الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عربُ الجزائر .

الطيب آيت حمودة

2018 / 11 / 2
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


العرب أمة بدوية وصفها الله في كتابه بالأعراب في عشر أيات محكمات كثيرُها ذمٌّ وقدحٌ في خصالهم منها (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) و (وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ) و ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ....
ولولا الإسلام لما قامت لهم قائمة ، ولا كانت لهم دولة متجانسة ، وقد شنَّع العلامة ابن خلدون في ذكر طبائعهم و همجيتهم أثناء رسو ركائبهم ببلاد الشمال الإفريقي ، وهو الذي ( جعل العرب والأعراب شيء واحد ).
°°عرب الجزائر وشمال افريقيا هم على أرومتين ( قحطانية عاربة ، و عدنانية مستعربة ) مصحوبين بمن سار ركبهم وآمن بفكرهم وعوائدهم المتشبعون بفكر الجهاد الهجومي الذي يستنكره الله ( جهاد الطلب ) ، حلوا عندنا غزاة بهجمتين وضربتين عبر زمنين متميزتين :

°°°1)هجمة عربية أولى ظاهرها نشر الإسلام ، وخفيها كسبُ المزيد من الأراضي ،و إخضاع أقوام جديدة تدر على دولة الخلافة ( الجزية) و ( الجاه ) و(الملك) و جعلوا من بلاد الشمال الإفريقي خزانا لجلب الرقيق من البييضان والنسوان لتوزيعهم على مركز الخلافة (1) ، وقد أحسن وفد الثائر الأمازيغي (ميسرة المدغري )سنة 122 هجري وصف حالة الأمازيغ في رسالة تركها للخليفة (هشام بن عبد الملك )بعد أن منعوه من لقاء الخليفة لتقديم التظلمات. [http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=174103&r=0 ] .
وقد تداول على حكم (بلاد المغرب ) كما تسميها كتب التراث الإسلامي زمن الخلافة الأموية 18 واليا ، أولهم عبد الله بن سرح ، وآخرهم موسى بن نصير ، غالبهم قساة غلاظ حاول بعضهم تخميس الأمازيغ وعدوهم فيئا لهم وهم مسلمون ؟ فلم ينصفهم من هؤلاء سوى الوالي ( أبو المهاجر دينار) الذي كان مصيره لا يختلف عن مصير صديقه إكسل !
° عرب الغزوات الأولى بعددها الثمانية خلال القرن الأول الهجري [ 25/ 95 هجرية ] هي غزوات ( نهب ) و(استعباد) و(استرقاق ) وهي حرب طويلة الأمد دامت ازيد من سبعين سنة ، ، لم يستقر العرب فيها ، ولو ببناء [ القيروان] التي أخليت من عربها من قبل ( إكسل) و(ديهيا ) لمرتين حيثُ أجليَ العرب الغزاة نهائيا خارج شمال افريقية وطُردوا إلى جهات ليبيا الحالية ، وهو ما يشير إليه ابن خلدون في ارتداد البربر ( اثنتي عشرة مرة ) التي لا تعني الإرتداد عن معتقد الإسلام وإنما الإرتداد عن غطرسة الحكم الأموي المليء بمظاهر العسف البدوي ، ولأن الإسلام وصل إلينا في البدايات الأولى سلما زمن خلافة عثمان بفضل أمثال (صولات بن وزمار ) المغراوي .
°°وقعت ردة أمازيغية ضد الحكم العربي داخل عباءة الإسلام خاصة بعد هبُوب رياح الفكر الخارجي ، فالأمازيغ المسلمون تبنوا طروحات ( الفكر الخارجي الصفري) ، فكان لهم صولات وجولات ضد الغزاة ، [ فهم قبلوا الإسلام لكنهم رفضوا الحكم العربي ..] ( أرادوا حُكم أنفسهم بأنفسهم) وهو ما أظهرته ثوراتهم في ثوب الخورجة سواء زمن ثورة ( ميسرة المدغري) وخليفته ( خالد بن حميد الزناتي ) ، أو ثورة ( صاحب الحمار) ...، ففي منتصف القرن الثاني للهجرة فاز الأمازيغ بتكوين مجال سياسي خاضع لهم وبعصبيتهم ، فلم تكن دولة العباسيين الناشئة قادرة على إختراقهم فاكتفت بتونس الأغلبية ، أما المغربين الأوسط وأموراكش فقد ظهرت فيهما دول برؤس مذهبية تدّعي النسب الشريف لكن بعصبية أمازيغية كالأدراسة ، و بنو رستم ، والعبيدين ، تمهيدا لظهور أمبراطوريات أمازيغية كبرى كالمرابطين التاشفينية والموحدين التومرتية ... بهذا التقسيم أقر المؤرخ الجزائري مبارك الميلي في كتابه ( تاريخ الجزائر في القديم والحديث )

°°°2)هجميةٌ عربية ثانية ، في حدود منصف القرن الخامس الهجري 450، منتصف الحادي عشر ميلادي 1050م ،أي بعد مرور أزيد من 400 سنة من إسلام الأمازيغ ، وهو الهجوم الأعرابي البدوي الذي أدخل بلاد شمال افريقيا في غيبوبة حضارية وفوضى عارمة نتيجة وصول غزاة عرب من نوع جديد أرسلهم الفاطميون للإنتقام من الدولة الزيرية الصنهاجية التي استقلت عن الفاطميين ، وهي عبارة عن موجات من الرحل بغضهم وغضيضهم ، كهجرة الهندوراسيين في طريقها الولايات المتحدة هذه الأيام، لكن بخلاف أن الهندوراسيين هجرتهم سلمية في حين أن هجرة عرب هلال وسليم وأخواتهما عنيفة مدمرة وقاتلة ، خربوا القيروان وانتصروا على الزيريين وزحفوا على المغرب الأوسط ، ووصف المؤرخون هجوماتهم ( بالمغولية والهكسوسية ، والبربرية ) وقد برع ابن خلدون في وصف خصالهم و أفعالهم وبدويتهم ، و شنع الشاعر ( ابن رشيق المسيلي 456 هجري) في ذكر مثالبهم في قصيدة مشهورة ( القصيدة النونية) ولم يوقف خرابهم سوى جيش (عبد الله بن عبد المؤمن ) الموحدي عندما أهزمهم وقهرهم وأذلهم في ( واقعة سطيف) ، وقد نقل يعقوب بن منصور الموحدي بعضا منهم لإسكانهم في سهل سوس وتادلة والحوز في بلاد المراكش وقد ندم على ذلك بقوله المأثور [ما ندمت على شيء فعلته في الخلافة إلا على ثلاث وددت أني لم أفعلها: الأولى ادخال العرب من إفريقيا إلى المغرب، مع أني أعلم أنهم أهل فساد، والثانية بناء رباط الفتح أنفقت فيه بيت المال وهو بعد لا يعمر، والثالثة إطلاق أسارى الأرك ولا بد لهم أن يطلبوا بثأرهم. " ( مقتطف من كتاب الإستقصا ء للناصري ج 3 ].)

