الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معتقل مطار القاهرة

علي جاسم السواد

2018 / 11 / 5
حقوق الانسان


لم اجد وصفا ينطبق على مطار القاهرة ادق واعمق من وصف معتقل، فكل ركن من اركان المطار اصبحت ومنذ وطأت قدماي ارضه وكأنها معتقلا لا تتسع لوجودي او وجود زملائي،فمنذ تلك اللحظة ادركت الحقيقة بعد اليوم المؤلم الذي قضيته مع الوفد الاعلامي لشبكة الاعلام العراقي في مطار القاهرة، فالمعاملة التي عاملنا بها الامن المصري كشفت عن قبح المنظومة البوليسية التي تحكم الشعوب العربية.
قبح يشبه الى حد ما بشاعة جريمة اعتقال واغتيال الاعلاميين في كل مكان يرفض التعاطي مع الحرية ويخشى صوتها وما جريمة خاشقجي ببعيدة عن الاذهان فهي تشبه الجريمة اللا اخلاقية التي ارتكبت بحق الوفد الاعلامي العراقي بعد ان زج به رجال الامن المصري في معتقل المطار، فعناصر الجريمة تكررت لكن باسلوب اخر، فالأمن المصري ارتكب حماقته الكبرى بعد منع دخول الاعلاميين العراقيين واحتجازهم في معتقل المطار بعد سحب الجوازات والهواتف والاجهزة الالكترونية واجبار الوفد على الدخول في سجن بائس يضم عددا من الاشخاص من جنسيات تابعة لدول عرف عن بعض مواطنيها بالانتماء ودعم الارهاب.
وعلى الرغم من ان الوفد مستوفي لجميع شروط الدخول الى مصر بدء من الفيزا مرورا بكتاب الدعوة انتهاء بكتاب الايفاد الرسمي الا ان السلطات اغلقت مسمعها امام صوت الحياء والخجل واصرت على ارتكاب فعلها اللا انساني بحق عدد من الاعلاميين الذين يمثلون المؤسسة الاعلامية الرسمية الوحيدة بالدولة.
في معتقل القاهرة لم ارى الوجوه المصرية الباسمة التي تعودنا على مشاهدتها في الافلام والدراما، ولم يبقى عالقا في مخيلتي سوى نظرات الاستحقار والاستعلاء التي رمقنا بها ضباط الامن المصريين والتي عكست نظرت الانظمة السلطوية التي تحكمهم والتي لا تخشى الاعلام ولا تحسب له اي حساب.
في المعتقل ايضا قضيت مع زملائي ليلة موحشة ذكرتني بمذكرات المعتقلين وحكاياتهم بقصر النهاية وسجون النظام البعثي، ليلة حاول فيها المارد المصري كسر حضارة الرافدين باسلوب غادر لكنه هيهات ان يستطيع، فكل شيء تغير واصبحت الفريسة تطارد الصياد بعد ان اعلن رئيس شبكة الاعلام العراقي مجاهد ابو الهيل تعليق مشاركة وفد الشبكة في مونديال القاهرة للاعلام وعودة الوفد الى الوطن وطالب السلطات المصرية بالافراج عن الوفد المحتجز في معتقل المطار لتدرك حينها الاجهزة الامنية حجم الحماقة التي ارتكبوها وقوة العراق وتكاتفه بعد ان تعالت الاصوات الشعبية والرسمية دفاعا عن الوفد، وعلى الرغم من محاولات الجانب المصري باقناع الوفد بالدخول الى مصر الا ان جميع اعضاء الوفد وفي مقدمتهم الدكتورة هديل كامل رفضوا البقاء في ارض لا تحترم تاريخ وحضارة العراق.
غادرت القاهرة بعد ان غرس غربانها في قلبي جرحا لا يندمل وذكريات مؤلمة ولن اعود لها ثانية مادامت السلطة البوليسية تتحكم بمصيرها.
ولن انسى انا واعضاء الوفد ما جرى في معتقل مطار القاهرة في تلك الليلة الموحشة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا: طالبي اللجوء ا?لى سيرحلون إلى رواندا مهما حدث


.. أهالي الأسرى لدى حماس يتظاهرون في القدس من أجل سرعة إطلاق سر




.. هل تبدأ دول أوروبية ترحيل جميع طالبي اللجوء إلى رواندا؟ | ا


.. مراسلة الجزيرة ترصد إغلاق أهالي الأسرى شارعا قبالة مقر رئيس




.. إعلام إسرائيلي السماح بدخول وفدين من الأمم المتحدة والصليب ا