الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر المصري طارق سعيد أحمد في ضيافة - دار العرب - للثقافة والفنون

طارق سعيد أحمد

2018 / 11 / 6
الادب والفن


الشاعر المصري طارق سعيد أحمد في ضيافة " دار العرب ":
يأتيني بغتة و يتلبسني حتى انعزل عن العالم الواقعي
حاورته – رانيا بخاري

الولوج إلى عالمه الشعرى يحتاج إلى تودة وبصيرة نافذة ويخيب أفق المتلقي لأنه ليس من أولئك الشعراء الذين تخدنقوا خلف ميراثهم الشعرى يخطون رقع القديم بل تجاوزهم محلقا في فضاء ذاته الشعرية يمارس لذته وفردانيته وهاهو يمضى تحت جنح حريق مولوده البكر إلى عكاظ الشعر " وكالة دار العرب الإخبارية " وعبر الأثير حاورت الشاعر المصري طارق أحمد سعيد لتخرج بالمحصلة التالية :

*عند مطالعة عنوان الديوان يتهيأ القارىء إلى انه يلج إلى رواية تاريخية وليس ديوان شعر إلى أي شي يشى اسم الديوان؟


ــ الآن لدي فرصة عظيمة لأتحدث عن ديواني الأول الذي أحرقته بيدي بعدما كتبت نهايته التي أقول فيها:ــ

حاولت أقول لنفسي
صدقني مش لاقيني
هربان بالعند مني
أبعد.. صوتي يناديني
يقول لي إرجع لنفسك
جدد أيام حنينك
زعقت بعلو حسي
أنا مش قادر
أجيني".
كنت طفلا يُشعر بالتمزق!. بعدما ندمت على فعلتي تلك وطاردتني رائحة دخان ديواني ــ ومازالت تطاردني ــ قررت أن ألتئم ومن ثم أطلقت روحي إلى العالم، كتبت نصوصا "هندسية" بمعنى أنها كانت على شكل مثلث وشبه منحرف ودائرة و..، وقررت أن أضع اسما يشير إلى مشروعي الشعري ولا يفارقه أبدا، فبعد محاولات كثيرة وصلت لتركيبة "تسيالزم" المكونة من جزئين الأول (تــ ســ) وهم أول حروف من إسمي T.S.AHMED وباقي المصطلح _ان جاز التعبير ـ يشير إلى السريالزم، أما اخناتون قد أطلق علي من أصدقائي الأوائل لأنني مُوحد، وحينما قررت النشر تظاهرت بالإخلاص لهذا الطفل القابع في مكان ما في عمقي ومن ثم أطلقت على هذا الديوان "تسيالزم، اخناتون يقول" لأرضيه رغم الاشكالات المفاهيمية التي توقعت أن أصادفها بعد نشر الديوان، لكنني سأستمر في نشر دواوين شعري تحت هذا العنوان مدى حياتي وسوف أميزها بالأرقام لأحقق حلمه القديم المنبثق منذ أكثر من عشرين عام.



* لا انصح كل من استسلم للنمطية إلى آخر القول هل بقولك هذا تنتقى قارئ مغاير او ذو ثقافة ما ..؟


ــ يبدو لي الإبداع كقطعة مغناطيس مهولة تختبئ خلف جدار غير مرئي تتكشف معالمه ويحقق وجوده كلما بصم مبدع بصمة من ابداعه الخاص والخالص ورحل، ولكن في نهاية الأمر من قابل هذا الهول ــ الابداع ــ وجها لوجه؟ أظن لا أحد، كل ما علينا فعله هو أن نلصق بهذا الجدار شيئا منا يلفت انتباه المتلقي وعليه تقع مسؤولية التلقي تلك وفي هذا الشأن عليه أن يحدد مصيره بنفسه.
بهذا الفهم أردت أن اختصر معاناة القارئ أو استفذه فربما يفيق من مخدر قناعاته المتراكمة التي ساهم في بناءها أجيال من شعراء العامية المصرية تنمطت نصوصهم الشعرية بأنماط محدودة أو بمعنى أكثر دقة اتسع العالم من حولها فبدت محدودة تخدم محليا أهداف بعينها ثقافية أحيانا وأخرى سياسية في اطارها الزمني، وهذا ليس تفريغا للمحتوى الشعري وكثافته الشعرية الكامنة داخل هذه النصوص، على العكس تماما فهي أدت أدوارا عظيمة أثناء بثها على جمهورها الآني وقتئذ، لذلك علينا أن نطور أفكارنا ونحدد موقعنا على الخريطة الإبداعية العالمية ونكتب شعرا جديدا وندرك أن ما أنجز من شعر وخصوصا ما كتب بالعامية المصرية يستحق وعن جدارة أن نقيم له متحفا كبيرا نفخر من كونه ارثنا الشعري.ولا أعلم مدى نجاح أو فشل رسالتي تلك التي أردت تشفيرها فكتبت هذا التصدير.