فالزحفة العروبية المشؤومة الثانية في حقيقتها لا علاقة لها بنشر الإسلام ،
[ http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=173095&r=0 ] ، فهي تدخل في مسمى فقهي يُدعى [ الحرابة ] أو [ البغي ] ، عندما حل هؤلاء الأعراب البدو كانوا بعقيدة شيعية باطنية ( قرامطة ) وبلغة عربية هجينة دارجة ليست فصيحة ، وهنا عندنا تأثروا وتأقلموا بالمذهب المالكي فقها والأشعري فكرا ، وتعلموا في زوايانا اللغة العربية الفصيحة ، بعد إختلاطهم بالأمازيغ الذين تبنوا المذهب المالكي مبكرا على يد أحدهم تتلمذ على الإمام مالك وهو ( يحي بن يحي الليثي) المعروف بابن كثير .
°° وجود العرب في شمال افريقيا فرضه بداءة نشر الإسلام ، ثم رغبة البحث عن مصادر الرزق الأفضل ، ومهما يكن فإن الهجرة الطوعية السلمية لا شنآن فيها ، فهي للتعارف والتعاون تحت عباءة الإسلام لأننا كلنا مؤمنين مسلمين ، لكن أن يتحول هؤلاء العربان ومن والاَهم من الأمازيغ إلى ( طوق خانق ) لكل ماهو محلي أصيل فذاك هو الإستعمار في مظهره السلبي ، أن يُمنع الأمازيغ من تاريخهم ، ولسانهم ، وعوائدهم وحرياتهم ، وأن يُجبروا بقوة السياسة والقانون الخضوع لأجندات فكرية مؤدلجة آتية رياحُها من الشرق العربي من (عفلقية) و(ناصرية) و(بعثية ) و( إخوانية) و(سلفية) فأصبحت مجتمعاتنا (قطيعٌ بشري) منقاد لا قائد يخضع دائما للشرق العربي و يعتبر نفسه ذيلا له ، فنحن عرب عندما تكون الحاجة إلينا ، وبربر النيغاس عندما تنتف تلك الحاجات ، أو نطالب بالحقوق والندية في المعاملة والتعامل .

°°ماقلته هنا ، هو لتوضيح حقيقة وجود العرب في المجتمع الأمازيغي ، أهو وجود من أجل الإخاء الإسلامي والتكامل لبناء وطن حديث لا يتسم بالجهوية والعنصرية العرقية ؟ أم هو وجود إستعماري غرضه طمس مكونات أمة أمازيغية ، وسحق لغتها ، و تعريب محيطها ،و إنسانها ، وأنسابها ، وأشجارها وأحجارها ودجاجها ، أم هو وطن يحترم بالدرجة الأولى هوية هذا الوطن في جغرافيته وتاريخه و لسانه وحضارته وثقافته وطرائق تفكيره ، لكن دون إقصاء لكل الطوائف التي تشاركنا هذا الوطن في وطنيتة ودينه وتاريخه وحضارته ، ( من عرب ، و أندلسيين، وعثمانيين ، وإفريقيين ...) ، فبلادنا كانت فعلا مفتوحة لمختلف الهجرات ، لكن المهاجر دائما هو الذي يتخلى عن خصوصياته تدريجيا استعداد للذوبان في المجتمعات المستقبلة ، وعندنا للأسف حدث العكس الأكثرية الأمازيغية هي التي تتأقلم و تنصهر في الأقليات الوافدة ؟؟ تفسير ذلك يحتاج إلى علماء نفسانيين أنتربولوجيين و لاهوتيين ، فالمجتمعات لا يمكن أن تكون قوية إلا بقوتها الذاتية ، فالوهج التركي لم يكن إلا بالتركية المُليتنة ، والإيراني لم يكن إلا بالفارسية الفهلوية التي كتبت بالاّتينية كذلك، والأندونيسي ب (البهاسا المكتوبة بالأتيني ) و الماليزي ب ( لغة البهاسا الملاوية تكتب بالّاتيني كذلك ) .
فالأمازيغ حاليا مطالبون بالإمتثال لقول رئيسهم ( ارفع راسك يَا بَّا .)
________________








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلتنا: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأسود ج


.. مشاهد جديدة من مكان الغارة التي استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأ




.. صحفي إسرائيلي يدعو إلى مذبحة في غزة بسبب استمتاع سكانها على


.. هجوم واسع لحزب الله على قاعدة عين زيتيم بالجليل وصفارات الإن




.. شمس الكويتية تسب سياسيي العراق بسبب إشاعة زواجها من أحدهم