الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعم الاستقرار

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لطالما كنت اتعجب من ربط الاستقرار في البلدان العربية بغض الطرف عن الفساد والمفسدين والفشلة والمجرمين، وكنت اتسائل: أي نوع من الاستقرار هذا الذي يقام على نظام يتحكم فيه الفاشلون والمجرمون!
بل كيف يمكن للاعلام والسياسيين أن يروجوا لهذه الكذبة البغضية التي لا تتوافق مع معايير العقل والمنطق، فالاستقرار يكون على اساس سليم واذا كان اساس البناء فاسد فالبناء لن يستقر بأي حال من الأحوال وسيصبح أيلا للسقوط ولن يصمد للمؤثرات الخارجية.
وهو ايضا ما سيحدث للأنظمة التي يقوم استقرارها على طبقة من الفاسدين والمجرمين فهؤلاء يمكن التلاعب بهم من قبل القوى الخارجية واذلالهم ورشوتهم وجعلهم يتخذون قرارات ليست في مصلحة بلادهم بأي حال من الأحوال فالفاسد عرضة دائما للابتزاز والمجرم الذي لا يتمتع بالشرف لن يمانع في فعل أي شيء مقابل مصالحه ومصالح من يهتم لامرهم ولتذهب المصلحة العامة والبلاد الى الجحيم.
ظللت أبحث عن مصدر هذه الأكذوبة الكبيرة والتي تجعل من غض البصر عن الفساد والجريمة وسيلة لدعم الاستقرار وحتى جاءت هذه الكذبة من مصادرها الأصلية حيث دافع النظام الصهيوني عن السيد منشار العظم بدعوى دعم الاستقرار!
ولا اعرف كيف يكون المطالبة بمحسابة المجرم عن جريمته والقاتل عن فعلته بمثابة تهديد للاستقرار!
ما الذي سيهدد استقرار المملكة وجود متحكم فيها يلوى ذراعه من قبل القوى العظمى ويتم توجيهه لفعل ما يرغبون فيه بغض النظر عن مصالح بلاده في هذه الأفعال كما هو الحال في حرب اليمن على سبيل المثال التي لا يستفيد منها الا النظام الاسرائيلي الراغب في بسط السيطرة على مداخل ومخارج البحر الأحمر بينما تخسر الملكة الكثير من المال والارواح في سبيل حرب لن تعود عليها بأي فائدة!
هل وجود ولي عهد اخر يتمتع بالحكمة ولا يتحكم به القوى العظمى هو ما سيهدد استقرار المملكة أم هذا الذي يستنفد ثروات بلاده لدعم الاقتصاد الأمريكي بمئات المليارات؟
لماذا ينتحر المنطق ويموت الفكر وتنهار النظريات والقيم على الأراضي العربية فلا نسمع الا كل ما هو مخالف للمنطق ونجد انفسنا في بركة من الأكاذيب الغير مستساغة؟
ان محاسبة المخطيء مسألة تقيم ميزان العدل والعدل اساس قوي لبقاء الدول واستقرارها وليس العكس فالعدل لم يهدد يوما استقرار الدول ولكن تمتع الاشخاص بصلاحيات الاهية واعتقادهم بأنهم فوق المحاسبة ويفعلون ما شاء لهم من افعال بدون محاسبة هو ما يهدد استقرار اقوى واعتى الأنظمة والامبراطوريات في العالم وهو ما اظهره التاريخ قديما وحديثا.
الاستقرار لا يقام على الجريمة .. الاستقرار لا يتم دعمه بالفسده المفسدين.
في بلدي يمشي الفساد عاريا ويطلب منا أن نغض البصر .. بينما تتوارى الحقيقة خجلا وقهرا دعما للاستقرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سقوط قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على سيارتين في منطقة الشها


.. نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: الوضع بغزة صعب للغاية




.. وصول وفد أردني إلى غزة


.. قراءة عسكرية.. رشقات صاروخية من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف




.. لصحتك.. أعط ظهرك وامش للخلف!