* طارق لا يحلم كيف ترى رأى علماء النفس إذ يرى علماء النفس ان الأشخاص مرتقعي الإبداع تقل لديهم الكوابيس مقارنة مع غيرهم بسبب وجود حالة اتزان وجداني بينما يرى البعض الآخر ان الكوابيس أمر ضروري للإبداع فكيف يأتيك الشعر ؟


ــ بالفعل أنا لا أحلم أثناء نومي! والأدق هو أن الأحلام انقطعت عني منذ زمن بعيد رغم أن الحقيقة العلمية تؤكد مرور الأحلام على أعين البشر يوميا أثناء النوم وتقول الحقيقة العلمية أيضا كما أتذكر أن من يقول مثلي بأنه لا يحلم هو يحلم بالتأكيد ولكنه لا يتذكر ما يمُر عليه من أحلام ليلا.
وكما يؤكد سؤالك يا عزيزتي أن علماء النفس انقسموا في تفسير واقع الأحلام والكوابيس ومدى تأثيرها على المبدع ولست ضد هذا النظريات ولكني لا انحاز لفريق بعينه ضد الآخر، بالنسبة لي اطالع النظريات العلمية من وقت إلى آخر ولكن الأمر يبعد كل البُعد عني وعن كيفية أتيان الشعر لي ورغم أنني اعتبر ذلك سرا لا يمكن أن يطالعه أحدا على الإطلاق لكن نزولا إلى رغبتك والتي عبر عنها هذا السؤال المستفذ والعميق أود أن أقول لك بصوت هامس أن الشعر يأتيني بغتة ويتلبسني حتى انعزل عن العالم الواقعي مهما كان وكانت حالتي وأشرع في الكتابة بقلم اعتدت وافضل أن يكون لون خطه أسود وعلى ورق لا يفارقانني أبدا حتى ينزف قلمي دما.. فأرفعه.




*مدونة الشعر عبارة عن شعر مواجد فهل سبر ذلك الشعر اختلاجات النفس وفوران الجسد وفيض الروح ؟

ــ هذا إن كان يأتيني الشعر من الخارج، فكما اشرت سلفا بأنه يتلبسني لم أقصد بهذا أنه يفارقني ويعود على العكس الشعر لا يفارقني منذ طفولتي ولكن الأمر يشبه وأقرب إلى تحديد ساعة الصفر ــ اللحظة الشعرية ــ التي سوف يبث فيها جرعة شعرية إلى العالم ولي، لذلك لا يسبر الشعر اختلاجات النفس وفوران الجسد وفيض الروح وغيرهم بداخلي، بل يزحف ببطء من أغوارهم في اتجاه الخارج.







*نوفاليس وهلدرلن شيلر اشتغلت أشعارهم فى المؤامة بين المرأة والليل وروح الطبيعة والغيب والغاية فى إهاب ميتافيزيقي فكيف تتألف تلك الأشياء فى لحمة قصيدتك؟


ــ سلام على روح نوفاليس وهلدرلن شيلر في البداية.
أود أن اعترف بأنني أمسكت قلبي بيدي حينما جاءت كلمة (مرأة) في سؤالك، ذلك لأنني أحاول اكتشافها من زوايا أخرى وأضعها تحت مجهرا يحترف إلتقاط التفاصيل المغايره والبعيدة عن ما حفرته الذائقة الشعرية الكلاسيكية المحلية والعالمية في وجداننا الإنساني، اشرت عن تلك المحاولات في احدى النصوص حينما قلت:
زي القمر
كُلك صخور
كُلك حُفر".
لأنني اكتشفت أن هناك ثمة زيف إبداعي مر على الإنسانية كموجة بحر عارية ألا وهو (التمجيد)، ورغم أنه انعكاسة من انعكاسات الشعر لكنه ليس الشعر الخالص، حتى أنني بدأت بنصح أصدقائي المقبلين على الزواج وظنهم مشحون بهذ الهُراء بأن المرأة آلة حربية فريدة تتجمل وتسكب على جسدها البرفنات الحادة سريعة المفعول وعلى جيوش العالم أن تتطور لصد الهجمات غير المتوقعة من سيدة متهورة تعكر مزاجها هناك في احدى زوايا الكوكب.
ومع ذلك مازلت محتفظا بداخلي بهذا العالم الرائع الذي احتلت فيه المرأة عرش الجمال ثم ارجع وأقول لنفسي سرا أن الجمال يكمن في الشاعر الذي كتب عن حبيبته وما بين الحالتين أعيش مع هذا الكائن الغامض تقلبات مزاجي.
الآن هل جاوبت على سؤالك؟.






* يقال ان الشاعر يائسا من البقاء الا بين قوافيها ..؟

ــ لا أريد أن أكون وحيدا بعد هذا الحديث الصحفي!، ولكن لا مفر من أن أنقل تصوري في هذا الشأن بإختصار.
أفرق بين الشاعر والشاعر المبدع فالأول ينغلق على موهبته، والتي من الممكن أن نتفق على حدودها وعناصرها وخصائص تفاعلاتها التي غالبا ما تكون بطيئة الحركة في سياقها المحلي.
وتتباين هنا في هذه البيئة التبادلات الثقافية المؤسسة لفكرة كتابة نص شعري وفقط، له سماته على مستوى الشكل والمضمون ضاربا بجذوره في رقعة جغرافية بعينها تنبع ثقافتها من بئر واحد بنكهة التقاليد والعادات والموروث البعيد وفي هذه الحالة تكتب القصائد بوعي ــ رغم أنه يحافظ على مفهوم الأصالة بشكل أو بآخر ــ لكنه وعلى جانب آخر يقترب أكثر من النسخ وإعادة التدوير وبالتالي دمغ علامة الجودة من قبل كهنة هذا التوجه على النصوص النمطية.. شيء ممل.. أليس كذلك؟.




*المطلع على شعرك يلحظ أسئلة الروح القلقة والتساؤل والبحث والتمرد هل في ذلك اخلاصا لذاتك الشاعرة؟

ــ نعم، ولمن أخلص


*مدرستك الشعرية شاذة عن جغرافيا الشعر ما المغزى؟

ــ لا أتطلع لكتابة نص، بينما أحاول اضافة سنتيمير مربع واحد لجغرافيته الشعرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في