الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنصرية تحوّلت تياراً عاماً في إسرائيل

أور كشتي

2018 / 11 / 4
القضية الفلسطينية


الحملات العنصرية في تل ابيب والرملة والعفولة قبل الانتخابات المحلية تبرهن على ترسُّخ العنصرية كوسيلة دعائية شرعية. أجل، مئير كهانا كان في السابق، كذلك بنيامين نتنياهو مع الفيلم القصير "العرب يتدفقون بجموعهم الى صناديق الاقتراع" في العام 2015، وما قيل في الماضي بالهمس يقال الآن بصوت عال، دون اعتذار، على طول البلاد وعرضها. مثلما يعود شخص مدمن المرة تلو الاخرى الى المخدرات، فان المرشحين ومستشاري دعايتهم أدمنوا على الطعم الحلو للتحريض والتأجيج المستمر للمخاوف. اذا كان هذا هو مقدمة للحملة الانتخابية للكنيست في السنة القادمة، فمطلوب أن يكون ثمة رد شديد، ليس فقط من جانب مواطنين يخشون على الديمقراطية، بل ايضا من سلطات القانون المسؤولة عن التعامل مع التحريض.
قائمة جزئية من حملة الانتخابات الحالية: في حملة "الليكود" في تل ابيب جاء ضمن امور اخرى "إما نحن أو هم – المدينة العبرية أو (م.ت.ف)"، "إما نحن أو هم – المدينة العبرية أو مدينة المتسللين"، "إما نحن أو هم – تعليم صهيوني أو (منظمة) نكسر الصمت في المدارس". وجدت هذه الرسائل تعبيرها في الدعاية الانتخابية، وفي تعليقات في الشبكات الاجتماعية، وفي الرسائل القصيرة التي وصلت لسكان تل ابيب. في فيلم مرافق ظهرت اعلام فلسطين في شوارع المدينة مع كتابات: "إما نحن، الليكود، الذي سيبقي تل ابيب ويافا في اسرائيل وإما احزاب تؤيد الفلسطينيين تريد يافا اسلامية ودولة متسللين في الجنوب". المسؤول: رئيس قائمة "الليكود" في المدينة، ارنون جلعادي.
في الرملة حذرت دعايات للبيت اليهودي – ظهرت فيها امرأة محجبة وخلفها شموع السبت والنبيذ المقدس – من الزواج المختلط بين العرب واليهود. ومثلما في حالات اخرى في التاريخ، فان التحذيرات تركزت على "اختطاف" نساء من قبل "آخر" قاتم اللون. "مئات حالات الانصهار في الرملة ولا أحد يهتم. غدا يمكن أن تكون هذه ابنتك"، كتب اسفل الاعلان الى جانب الشعار الانتخابي "فقط بيت يهودي قوي سيحافظ على الرملة يهودية". المسؤول: رئيس القائمة هرئيل شوهم.
في العفولة قاد أحد المرشحين لرئاسة المدينة، آفي الكبيتس، حملة فيها اقترح جباية رسوم على زيارة المتنزه ممن ليسوا مواطنين لمنع "احتلال المكان". حتى أنه تعهد بالحفاظ على "لون" المكان ومحاربة "مدينة مختلطة". في حيفا أرادت قائمة "البيت اليهودي" تشكيل قائمة من تجار يهود من اجل التسهيل على الشراء منهم. "أولا الاخوة وبعد ذلك أبناء العم"، شرح رئيس القائمة يوآف رماتي. في اعقاب المطالبة بالغاء القائمة تراجع اعضاء الحزب عن خطتهم. في الاسبوع الماضي تلقى سكان كثيرون في المدينة بيانا في رسالة قصيرة دعاهم للتصويت لـ"البيت اليهودي"، "اذا كانت سيطرة سكان الوسط (العربي) وهروب الشباب اليهود تخيفك". حسب الحزب فان الرسالة القصيرة مزيفة. أول من أمس تلقى سكان كفار سابا بيانا غير موقع جاء فيه "غدا سنطهر كفار سابا من اليساريين! لا تصوتوا للاحزاب اليسارية".
يجب أن نضيف الى كل ذلك حملة جمعية اليمين "المنتدى الجماهيري" التي دعت الى عدم التصويت للمرشحين الذين يستعينون بـ"صندوق اسرائيل الجديد". "لن نسمح للصندوق الجديد بتدمير حياتنا والمدينة"، كتب في الفيلم القصير الذي يعرض اسرائيل في العام 2048، وفيه رئيس الحكومة هو احمد الطيبي، ورئيسة الدولة هي زهافا غلئون، وكتب التوراة اصبحت غير قانونية. المسؤول: ايتي غرانك، نشيط في البيت اليهودي. السم يسري، اعلان نشر في الخضيرة جاء فيه أن الصندوق الجديد يمول احد القوائم – "حزب اليسار المتطرف والحركة الاصلاحية".
غرانك جزء لا يتجزأ من "البيت اليهودي". في السابق قال إن نشاطه في المنظمة الجديدة ليس منسقا مع رؤساء الحزب، ولكن حتى قبل بضعة أشهر وقف على رأس منظمة عليا للجمعيات المتدينة التي تعمل في المدارس العلمانية. رؤساء الجمعيات يتماهون مع "البيت اليهودي". التمييز بين المستوى السياسي و"المنتدى الجماهيري"، "إذا شئتم" ومنظمات مشابهة، هو تمييز مضلل ومصطنع: يدور الحديث عن وجهين لنفس الشيء.
الرد على الحملة العنيفة لغرانك يثير المخاوف من أن الفيروس اخترق النظام الديمقراطي. بدلا من قول الأمر المناسب: إن الصندوق الجديد هو منظمة شرعية ومهمة، جزء من "المتضررين" اختاروا التوضيح بأنه لا علاقة لهم بالحملة. عن دفاع جبان كهذا يجب دفع الثمن في صناديق الاقتراع. لم يُسمع صوت المدعية العامة للدولة المسؤولة عن معالجة التحريض في الانتخابات المحلية. تحت قيادة اييلت شكيد وبنيامين نتنياهو ليس من المؤكد أن صوتها سيسمع حتى في انتخابات الكنيست. العنصرية تحولت الى تيار عام، ويبدو أنها اصبحت مكتملة.
عن "هآرتس"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران