الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهابُ أصلٌ من أصول الإسلام، شئتم أم أبيتم

مالك بارودي

2018 / 11 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الإرهابُ أصلٌ من أصول الإسلام، شئتم أم أبيتم
.
من ليس لديه وقت لقراءة كتب التّاريخ والتعرّف على وجه الإسلام الحقيقي في حياة رسول إله الرّمال أو لا يحبّ القراءة أصلًا، يكفي أن يُتابع وقائع وجرائم الإرهاب الإسلامي في الدّول التي تمّ تخريبها في السّنوات الأخيرة تحت مسمّى "ثورات الرّبيع العربي" (كما لو كان العرب قادرين على القيام بثورة، فضلًا عن أن تكون أشبه بالرّبيع)... فهذا تجسيد حيّ لما كان يفعله رسول المسلمين ولما جرى طوال التّاريخ الإسلامي كلّه. إنسوا أفلام "العقاد" المحشوّة نفاقًا وكذبًا مثل "القادسيّة" و"الرّسالة" وغيرها من الأفلام الدّعائيّة المليئة بالمغالطات والحذف والتّغيير والتّبديل والتي كلّ هدفها تجميل صورة المستنقع الإسلامي بزرع بعض الشّجيرات والأزهار الجميلة على جوانبه لخداع المتلقّي وإخفاء بشاعة ذلك المستنقع الآسن المتعفّن وما يعيشُ فيه من حشرات وطفيليّات وما ينبعثُ منه من روائح كريهة تُزكم الأنوف. الإرهاب في هذه الدّول هو أحسن فيلم يُمكنُ أن تُشاهده وترى فيه كيف كانت بدايات الإسلام كما تنقلها لنا كتب المسلمين أنفسهم وكيف كان تاريخ هذا الدّين الدّموي.
.
بطبيعة الحال، معظم المسلمين لا يصدّقون أنّ الإرهاب أصلٌ من أصول الإسلام وأحد جذوره الرّاسخة منذُ بدايات تكاثر النّاس حول محمّد بن آمنة في المرحلة المدنيّة، تحت تأثير سياسة التّرغيب والتّرهيب التي كان يمارسها عليهم، وهي نفس السّياسة التي إعتمدها كلّ مدّعي نبوّة عبر التّاريخ، وإلى يومنا هذا، مستغلًّا لحالة الجهل المتفشّية ولحماقة البعض ولنزعة الإنسان البدائيّة إلى تصديق الخرافة، خاصّة حين يتمّ تغليفها بغلافٍ برّاق من الخزعبلات الأخرى المسمّاة بالغيبيّات والرّوحانيّات. وحتّى حين تبيّن لهم بالدّليل والبرهان ومن كتبهم وقرآنهم أنّ الإرهاب إسلامي مائة بالمائة، معظمهم لن يصدّقوا ذلك، وسيختلقون آلاف التّبريرات والتّعلّات التي تجعلهم، في قلب المستنقع الآسن، يوهمون أنفسهم بأنّهم غارقون في بُحيرة عطرٍ وليس في ماءٍ راكدٍ متعفّنٍ. ولكن هذا لا يغيّر شيئًا من حقيقة الموضوع ولا يمثّلُ دليلًا على خطأ الإرتباط الكلّي بين الإسلام والإرهاب. بل هذا لا يطعنُ إلَّا في صحّة عقول هؤلاء المسلمين وفي صحّة بوصلتهم الأخلاقيّة. فأنت حين تقولُ لي أنّ ما يقوم به المسلمون في مصر من تكفير المسيحيّين الأقباط والتّحريض عليهم وقتلهم وتفجير كنائسهم مخالفٌ للإسلام، ثمّ أجدُ أنّ محمّدا بن آمنة قد كفّر هو أيضًا من يُطلقُ عليهم إسلاميّا النّصارى واليهود وإضطهدهم وطردهم من شبه جزيرة الرّمال وأجدُ أنّ القرآن أيضًا كفّرهم وسبّهم ولعنهم وحرّض على قتلهم وإضطهادهم، بل وأجدُ أنّك كمسلمٍ توافق موافقة تامّة على كلّ تلك الجرائم المحمّديّة والقرآنيّة، فمن حقّي أن أشكّك في أخلاقك وفي مقاييسك الأخلاقيّة التي بنيت عليها حُكمك بخصوص التبرؤ من الإرهابيّين المعاصرين في حين أنّك تتبنّى وتُقدّسُ ما فعله الإرهابيّون المسلمون الأوائل، بل وتُقدّسُ نُصوصًا إرهابيّة مبثوثة في معظم مراجعك الإسلاميّة بداية من القرآن. بل سأكون أحمقًا إذا لم أشكّ في أخلاقك. ثمّ أنّك أنت نفسك تحملُ بذور الإرهاب الإسلامي الذي تحاول التبرّؤ من فاعليه وإخراجهم من دائرة الإسلام "الصّحيح" الخرافي والتّمايز عنهم، بما أنّك تقدّس نفس النّبي الإرهابي الذي يستنّ هؤلاء الإرهابيّون بسنّته الإجراميّة وتحترم نفس الإرهابيّين الذين كانوا معه وتُلحقُ أسماء معظمهم بلفظ "رضي الله عنه" وهناك منهم من تسمّيه "سيّدنا فلان"، كما تقدّس نفس الكتاب الإرهابي الذي يقدّسه الإرهابيّون المسلمون والذي فيه من آيات الذّبح والصّلب والتّقطيع والقتل ما لا عينٌ رأت. هذا علاوة على كلّ المكتبة الإسلاميّة من تفاسير وفقه وغيرها والتي تحتوي على آلاف الجرائم ولا يمكن أن يحترمها ويحترم مؤلّفيها إلّا مختلّ عقليّا.
.
فكفاكم تبرئة لدينكم من الإرهاب، فالصّلة بينهما أوضح من أن يُخطئها العاقلُ. وعوض الدّخول في دوّامة التّبريرات والتّعلّات ورمي الإتّهامات يمينًا وشمالًا والدّخول في تنويعات مزرية على إيقاع نظريّة المؤامرة، وبما أنّ هذا كلّ ما تُجيدون فعله، أنصحكم بإلتزام الصّمت، فلن يطول الوقتُ قبل أن تجد نفسك يا عزيزي المسلم المدافع عن الإسلام ضحيّة نفس الإرهاب الإسلامي النّابع من دينك والذي تحاول التنصّل منه... وقتها فقط أعتقد أنّك ستفهمُ أنّك عشت حياتك كالأحمق تدافع عن المرض الذي سيقتلك. لكن وقتها لن ينفعك التّراجع عن أقوالك ولا الإحتجاج على هذا الإرهاب (هذا إذا كان لديك عقلٌ فعلًا وإستعملته وفهمت الموضوع)، لأنّك قضيت حياتك تدافع عنه وتمدّه بكلّ ما يحتاجه ليحيا ويترعرع ويكبر. ووقتها سنقول: على نفسها جنت براقش.
.
-----------------------------
الهوامش:
1.. مدوّنات الكاتب مالك بارودي:
http://ahewar.over-blog.com
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
https://www.academia.edu/33820630/Malek_Baroudi_-_Islamic_Myths
3.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي