الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت

طارق المهدوي

2018 / 11 / 2
العولمة وتطورات العالم المعاصر


وإذا الموؤودة سُئلتْ بأي ذنب قُتلتْ
طارق المهدوي
ارتفعت الأصوات الأمريكية والتركية مقابل الأصوات السعودية دون أي رد فعل جاد من هنا أو هناك يتعلق بالصحفي جمال خاشقجي السعودي الأصل الذي يحمل إقامة أمريكية دائمة والمقتول في تركيا، حتى أن هذا الصراخ الأجوف المتبادل قد غطى كلياً على الجريمة الأخرى المتزامنة ذات الأركان الجنائية والسياسية المكتملة والتي تم ارتكابها ضد الفتاتين السعوديتين روتانا وطلة فارع، اللتين كانتا تدرسان بإحدى الجامعات الأمريكية وتقيمان مع أمهما وشقيقهما في العاصمة الأمريكية واشنطون قبل انتقالهما عند مطلع العام الحالي إلى دار ضيافة أمريكي رغم اعتراض الأم والشقيق والسفارة السعودية بواشنطون، وقد كشفت الأم عن تلقيها اتصالاً هاتفياً من السفارة دعتها فيه لاصطحاب ابنتيها قسراً إلى السعودية تحاشياً للعقاب بعد أن طلبتا اللجوء السياسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم اختفت الفتاتان ليتم اكتشاف جثتيهما يوم 24/10/2018 عند ضفاف نهر هدسون النيويوركية وهما مقيدتان وملفوفتان معاً وجهاً لوجه بشريط لاصق على نحو يستحيل أن تكونا هما اللتين فعلتاه، وشرعت عدة جهات أمنية أمريكية في إجراء تحرياتها حول الواقعة وتم تسريب بعض الاحتمالات التي تضمنتها التحريات الأمنية باستثناء واحدة اتفق الأمريكان والسعوديين وتوابعهم وعملاؤهم على كتمانها كنوع من التستر إن لم يكن التواطؤ، حيث تقوم تلك التحريات المسكوت عنها على فرضية أنه تم استدراج الفتاتين إلى السفارة السعودية في واشنطون خلال شهر أغسطس الماضي، بعد تسريب معلومة طلبهما اللجوء السياسي من الأمريكيين للسعوديين بالمخالفة للقانون الفيدرالي الأمريكي الذي ينص على سرية هذه المعلومات، ليتم احتجاز الفتاتين داخل السفارة في انتظار ترتيب وتنفيذ عملية ترحيلهما قسراً إلى الأراضي السعودية على الطريقة السعودية التقليدية، لولا افتضاح أمر اغتيال الصحفي جمال خاشقجي الذي يحمل إقامة أمريكية دائمة داخل القنصلية السعودية بمدينة اسطمبول التركية يوم 2/10/2018 مع ما ترتب عليه من عودة السفير السعودي لدى واشنطون إلى بلاده يوم 10/10/2018، تاركاً السفارة السعودية وجميع قنصلياتها وملحقياتها في عموم الأراضي الأمريكية تحت التصويب الإعلامي والسياسي والأمني المكثف، وتاركاً تعليماته لمرؤوسيه السعوديين بالتخلص على أي وجه من وجود الفتاتين داخل السفارة قبل أن يلتقطهما هذا التصويب، فكان الوجه الوحيد الذي يجيدونه لتنفيذ تلك التعليمات هو قتل الفتاتين وإلقاء جثتيهما أو قتلهما عبر إلقائهما مقيدتين في نهر هدسون تحت أسماع وأبصار بل وربما أيضاً مشاركات أمريكية، وتفترض التحريات المسكوت عنها ضمن السياق ذاته أن اتصال السفارة بالأم هاتفياً حول ابنتيها لم يكن سوى نوع من المناورة التضليلية للقاتل قبل أو أثناء أو بعد قتل الفتاتين!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تقتل 3 عناصر من -حزب الله- في جنوب لبنان


.. عملية -نور شمس-.. إسرائيل تعلن قتل 10 فلسطينيين




.. تباعد في المفاوضات.. مفاوضات «هدنة غزة» إلى «مصير مجهول»


.. رفح تترقب الاجتياح البري.. -أين المفر؟-




.. قصف الاحتلال منزلا في حي السلام شرق رفح