الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اكذوبة الوطن العربي

احمد موكرياني

2018 / 11 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


اتخذت مجموعة من المغامرين اللذين تأثروا بحركة القومية الطورانية (تتريك الشعوب المستعمرة من قبل السلطة العثمانية) وكانوا يحلمون بالسلطة من خلال نشر دعوة للقومية العربية والوطن العربي كعنوان لمغامراتهم فنجح بعضهم في الاستيلاء على السلطة الى حين، فاصبح وطنهم العربي المرسوم على الورق ساحة للصراع بين المستعمرين والمهاجرين الاعراب تحت راية الإسلام والسكان الأصليين من الكورد والاقباط والأمازيغ والنوبيين وغيرهم من الاقوام ولا فرق بين الاستعمار الأعراب والاستعمار التركي (قبيلة الترك المنغولية) لأراضي اناضول بشيء وانما يشتركان في العنصرية الاستعلائية والصهر القومي للشعوب الاصلية التي تسكن أراضيها من آلاف السنين قبل الفتوحات الإسلامية والغزو المغولي.

ان اول من أطلق اسم دولة عربية على دولة إسلامية هو عبد العزيز من عائلة السعود فسمى النجد والحجاز والمناطق التي سيطر عليها من الجزيرة باسم المملكة العربية السعودية في عام 1932 رغم تحالفه مع الحركة الوهابية الإسلامية المتطرفة متجاوزا تسمية الدولة الإسلامية التي أسسها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبهذه التسمية كسب دعم الدول الاستعمارية للقضاء على الدولة الخلافة الإسلامية التي كان ينادي بها الشريف حسين لاستعادة الخلافة من الترك المغول لقاء دعمه للإنكليز ضد الدولة العثمانية. ثم تلتها الجمهورية العربية المتحدة والجمهورية السورية العربية وجمهورية مصر العربية، وكأن القادة وشيوخ العشائر كانوا يشككون في عروبتهم فينسبون أنفسهم بتسمية الدول التي يحكموها فتخلوا عن الدين الإسلامي جوهرا والتزموا به ظاهريا في كل دساتيرهم كإعلان انتخابي والرياء، روى أحمد عن محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء"، وحتى ان جمال عبد الناصر دافع عن عروبته في احدى خطبه بأنه من قبيلة أل مرة وهي قبيلة تنقلت من اليمن الى شمال الجزيرة ويدعون بأنهم من قبيلة الحاشد اليمنية، والكل يعلم بآن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو من العرب المستعربة ويرجع نسبه الى النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهو سومري من العراق، ولكن الاعراب عربوا الأصول والاوطان بسبب انتشار اللغة العربية لغة القران على الممالك التي فتحتها الحملات العسكرية الإسلامية، وادعوا ان العرب من اعراب اللغة وليس الجنس. روى البخاري في صحيحه حديث الإسراء والمعراج عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "...........فأتينا السماء السابعةَ، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: من معك؟ قيل: محمدٌ، قيل: وقد أُرسِلَ إليه؟ مرحبًا به ونِعمَ المجيءُ جاء، فأتيتُ على إبراهيم فسلمتُ عليه، فقال: مرحباً بك من ابنٍ ونبيٍّ..." بينما رحبوا به الأنبياء الآخرون به "مرحبًا من أخٍ ونبيٍّ".

اين كان الوطن العربي قبل الإسلام؟

كان الوطن العربي محصورا في اليمن يشاركهم الاحباش، فكان هيلاسيلاسي اخر امبراطور يحكم اثيوبيا يدعي بانه من سلالة ملكة بلقيس ملكة سبأ اليمنية، اما سكان الجزيرة الشمالية فهم قبائل رحل من الاعراب كانت تتنقل بين الصحراء الربع الخالي جنوبا وسهل نهر الفرات والشام ونهر الأردن شمالا وتعلموا اللغة العربية من عرب اليمن من أبناء واحفاد عدنان ابن النبي إسماعيل الذي تزوج من العربية اليمنية القحطانية رعلة الجرهمية التي علمت ابناءها واحفادها اللغة العربية القحطانية. انتقلت بعض القبائل العرب اليمنية بعد انهيار سدة المأرب الى شمال وشمال شرقي الجزيرة ومنهم عائلة ال نهيان الذي سكنوا في دولة الامارات الحالية، لذلك مول رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إعادة بناء سد مأرب التاريخي لأن اصول عائلته تعود الى قبائل المأرب، ويرجع لهم فضل تطوير الامارات الى جوهرة الخليج العربي ومن الكبرى المراكز العالمية جذبا للاستثمارات العالمية، لأنهم عرب قحطانيون وليسوا من الاعراب.

ان الاعراب في الجاهلية لم يدونوا تاريخهم بل ان ثقافتهم كانت محصورة بالشعر فقط، وكانت الحروب مستمرة بين الاعراب على الماء وعلى الوديان الخضراء للرعي، فلم يهتموا بالثقافة ولا بالصناعة حالهم حال الحكام العثمانيين المغول اللذين كانوا طوال فترة حكمهم في غزوات مستمرة للحصول على الغنائم والسبايا وتركوا الثقافة الإسلامية وعلومها التي تطورت في العصر الاسلامي العباسي الى درجة أصبحت بغداد المركز الثقافي العالمي، فتخلفت شعوب المنطقة خلال الاستعمار العثماني المغولي ومازلنا نعاني من نتائجها، وقد تفاخر الطاغية اردوغان بأن السلطان سليمان القانوني قضى ثلاثون سنة من عمره على ظهر جواده في غزواته انتقادا لمسلسل "حريم السلطان التركي" وكأن السلطان سليمان القانوني ابتكر العلوم والثقافة لخدمة المسلمين خلال عهده في السلطنة، بينما عرب اليمن كانوا تجار ومزارعون، بنوا السدود وحولوا الجبال الى مدرجات زراعية وبنوا صهاريج المياه لخزن المياه للشرب والرعي ولتصريف مياه السيول والامطار في منطقة عدن بطريقة هندسية فاقت هندسة عصر بنائها، ووصلوا تجارهم الى قلب افريقيا والى اقصى الشرق الى إندونيسيا، كانت الزراعة والابحار في مجاهيل البحار ثقافة وعلوم تلك العصور يجهلها اعراب الجزيرة، فأطلق الاغريق والرومان على اليمن "العربية السعيدة " "Arabia Felix" ويؤلمني بأن الحرب المذهبية التي يمولها الجمهورية الإسلامية الإيرانية حولت العربية السعيدة الى العربية المنكوبة والتعيسة.

تاريخ تسميات الدول العربية:
1. المملكة العربية السعودية: 1932، يرفعون العلم الإسلامي وتبنوا المذهب الوهابي رياءاً وتثبيت لحكمهم.
2. الجمهورية العربية المتحدة: 1958.
3. الجمهورية العربية السورية: 1961.
4. الجمهورية العربية اليمنية: 1962.
5. جمهورية مصر العربية: 1971.
6. الامارات العربية المتحدة: 1971.

لذا نرى الاستهتار واهدار القيادات الحاكمة من الاعراب والآخرين ادعو عروبة اصولهم للموارد المنطقة لأنهم لا ينتمون الى الأرض التي يحكمونها ولا يملكون حضارة يستمدون منها العزم والتحدي كما هو الحال الآن في الصين، فتخلف العراق ومصر بالرغم حضارتيهما كانتا تضاهيان حضارة الصين ان لم تكونا متقدمتان عليها، فلو حَكمت الارض ابنائها لتمكنت هذه المنطقة من ان تتصدر العالم ماليا بمواردها الطبيعية التي تعتبر المحرك لكل اقتصاديات العالم ولتسيير عجلة التصنيع في العالم الغربي والشرقي، فكيف نفسر عائلة من الاعراب مثل عائلة ال سعود تتحكم بأرض الجزيرة اكبر منتجة للنفط في العالم وهي متخلفة عن العالم حضاريا وصناعيا وثقافيا، ويحتقرهم اكبر المهرج عرفه التاريخ ترامب رئيس اكبر قوة عسكرية في العالم، حيث يهدد ملك سلمان آل سعود بأن بقائهم في الحكم مرتبط بحماية الولايات المتحدة الامريكية لهم ولابد من دفع أموال مقابل حمايتهم للبقاء في الحكم، وهذا ينطبق على قبيلة الترك التي تحكم اناضول فهي على شفى كارثة اقتصادية لن تنهض منها الا بسقوط العنصري الحاقد السلطان اردوغان الذي يتأخذ من الإسلام ذريعة للحكم ومن الاخوان المسلمين كمبشرين له ولحكمه، لأن الترك المغول ليست لهم حضارة إنسانية تحفزهم على التطور والبناء بل تاريخهم رعي الابل في منغوليا والحروب والغزوات بعد استغلال الإسلام كشعار لقبيلتهم.

ماذا حققوا قوميون العرب خلال مسيرتهم بعد التحرر من الاستعمار العثماني:
• استبدال الاستعمار العثماني بالاستعمار الإنكليزي والفرنسي.
• الصراع على كراسي الحكم ابتداء من الصراع بين آل سعود وعائلة الشريف حسين على حكم نجد وحجاز.
• تعيين الاستعمار الانكليزي أولاد الشريف حسين لحكم سوريا والعراق والأردن.
• تجريد شعوب الدول التي تحررت من الاستعمار العثماني من هوياتهم الاصلية وثقافاتهم وفرض اللغة العربية عليهم ثم اعتبارهم عربا لأنهم تثقفوا بثقافة عربية.

اما المتاجرون بالإسلام في العصر الحالي فلا يختلفون عن القوميين العرب بل تجاوزوهم في القتل والتعصب والتخلف، فنرى الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكثر بطشا من القوميين العرب على الشعوب التي تسكن دولة إيران من الكورد والعرب والبلوش، والطاغية اردوغان الذي يتزعم الاخوان المسلمين يتبنى حملة إبادة الكورد في تركيا وسوريا والعراق واما الأحزاب والحركات الإسلامية فهي أكثر دموية حتى من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والطاغية اردوغان، يحرقون ويسبون البشر ويدمرون الاثار الحضارية التي كانت من آيات الله على الأرض تستند اليها آيات القران الكريم، ذكر الله تعالى في كتابه المبين الآيات (اثار اقوام البائدة) الموجودة على الأرض كتذكرة لعباده " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ((20)، عنكبوت)
"قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ " (11)، الانعام). فلم نقرأ آية في القران الكريم تدعوا الى تدمير تراث اثار الحضارات السابقة وان كانت مشركة وظالمة بالرغم من الذكر الصريح لتلك الحضارات التي سادت ثم بادت في القران الكريم وفي الانجيل والتوراة.

ماذا جنيننا من الحركات القومية الاستعلائية والإسلامية المتطرفة غير الملايين من القتلى وتدمير القرى والمدن للسكان الأصليين في الدول المستعمرة:
• إبادة الشعب الأرمني المسيحي في اناضول.
• ثورات الشعب الكوردي في تركيا منذ اعلان الدولة المغولية التركية على ارض اناضول وريثة الاستعمار العثماني.
• ثورات الشعب الكوردي في العراق حتى قبل تأسيس الدولة العراقية والى يومنا هذا.
• عشرات آلاف من الاعدامات في إيران وعدم استقرار المنطقة منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
• حروب أهلية في السودان وتقسيمها الى الشمال والجنوب
• حرب أهلية في لبنان ولم تستقر الأوضاع في لبنان ليومنا هذا.
• حرب مذهبية في اليمن.
• عمليات إرهابية في مصر.
• عدم الاستقرار السياسي في الجزائر.
• حركات احتجاجية لسكان الريف المغربي.

كلمة أخيرة:
• ان قرن الحادي والعشرين سيكون قرن تحرر الكورد والكوردستان والامازيغ في شمال افريقيا فهما أكبر القوميات التي مازالتا تعانيان من الاستعمار والصهر القومي، وانتخاب قبطي رئيسا لجمهورية مصر والقضاء على التطرف القومي والديني في الشرق الأوسط.
• نقبل بالإسلام دينا وباللغة العربية كلغة توحدنا نحن المسلمين ولكن لا يجب انكار حقوق أصحاب الأرض من القوميات والديانات الأخرى في اوطانهم ومعتقداتهم ولغاتهم وثقافاتهم، ونقول كما قالَ رسولُ اللهِ النبي محمد صـلى اللهُ عليهِ وسلـم: "لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى"، فمن يستعلي القومية العربية على الاقوام الأخرى فهو ليس مسلما، فلا يحاول ان يخدعنا بالدستور الإسلامي كدعائية انتخابية ليفرض سيطرته العنصرية على الآخرين، عن تميم بن أوس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم" رواه البخاري ومسلم.
• ان الدين الإسلامي الذي دعا اليه رسولُ اللهِ النبي محمد صـلى اللهُ عليهِ وسلـم لم يفرض الإسلام بالقوة على أحد ولم يدع الى سيطرة القومية العربية على العباد الله، فقد ابلغ الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في سورة الغاشية الآيات (20-26) " فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر، إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم"، أي ان الحساب بيد الله وحده وليس بيد عبده، وفي صحيح مسلم "عن أبي ذر رضي الله عنه قال: "إن خليلي صلى الله عليه وسلم أوصاني أن أسمع وأطيع، ولو كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف" أي لو تولى حبشيا امر المسلمين بالخلافة او الامارة علينا طاعته، بينما السيد طارق الهاشمي، نائب رئيس جمهورية العراق السابق واحد قادة الحزب الإسلامي العراقي، لم يتخلص من الروح العنصرية الاستعلائية مطالبا ان يكون رئيس جمهورية العراق أن يكون عربيا وكأن عراق كان مهداً لقحطان ويعرب، لأنه يفهم الإسلام كسلم للوصول الى الحكم وليس عبادة مخلصة لله، فبدل من ان يطالب برئاسة العراق فعليه ان يثبت بانه عربي قحطاني وان جيناته عربية صافية، فأني اتحداه ان يثبت عروبته جينيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل