها غير متماسكة، لكنّها تأتي إلى ذهني نتيجة تراكم الأحداث المثيرة، وبالمناسبة لابد من ذكر أن الحكومة السّويدية لم يتم تشكيلها حتى الآن فقد فشل رئيسا الوزراء المفترضين في تشكيل الحكومة، وفي مقابلة على التلفزيون السويدي. سأل المذيع أحدهما :كيف تنظر إلى منصب رئيس الوزراء؟ أجاب: "جميل"، وأجاب الثاني بكلمة مشابهة بأنّه لطيف. المنصب جميل ولطيف في أعرق الدول ديموقراطيّة، وكل ما أشرت إليه يقودني إلى الحالة السّورية التي لا زالت تقف على مفرق الطّرق.
لو كان مسلسل الدكتور هو الإنكليزي سوريا لاختلط الخيال العلمي بباب الحارة وأصبحت الكائنات الخارجية تقود رحلة عبر المؤامرة المفترضة.
لقد أثّر الوضع السّوري على العالم، ورغم أن محنة اللجوء -التي يمكن تسميتها الهروب من الموت والجوع من سوريا وأفغانستان -أثّرت سلباً على الغرب حيث أن الأحزاب المعادية للهجرة والأجانب تنجح في الانتخابات، وحتى ميركل التي كانت سخيّة في منح اللجوء صرّحت أنها سوف تعتزم ترك السّياسة في نهاية الدورة الانتخابية الحالية ، لكن المحللين لا يعتقدون أنها سوف تكمل الدورة حيث أن هناك أشخاصاً في الحزب الديموقراطي المسيحي يحاولون تسريع قرارها.
سؤالي اليوم لي: من هو أكثر عنصرية. أنا أم الغرب؟ طبعاً أنا، فأنا تمثّل عقل الشّرق الذي أحمله. إذا كان أكثر من نصف اللاجئين هم من أنصار النظام، وربعهم من الإسلاميين المرتبطين بالإرهاب، والباقي قلة يحاولون بناء حياتهم بهدوء. لماذا يخرج الموالي للنظام والمؤيد للقتل إلى الغرب؟ أليس أجدر به أن يكون بطلاً يقاتل في سورية؟
وأليس الجدير بالإسلاميين أن يفدوا الله بأنفسهم على مقربة من قصر بشار الأسد. خرّبنا أوطاننا بدعم الطّغاة، ونركض إلى الغرب كي نقطف العنب من الكرم الداشر، ولا زلنا نردّد بأنّنا تفوقنا هنا، ونجحنا هناك. أين؟ بالله عليكم أين؟
في إحصائية سويدية تشير إلى تدني التعليم في المناطق التي أغلبيتها مهاجرة لأسباب كثيرة منها الاعتماد على المعلمين غير المؤهلين من المهاجرين لأنهم يفهمون على الطلاب، وهذا لن يمرّ بسلام فالأحزاب الليبرالية ترغب أن يتحدث الطفل السويدي بخمس لغات.
عندما يستنكر بعصنا إرهابنا في الغرب، ويضعون كلمة و"لكن" بعد ذلك فإنّهم يباركون العمل. لا . لا أحد مسؤول عما حلّ بنا إلاّ نحن. نحن الذين ذهبنا غرباً وشرقاً نقدم سيرنا الذاتية للكفلاء كي نكسب عيشنا، وليس هذا فقط بل كي نتباهى ونهرف بما نعرف، نحن مجرد عبيد عند الكفيل. نعرف ذلك، لكنّنا أمامكم. صحافيون، وكتاب، وثوريون، ومعارضة، وعندما يسفّرنا الكفيل إلى بلدنا لأنّنا لم نعد نروق له نسقط في حضن الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب