الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يُرضي الباحث والمؤرخ جميع الأجيال ،والمكوّنات القومية التي تقع في مجال بحثه

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2018 / 11 / 6
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عشتار الفصول:111299
هل يُرضي الباحث والمؤرخ جميع الأجيال ،والمكوّنات القومية التي تقع في مجال بحثه .وخاصة
.عندما يكون البحث بكراً لم يتطرق إليه أحد من قبله؟!!
ما هي ثقافة تلك الأجيال؟!! والتربية التي تلقوها ، بمعناها العام ،والخاص. وحتى تلك المتعلقة بالمعتقدات الدينية والمذهبية ؟! ماهي الظروف الاقتصادية والسياسية لتلك الأجيال؟!!
وأخر ما نطرحه بهذه الجزئية هل يوجد أيّ عَملٍ إبداعي وقد حاز على إرضاء الجميع ؟ .من البديهيأن نقول هذا هو المستحيل بعينه.
لكن يمكن أن نقيس براعة الباحث حينَ يُشغلُ فكر قسم كبير من المهتمين الحرفيين المنتجين للبحث التاريخي أوالأدبي أو العلمي ــ وليس أولئك الذين لايملكون معرفة بالعملية النقدية، وأسسها العلمية ،أو أولئك الذين لم يتمكنوا من محي أميتهم الوطنية .ــ ما يهمنا لمعرفة نجاح المؤرخ أو الباحث حين يُدركُ المهتمين والعاملين في هذا المجال ويقروا له بأنه:
1= باحث يتمتع بثقافة واسعة عن مجال بحثه .
و2ً= ومن ثم هو على درجة عالية من الحرفية والمهنية والأمانة والنزاهة .
3ً= يمتلك أدواته البحثية وصنعته التنقيبية.وخبرته التي تمتد لسنوات طِوال تؤثر في نتائج الآراء التي تؤكد على أنه باحث يُجيد محاورة جميع المكوّنات،كما له معرفة في نشأتها وتاريخها بالإضافة إلى معرفته الأركيولوجية هذا إذا كان بحثه يتناول علم الآثار ..
4ً=ومن صفاته التواضع، والحلم ،والصبر، والأخذ بكلّ معلومة تهم بحثه. وألا يُغفل الأفكار الصغيرة، أو يتمركز حول الأفكار التي تغلب في وجودها الاجتماعي عن تلك المغيبة لابل وضع جميع الأفكار تحت مجهر النقد والمناهج التي يسلكها.

وعليه ألا تتملكه الأنانية في عدم مكاشفة المجتمع فيما توصل إليه بين الحين والآخر ،لابل هو باحث متمكن حين يطرح أفكاره ومنتجه ويُشرك الجميع في صناعة المفهومة أو المعلومة .وهنا يُبن ثقته بنفسه وبأنه ليس بمتسلق أو عابر ٍ ، بل هو عاشقٌ ومتيمٌ وتلميذٌ ومعلمٌ في مدرسة البحث والتنقيب .
أما عن سؤالنا هل يُرضي الباحث المحترف جميع من لهم علاقة ببحثه ،سيما إن كان البحث يُعد بكراً ووليداً جديدا ..
أولاً :قبل الإجابة على هذه الأسئلة ،يجب أن نُرسخ في أذهاننا ،وأذهان الأجيال المقبلة .مفهوما يقوم على أن التاريخ لا يُكتب بالقوة ،وبالتجييش، والتعصب، والشوفينية ،ولا بالمداهنات والمساومات، ولا بتأثير القوى الأكثر سيطرة على الواقع .
ثانياً:هناك فرقاً كبيراً بين الادعاء بأننا كنا موجودين على هذا الجزء من الأرض أو فعلاً كنا نعيش عليها ونُثبت ذلك بتواريخ قابلة للتصديق ،لأنه من السهل أن نُجيش لتثبيت معلومة آلاف المتطوعين الذين لايعرفون ،لاتاريخهم ولا تاريخ غيرهم لكن لغاية في نفس يعقوب ترهم يتمترسون خلف رأي واحد أساسه الشوفينية وليس الواقعية ولا العلمية،فمثلاً إذا تحدثنا في الجانب التاريخي عن وجود جماعة عرقية ولغوية على أرض الجزيرة السورية مثلاً وتأكد لنا بالدليل القاطع ومن خلال تاريخ تلك الجماعة بأنها لم توجد مثلاً عام 1800م في منطقة مغلوجة مثلاً لكن حين نطرح الأمر بما يُخالف شريحة واسعة تراهم يزورون التاريخ في سبيل تسجيل وجود وهمي لهم.فهذا من أكبر الآفات التي ستجعل من أبحاثنا ، أبحاثا خلبية سيأتي الوقت الذي ستُرمى به في مواقد النار .
: ثالثاً:هناك فرقاً بين أن أتجول في المكان مع ماشيتي وإبلي وخيلي لضرورة العيش وبين أن أبني بيوتاً من اللبن أو الحجارة سيان.
وأريد أن أقول رابعاً: الخيمة لا تؤسس لمدينة حتى لو بقيت عشرات السنين في نفس المكان.
هنا نقترب من واقعية أسئلتنا حيث نأتي مباشرة على الأبحاث المتعلقة بالمدن الجزرية
لكوننا نزعم بأن من سبقنا إلى دراستها هم ـالباحث الأستاذ إسكندر داؤود في كتابه (الجزيرة السورية بين الماضي والحاضر). منذ أن طبع كتابه عام 1958م.وأما وصفي زكريا فقد تمركز بحثه حول (عشائر الشام ). والبارون الفون أوبنهايم كتابه الذي وضعه عن (البدو) لم يتطرق بشكل محوري حول أسس المدينة لافي الجزيرة ولا في الفرات .وعلينا ألاّ نغفل بعضا مما جاء في كتب رجالات دين كتبوا عن المدن الجزرية خاصة في رحلاتهم إلى تلك المدن ورغم أن تلك الوثائق هامة إلا أننا نرى بأنها ليست على قدر من الإحاطة بمفهوم البحث عدا كتاب (اللؤلؤ المنثور) للمغفور له البطريرك أفرام الأول برصوم وكتب ممرت بها ككتاب (بلاد مابين النهرين )لمارون عبود وكتب ياقوت الحموي والأدريسي وحتى لو تقفينا شعر الشعراء الذين ذكروا عابراً أسماء مدن قديمة كرأس العين، والمجدل، وعربان ،وطابان، ونصيبين وغيرها، أو كما جاء في أحسن التقاسيم للمقدسي لكن كل هؤلاء ومع ما تختزنه الحوليات السورية للآثار التي تصدرها مديرية الآثار بدمشق من جواهر ، تؤلف كل هذه المحطات علامات فارقة لا يمكن أن نستغني عنها .
. ـ
أما زيارات المستشرقين وعلماء الآثار، وما خلفوه من كتابات فهي الأخرى من أهم المصادر التي نعتمدها لابل تكاد تكون شاهداً على فترة زمنية لولاهم ما عرفناها .
وهكذا الفترة الاستعمارية للدول الغربية التي جاءت للشرق وشمالي أفريقيا .فقد جمعت تلك الفترة العديد من الوثائق التي أشبهها بموانىء ومنارات تُضيء لنا ليالي بحثنا
ونُضيف أخيرا أهمية من جمعنا من أفواههم المعلومة تلو الأخرى ،وخبرنا من خلال إجابتهم الحياة التي عاشوها وترجموها لنا بلغتهم البسيطة فكانوا آلات تصوير لمشاهد لم تعد لولا أنهم حفظوها في ذاكرتهم ، أجل أنهم شهود العيّان الذين رووا لنا عن مواضيع عاشوها أو سمعوا من آبائهم عنها . فهؤلاء أيضاً يستحقون أن نُسجل عنهم أبحاثاً تعتمدها أغلب الجامعات التي تهتم بالبحث ،ومما يؤكد أهميتهم إذْ نجد أغلبهم له اهتمامات تميزه عن أترابه في هذا المجال ، فهؤلاء كالكتب التي لايمكن أن تُطبع مرتين ،وعلينا أن نستغل وجودهم لصالح الحقائق والتاريخ.
كلمة أخيرة( الباحث المؤرخ ).لايمكن أن يُرضي جميع الأجيال ، ولايُمكن أن يُغطي جميع المساحة التي هي مجال بحثه بنفس الوتيرة والزخم.
سيما نحن نتحدث عن باحث مشرقي وليس ذاك الذي يعيش في الغرب فهناك مؤسسات لها قدرة مادية وجغرافية تُمكن الباحث من تحقيق 85% مما يرغب به.
ثم لاعيب على باحث ينتمي لجيل السبعينات والثمانينات من القرن العشرين عندما لم يكن غير الكتب التي في المركز الثقافي مصدره ،وغير تجواله المحفوف بالمخاطر ،والمخاطر هنا ليست المخاطر التي يتم بها تصفيته لكننا نعني بما يأتيه من ثقافة المجتمع الذي يبحث فيه . أؤكد لكموأقسم بالله كم من مرة ٍ سمعتها بإذني ممن كنتُ أتجول بينهم لأخذ معلومة خاصة ممن كانوا خارج مدينة الحسكة حيث أسمعهم يقولون هذا (شبيه(مابه) يجمع معلومات وكاد أنو مخابرات ياجماعة لاتعطونوا أي كلام...خليكم ساكتين. كانوا يتحاشون إعطاء أية معلومة ). أجل الفارق كبير بين من يجلس اليوم وراء جهاز الكومبيوتر ويضع أية أسئلة يريدها في الباحث فيجد ضالته بسرعة البرق وبين من كان يسير في الحر والقر وتحت المطر حتى بدون مظلة وهو يُغالب الريح والمطر العاصف ليصل للمركز الثقافي.أجل ،فرق كبير وشاسع بين ما تحملناه سابقاً وبين من يتصل بالمسنجر أو الوتس آب إلى آخر المعمورة ،ويتلقى الوثائق والمعلومة من صديق افتراضي يبعد عنه آلاف الأميال لهذا علينا ألا نبخس حق هؤلاء المشاعل الأول الذين خطوا لنا تخوم البحث .
ويبقى في نهاية المطاف من الصعوبة بمكان على أيّ باحث أو مؤرخ .أن يكتب شيئاً وآلاف الحمقى تجدهم يتنكرون لبحثه لابل يتفهون تعبه ،وجهوده لا لشيء بل لكونه لاينتمي لعشيرتهم، أو قبيلتهم أو أو…
هنيئاً من يدع له أثراً مهما كانت آراء الآخرين. لايهم مادمت أنت على ثقة من أنك تعمل بمنهجية وعلمية وموضوعية.والتاريخ إن نحن أردنا حقاً أن يكون علميا لانكتبه بالعصبية ولا بالقوة..
اسحق قومي
5/11/2018م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير