الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن اهم من الدولة والسلطة

آزاد آميدي

2018 / 11 / 4
القضية الكردية




بوعي أو بدونه يتم إخراج القضية الوطنية الكوردية من كينونتها وجوهرها كحركة تحرر وطني ويتم التلاعب بتاريخ وجغرافية وهوية الكورد حسب مشيئة ومصالح نخب سياسية كوردية عميلة وأطراف خارجية . بات الصراع الداخلي بين الأحزاب والنخب الكوردية على السلطة والحكم والمناصب والمنافع الشخصية في ظل الاحتلال هو الهدف الاسمى ، واصبح صراع الجماهير ينصب على البقاء وتأمين متطلبات الحياة اليومية يشغل كل اهتمام وجهد الشعب المنكوب .
انسحبت الجماهير الشعبية أو أجبرت على الانسحاب من ساحة المواجهة مع المحتلين والفاسدين من الكورد انفسهم وباتوا في مواجهة ظروف الحياة القاسية وفي مواجهة ذات طابع استعطافي واستجدائي مع النخب الحاكمة والجهات المانحة ، وتراجعت فكرة الوطن والوطنية إلى أدنى سلم الاهتمام سواء عند النخب أو عند الجماهير . وهكذا في ظل الأوضاع الداخلية الكوردستانية التي لم يسبق لها مثيل في الرداءة في التاريخ الكوردي ، وفي ظل موازين القوى المختلة مع كل من تركيا وايران والعراق وسوريا ، ليس فقط عسكريا بل وحضاريا ،وفي ظل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة ...،فإن المطلوب هو تحرير الوطن والوطنية من القيود والمراهنات على المفاوضات العقيمة و الصراع على السلطة والمنافع الشخصية والحزبية الضيقة وتعزيز الجهود لانهاء الانقسام الكوردي الكوردي ، لأن هذه المراهنات ،خارج إطار إستراتيجية كوردستانية وطنية شاملة توظفهما كتكتيك أو أدوات نضالية مؤقتة، لن تؤدي إلا لضياع الوطن وهو سابق واهم من الدولة والسلطة و.الحزب والعشيرة ...
لسنا طوباويين أو حالمين ولسنا ممن يقولون (كل شيء أو لا شيء) ، وحتى لا نختلف على مقولة (إن السياسة فن الممكن) ، ولكننا نريد الممكن الذي يحافظ على كرامة الشعب ،الممكن الذي يساوم ويفاوض وحتى يتنازل ولكن دون تفريط ودون قطع الطريق على الخيارات الأخرى للشعب ، نريد الممكن الذي يأخذ دون استجداء ومذلة.
نعم نريد سلطة ،ولكن نريدها وطنية كوردستانية موحدة كوسيلة لإنجاز المشروع الوطني الكبير ولو بحده الأدنى وان تتوافق عليها القوى السياسية الكوردستانية ، وليس سلطة منقسمة تصبح هدفا بحد ذاتها للنخب المتصارعة عليها ؟ ونريد دولة ولكن ليس أية دولة ، ليست دولة تفتقد الى ادنى المقومات الانسانية ولا دولة تفتقد الى القوانين والدساتير ولا دولة تحكمها العصابات والميليشيات وسماسرة دماء الشهداء ولانريد دولة كانتونات متصارعة فيما بينها ... حتى وإن حققت مصالح النخب السياسية القائمة .
دعونا نفترض أن المفاوضات مع الدول المحتلة لكوردستان وكل جهود التسوية وكذلك حوارات المصالحة وصلت لطريق مسدود ،وقد وصلت الأمور بالفعل إلى ما هو اخطر من طريق مسدود ، فما هو مصير القضية والشعب الكوردي ؟ وهل ستنتهي القضية الكوردية لمجرد فشل الخيارات السياسية للنخب الحاكمة ؟ هل سيستقر الأمر على واقع الاستيطان والتتريك والتعريب والتفريس في كوردستان ويصبح الشغل الشاغل للمواطنين البحث عن الخلاص والأمن الشخصي ، وتتحول السلطة إلى روابط قرى أو وكيل عن سلطة الاحتلال للقيام بالمهام القذرة والمكلفة نيابة عنه ؟ وهل سيستقر الأمر للانقسام ويصبح (كل من في أيده له) .
إن اخطر ما يهدد وجود امة هو تنكر نخبها وأحزابها لتاريخها وهيمنة استحقاقات الحاضر المتعلقة بالسلطة والحكم على الاستحقاقات الوطنية ، ولكن التاريخ الكوردستاني أثبت أن النخب السياسية وكل أشكال الهيمنة هي التي زالت واندثرت ولم تندثر كوردستان الشعب والأرض ،لأن كوردستان تاريخ يمتد لحوالي ستة آلاف سنة أي قبل مرور العرب والاتراك وغيرهم بوقت طويل.وعلى كل كوردي أن يتذكر دوما أنه عندما جاء العرب والااتراك وجدوا الشعب الكوردي هناك على ارض آبائه واجداده ، ولكن الكورد لم يعمروا طويلا ومن بعدهم توالت أشكال متعددة من الاحتلال والهيمنة وتعاقبت ديانات وثقافات مختلفة ، وهذه كلها أساءة الى ثقافة وهوية الشعب الكوردي وأصبحت جزءا منها عربية وتركية وفارسية وفقد الشعب الكوردي مكونات ثقافته وهويته الوطنية واصبحت هذه الثقافات بديلا عنها ولكن بالرغم من ذلك ما زال الشعب الكوردي موجودا صامدا ومقاتلا ومنفتحا على كل جديد وفارضا وجوده السياسي على العالم .
إذ نذكر بهذا التاريخ بعد التحذير من المخاطر التي تهدد المشروع الوطني الكوردستاني إنما لنؤكد أن مصير الشعوب لا يحدده النخب والأحزاب بل إرادة الشعوب وتمسكها بحقوقها الوطنية، وإن انتكاسة المشروع الوطني بصيغته الراهنة قد يؤجل الحلم بالاستقلال والحرية ولكنه لن ينه القضية الوطنية ، وأمة حافظت على وجودها وعلى تراثها طوال ستة آلاف سنة، أمة تستحق الحياة ومن تاريخها تستمد صمودها .
وهنا نتمنى من القيادة أو القيادات الكوردستانية أن تتوافق على إستراتيجية وطنية لمواجهة تحديات الحاضر ومستقبل القضية الوطنية للمرحلة ما بعد فشل التسويات وجهود المصالحات وإجهاض محاولات الاعداء اينما كانوا ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقف الأونروا عن تقديم خدماتها يفاقم معاناة الفلسطينيين في ق


.. تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.. عشرات الطلاب يتظاهرون بالموت




.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي


.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة




.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل